سواء أكان ذلك مدفوعًا لأسباب دينية أو لتخليص الجسم من السموم في بعض الأحيان، فمن المؤكد أنكِ معتادة على الصوم. رغم ذلك، فإن هذه الممارسة الشائعة تستلزم توخي الحذر عندما تكونين حاملًا، وهذا أمر مفهوم. فأثناء الحمل، الطعام الذي تتناوليه يوفر الغذاء ليس لكِ فحسب بل لطفلكِ الآخذ في النمو أيضًا. اقرئي عن وجهات النظر المختلفة التي يتداولها الناس عن الصيام أثناء الحمل، واتخذي الاحتياطات اللازمة إذا قررتِ الصوم، وبدائل الصيام إذا قررتِ الامتناع عنه.
هل الصيام آمن أثناء الحمل؟
لا توجد إجابة واضحة على هذا السؤال. فمن ناحية، كانت النساء تصوم أثناء الحمل لعدة قرون وما زالت لديهن أطفال أصحاء. من ناحية أخرى، تحذر الأبحاث الجديدة النساء من المخاطر التي تنطوي عليها هذه الممارسة.
تشير الدراسات إلى أنه خلال الثلاثة أشهر الأولى، قد يؤدي الصيام إلى انخفاض وزن الجنين عند الولادة، ولكن الفرق هامشي. علاوة على ذلك، أظهرت الدراسات أيضًا أن الأطفال قد يصبحون أقصر وأنحف قليلاً عن المتوسط عند النمو، لكن الفارق ضئيل مجددًا. رغم ذلك، يوصى بطلب مشورة الخبراء من الأطباء المتخصصين قبل الصيام في المراحل المبكرة من الحمل.
الثلاثة أشهر الثالثة هي فترة الحمل التي يشهد فيها الطفل نمواً سريعاً. وخلال هذه الفترة يحتاج الطفل إلى مزيد من التغذية وكميات أكبر من المعادن والفيتامينات للحفاظ على النمو المتسارع. حيث تشير بعض الدراسات إلى أنه إلى جانب الآثار الضارة المحتملة على سرعة النمو، إلا إن الصيام أثناء الحمل في الثلاثة أشهر الثالثة آمن بدرجة كبيرة. لكن يوصى بطلب المشورة الطبية المناسبة قبل اتخاذ قرار الصيام. فسيكون بمقدور الطبيب التحقق من أي مضاعفات قد تنشأ إذا تخليتِ عن الطعام لبعض الوقت، وإسداء النصيحة وفقًا لذلك.
آثار الصيام أثناء الحمل
يمكن أن يتسبب الصيام أثناء الحمل في العديد من الآثار السلبية. بعضها يكون قصير الأجل ويهدأ بمرور الوقت بينما البعض الآخر يكون طويل المدى. فيما يلي بعض الآثار المحتملة للصيام.
- زيادة في احتمال الولادة المبكرة.
- زيادة احتمال الجفاف.
- الصيام يمكن أن يؤدي إلى انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
- انخفاض فترة الحمل.
- يمكن أن يحرم الطفل والأم من التغذية الأساسية.
نصائح للصيام الآمن
إذا قررتِ المضي قدمًا القيام بالصوم أثناء الحمل، إليكِ بعض النصائح والإرشادات للقيام بذلك بأمان:
- تأكدي من تناول الأطعمة الصحية قبل بدء الصوم.
- تجنبي النشاط البدني خلال فترة الصيام لتفادي الشعور بالتعب.
- في حالة الصيام، سيتطلب منكِ التخلي عن الماء أيضًا، لذا عوضي جسمكِ عن المياه المفقودة قبل الصيام.
- افطري فورًا إذا شعرتِ بضعف.
- عندما يحين وقت الإفطار، أحرصي على تناول وجبة خفيفة، لأن الجهاز الهضمي يكون بطيئًا.
- أدرجي القليل من كل أنواع الأطعمة الصحية في إفطارك.
- خططي يومكِ ليكون به أوقات مناسبة للراحة والاسترخاء.
- تجنبي المواقف المرهقة.
- فكري بإيجابية.
علامات تحذير ينبغي مراعاتها
بالرغم من وجود بعض الاحتياطات الواجب اتخاذها أثناء الصيام مع الحمل، إلا أنه توجد بعض العلامات التحذيرية الواجب ملاحظتها، وتشمل ما يلي:
- إذا كان وزنكِ ثابتًا دون زيادة أو نقصان، فقد يعني ذلك أنه يوجد سبب للقلق.
- انخفاض معدل التبول المصحوب بالعطش غالبًا هي علامة على لزوم قطع الصيام.
- إذا كنتِ تعانين من غثيان وقيء، فقد تحتاجين إلى زيارة الطبيب.
- الصداع والألم في أجزاء أخرى من الجسم والحمى هي علامات تحذير لا يجب تجاهلها.
- يمكن أن يكون البول الملون قوي الرائحة علامة على الجفاف وقد يسبب التهابًا بالمسالك البولية (UTI).
- ينبغي معالجة الضعف الشديد والإجهاد على الفور.
أفضل الطرق لقطع الصيام
توجد بعض الاحتياطات الواجبة اتخاذها أثناء الإفطار لتجنب أي ضرر على صحتكِ. وتشمل هذه ما يلي:
- الإفطار ببطء: يؤدي الصيام إلى إبطاء الجهاز الهضمي. ابدئي مع فتات صغيرة لمنح الجهاز الهضمي فرصة للعمل بوتيرة طبيعية.
- اختاري الأطعمة الأولى بعناية: تناولي الكربوهيدرات المعقدة مثل الشوفان والحبوب الكاملة لأنها تُطلق الطاقة ببطء، فضلاً عن تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفاكهة والخضروات البقولية لتجنب عسر الهضم والإمساك.
- تجنب السكريات: يلزم تجنب الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من السكر لأنها يمكن أن تؤدي إلى تقلبات سريعة في مستويات السكر في الدم مما يؤدي إلى الدوخة والإغماء.
- كوني حذرة لما تشربيه: يجب تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والشاي الأسود والأخضر والمشروبات الغازية مثل الكولا أثناء الإفطار.
- قومي بتخزين البروتين: تأكدي من تناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل البيض واللحوم والفاصوليا.
- ابتعدي عن الأطعمة الدهنية: تجنبي الأطعمة المصنعة عالية الدهون، وتناولي البطاطس والحمص بدلاً منها.
بدائل للصيام يوميًا عند الحمل
وعندما يتطلب الأمر الصوم لأكثر من يوم واحد على التوالي، سيلزم استكشاف جميع البدائل المتاحة للصيام اليومي أثناء الحمل.
- في حالة وجود رخصة تتيح عدم الصيام تمامًا أثناء الحمل، فمن الأفضل إتباعها.
- فبدلاً من الصيام يوميًا، يمكنكِ الصيام بالتناوب يوم تلو الآخر أو الصيام بعدد أيام أقل في الأسبوع.
- تبرعي بالمال للجمعيات الخيرية أو استكشفي بدائل أخرى من هذا القبيل لتعويض عدم الحفاظ على الصيام لدافع ديني. هذه الرخص والخيارات والأحكام متاحة للأفراد من جميع الأديان.
- تحققي مما إذا كان بإمكانكِ استبدال الصيام الكامل بأنواع أخرى من الصيام. يمكنكِ التفكير في صيام بتناول الفاكهة أو شرب الماء فقط أثناء الحمل لأنها أقل إرهاقًا مقارنةً “بالصيام الكامل” الذي يتطلب عدم شرب أي ماء أو تناول الطعام لفترة زمنية طويلة.
ينطوي الحمل على الكثير من التغييرات في الجسم وزيادة الوزن والحقيقة أن هناك طفلاً يحتاج إلى تغذية مستمرة يعني وجود بعض الآثار الجانبية المحتملة للصيام أثناء الحمل، وهي كما يلي:
- انخفاض وزن الطفل عند الولادة، وزيادة احتمال ولادة طفل منخفض الوزن.
- زيادة احتمال التعب بنوبات من الدوّار والإغماء.
- قد يؤدي الصيام أثناء الحمل إلى حموضة شديدة.
- زيادة احتمال الولادة المبكرة.
- قد يزيد الصيام أيضًا من احتمال الجفاف.
بالرغم من الجدل المستمر حول آثار الصيام أثناء الحمل مع عدم وجود إجابات واضحة حتى الآن. ألا إنه يجب على النساء اللاتي يخترن الصوم أثناء الحمل مراعاة ما يلي:
- في حالة وجود رخصة تتيح عدم الصيام أثناء الحمل فمن الأفضل استخدامها
- إتباع نصيحة الطبيب وإعطاؤها أهمية بالغة وعدم تجاهلها
- يُنصح النساء بمراقبة أجسادهن، ويلزم إيقاف الصيام فور ظهور علامات الضعف وعدم الراحة.
في حين أن عدم القدرة على الصيام قد تؤثر على النساء عاطفياً – خاصةً إذا كان وفقًا لتعاليم دينية يريدون الالتزام بها، لكن يرجى تذكر أن صحتكِ وصحة طفلكِ أهم من أي شيء في فترة الحمل. أيضًا، سيتاح لكِ دائما العام المقبل للصيام! توجهي إلى الله سبحانه وتعالى واطلبي منه المغفرة عن عدم الصيام، وتوقفي عن الصيام تمامًا إذا استطعتِ. ولا تجبري جسمكِ أبدًا على فعل أشياء قد لا يتحملها!