السائل السلوي سائل يشبه الماء ويساعد في نمو الطفل. وهو يؤدي الكثير من الوظائف الهامة والتي تعدّ ضرورية للحفاظ على سلامة طفلك أثناء نموه في الرحم وفي تطوره المناسب. دعونا نتعرف على المزيد من المعلومات عن السائل السلوي والأسباب الكامنة وراء انخفاضه لدى النساء الحوامل.
ما السائل السلوي؟
ينمو طفلك ويتطور داخل كيس مملوء بالسوائل يسمى الكيس السلوي. ويمتلئ هذه الكيس بالسائل السلوي. يطوّق السائل السلوي طفلك ويحميه من جميع أنواع العدوى. وهو يحميه أيضًا من التعرض للأذى إذا تعرضت لضربة في بطنك. ويحافظ أيضًا على درجة الحرارة داخل الرحم ثابتة ويساعد في نمو عضلات الطفل وأطرافه ورئتيه وجهازه الهضمي.
تطور الجنين في الرحمعندما يبدأ طفلك في التنفس في الثلث الثاني من الحمل، سيبدأ بابتلاع السائل السلوي وإخراجه لاحقًا بصيغة بول. وهكذا يحافظ الطفل على حجم السائل السلوي حول نفسه.
ما هو نقص السائل السلوي؟
نقص السائل السلوي هي حالة يكون فيها حجم السائل السلوي داخل الكيس السلوي منخفضًا جدًا. ويمكن أن تقيس الطبيبات كمية السائل السلوي بداخلك من خلال تقييم مؤشر السائل السلوي أو قياسات الجيب العميق. فإذا كان حجم السائل أقل من 500 مل لدى النساء الحوامل خلال الأسبوع 32 إلى 36، فعندئذ يشتبه في نقص السائل السلوي.
يُشخّص نقص السائل السلوي في الحالات التالية:
- عندما يكون حجم السائل السلوي أقل من 500 مل
- عندما يكون الحد الأقصى للجيب العمودي أقل من 2 سم
- عندما يكون مؤشر السائل السلوي أقل من 5 سم
ما مدى شيوع نقص السائل السلوي؟
تقارب النسبة المئوية للنساء اللاتي يعانين من نقص السائل السلوي 8 ٪، ويمكن أن يحدث ذلك في أي وقت أثناء الحمل، على الرغم من أنها الأكثر شيوعًا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. إذا كنت على بعد أسبوعين من تاريخ الولادة المحدد، فهناك فرصة كبيرة لأن يصبح السائل السلوي منخفضًا. 12٪ من حالات الحمل التي تتجاوز 41 أسبوعًا من الحمل قد تواجه مضاعفات بسبب نقص السائل السلوي.
ما الدور الذي يؤديه السائل السلوي في نمو الطفل؟
يؤدي السائل السلوي العديد من الوظائف على النحو التالي:
- عندما يتحرك الطفل بحرية في السائل السلوي، يساعد ذلك في نمو العظام والعضلات.
- عندما يستنشق الطفل السائل السلوي ويخرجه، يساعد ذلك في نمو الرئتين.
- عندما يبدأ الطفل في ابتلاع السائل وإفراغه في وقت لاحق، فإنه يساعد في تطور الجهاز الهضمي.
- يحمي السائل السلوي الحبل السري من التعرض للضغط. ونتيجة لذلك، يكون تدفق الغذاء اللازم لنمو الطفل من الأم يكون ثابتًا على وجه العموم.
ويعمل السائل السلوي أيضًا بمثابة مادة تزليق ويساعد في نمو أجزاء الجسم الهشة التي تنمو معًا كأصابع اليدين والقدمين.
ما هو الحجم الطبيعي للسائل السلوي أثناء الحمل؟
يستمر حجم السائل السلوي في التزايد حتى الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل، ويتراوح حجمه بين 800 و 1000 مل، وهنا يعدّ طبيعيًا. وبعد الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل، يبدأ حجم السائل السلوي في الانخفاض استعدادًا للولادة. تنخفض كمية السائل السلوي إلى 600 مل عند الحمل في الأسبوع الأربعين أو عند اكتمال مدة الحمل، وهذا طبيعي أيضًا.
الأعراض الشائعة لنقص السائل السلوي
أثناء فحوصاتك المنتظمة، تراقب طبيبتك عن كثب منطقة البطن بشكل عام. وإذا كانت بطنك لاتنمو على النحو المطلوب، فقد تطلب منك طبيبتك إجراء فحص للتأكد من تطور الطفل أو نموه. وهذا هو أول الأعراض. أما الأعراض الأخرى فهي:
- تذبذب ضغط الدم
- ولادة المولود الأول بوزن وحجم منخفضين
- التسرب المستمر للسائل من المهبل
- عدم زيادة وزن الأم والطفل زيادة كافية
- طول مدّة نمو الطفل
أسباب نقص السائل السلوي
تكون المستويات المنخفضة من السائل السلوي الأكثر شيوعًا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. ويمكن أن تكون أسباب هذا الانخفاض ما يلي:
- تمزّق الكيس السلوي: إذا انفتق الكيس السلوي لديك وتدفق السائل إلى الخارج، فيُدعى ذلك بتمزق الكيس السلوي. وهو يحدث عادةً بالقرب من موعد الولادة. وإذا لم تصلي إلى وقت الولادة، فقد تعطيك الطبيبة مضادات حيوية لحمايتك أنت وطفلك من العدوى ريثما تنتظرين حلول موعد الولادة. وقد تقترح الطبيبة أيضًا تحفيز المخاض.
- المخاطرالصحية : إذا كان لدى طفلك بعض المشكلات الصحية، فقد يصبح حجم السائل السلوي منخفضًا. وأثناء فحص الثلث الثاني من الحمل تحديدًا، يتم تشخيص إصابة الأطفال بخلل في الكلى أو القلب أو الكروموسومات. ويصبح هذا واضحًا في الفحص إذا كان طفلك يعاني من بول أقل. وقد تقترح طبيبتك أيضًا اختبارًا آخر يسمى بزل السائل السلوي للتأكد.
- مشكلات المشيمة: إذا كنت مصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومرض الذئبة أو تسمم الحمل، فقد تفشل المشيمة في توفير ما يكفي من الدم والتغذية لطفلك. في هذه الحالة، قد ينخفض حجم السائل السلوي لدى طفلك، وقد يتعين عليك أن تخضعي لإشراف صارم.
- الأدوية : يجب تجنب بعض الأدوية أثناء الحمل لأنها تسبب انخفاض السائل السلوي. ولا ينصح باستخدام الدواء أثناء الحمل، خاصةً أدوية ارتفاع ضغط الدم ومضادات الالتهابات مثل الإيبوبروفين.
- التوائم المتطابقة إذا اشترك توأمان متطابقان في المشيمة، فقد تحدث أحيانًا مشكلة نقص السائل الذيحيط بالجنين. وفي هذه الحالة، سوف يحصل الطفل الذي يملك دمًا أكثر على كمية أكبر من السائل السلوي، بينما لا يحصل الآخر على ما يكفي منه.
إذا استبعدت طبيبتك كل الأسباب المذكورة أعلاه، فلا يوجد ما يدعو للقلق. في كثير من الأحيان، لوحظ انخفاض في مستوى السائل السلوي بسبب الجفاف خلال الصيف. لذا فإن شرب الكثير من الماء وأخذ قسط كافٍ من الراحة سيفيان بالغرض.
طرق تشخيص نقص السائل السلوي
يمكن استخدام الطرق التالية للكشف عن قلة السائل السلوي.
الموجات فوق الصوتية : إن التشخيص الأفضل والأول لنقص السائل السلوي هو الفحص بالموجات فوق الصوتية. وخلال الفحص بالموجات فوق الصوتية، يقاس حجم السائل السلوي في أربعة أجزاء مختلفة من الرحم، ثم تُجمع جميع القيم الأربع لتنظيم مؤشر السائل السلوي أو AFI. وأيضًا، يتم تقييم كليتي الطفل ومثانته بحثًا عن أي شذوذ. ويشمل التشخيص بالموجات فوق الصوتية أيضًا تقييم نمو الطفل عبر قياس محيط البطن ومحيط الرأس وطول عظمة الفخذ.
- مؤشرالسائل السلوي : يُقاس AFI بالموجات فوق الصوتية، وهو اختبار واسع النطاق وآمن. يساعد هذا الاختبار طبيبتك في تحديد حجم السائل السلوي في الرحم.
- فحص المنظار العقيم : يجري الأطباء هذا الاختبار للتحقق من نطاق الحركة الناتج عن تمزّق غشاء الكيس السلوي، ما يؤدي بدوره إلى تسرب السائل السلوي.
- الجيب العمودي الأقصى: يستخدم هذا الاختبار للتحقق من حجم السائل السلوي في الجزء الأكثر سمكًا في الرحم والذي لا يتضمن جزءًا من الجنين ولا الحبل السري.وهنا أيضًا، تُستخدم الموجات فوق الصوتية لإجراء هذا الاختبار.
- اختبارات الدم : يمكن أن تساعد اختبارات الدم، مثل فحص مصل الأم، في اكتشاف نقص السائل السلوي.وهي تسمح للطبيبة أيضًا بالتحقق مما إذا كان طفلك يعاني من أي مشاكل خلقية مثل متلازمة داون.
- تجعّد الكيس السلوي: إذا كنت حاملاً بتوأمين متطابقين، فربما يكون لديك تجاعيد في الكيس السلوي بسبب طيّ الغشاء بين التوأمين.ومن خلال فحص الخط السلوي بشكل صحيح، يمكن للأطباء اكتشاف ما إذا كان كلا الطفلين يحصل على كمية كافية من السائل السلوي أم لا.
إذا كانت أي من التقييمات المذكورة أعلاه تشير إلى نقص السائل السلوي، فيجب على فريق من الخبراء إدارة الحمل والولادة.
من هن أكثر عرضة للعوامل والأخطار التي تؤدي إلي النقص في السائل السلوي
بعض النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بنقص السائل السلوي عن غيرهن. وتشمل عوامل الخطر ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
- داء السكري
- مشاكل المشيمة
- الذئبة
- البدانة
إذا كنت تواجهين أيًا من هذه المشكلات أثناء الحمل، فمن الحكمة التحقق من مضاعفات الحمل.
كيف يؤثر نقص السائل السلوي على طفلك؟
هناك العديد من المشكلات الخطيرة المرتبطة بنقص السائل السلوي إذا تم تشخيصه خلال الثلث الأول والثاني من الحمل. وإذا كُشف عن نقص السائل السلوي في الثلث الثالث من الحمل، فيمكن السيطرة على الوضع، حيث إن الأطباء مجهزون جيدًا لمعالجة المضاعفات في هذه المرحلة. وتتضمن المشاكل المرتبطة بنقص السائل السلوي ما يلي:
- قد يولد طفلك مصابًا بإعاقات خلقية شديدة مثل فقدان الأعضاء الداخلية أو الخارجية أو تشوه العظام مثل خلل التنسج أو القدم المشوهة.
- ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى وفاة جنين أو موت الجنين داخل الرحم بعد الأسبوع العشرين من الحمل. ويموت بعض الأطفال بعد الولادة بمدّة وجيزة.
- الإجهاض بعد الأسبوع العشرين هو أحد المضاعفات المرتبطة بنقص السائل السلوي.
- يولد الأطفال قبل الأوان قبل الأسبوع السابع والثلاثين ويكون وزنهم منخفضًا جدًا وأعضاؤهم غير مكتملة التطور.
- إذا تم تشخيص نقص السائل السلوي خلال الثلث الثالث من الحمل، فقد يولد الطفل بنمو محدود، وينضغط حبله السري أثناء المخاض ويستلزم الأمر الولادة القيصرية.
مضاعفات نقص السائل السلوي
ندرج أدناه بعضًا من المضاعفات الوخيمة أو التأثيرات الناتجة عن نقص السائل السلوي:
- متلازمة ضغط الجنين
- متلازمة الشريط السلوي
- نقص التنسج الرئوي
- التهاب الجنين الحاد
تشكل هذه المضاعفات خطرًا كبيرًا على حملك وقد تؤثر سلباً في الطفل.
علاجات نقص السائل السلوي
إذا تم تشخيص نقص السائل السلوي في الثلث الثالث من الحمل، فسيكون الأطباء مجهزين بشكل جيد للتعامل معه. وأيضًا، إذا كانت الحالة معتدلة، فلا تتطلب أي علاج في الثلث الثالث من الحمل. ستفضل الطبيبة فقط إبقاءك تحت المراقبة لإدارة نقص السائل السلوي. ولكن إذا تم تشخيص قلة السائل السلوي في الثلث الأول أو الثاني، فقد يتم اتباع العلاجات التالية للتعامل مع نقص السائل السلوي في الرحم.
- تسريب السائل السلوي: في هذا العلاج، يسرّب الطبيب كلوريد الصوديوم في كيس السلى من خلال قسطرة داخل الرحم عند درجة حرارة الغرفة.
- التحويلة السلوية المثانية: إذا كان السائل السلوي منخفضًا بسبب عدم قدرة طفلك على التبول، فستحاول الطبيبة تحويل بول طفلك بمساعدة التحويلة السلوية المثانية. وعلى الرغم من أن هذا الإجراء سوف يعتني بنقص السائل السلوي في الرحم، إلا أنه لا يضمن الأداء الفعال لكليتي الطفل أو رئتيه.
- حقن السوائل: هذه طريقة مؤقتة لعلاج قلة السائل السلوي عن طريق حقن سائل بمساعدة بزل السائل السلوي.
- التميّه الأمومي : هنا، تنصح الطبيبة بشرب الكثير من الماء وإعطائك السوائل عن طريق الوريد والفم لزيادة حجم السائل السلوي. وهذا الحل قابل للتطبيق إذا تسبب الجفاف في قلة السائل السلوي.
- الراحة في الفراش: إذا كنت تعانين من نقص السائل السلوي، فستبقيك طبيبتك تحت المراقبة وتنصحك باستكمال الراحة في الفراش. يمكن أن يساعد الترطيب المناسب والراحة الكاملة في الفراش في زيادة المساحات داخل الأوعية الدموية، وبالتالي توفير مساحة أكبر للسائل السلوي.
- إنهاء الحمل : قد يكون الأسوأ من ذلك كله هو الإنهاء الطبي للحمل بسبب القلة الحادة في السائل السلوي خلال الثلث الأول من الحمل. لكن هذا القرار قد يكون هو الأفضل لك ولطفلك، لأن الطفل قد يولد بعيوب شديدة ومتعددة.
ستشرك طبيبتك عادةً أخصائيةً في طب الجنين الأمومي لعلاج قلة السائل السلوي. والغرض من ذلك هو التعامل مع المضاعفات الشديدة التي قد تحدث لدى طفلك بسبب انخفاض السائل السلوي، مثل موه الجنين والتشوهات الخلقية.
كيف يمكنك منع نقص السائل السلوي؟
لا يمكن منع نقص السائل السلوي تمامًا من الحدوث، ولكن قد تؤدي بعض الاحتياطات أثناء الحمل إلى تقليل فرص نقص السائل السلوي أثناء الحمل.
- اشربي الكثير من الماء وحافظي على نسب المياه داخل جسمك. فالعديد من حالات نقص السائل السلوي ناتجة عن الجفاف.
- تناولي طعامًا صحيًا واستمعي إلى طبيبتك. واستشيري أخصائية التغذية إذا لزم الأمر.
- لا تأخذي أي أدوية دون التحدث إلى طبيبتك، ولا حتى المكملات العشبية أو الفيتامينات.
- مارسي الرياضة بانتظام دون إجهاد نفسك. مثل المشي بانتظام أو اليوغا قبل الولادة مفيدان أثناء الحمل.
- توقفي عن التدخين، فهو يؤثر في رئة طفلك مباشرة.
- احرصي على الالتزام بمواعيد الفحص قبل الولادة. إن الفحص الدوري فقط يساعد طبيبتك في تحديد أي مشكلة أو تشوهات أثناء الحمل.
يمكن أن يكون نقص السائل السلوي خفيفًا أو شديدًا. وفي كلتا الحالتين، تود طبيبتك أن تبقيك تحت إشراف دقيق. التزمي بمواعيدك واستشيري طبيبتك في حال وجود أدنى شكوك. وكوني في حالة تأهب وراقبي الحمل بعناية.