عند تعلم أجزاء الجسم، يتذكر معظمنا أنه سمع عن اللوزتين. لكن قلة قليلة من الناس يعرفون الوظيفة التي تقوم بها اللوزتان. المرة الوحيدة التي تأتي سيرتهم في محادثة هي عندما يصابون بالعدوى، مما يسبب التهاب اللوزتين. في بعض الأحيان، قد يجعلنا التهاب اللوزتين عند الأطفال دون سن الخامسة نتساءل كيف حدث ذلك. فإذا كان طفلك يعاني من التهاب اللوزتين، هل هذا يعني أنه يجب عليه الخضوع لعملية جراحية؟ اقرأي كل ما تحتاجين لمعرفته حول التهاب اللوزتين في هذه المقالة قبل استشارة طبيب الأطفال.
عندما تنتفخ اللوزتان الموجودتان في مؤخرة الحلق وتلتهبان، فإن هذه الحالة تسمى التهاب اللوزتين. عادةً ما تتدلى اللوزتان في مؤخرة الحلق، وتبذل قصارى جهدها لتنقية أي جراثيم قد تدخل إلى الجسم.
يوجد نوعان من التهاب اللوزتين:
فيما يلي بعض أسباب التهاب اللوزتين عند الأطفال:
تحدث معظم حالات التهاب اللوزتين بسبب بكتيريا شائعة ينتهي بها المطاف بإصابة الحلق واللوزتين عن غير قصد. الأنواع الرئيسية المسببة لذلك هي أنواع البكتيريا العقدية من المجموعة أ. تميل هذه الأنواع إلى التسبب في التهاب الحلق أيضًا، وهذا هو السبب في أن الكثير من الناس ينتهي بهم الأمر بنشر البكتيريا للآخرين قبل حتى أن يدركوا أنهم مصابون بالعدوى. في الحالات القصوى، تعرف البكتيريا العقدية من المجموعة أ أنها يمكن أن تتسبب في الحمى الروماتيزمية.
في بعض الأحيان، ينتهي الأمر بدخول الفيروسات إلى الجسم وتؤدي إلى التهاب اللوزتين. هذه الفيروسات بشكل عام هي تلك التي يُعرف عنها أيضًا أنها تسبب الأنفلونزا أو حتى نزلات البرد. عندما ينتهي الأمر بإصابة اللوزتين، قد تكون الأعراض أو الآثار أقل بقليل من العدوى البكتيرية. ومع ذلك، من النادر للغاية القدرة على تمييز الميكروب الفعلي الذي تسبب في التهاب اللوزتين.
في الحالات الشديدة، تعرف بعض الفيروسات مثل فيروس إبشتاين بار أنها تسبب الحمى الغُدية أو ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء (كَثْرَة الوَحيدات) عند الأطفال، والتي تصاحبها أيضًا علامات ملحوظة لالتهاب اللوزتين.
يمكن أن تصيب البكتيريا أو الفيروسات اللوزتين مما يؤدي إلى التهابها الذي بدوره قد يسبب مشاكل الحلق وتورم المناطق المحيطة. الأعراض الشائعة لذلك هي:
أسرع طريقة يمكن للطبيب من خلالها تشخيص التهاب اللوزتين هي بإلقاء نظرة داخل فم الطفل وملاحظة مظهر الطبقة الخارجية للوزتين. يعد الاحمرار مع الالتهاب المرئي ونقط الصديد أو ظهور طبقة بيضاء فوق اللوزتين علامات قوية على التهاب اللوزتين.
سيتبع ذلك فحص الطبيب للتورم الموجود في المناطق المحيطة. قد يفحص المنطقة الواقعة أسفل الفك وحول الرقبة، في محاولة للتأكد مما إذا كانت الغدد الليمفاوية منتفخة أيضًا. نظرًا لأن الصديد والغدد الليمفاوية هما جزء من عملية المقاومة التي يقوم بها جهاز المناعة في الجسم، فإن وجودهما أو تورمهما يشير إلى وجود التهاب.
بناءً على هذه الملاحظات، سيقوم طبيبك بأخذ مسحة من الحلق والبحث عن البكتيريا الموجودة فيها. الهدف الأساسي هو التحقق من وجود البكتيريا المسببة لحدوث التهاب الحلق.
في حالة اللوزتين المحمرتين أو الملتهبتين أو وجود بقع بيضاء أو صديد على اللوزتين، سوف يقوم الطبيب بوصف جرعة من المضادات الحيوية. يقوم معظم الأطباء بذلك على أية حال إذا اشتبهوا في وجود بكتيريا. تعد الدورة الكاملة من المضادات الحيوية دون انقطاع، والتي تمتد لأكثر من أسبوع، ضرورية للغاية للقضاء على البكتيريا تمامًا. قد يكون التحسن ملحوظًا في الأيام الأولى نفسها، لكن هذا لا يعني أنه تم القضاء على البكتيريا. في حالة عدم التحسن مع المضادات الحيوية، تعتبر العدوى فيروسية.
خلال هذه الفترة، من المهم أن يحصل طفلك على أكبر قدر ممكن من الراحة والبقاء في المنزل لمصلحته الخاصة وتجنب نشر العدوى للآخرين.
هناك عدة طرق لعلاج التهاب اللوزتين عند الأطفال. تشمل الآتي،
ينصح باستخدام المضادات الحيوية لالتهاب اللوزتين عند الطفل فقط عندما يتأكد الطبيب تمامًا من أن سبب الالتهاب بكتيري. في كثير من الأحيان، قد يتم إعطاء الأدوية المؤقتة في حين يتم الحصول على التقارير المعملية أو نتائج الاختبارات التي يمكن أن تساعد في تأكيد التشخيص البكتيري. إذا كان هناك ارتفاع قوي في درجة الحرارة، مع وجود الصديد على اللوزتين، وتورم العقد الليمفاوية وزيادة حساسيتها، وعدم وجود سعال، يمكن وصف جرعة أولية من المضادات الحيوية على الفور.
الحصول على قسط كافٍ من الراحة وشرب الكثير من السوائل هو أفضل طريق للتعافي من التهاب اللوزتين. الأدوية التكميلية المصاحبة لها عادة ما تكون إيبوبروفين أو باراسيتامول. فهي تساعد في السيطرة على الحمى وإراحة الطفل.
تأكدي أيضًا من عدم إعطاء طفلك حمض أسيتيل الساليسيليك أو ASA عندما تكون العدوى فيروسية. لوحظ أن تناول حمض أسيتيل الساليسيليك يمكن أن يؤدي إلى إصابة الطفل بمتلازمة راي، والتي تعرف بأنها تسبب تلفًا للعديد من الأعضاء الداخلية، بما في ذلك الكبد وحتى المخ.
تعمل المضادات الحيوية والإيبوبروفين معًا في مكافحة عدوى التهاب اللوزتين وخفض الحمى. ولكن إذا استمر التهاب اللوزتين في الحدوث بشكل متكرر، فقد يقترح الأطباء إجراء فحص عائلي للبحث عن علامات لحمل البكتيريا العقدية من المجموعة أ. إذا كان الأمر كذلك، فقد يتم إعطاء المضادات الحيوية لأفراد العائلة أيضًا. سيضمن ذلك أن طفلك لن يقع فريسة لهجوم آخر من التهاب اللوزتين.
في بعض الأحيان، حتى بعد كل الاحتياطات، قد يستمر الطفل في الإصابة بالتهاب اللوزتين بشكل متكرر. أو قد يصاب الطفل بالتهاب عنيف في اللوزتين، مما يتسبب في حالة مرضية شديدة. في هذه السيناريوهات، وعندما يفشل الدواء في علاج الحالة، قد يوصي الأطباء بإزالة اللوزتين، وهو ما يسمى استئصال اللوزتين.
تتم هذه العملية تحت التخدير العام. عادة ما يكون وقت التعافي من استئصال اللوزتين قصيرًا جدًا، ويعود معظم الأشخاص إلى المنزل في نفس اليوم.
عند استئصال اللوزتين، يخضع الحلق لعملية جراحية كبيرة. ينتج عن هذا عادةً ألم في الحلق وكذلك الأذنين، حيث أنهم متصلان ببعض. قد يصبح طفلك منزعج ومتألم ويبكي باستمرار.
سيصف الأطباء مسكنات الألم بالتأكيد بالجرعة الصحيحة لتقليل الألم. حتى إذا ظهرت حمى طفيفة بعد الجراحة، فإن معظم الأطباء يتجنبون إعطاء الإيبوبروفين نظرًا لوجود احتمال حدوث نزيف في منطقة الجراحة. الأسبرين، كما هو الحال دائمًا، محظور تمامًا.
نظرًا لأن طفلك سيجد صعوبة في البلع وستكون منطقة الحلق حساسة، الجئي إلى إطعامه بعض المرق الدافئ الذي يمكن أن يهدئ المنطقة ويسهُل ابتلاعه. كما يعد الآيس كريم خيارًا رائعًا أيضًا، حيث يحافظ على برودة المنطقة ويجعل طفلك سعيدًا. تعتبر الأطعمة الطرية أو عصير التفاح من الخيارات الجيدة لإعطائها لطفلك بعد الجراحة. ابعدي تمامًا عن الرقائق والمقرمشات، لأن قوامها الحاد قد يضر بمنطقة الجراحة. وبالمثل، يجب تجنب المأكولات النيئة أو المشروبات الغازية.
خلال فترة الشفاء، اجعلي طفلك يبقى بالمنزل لمدة أسبوع على الأقل، وتجنبي أي نوع من الألعاب البدنية العنيفة لبضعة أسابيع أخرى. حتى لو بدأ يشعر بالتحسن في غضون أيام قليلة، فإن الدورة العلاجية الكاملة والراحة ضرورية للتعافي تمامًا ومنع الالتهاب الوشيك مرة أخرى.
من الطبيعي حدوث نزيف بسيط بمجرد إجراء الجراحة. ولكن إذا استمر النزيف بكميات كبيرة، يجب عليك الاتصال بطبيبك على الفور. في بعض الأحيان، قد يحدث قيء أيضًا. ولكن إذا استمر بوتيرة عالية، يجب التعامل معه بشكل سريع.
إذا تبع ذلك أيضًا جفاف شديد، وحمى شديدة تجاوزت الـ 38.5 درجة لعدة أيام، وألم شديد في الأذن وصعوبة في التنفس، فخذي طفلك إلى غرفة الطوارئ فورًا.
يمكن تجربة العلاجات الطبيعية المذكورة أدناه لتقليل الالتهاب أو تخفيف الألم قبل زيارة الطبيب أو اختيار إجراء استئصال اللوزتين.
هذا العلاج هو الوصفة السحرية لكل أسرة لمواجهة أي مرض. في حالة التهاب اللوزتين، تكون هذه الوصفة فعالة للغاية. اغلي كوبًا من الحليب، أضيفي رشة أو رشتين من مسحوق الكركم وهو لا يزال ساخنًا. ثم أضيفي رشة من مسحوق الفلفل وقلبيها جيدًا. دعي طفلك يشربه قبل الذهاب إلى الفراش. هذا العلاج فعال جدًا في شفاء الأنسجة الملتهبة ويمكن أن يوفر بعض الراحة من الألم أيضًا.
يمكن أن توفر زهور البنفسج الحلوة الراحة من آلام التهاب اللوزتين. أضيفي بعض الزهور إلى بعض الحليب واغليها. هذا العلاج هو وسيلة طبيعية للتخفيف من الألم.
بصرف النظر عن الفوائد الصحية والغذائية التي يوفرها الجزر، يحتوي عصير الجزر أيضًا على عناصر مضادة للسموم تساعد في مكافحة العدوى المسببة لالتهاب اللوزتين في المقام الأول. كما أنه يحتوي على خصائص طاردة للغازات، وبالتالي يخفف من الإمساك.
هذا علاج قديم آخر تم تناقله عبر الأجيال لسبب وجيه. خذي قطعة من الشب وقومي بسحقها. قد أظهر خلطه ببعض الماء الدافئ واستخدامه للغرغرة نتائج جيدة في تقليل التهاب اللوزتين وتقليل الألم الناتج أيضًا عن الالتهاب.
تأكدي من اتباع خطوات النظافة المعتادة حيث يغسل الطفل يديه بانتظام قبل تناول أي شيء. يلعب النظام الغذائي المتوازن والحفاظ على مناعة قوية دورًا جيدًا في الوقاية من التهاب اللوزتين.
لا يمكن الوقاية من التهاب اللوزتين بسهولة، ويصاب به معظم الأطفال على الأقل مرة واحدة في حياتهم. ولكن من خلال العلاج الصحيح، يمكننا منع فرص الاضطرار إلى إجراء استئصال اللوزتين. من خلال الحفاظ على المناعة السليمة والحفاظ على نظام غذائي متوازن، ليس من الصعب تحقيق مستقبل صحي.
اخلاء المسؤولية: المعلومات الواردة في هذه المقالة هي مجرد دليل للأغراض التعليمية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها بديل عن المشورة من أخصائي طبي أو مقدم الرعاية الصحية.