كآباء، نبذل قصارى جهدنا لتربية أطفالنا بأفضل طريقة ممكنة لإعدادهم لمواجهة الحياة. ومع ذلك، قد يواجه الآباء في بعض الأحيان تحديات مختلفة في تربية أطفالهم حيث قد يكون بعض الأطفال يعانون من الانطوائية وقد لا يتحدثون عن مشاكلهم علانية.
تساعد السمات الشخصية للأطفال الوالدين في رعايتهم. ومع ذلك، قد يكون من الصعب تربية طفل انطوائي. وغالبًا ما نخطئ في فهم الطفل الانطوائي على كونه خجولًا، ولكن سمات شخصيته ليست كذالك. إذا كنت تعتقدين أن طفلك انطوائي، فيجب أن تعرفي كيفية التعامل مع ذلك. اقرأي هذا المقال للحصول على فكرة واضحة عن الأطفال الانطوائيين وكيفية تربيتهم.
من هم الأطفال الانطوائيون؟
كيف تعرفين أن طفلك انطوائي؟ يكون جميع الأطفال تقريبًا خجولون أمام الأشخاص الأغراب، فكيف ستعرفين إذا كان ابنك انطوائي؟ حسنًا، إذا كانت لديك هذه الأسئلة في ذهنك، فلا داعي للقلق. سنناقش هنا بعض العلامات الشائعة للطفل الانطوائي لمساعدتك على تحديد ما إذا كان طفلك انطوائيًا:
- قد ينزعج الطفل الانطوائي عندما يتعرض للكثير من الأنشطة أو التجديد والإبتكار أو الضوضاء. قد يظهر نوبات الغضب في مثل هذه الحالات.
- قد يكون طفلك فضوليًا لمعرفة الأشياء من حوله ولكن قد يكون متشككًا في استكشافه لهم. سيراقب وسيفكر قبل أن يتحدث عن أي شيء.
- قد يظهر طفلك طبيعة هادئة وقد يستغرق بعض الوقت للتحدث مع الغرباء. قد يشعر بالوعي وعدم الارتياح أمام الأشخاص غير المألوفين بالنسبة له.
- قد يعيش في عالمه الخاص.
- قد يعاني طفلك من عدم القدرة على التعبير عن مشاعره، وقد تجدينه غالبًا يتوقف أثناء المحادثات بحثًا عن الكلمة الصحيحة التي يريد أن تعبر عنه.
- وفقا لأحدى الدراسات، لوحظ أن الولادة المبكرة أو الأطفال منخفضي الوزن عند الولادة يكونون انطوائيون.
التحديات التي تواجه الأطفال الانطوائيين
تختلف شخصيات جميع الأطفال فتختلف التحديات التي يواجهونها أيضًا. بالنظر إلى شخصيتهم، لا يمكنك القول أن أي طفل أفضل من الآخر. إذا كان الطفل يتكلم بشكل أقل أو إنطوائياً، فلا يمكنك القول إنه متعجرف أو وقح، هو فقط انطوائي. يصعب علي الأطفال الانطوائيون التحدث عن تحدياتهم أو مشاكلهم بوضوح. إذا كان طفلك انطوائيًا أيضًا، يجب أن تحاولي فهم نوع التحديات التي قد يواجهها لمساعدته على التعامل معها.
- أثناء العمل في مشاريع جماعية في المدرسة، قد يصعب علي الطفل الانطوائي المساهمة بأفكاره. بالرغم من أنه قد يكون لديه العديد من الأفكار، لكن لن يقدر على التعبير عنها أمام أعضاء مجموعته وسيقبل بما يقوله الآخرون.
- قد يخشى طفلك من حضور التجمعات أو الحفلات الاجتماعية حيث قد يضطر إلى التفاعل مع الآخرين. يصعب على الأطفال الانطوائيون أن يكونوا جزءًا من مجموعة كبيرة، لأنهم قد يفضلون التعامل فقط مع عدد قليل من الأشخاص.
- إذا كنت قد أرسلت طفلك إلى ورشة عمل فقد يرتبك لأنه سيتعين عليه التفاعل مع أطفال جدد.
- إذا قمت بتغيير مدرسة طفلك، يصعب عليه تكوين صداقات جديدة بسرعة.
- أثناء الاجتماعات العائلية، قد يصبح الطفل الانطوائي غير مرتاح أثناء التعرف على أفراد الأسرة الكبيرة.
- إن تكوين الصداقات والحفاظ عليها أمر صعب على الأطفال الانطوائيين.
النقاط المذكورة أعلاه هي بعض التحديات التي قد يضطر طفلك إلى مواجهتها إذا كان انطوائيًا؛ ومع ذلك، كأحد الوالدين، يجب أن تساعدي ابنك في التعامل مع مثل هذه الحالات بطريقة فعالة. دعينا نتعرف على كيفية القيام بذلك في القسم التالي.
كيفية تربية طفل انطوائي
قبل أن نناقش كيفية مساعدة الطفل الانطوائي، من الضروري أن يفهم الآباء أن الانطواء ليس عيبًا أو أي نوع من الاضطرابات النفسية التي قد تحتاج إلى العلاج أو غيرها من التدابير، ولكن هي سمة شخصية يولد بها بعض الأطفال ولا حرج في أن يكون طفلك انطوائيًا. لكن في بعض الأحيان قد لا يتمكن الآباء من فهم كيفية التعامل مع الطفل الانطوائي، ولهذا نقدم لك النصائح التالية:
-
احترمي الوقت الذي يقضيه طفلك بمفرده
يحب الأطفال الانطوائيون قضاء الوقت بمفردهم في عالمهم الخاص. بصفتك أم، يجب أن تفهمي ذلك وتحترميه و دعي طفلك يمضي القليل من الوقت لمعالجة أفكاره وإعادة تجديد نشاطه.
-
طمني طفلك
قد يكون طفلك تحت المراقبة المستمرة لكونه هادئًا وخجولًا. لكن كأم ، يجب أن تدركي أنه لا حرج في أن يكون طفلك انطوائيًا. عليك أن تجعلي طفلك يفهم هذا أيضًا. وأن يفهم أنه طفل مثالي ولا داعي للقلق بشأن ما يراه الآخرون عنه. هناك العديد من الشخصيات الشهيرة مثل ج.ك.رولينج، والأم تيريزا وبيل جيتس وغيرهم الكثير ممن كانوا انطوائيين. لذا، تحدثي مع طفلك عن هذه الشخصيات وسيشعر بتحسن وبزيادة في الثقة بالنفس.
-
قدمي طفلك للغرباء تدريجياً
يجد الأطفال الانطوائيون صعوبة في التحدث مع أشخاص لا يعرفونهم. لذلك، لا تتوقعي أو تجبري طفلك على بدء محادثة مع أشخاص غير مألوفين. امنحيه بعض الوقت للاختلاط بالناس من حوله.
-
شجعي طفلك على ممارسة الأنشطة التي يحبها
قد تلاحظين أن طفلك قد يبدي اهتمامًا بأشياء فريدة أو غريبة. لا يحب كل الأطفال اللعب في الخارج أو ممارسة الكرة القدم أو الكرة الطائرة. قد يرغب طفلك في استثمار وقته في معسكر علمي أو دروس في الكتابة. لذلك، قدّري اختيارات طفلك وساعديه في ممارسة هواياته.
-
شجعي طفلك على الدفاع عن نفسه
قد يتعرض طفلك للتنمر في المدرسة لكونه انطوائياً. قومي بتوجيهه للدفاع عن رأيه عندما يشعر أنه على حق وألا يدع الأطفال الآخرين يستغلونه. من خلال تشجيعه على الدفاع عن نفسه، فإنك تقوين ثقة طفلك بنفسه أيضا.
-
قومي بمساعدة طفلك على التعبير عن مشاعره
قد يجد الأطفال الانطوائيون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم وعواطفهم. إذا كان طفلك يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره لك مباشرةً، شجعيه على كتابة مذكراته والانغماس في الأنشطة الفنية واللعب الحر وغيرها من الأنشطة التي تساعده على تعبير عن مشاعره.
-
قولي له أنه من الجيد أن يكون القليل من الأصدقاء
لا يشير عدد الأصدقاء إلى مدى جودة أو نجاح طفلك في تحقيق النجاح مختلف جوانب الحياة. إذا لم يكن يشعر بالرضا عن وجوده مع العديد من الأشخاص، فمن المهم أن يحيط نفسه ببعض الأصدقاء التي تربطه يهم علاقة قوية فقط. ليس من الضروري أن يكون مشهورًا وأن يكون الكثير من الصداقات، ولكن، فإن وجود صديق واحد جيد ومتفهم أمر ضروري. اجعليه يفهم أن وجود 100 صديق لا يجعل أي شخص يتمتع بالشعبية. إذا كان لديه صديق جيد واحد يدعمه في أوقات الشدة، فهو يمتلك كل شيء.
-
تحدثي مع معلمي طفلك
في بعض الأحيان، قد ينظر المعلمون إلى سمات الشخصية الانطوائية لطفلك على أنه خجول أو كسول. ومع ذلك، إذا تحدثتي مع معلمي طفلك مسبقًا، فقد يساعدهم ذلك في فهم طفلك والتعامل معه بطريقة أفضل.
-
احترمي جهود طفلك
في بعض الأحيان قد تلاحظين أن طفلك يأخذ زمام المبادرة للتحدث مع الأشخاص الغرباء، قومي بتقدير وتشجيع طفلك كلما تلاحظين مثل هذا السلوك.
-
افهم متى يحتاج طفلك إلى المساعدة
قد لا يرغب الطفل الانطوائي في طلب المساعدة وقد يستمر في التعامل مع مشاكله بمفرده. من الضروري جدًا بالنسبة لك كأم أن تفهمي وأن تسألي طفلك عما إذا كان يواجه أي مشكلة. لكن لا تستجوبي أو تشعريه أنه تحت المراقبة ولكن أسئلي ببساطة، إذا كان لا يرغب في المشاركة أو التحدث عن مشاكله، امنحيه بعض الوقت، سوف يأتي إليك في وقت لاحق، حيث يمكنك مساعدته.
كل طفل مميز وفريد من نوعه بطريقته الخاصة وتختلف شخصيات جميع الأطفال. لا بأس في أن يكون طفلك انطوائيًا، فلا تجبريه على أن يكون عكس شخصيته وطبيعته، ولكن حاولي فهم طفلك وتعاطفي معه وساعديه في تكوين هوية خاصة به.