تناول السمك أثناء الرضاعة الطبيعية – هل هو آمن؟

من المؤكد أن حملك كان محفوفًا بالأسئلة عما إذا كان بإمكانك تناول نوع معين من الطعام، وربما كنت تتطلعين إلى الولادة حتى تتمكني من العودة إلى تناول ما تريدينه، لكن هناك بعض أنواع الأطعمة التي لا يجب على الأمهات تناولها حتى أثناء الرضاعة الطبيعية لأطفالهن.

تسببت الأسماك في الكثير من التساؤلات بين الأمهات أثناء فترة الحمل، وبالمثل لابد من التفكير طويلاً قبل طهي السمك أو إدراجه في وجبتك، عند الرضاعة الطبيعية. من الآمن بشكل عام للأمهات تناول الأسماك أثناء الرضاعة الطبيعية، لكن يجب عليهن توخي الحذر بشأن أنواع الأسماك التي يتناولنها بسبب احتمال تلوثها بالزئبق. في هذه المقالة سنلقي نظرة على أنواع الأسماك غير الضارة والجوانب الأخرى المتعلقة بالأسماك.

هل يمكنك تناول السمك إذا كنت مرضعة؟

وجدت الأبحاث المستفيضة أن تناول الأسماك أثناء الرضاعة الطبيعية ضروري لصحة الطفل. وهذا يعني أنه سيتعين عليك زيادة تناول الأسماك حتى يكبر طفلك ليصبح أكثر صحة، ومع ذلك عليك أن تتذكري أن الأسماك لا ينبغي أن تحتوي على مركبات ثقيلة مثل الزئبق (١٢).

تحتوي الأسماك على مجموعة من الفيتامينات والمواد المغذية المهمة، مثل EPA وDHA وفيتامين د، كما أنها غنية باليود، والمجنيسيوم، والحديد، والنحاس، وكلها تلعب دورًا كبيرًا في نمو طفلك (١٤). لذلك، يجب عليك بالتأكيد إضافة الأسماك إلى خطة وجباتك لجعل طفلك أكثر صحة.

وقد تبين بالفعل أن أطفال الأمهات اللاتي تناولن الأسماك أثناء الرضاعة الطبيعية كانوا أكثر صحة من أولئك الذين لم تلمسها أمهاتهم أثناء الحمل والرضاعة، ولذلك فإن السمك مفيد أثناء الرضاعة.

فوائد استهلاك الأسماك أثناء الرضاعة

 هناك الكثير من الفوائد لتناول الأسماك أثناء إرضاع طفلك، بعضا مدرج أدناه:

• يحتوي السمك على العديد من العناصر الغذائية الأساسية التي تفيد الطفل والأم.
• تعتبر الأسماك للأمهات المرضعات مصدرًا ممتازًا للأحماض الدهنية أوميجا ٣ (٦)، التي تلعب دورًا كبيرًا في نمو مخ طفلك الصغير وتجعله أكثر صحة بشكل عام. يساعد حمض DHA وEPA الموجودان في أوميجا ٣ أيضًا على تطوير الجهاز العصبي لطفلك.
• تحتوي الأسماك على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة وكميات كبيرة من البروتين، مما يساعد على نمو جسم طفلك (١٣).
• يعد نمو الطفل المبكر أكثر شيوعًا عند الأمهات اللاتي تناولن الأسماك أثناء الرضاعة مقارنة بالأمهات اللاتي لم يتناولنها.

ولذلك، فإن استهلاك الأسماك عند الرضاعة الطبيعية ليس مجرد فكرة جيدة، بل إنها مسؤولية بالنسبة للنساء من أجل صحة أطفالهن (٧). ومع ذلك، يجب أن تكون الأسماك صالحة، حيث أن الضرر المحتمل على صحة الطفل من تناول الأسماك غير الآمنة كبير.

الآثار الجانبية لتناول السمك أثناء الرضاعة الطبيعية

في حين أن تناول الأسماك مهم لصحة طفلك، فمن المهم أن تتولى مسؤولية التحقق مما إذا كانت الأسماك آمنة قبل تناولها. هناك الكثير من الآثار الجانبية لاستهلاك الأسماك:

• تعمل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم على ترسيب الزئبق في الأنهار والبحار، وتحول البكتيريا الموجودة في الماء هذا إلى ميثيل الزئبق، الذي تستهلكه الأسماك من خلال الماء والغذاء، ويظل هذا المحتوى موجودًا في الأسماك حتى بعد طهيها، وبالتالي فهو خطير جدًا.
• وُجد أن بعض أنواع الأسماك، مثل سمك أبو سيف، وسمك القرش، والماكريل، تحتوي على نسبة عالية من الزئبق؛ استهلاك هذه الأسماك يمكن أن يؤثر على التطور المعرفي (١١).
• يمكن لميثيل الزئبق أن يضعف نمو مخ الطفل إذا دخل جسده. وبينما تدخل كمية قليلة فقط إلى حليب الثدي، حتى لو كانت الأم تستهلك الزئبق، فإنها كافية للتأثير سلباً على الطفل وجعله أكثر عرضة للخطر (٣).
• يمكن أن يؤثر الزئبق على نمو الطفل بشكل سيء للغاية (١). إن أجزاء المخ المستخدمة في القراءة، والتفكير، والتعلم، والتذكر، وحتى المهارات الحركية يمكن أن تنخفض بشكل كبير إذا دخل الزئبق إلى جسمه. يعد هذا مصدر قلق خطير، حيث أن جسم الإنسان يميل إلى امتصاص المادة الكيميائية بسرعة، لذلك يجب تجنب الأسماك التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق بشكل صارم. ليس هناك شك في أن المسطحات المائية اليوم أصبحت ملوثة بشكل متزايد، وهذا يؤثر على الأسماك التي نقوم بطهيها. تناول المواد الكيميائية الضارة أو الملوثات قد يدخل إلى جسم الطفل.
• من المرجح أن تحتوي الأسماك المفترسة الكبيرة على مستويات أعلى من الزئبق لأنها تستهلك الأسماك الصغيرة المحيطة بها (٥).
• تحتوي التونة البيضاء المعلبة المتوفرة في السوبر ماركت على مستويات عالية من الزئبق، ولا ينصح باستهلاكها.

كيف تتحققين إذا كان السمك طازجًا أم لا؟

يمكنك التأكد من أن السمكة طازجة من خلال ملاحظة السطح الخارجي لجسمها. إذا كانت القشور لامعة وثابتة، فهذا يعني أن السمك الذي لديك طازج. بخلاف ذلك، يجب ألا تشتري السمك إذا كان يبدو باهتًا وجذابًا.

الأسماك الآمنة للأكل أثناء الرضاعة الطبيعية

هناك الكثير من الأسماك الآمنة للأمهات المرضعات، والتي تساهم بشكل فعال في صحة طفلك، وتشمل (٩):

• الشار
• الكابلين
• الماكريل الأطلسي
• السمك المملح
• الجمبري
• البوري
• الرخويات
• سمك السالمون
•  سمك البحيرة الأبيض
• التراوت
• الهيك
• المحار
• الأنشوجة
• سرطان البحر الأزرق

الأسماك التي يجب تجنبها أثناء الرضاعة الطبيعية

وبالمثل، هناك بعض أنواع الأسماك التي يجب تجنبها أثناء الرضاعة للأمهات. فهي تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل الزئبق، مما يؤثر سلباً على صحة الطفل. وتشمل (٨):

• سمك القرش
• المارلين
• سمك أبو سيف
• سمك السلمون والتونة الطازجة وسمك السلمون المرقط والماكريل والرنجة – يجب ألا تأكلي أكثر من حصتين في الأسبوع.
• الأسماك غير الزيتية، مثل سمك السلمون الصخري، وقاروص البحر، وسمك الهلبوت.

بدائل الأسماك للحصول على أوميجا ٣

بعض الأطعمة، مثل البيض والحليب واللبن الزبادي، أصبحت الآن مدعمة بأوميجا ٣، ولكنها تحتوي فقط على ALA – في حين أن هذا يوفر بعض الفوائد، إلا أنك لن تحصلي على EPA أو DHA من هذه الأطعمة. بذور الكتان هي أيضًا عنصر غذائي آخر يحتوي على ALA. لذلك، سيتعين عليك اختيار مكملات أوميجا ٣ للحصول على الكمية المطلوبة من العناصر الغذائية.

الأسئلة الشائعة

١. هل يمكن أن يسبب تناول السمك حساسية لدى الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية؟

في حين أن حساسية الأسماك ممكنة، إلا أنها نادرة نسبيًا. إذا كان لديك تاريخ عائلي من الحساسية أو لاحظتي أي ردود فعل غير عادية لدى طفلك بعد تناول الأسماك، استشيري طبيب الأطفال.

٢. كم مرة يمكنني تناول السمك أثناء الرضاعة الطبيعية؟

يوصى بتناول الأسماك ٢-٣ مرات في الأسبوع أثناء الرضاعة الطبيعية (٢). يتيح لك ذلك الاستفادة من الفوائد الغذائية دون تعريض نفسك أو طفلك لمستويات زائدة من الزئبق.

٣. هل يزيد السمك من إنتاج حليب الثدي؟

لا يوجد دليل مباشر يشير إلى أن تناول الأسماك يؤثر بشكل كبير على إنتاج حليب الثدي، ومع ذلك فإن الحفاظ على نظام غذائي متوازن يتضمن مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك الأسماك، يمكن أن يساهم في صحة الأم بشكل عام، مما قد يدعم إنتاج الحليب بشكل غير مباشر (٤).

٤. كيف يمكنني إدخال السمك بأمان إلى النظام الغذائي الخاص بالرضاعة الطبيعية إذا لم أتناوله من قبل؟

إذا لم يسبق لك تناول الأسماك، فابدئي بخيارات ذات نكهة خفيفة مثل سمك السلمون، أو البلطي المطبوخ بطرق بسيطة مثل الخبز أو الشوي. قومي بزيادة تناولك تدريجيًا وجربي أنواعًا مختلفة من الأسماك للعثور على ما تستمتعين به.

على الرغم من أن الأسماك يمكن أن توفر الكثير من الفوائد الغذائية والصحية لطفلك، إلا أنك بحاجة إلى توخي الحذر بشأن ما إذا كانت تحتوي على أي مواد ضارة قبل تناولها إذا كنت مرضعة (١٠). الآثار الضارة تفوق بكثير الفوائد، لذا تحققي جيدًا قبل أن تأكلي السمك، وإلا فاختاري المكملات الغذائية الغنية بـ EPA وDHA.

:اقرأ أيضا

تناول العسل أثناء الرضاعة الطبيعية
تناول الشاي الأخضر أثناء الرضاعة الطبيعية – هل هو آمن؟
تناول البيض أثناء الرضاعة الطبيعية – هل هو آمن؟