يعد الحمل وقتًا مثيرًا في حياتك عندما تشعرين بالفرحة العارمة عند تفكيرك في الحياة المتنامية بداخلك. ومع ذلك، فإن الحمل قد ينتج عنه أيضًا حالة من القلق عندما تفكيرين في كل ما تضعينه داخل جسمك وما إذا كان ذلك سيضر بطفلك أم لا. حتى القليل من الأفعال الجاهلة مثل الانغماس في عادات سيئة في نمط الحياة أو عادات غير صحية يمكن أن تسبب تداعيات هائلة على صحة ونمو الجنين.
الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل هي مرحلة مهمة. هذا هو عندما يتطور الجنين بأكبر سرعة ويكون في وضعه الأكثر ضعفًا، ولهذا السبب يجب توخي الحذر لضمان نموه وتطوره بشكل صحيح. فيما يلي بعض الاحتياطات أثناء الحمل المبكر لتجنب الإجهاض والعيوب الخلقية في الثلث الأول.
إليك بعض الأشياء التي يجب عليك الابتعاد عنها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
من انخفاض الوزن عند الولادة إلى زيادة معدل وفيات الرضع، يدمر التدخين فرصك في الولادة الصحية ويعيق تطور الجنين. قولي لا لتلك السيجار واحتضني العيش بدون التبغ إذا كنت ترغبين في حمل صحي وطفل طبيعي.
تناول الكثير من الكافيين يمكن أن يؤدي أيضًا إلى ولادة مبكرة وقد يتسبب في عيوب خلقية. كما هو متعارف عليه يجب عليك أن تبتعدي عن تنول الكافيين المفرط أثناء الحمل.
درجات الحرارة المرتفعة ليست جيدة لنمو الجنين. تجنبي الساونا والحمامات الساخنة بأي ثمن. إذا كنت ترغبين بشدة في التخفيف من آلام الظهر وآلام المفاصل أثناء الحمل، ففكري في استخدام ملصقات التدفئة الملفوفة في منشفة تحت درجة حرارة 100 درجة فهرنهايت (37 درجة مئوية).
يجب أن تؤخذ المسكنات والمكملات العشبية بحذر شديد. سيصف لك طبيبك مكملات بمقدار معين، وإذا كنت تتناولين مكملات أو أدوية إضافية، فيجب عليك استشارته، لأنها قد تتفاعل مع الأدوية الموجودة لديك. علاوة على ذلك، يؤدي الإفراط في استخدام مسكنات الألم إلى آثار جانبية ضارة على الجنين لأن بعض المواد الكيميائية يمكن أن تمر عبر المشيمة إلى مجرى الدم وتؤذي بالجنين المتنامي بداخلك.
على الرغم من أن المأكولات البحرية هي مصدر صحي للبروتينات والدهون، إلا أن بعض الأسماك مثل سمك القرش وسمك أبو سيف والمارلن تحتوي على مواد سامة ومستويات عالية من الزئبق، وهذه ضارة جدا لطفلك. من المستحسن تجنب تناول المأكولات البحرية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل واستشارة طبيبك قبل دمج أي سمكة في نظامك الغذائي.
إذا كنت بالفعل ضمن نطاق الوزن الصحي، فستحتاجين على الأرجح إلى زيادة السعرات الحرارية بما لا يقل عن 300 سعرة إضافية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وإلى زيادة في الوزن تصل إلى 0.4 كجم في الأسبوع خلال كل أسبوع من حمل. ومع ذلك، تأكدي من اتباع نظام غذائي متوازن وتجنب الأطعمة غير الصحية مثل الوجبات السريعة / المقلية. لا تنس تناول حمض الفوليك ومكملات الحديد. أضفي المكسرات إلى طعامك وزيدي من تناول أوميغا 3 لأن الأطفال يحتاجون إليها من أجل النمو السليم للعيون والمخ والأعصاب، كما أن تناول فيتامين (د) مهم أيضا. يمكنك الحصول على هذا من صفار البيض والحليب المدعم، واحرصي على التعرض لأشعة الشمس كل صباح.
الأطعمة المعالجة تحتوي على إضافات غذائية ومواد ضارة لتطور الجنين. تحتوي المضافات الغذائية على آثار نترات الصوديوم والمواد المسببة للسرطان التي تضر بك ولطفلك. بالإضافة إلى ذلك، قد تتسرب المبيدات الحشرية بمثل هذه الأطعمة، ولهذا نوصيك بالالتزام بالمصادر العضوية للأطعمة وتجنب المواد الغذائية المصنعة أو المعبأة. تأكدي من غسل الفواكه والخضروات وقشرها قبل الأكل لتجنب تناول المبيدات المخلوطة بها.
إليك ما يمكنك فعله لضمان انتقال صحي إلى الثلثين الثاني والثالث من الحمل والولادة السلسة:
تناولي الكثير نت الخضروات – الخضار هو أفضل صديق لك، وعن طريق زيادة تناول الخضروات والأطعمة العضوية اللذيذة، سوف تكونين على الطريق السريع لنجاح الحمل.
ممارسة التمرينات الرياضية – تجنبي التمرينات الشاقة. يوصى بممارسة التمارين الرياضية الخفيفة للحفاظ على نشاطك والأداء الأمثل في عملية التمثيل الغذائي. استشري طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية قبل أن تقرري ممارسة اليوغا و الPranayama لمجرد أن تكون آمنة لأن بعض التمارين تؤدي إلى الولادة المبكرة عند الأمهات الحوامل.
الفيتامينات والمسكنات السابقة للولادة – تابعي مع طبيبك بخصوص تناول الأدوية المسكنة للألم وفيتامينات الحمل والفترة السابقة للولادة، لمعرفة ما إذا كانت هذه تتفاعل مع بعضها البعض. عند استخدام مسكنات الألم، اقرئي دائمًا ملصق التحذير وتأكدي من الجرعة المذكورة في تعليمات الاستخدام. توفر بعض العلامات التجارية معلومات إضافية في الملصقات الخاصة بها للأمهات الحوامل، بما في ذلك متى أو خلال أي ثلث من الحمل الذي يجب تناول الدواء خلاله. قد يكون مسكن الألم المأمون خلال الأشهر الثلاثة الأولى غير آمن خلال الثلث الثاني أو الثالث، والعكس صحيح.
اسألي طبيبك – إذا كنت تشعرين بألم أو بتوعك أو أي شعور خارج عن المألوف عند تناول بعض الأدوية أو الأطعمة أو المكملات، استشري مقدم الرعاية الصحية الخاص بك وتوقفي عن تناولها على الفور حتى تكتشفين سبب هذا الشعور وكيف يؤثر على صحتك. قد تكون لديك حساسية من بعض الأطعمة أو الأدوية، أو ربما تتفاعل مع حالتك الطبية الحالية.
راقبي وزنك – حاولي أن تعيشي بأسلوب حياة نشط وتأكدي من صحة مؤشر كتلة الجسم (Body Mass BMI Index) قبل الحمل. السمنة تشكل خطرا على الحمل الصحي، وأنت أيضًا معرضة للخطر إذا بدأت فجأة في زيادة الوزن خلال الأشهر الثلاثة الأولى والأسابيع القادمة. راقبي السعرات الحرارية، وتناولي الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية بنسب أقل، وتشاوري مع أخصائي التغذية إذا لزم الأمر.
العلاجات الطبيعية – لكل الألم وشعور بالانزعاج تواجهين، حاولي تجنب تناول مسكنات الألم في كل مرة. جربي ممارسة تمارين الاسترخاء، والتأمل، تنقية الأفكار، وتقنيات التنفس لتخفيف أعراض الألم. اطلبي من شريكك أن يدلك ظهرك، ونامي في وضع مائل، إذا لزم الأمر، لتخفيف آلام الظهر. مهما كان الأمر، حاولي أن تتكيفين مع الطرق الطبيعية أو وسائل تخفيف الألم الطبيعية بدلاً من تناول الأدوية أو المواد الاصطناعية.
كأم، فإن الجنين السليم وتطوره الصحي هو شاغلك الأساسي. عندما تأخذي هذه الاحتياطات في فترة الحمل المبكرة في الاعتبار، فإنك تضمنين فرص نجاح أكبر نحو الولادة الصحية. تناولي طعامًا صحيًا وتجنبي الإجهاد وكوني سعيدة واعتني بنفسك وبطفلك.