التهاب الكبد الفيروسي سي هو مرض يؤثر على الكبد، ويعاني بعض الأطفال بالتهاب الكبد الفيروسي سي عند الولادة بسبب إصابة أمهاتهم بهذا المرض. لذلك، عندما تكونين حاملاً، من الضروري تشخيص التهاب الكبد الوبائي سي. دعونا نلقي نظرة على بعض المعلومات التي يمكن أن تساعدك في معرفة المزيد عن التهاب الكبد سي وآثاره أثناء الحمل.
ما هو التهاب الكبد الفيروسي سي؟
التهاب الكبد سي هو مرض يؤثر على الكبد، وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من التهاب الكبد: التهاب الكبد أ وبي وسي. يمكن أن تعاني من التهاب الكبد سي عندما تتعرض لسوائل الجسم أو دم شخص مصاب بالتهاب الكبد سي.
هل يجب اجراء اختبار للكشف عن التهاب الكبد الفيروسي سي أثناء الحمل؟
النساء الحوامل المصابات بالتهاب الكبد سي، على وجه الخصوص، قد يلدن طفلًا دون معرفة بأنهن مصابات بالتهاب الكبد الفيروسي سي. إن انتقال الفيروس من الأمهات إلى الرضع من أكبر العوامل المساهمة في الإصابة بالتهاب الكبد سي في مرحلة الطفولة. لذلك، من الأفضل إجراء فحص دم أثناء الحمل. يستخدم اختبار الأجسام المضادة لالتهاب الكبد الفيروسي سي في الحمل لتحديد ما إذا كنت تعانين من التهاب الكبد سي أم لا.
عادةً ما يقوم الأطباء باختبار النساء الحوامل اللاتي يشعرن أنهن معرضات لخطر الإصابة بالتهاب الكبد سي.النساء اللواتي تناولن الأدوية عن طريق الحقن أو الإبر الملوثة معرضات للخطر ويجب فحصهن قبل محاولة الحمل وأثناء الحمل.
أعراض التهاب الكبد الفيروسي سي أثناء الحمل
إن أعراض التهاب الكبد الفيروسي سي لا تكون دائما واضحة ولا تظهر لسنوات عديدة بعد الإصابة. يُعرف الأشخاص المصابون بالفيروس في الكبد لأكثر من 6 أشهر باسم حاملات أو المصابات بالتهاب الكبد سي. يعيش العديد من هؤلاء المصابات لسنوات عديدة دون مشاكل صحية كبيرة.
في البداية، عندما تصابين بالتهاب، قد تشعرين بالتعب الشديد وعدم الراحة.
الطريقة الوحيدة المؤكدة لتأكيد ما إذا كنت تعانين من التهاب الكبد سي أم لا هي إجراء فحص دم.
في بعض الأحيان، لا يوجد أي أعراض على الإطلاق. في حالات أخرى، قد تكون هناك أعراض خفيفة أو غير واضحة، ويمكن الخلط بينها وبين أعراض لمرض آخر، ومع ذلك قد يتسبب الفيروس في تلف الكبد بدون علم المريض، وإذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تلف الكبد (مرض الكبد) أو سرطان الكبد.
قد تلاحظين بعض الأعراض التالية إذا كنت تعانين بالتهاب الكبد سي المزمن:
- التعب
- آلام العضلات
- الغثيان
- الإكتئاب
- ألم في الكبد أي في أعلى الجانب الأيمن من بطنك
- ضعف التركيز أو الحفظ
- تعاني البعض من اليرقان
كيف ينتشر التهاب الكبد سي أثناء الحمل؟
يجب فحص النساء المصابات بعوامل خطر الإصابة بالتهاب الكبد سي أثناء الحمل. السؤال الذي يزعج المرأة المصابة بالتهاب الكبد سي هو، هل يمكن أن ينتقل التهاب الكبد سي إلى الطفل؟ تشير بعض الدراسات إلى أن التهاب الكبد يصيب 0.6٪ -2.4٪ من جميع حالات الحمل مع معدل انتقال إجمالي من الأم إلى الرضيع من 8٪ إلى 15٪. تشير دراسة أخرى إلى أن فرص الانتقال من الأم إلى الرضيع أقل بنسبة 1-8٪.
تؤدي العوامل الموجودة قبل الحمل أو أثناء الحمل أو بعد الحمل إلى زيادة خطر انتقال التهاب الكبد سي من الأم إلى الطفل. تتضمن بعض هذه العوامل التمزقات المهبلية أو العجان وارتفاع الحمل الفيروسي أثناء الولادة والإلتهابات المشتركة لفيروس نقص المناعة البشري (HIV).
إن الإصابة المشتركة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV) عامل ضروري يزيد من فرص نقل فيروس الكبد سي من الأم إلى طفلها إذا كانت مصابة أيضًا بفيروس نقص المناعة البشرية. يبلغ معدل انتقال النساء الحوامل المصابات بالتهاب الكبد وفيروس نقص المناعة البشرية حوالي 17 إلى 25 في المائة. لكن خطر الانتقال يتراوح بين 0 و 18 في المائة إذا كانت الأم مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بدون أي تاريخ سابق من عمليات نقل الدم أو إستخدام المخدرات عن طريق الوريد.
ينتشر التهاب الكبد سي أيضًا عن طريق استخدام العقاقير الوريدية وعن طريق إبر الوشم بسبب عدم تعقيم الإبر والدهانات.
ما هي أسباب التهاب الكبد سي عند النساء الحوامل؟
فيما يلي الأسباب الرئيسية لانتقال التهاب الكبد سي. يرجى ملاحظة أن هذه الأسباب لا تقتصر على النساء الحوامل:
- إجراءات علاج طب الأسنان أو الإجراءات الطبية باستخدام معدات غير معقمة بشكل مناسب.
- يمكن أن يؤدي نقل الدم بدون إجراء فحص إلى زيادة خطر انتشار التهاب الكبد سي
- إعادة استخدام المحقنة أو الزراقة
- التعرض للدم الملوث
- استخدام إبر ملوثة التي تستخدم لثقب الجسم أو الوشم
- مشاركة الملحقات مثل المقص وشفرات الحلاقة وفرشاة الأسنان وغير مع شخص مصاب بالمرض.
- ممارسة الجنس مع شخص مصاب بالمرض.
ملاحظة: إن استخدام الأدوية ومشاركة الملاعق والإبر والمرشحات أثناء حقن المخدرات سبب شائع للإصابة بالتهاب الكبد سي.
تشخيص التهاب الكبد الفيروسي سي
يتم تشخيص التهاب الكبد الفيروسي سي من خلال فحص الدم. وهذا الاختبار ليس من الاختبارات العامة التي تجريها جميع النساء الحوامل.
ومع ذلك، إذا تواجدت عوامل خطر الإصابة، سيوصيك الطبيب بإجراء اختبار التهاب الكبد سي أثناء الحمل. إذا كنت تشعرين أنك مصابة بالإلتهاب، فيجب عليك استشارة طبيبك لإجراء الاختبار.
إذا كنت تعانين من التهاب الكبد سي، فيمكن أن لا تلاحظي أي أعراض على الإطلاق. أو قد تلاحظين أعراض مثل الأنفلونزا والتعب والغثيان وآلام العضلات والقلق والاكتئاب والتي قد تخلط بينها وبين شيء آخر. فإن اختبار الدم هو الطريقة الوحيدة لتشخيص مؤكد.
عامةً ما يكون هناك نوعان من الاختبارات لتحديد الإصابة بالتهاب الكبد سي. يُعرف الاختبار الأول باسم اختبار “الأجسام المضادة” أو اختبار التهاب الكبد سي. يتحقق هذا الاختبار من وجود أجسام مضادة لإلتهاب الكبد سي في جسمك. الأجسام المضادة هي جزيئات ينتجها جسمك للتعامل مع الإلتهابات. تشير نتيجة الأجسام المضادة الإيجابية إلى أنك مصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي، وينتج جسمك أجسامًا مضادة للتعامل معه. ولا يشير هذا الاختبار إلى الإصابة بالتهاب الكبد سي المزمن.
إذا كانت نتيجة اختبار الأجسام المضادة إيجابية، فسيتم إجراء اختبار آخر يسمى اختبار الحمل الفيروسي لالتهاب الكبد سي للتحقق مما أنك مصابة بفيروس التهاب الكبد سي. تشير النتيجة الإيجابية في هذا الاختبار إلى إصابتك بالتهاب الكبد الوبائي سي المزمن وقد تعاني في النهاية من مشاكل صحية بسبب الفيروس.
علاج التهاب الكبد سي أثناء الحمل
هناك سلالات مختلفة من التهاب الكبد سي، ويختلف العلاج حسب إصابتك بفيروس. يعتمد أيضًا على الحمل الفيروسي وهل الكبد مصابًا أم لا.
لا يمكنك إستخدام الأدوية المعتادة الموصوفة لعلاج التهاب الكبد سي أثناء الحمل. لذلك، قد يوصيك طبيبك بالانتظار حتى الولادة قبل القيام بالعلاج إذا كنت تعانين من التهاب الكبد سي. في بعض الأحيان، قد يُنصح بالانتظار لأن هناك احتمالية أن يقتل جهازك المناعي الفيروس في غضون بضعة أشهر فلا تحتاجين إلى العلاج.
وأثناء فترة الانتظار، يُنصح بتقليل الضرر والخطر عن طريق إجراء تغييرات في نمط الحياة مثل:
- الإقلاع عن التدخين
- تناول غذائي صحي ومتوازن
- ممارسة التمارين بانتظام
لعلاج التهاب الكبد سي، يتم استخدام الأدوية التي تسمى بيغنتيرفيرون أو بيغ–إنتيرفيرون (PEG-INF) و ريبافيرين. في بعض الأحيان، قد يتم ضم دواء آخر يسمى بوسيبريفير أو تيلابريفير مع دواء آخر. لكن إستخدام كل من هذه الأدوية غير آمن أثناء الحمل. يمكن أن يسبب ريبافيرين عيوب خلقية خطيرة وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى وفاة الطفل.
تأثير التهاب الكبد سي على الحمل
تشير الأبحاث إلى أن أطفال النساء المصابات بالتهاب الكبد سي قد يولودوا قبل الميعاد الطبيعي للولادة ويعانون من الوزن المنخفض عند الولادة ويواجهون أيضًا خطر تقييد النمو داخل الرحم (تأخر النمو). قد تعاني الأم من مشاكل متعلقة بالكبد أو قد تواجه صعوبات مرتبطة بالحمل.
تشير دراسة أجريت على عينة من المرضى الداخليين على مستوى الولايات المتحدة إلى زيادة خطر الإصابة بسكري الحمل والولادة المبكرة والولادة القيصرية لدى النساء المصابات بالتهاب الكبد سي أثناء الحمل.
إذا تحاول المرأة المصابة التهاب الكبد سي الحمل، فمن الضروري الانتظار حتى نهاية العلاج من المرض قبل محاولة الحمل. تكون المساء المصبات معرضات لخطر العيوب الخلقية في أطفالهن. لذلك، أثناء العلاج، سيحتاجن إلى وسيلة فعالة لمنع الحمل حتى ينصح الطبيب أنه من الآمن محاولة الحمل. قد يؤثر ريبافيرين أيضًا على الحيوانات المنوية، لذا استشري طبيبك حول تناوله. يجب أيضًا إيقاف العلاج بالإنترفيرون أثناء الحمل لأن تأثيره على الطفل لا يزال غير معروف.
هل سيؤثر التهاب الكبد سي على طفلي؟
هل يمكن أن يصاب الطفل بالتهاب الكبد سي من الأم؟ كما تمت مناقشته سابقًا، فإن فرص انتقال التهاب الكبد سي إلى الطفل الموجود في الرحم أو أثناء الولادة قليلة. ولكن تزداد احتمالية إصابة الطفل بالتهاب الكبد سي إذا كانت الأم مصابة بمستويات عالية من الفيروس أو مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. بالرغم من أن فرص إصابة طفلك بالتهاب قليلة لكنه من الأفضل إجراء الاختبار للطفل عندما يبلغ سنة واحدة من العمر. الاختبارات التي يتم إجراؤها قبل سنة واحدة من العمر تفشل في إظهار نتائج دقيقة.
هل هناك أي علاج للأطفال الذين يولدون مصابين بالتهاب الكبد الوبائي سي؟
إذا كان الطفل مصابًا بالتهاب الكبد الوبائي سي، فيجب استشارة الأطباء الذين يعالجون الأطفال المصابين بالتهاب الكبد سي لتوفير الرعاية المستمرة. قد يحتاج الطفل إلى فحوصات بالموجات فوق الصوتية أو الاختبارات ذات الصلة مع الاختبارات والفحوصات المنتظمة. ولا يتناول الأدوية لجميع الأطفال المصابين بالتهاب الكبد سي. ويختلف علاجه من طفل لآخر ويعتمد على ما هو الأفضل للطفل المصاب. قد تحتاج النساء المصابات بالتهاب أيضًا إلى الأدوية المضادة للفيروسات بعد الولادة.
يولد الأطفال الذين أصيبت أمهاتهم بالتهاب الكبد سي بأجسام مضادة للفيروس في دمهم. لكن تختفي هذه الأجسام المضادة بمرور الوقت إذا لم يكن الطفل مصابًا بالتهاب.
كيفية حماية الطفل من التهاب الكبد سي
كما ذكر سابقًا، إذا كنت مصابة بالتهاب الكبد سي، فهناك احتمال واحد من بين عشرين أنك ستنقلينه إلى طفلك. يكون الخطر أكبر إذا كنت مصابة أيضًا بفيروس نقص المناعة البشرية ولا تقومين بعلاجه. لسوء الحظ، لا توجد هناك أي طريقة لمنع انتشار التهاب الكبد سي إلى الطفل.
ما هي التأثيرات على المدى الطويل لالتهاب الكبد سي؟
التهاب الكبد سي هو التهاب يمكن أن يستمر بسهولة دون اكتشافه لفترة طويلة لأنه لا يمكن ملاحظة أعراضه أو لا تظهر على الإطلاق. بينما في بعض الأحيان، قد يتخلص الجسم من فيروس التهاب الكبد، من الممكن أيضًا أن يبقى في الكبد. حاملو التهاب الكبد الوبائي سي هم الأشخاص المصابون بالفيروس بداخلهم لأكثر من ستة أشهر. هناك احتمال أن يصاب البعض منهم بسرطان الكبد أو تلف الكبد. تحدث هذه المضاعفات عادة بعد سنوات عديدة من الإصابة بالفيروس.
هل يمكنك إرضاع طفلك رضاعة طبيعية إذا كنت تعانين من التهاب الكبد سي؟
الرضاعة الطبيعية آمنة إذا كنت مصابة بالتهاب الكبد سي، ولكن لا تكون آمنة إذا كنت مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. هناك خطر من انتقال الالتهاب إلى الطفل بسبب شق الحلمة أو النزيف. إذا كنت تتناولين أدوية لالتهاب الكبد سي، فيُنصح بعدم إرضاع طفلك رضاعة طبيعية لأنه يمكن أن ينتقل الدواء إلى الحليب. يُنصح دائمًا باستشارة طبيبك قبل البدء في الرضاعة الطبيعية.
المضاعفات المرتبطة لالتهاب الكبد سي
قد تتأثر النساء الحوامل المصابات بالتهاب الكبد سي بالمضاعفات المرتبطة بالكبد والمضاعفات المرتبطة بالحمل.
أثبتت الدراسة التي أجريت في ولاية واشنطن أن الأطفال المولودين لنساء مصابات بالتهاب الكبد سي هم أكثر عرضة لوزن منخفض عند الولادة، سيحتاجون إلى الأكسجين في مرافق العناية المركزة. وأثبتت الدراسة أيضًا أن هؤلاء النساء معرضات لخطر الإصابة بسكري الحمل خاصة إذا اكتسبن الكثير من الوزن أثناء الحمل.
حقائق هامة عن التهاب الكبد سي والحمل
الآن بعد أن تناولنا التهاب الكبد سي بالتفصيل ، دعبنا نكرر بعض الحقائق الهامة عن التهاب الكبد سي والحمل.
تحمل معظم النساء ما بين 20 و40 عامًا من العمر. وتزداد حالات التهاب الكبد سي لدى النساء المنتميات إلى نفس الفئة العمرية. يجب اختبار النساء اللواتي تتخدمن الإبر الملوثة من أجل التهاب الكبد سي قبل الحمل وبعد الحمل
يرتبط انتقال فيروس التهاب الكبد إلى الطفل بمستويات الحمض النووي الريبي في دم الأم، وتكون النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية وبفيروس التهاب الكبد أكثر عرضة لخطر نقل الفيروس إلى أطفالهن، ولا توجد هناك طرق وقائية لتقليل فرص انتقال التهاب الكبد سي إلى الطفل.
خلال فترة الحمل، يجب التوقف عن تناول بعض الأدوية. مثلاً، يجب إيقاف العلاج بالإنترفيرون لعلاج التهاب الكبد سي. يوصى أيضًا بعدم محاولة الحمل أثناء العلاج بالإنترفيرون والريبافيرين. تزيد هذه الأدوية من فرص الإصابة بعيوب خلقية عند الجنين. تجنبي الرضاعة الطبيعية أثناء هذا العلاج أيضا.
من المؤكد أن التقدّم في التكنولوجيا الطبية والبحوث ستغير نموذج علاج التهاب الكبد سي خاصة عند النساء الحوامل والأطفال. يُنصح دائمًا باستشارة طبيبك إذا تلاحظين أو تشعرين بأنك معرضة لخطر الإصابة بالتهاب الكبد سي أو الإصابة بالتهاب الكبد أثناء الحمل.