المشيمة الملتصقة بشكل مفرط (MAP) ، كما يوحي الاسم، هي مشيمة مرتبطة بشكل غير طبيعي بالرحم مسببة مضاعفات أثناء انفصالها أو محاولة فصلها أثناء الولادة. المشيمة الملتصقة هي نوع من الشذوذ في المشيمة.
نعلم جميعًا أنه بعد الإخصاب، جنبًا إلى جنب مع الطفل، هناك عضو آخر يعرف باسم المشيمة ينمو في الرحم. وتتمثل مهمتها في توفير التغذية والأكسجين للطفل المتنامي عبر الحبل السري. بعد أربعة أيام من الإخصاب، تلتصق البويضة الملقحة بالرحم وتبدأ في النمو وتشكيل طبقات متعددة. ستشكل الطبقة الخارجية المشيمة والأغشية التي تشكل كيس الماء، بينما ستتطور الطبقة الداخلية في النهاية إلى جنين.
تبدأ المشيمة في موقع التصاق البويضة الملقحة بالرحم. عادةً ما تغزو المشيمة الطبقة الداخلية للرحم فقط وتشكل روابط مع الأوعية الدموية للأم والتي من خلالها تصل العناصر الغذائية والأكسجين إلى الطفل (في نفس الوقت لا تسمح لدم الأم أن يصل مباشرةً للطفل).
نتيجة لحدوث بعض الشذوذ في جدار الرحم، إذا اجتاحت المشيمة جدار الرحم بشكل أعمق، بعد الطبقة الداخلية فقط، فإنها تتسبب في ما يسمي بالتصاق المشيمة. إذا امتد غزو المشيمة إلى عضلات الرحم، فإن هذا يُعرف باسم المشيمة الملتصقة بالعضلات. إذا توغلت بشكل أكبر، فإنها تُعرف باسم المشيمة المخترقة.
إن معدل حدوث المشيمة الملتصقة آخذ في الارتفاع في الآونة الأخيرة، من 1 من كل 30000 حالة حمل في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وحالة واحدة من بين كل 4000 حالة في السبعينيات إلى حالة واحدة من بين كل 250-500 حالة حمل في عام 2000. ليس من المستغرب أن تتزامن هذه الزيادة مع زيادة معدل الولادات القيصرية من 5.5٪ في السبعينيات إلى 32.8٪ في عام 2012. ولن يكون من الخطأ القول إن المشيمة الملتصقة هي نتاج ثانوي غير مقصود للولادات القيصرية.
تشير إحدى النظريات إلى أن الطبقة الداخلية التالفة لجدار الرحم تحفز حدوث المشيمة في هذا الموقع وهذا ما يسبب التصاق المشيمة. أحد الأمثلة على ذلك هو النسيج الندبي الناتج عن العمليات الجراحية السابقة للرحم. وهذا ما يفسر سبب كون جراحة الرحم السابقة، والعملية الأكثر شيوعًا هي الولادة القيصرية، سببًا رئيسيًا للإصابة بالتصاق المشيمة.
المشيمة الملتصقة البسيطة والمشيمة الملتصقة بالعضلات والمشيمة المخترقة هي الأنواع الثلاثة لاضطرابات المشيمة، وكلها تسبب مشاكل مماثلة ولكن متفاوتة الخطورة. تعتبر المشيمة الملتصقة البسيطة أخفها، وتكون المشيمة المخترقة هي الأشد خطورة لأنها قد تصيب أعضاء أخرى في البطن أيضًا.
أعراض المشيمة الملتصقة أثناء الحمل: (ما ستختبره الأم)
لذلك، إذا كنت تعانين من نزيف مهبلي أو ألم وانقباضات في الرحم في الثلث الثالث من الحمل، فمن المهم مقابلة الطبيب الخاص بك.
علامات المشيمة الملتصقة: (ما سيلاحظه الطبيب)
إذا لم يتم تشخيصها قبل ولادة الطفل، فستظهر المشيمة الملتصقة على النحو التالي:
كما ذكر أعلاه، فإن أي خلل أو اضطراب في البنية الطبيعية لجدار الرحم يجعل الأم عرضة للإصابة بالمشيمة الملتصقة. عاملان من عوامل الخطر الرئيسية هما:
1. ولادة قيصرية سابقة
2. هبوط المشيمة أو انخفاض المشيمة (تغطية المشيمة لعنق الرحم جزئيًا أو كليًا).
هناك زيادة كبيرة في حدوث المشيمة الملتصقة إذا كان كلا من عوامل الخطر هذه موجودًا ويزداد الخطر مع كل ولادة قيصرية لاحقة.
عوامل الخطر الشائعة الأخرى للمشيمة الملتصقة هي:
3. السن أكبر من 35 سنة
4. الحمل عدة مرات
5. النساء اللاتي لديهن أورام ليفية تحت بطانة الرحم
6. النساء اللاتي خضعن لأي عملية جراحية في الرحم، بما في ذلك إزالة الأورام الليفية (استئصال الورم العضلي)، والتوسع والكشط بعد الإجهاض.
7. النساء اللاتي لديهن اضطرابات في بطانة الرحم مثل متلازمة أشرمان (تندب بطانة الرحم بسبب عدوى أو عملية جراحية).
في حالة الأمهات المعرضات لذلك الخطر، سيحاول الطبيب استبعاد أي خلل في المشيمة.
التشخيص أثناء الولادة:
إذا لم يتم تشخيص المشيمة الملتصقة أثناء الحمل، يكون التشخيص سريريًا ويتم الشك على أساس العلامات المذكورة أعلاه. في حالة النزيف الغزير، يصبح الأمر طارئًا ولا يوجد وقت لإجراء أي اختبارات تشخيصية. لا يمكن تأكيده إلا في غرفة العمليات. ولكن عند ارتباطها بالمشيمة المنخفضة، سيشتبه الطبيب في وقت الفحص المهبلي في غرفة المخاض نفسها حتى قبل ولادة الطفل. في هذا السيناريو، قد يقرر الطبيب اختيار إجراء ولادة قيصرية طارئة مباشرةً إذا تم تشخيصك حتى الآن بالمشيمة المنخفضة فقط.
الهدف الرئيسي من علاج المشيمة الملتصقة هو وقف النزيف واستعادة الدم المفقود وإنقاذ الأم عن طريق إزالة المشيمة بأمان مع الرحم أو بدونه.
1. العملية القيصرية المخططة واستئصال الرحم بسبب المشيمة الملتصقة: في الحالات التي يتم فيها التشخيص مسبقًا، يجب على الطبيب والأم مناقشة طرق العلاج الممكنة وفهم النتائج المحتملة. عادةً ما يكون إجراء عملية قيصرية اختيارية مخطط لها عند حوالي 34 أسبوعًا، مع استئصال الرحم (إزالة الرحم بالمشيمة) هو الخيار الأنسب. هذا يمنع المضاعفات التي تهدد الحياة. ولكن إذا كانت لديك رغبة قوية في الاحتفاظ بالخصوبة، فقد يحاول الطبيب اتباع تقنيات تحفظ الرحم عندما يكون فقدان الدم في حده الأدنى. لكن النتيجة لا يمكن التنبؤ بها ولا يوجد ضمان لحمل لاحق. في معظم الأحيان، يكون القرار على طاولة العمليات للطبيب وسيتم أخذ موافقة مسبقة منك على استئصال الرحم المحتمل لأغراض طبية وقانونية.
2. شق البطن الطارئ: إذا تم التشخيص بعد ولادة الطفل، فإن النزيف الغزير والمشيمة غير المنفصلة يستدعيان إجراء شق طارئ للبطن (جراحة يتم إجراؤها لفتح البطن والرحم) مع أو بدون استئصال الرحم.
3. حقن الستيرويد للأم: قد يختار بعض الأطباء إعطاء حقنة الستيرويد للأم قبل استئصال الرحم القيصري المخطط له في الأسبوع 34-35 لتسريع نضوج الطفل.
4. عمليات نقل الدم: قد تكون هناك حاجة لعمليات نقل الدم الضخمة للتعويض عن فقدان الدم الذي قد يصل إلى 3-5 لترات.
1. مهددة للحياة: إن لم يتم تشخيص المشيمة الملتصقة وإدارتها في الوقت المناسب يمكن أن تكون مهددة للحياة. معدل الوفيات يصل إلى 10٪.
2. فقدان الخصوبة: استئصال الرحم هو علاج لهذه الحالة في غالبية الحالات. هذا يعني أن الأم تفقد كل فرص الإنجاب في المستقبل.
3. تلف الأعضاء الأخرى: هناك خطر متزايد من إصابة المثانة، إصابة الحالب، الانسداد الرئوي، الحاجة إلى استخدام جهاز التنفس الصناعي، وزيادة خطر دخول وحدة العناية المركزة.
4. المخاطر المتعلقة بالجراحة والتخدير
لا يوجد تأثير للمشيمة الملتصقة على الطفل. لكن هبوط المشيمة المصاحب قد يسبب صعوبة وتأخير ولادة الطفل مما يسبب المضاعفات المتعلقة بتأخر الولادة.
تهدف الوقاية الأولية إلى تقليل عوامل الخطر. يفضل التخطيط للحمل مبكرًا.
بما أنها من المضاعفات التي تهدد الحياة، يمكن إدارة المشيمة الملتصقة بأمان من خلال التشخيص المبكر. يمكن أن يؤدي إجراء الفحوصات الروتينية وإدراك الأعراض إلى ضمان العلاج في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر.
اخلاء المسؤولية: المعلومات الواردة في هذه المقالة هي مجرد دليل للأغراض التعليمية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها بديل عن المشورة من أخصائي طبي أو مقدم الرعاية الصحية.