يتطور معظم الأطفال بشكل طبيعي مع مرور الوقت؛ يحققون الانجازات الصحيحة في السن المناسب. ومع ذلك، قد يواجه بعض الأطفال مشكلة في مهارات معينة، مثل مهارات الكلام أو اللغة. في مثل هذه الحالة، يُنصح بعلاج النطق والتخاطب للتخفيف من المشكلة والإسراع في تطور الكلام. كلما أسرعنا في الاهتمام بالطفل، كانت فرصه في مكافحة هذه المشكلة أفضل. إذا لم تتحسن لغة الطفل إلى الحد الذي يمكنك من فهم ما يقوله، فقد تكون هناك حاجة إلى علاج النطق والتخاطب.
يستخدم علاج التخاطب للأطفال الذين يجدون صعوبة في التحدث بكلمات معينة أو لا يظهرون أي اهتمام بالتحدث. يستخدم هذا النوع من العلاج تمارين للمساعدة في تعزيز قدرة الطفل على الكلام. أسباب فقدان أو ضعف الكلام كثيرة. قد يكون الطفل قد تعرض لصدمة شديدة مما يؤخر عملية الكلام اللفظية. مثال آخر هو أن الطفل قد يكون مصابًا بمتلازمة تأخر في الكلام والتي قد تكون وراثية. يعمل علاج التخاطب على تقوية قدرة الطفل على الكلام وتعزيزها.
إذا كنت قلقةً من أن كلام طفلك لا يتحسن بالسرعة الطبيعية، فيجب أن تضعي في اعتبارك المراحل التالية. يجب أن تتركي لطفلك مساحة من ثلاثة إلى أربعة أشهر أزيد أو أقل حيث يتطور كل طفل بشكل مختلف وبوتيرته خاصة. من المهم أيضًا ملاحظة أن الأطباء قد لا ينصحون دائمًا بعلاج التخاطب للأطفال الصغار ما لم يكن تقدمهم اللفظي العام بطيئًا للغاية.
تشمل بعض اضطرابات النطق واللغة التي يمكن أن تصيب الأطفال ما يلي:
هي حالة شائعة عند الأطفال، عندما يواجه الطفل صعوبة في نطق كلمة معينة أو إصدار أصوات معينة بالطريقة الصحيحة. إن أكثر اضطرابات النطق شيوعًا عند الأطفال هي اللدغة، وأكثر الحروف الساكنة التي تُلفظ خطأً من قبل الأطفال الصغار هي صوت الـ “ر” أو “س“. خير مثال على ذلك إذا قال طفلك “كُية” بدلاً من “كُرة” أو “ثمكة” بدلاً من “سمكة“.
هذه حالة يواجها معظم الأطفال في مرحلة ما في وقت مبكر من كلامهم. يحدث اضطراب الطلاقة عندما يعلق الطفل على جزء معين من الكلمة ويحاول تكراره مرارًا وتكرارًا قبل نطق الكلمة في النهاية. التلعثم أو التأتأة مثال على اضطراب الطلاقة. في هذا النوع من اضطراب الطلاقة، قد يتعثر الطفل في جزء من كلمة أو قد يتردد قبل قول الكلمة. هناك أيضًا إطالة في الأصوات عند محاولة التحدث إذا لم يتمكنوا من نطق الكلمة، فقد يقولون “أت أت أت أتكلم” أو “أأأأأأأتكلم” بدلاً من قول “أتكلم” فحسب.
يحدث هذا الاضطراب عندما يقول طفلك جزءًا من كلمة أو جملة بوضوح ودقة ولكنه يبدأ في الغموض في منتصف الطريق. يمكن أن يبدو هذا الاضطراب كما لو كان طفلك يتحدث وهو مصاب بنزلة برد أو يتحدث بصوت خافت.
يحدث هذا الاضطراب عندما يكافح طفلك لفهم اللغة البسيطة أو عندما يكون غير قادر على الكلام. هذا النوع من اضطراب التعلم محبط لأن طفلك لن يكون قادرًا على فهم كلمات بسيطة مثل “كل” أو “اشرب” ويواجه صعوبة في التواصل باستخدام أي لغة بسيطة. تطوير اللغة أمر لا بد منه للأطفال ويجب عليك استشارة المعالج قبل فوات الأوان.
ينمو كل طفل بوتيرة فريدة. في بعض الأحيان، قد يحتاج طفلك إلى التشجيع لمساعدته على الوصول إلى هذا الإنجاز. السؤال الرئيسي هو، متى يحتاج طفلك إلى معالج التخاطب؟ إذا كان طفلك يعاني من الحالات التالية، فقد ترغبين في استشارة أخصائي لمعرفة ما إذا كان يوصي بزيارة معالج التخاطب.
تذكري، مراجعة طبيب طفلك المختص قبل الذهاب إلى معالج النطق للأطفال ولا تفعلي ذلك إلا إذا شعر الطبيب أن هناك حاجة لذلك. في بعض الأحيان، قد لا يحتاج الطفل إلى أي علاج وقد يظهر نموًا طبيعيًا في كل الجوانب الأخرى ولكنه يعاني من تأخيرات لفظية ستزول مع مرور الوقت.
في بعض الأحيان، قد يتحدث طفلك بشكل طبيعي بناءً على البيئة المحيطة به ويتطور بشكل طبيعي، إذا استشرت معالج تخاطب بالفعل، قد يوصي بتقييم طفلك لبضع جلسات قبل بدء العلاج. إذا كان العلاج مطلوبًا، سيطلب منك المعالج القيام ببعض التمارين في المنزل للمساعدة في زيادة فعالية العلاج. فيما يلي بعض التمارين التي قد يطلب منك معالج التخاطب القيام بها في المنزل.
يعد استخدام البطاقات التعليمية طريقة فعالة للغاية للسماح لطفلك بربط الكلمة بصورة ما. تذكري أن تتحدثي ببطء وبدقة لمساعدة طفلك على التعرف على حركات الفم واللسان المطلوبة لتكرار الكلمة. يمكنك جعل هذه لعبة ممتعة وظريفة، فهذه طريقة رائعة للتواصل مع طفلك أيضًا.
غالبًا ما يعاني الأطفال المصابون باضطرابات النطق من تحريك فمهم وفكهم ولسانهم بالطريقة الصحيحة للتحدث. إن جعلهم يقفون أو يجلسون أمام المرآة معك طريقة رائعة للتغلب على هذا. عندما تتحدثين، قومي بالتركيز على حركات فمك واجعليها لعبة حتى يتمكنون من التعرف على حركات فمهم.
يستجيب الأطفال للألحان، فحاولي تشجيعه على الغناء معك. قومي بالغناء ببطء وحاولي أن تجعليه يعمل على ملء الفراغات؛ أوقفي الأغنية مؤقتًا في منتصف الطريق واملئي الفراغ ببطء، وشجعيه على فعل الشيء نفسه وعندما ينجح في ذلك، كافئيه. تتوفر أغانٍ خاصة لعلاج النطق، لذا تأكدي طلب بعض التوصيات من المعالج لبعض الأغاني المناسبة لعمر طفلك.
هناك عدد من الألعاب الممتعة للغاية التي يمكن أن تساعد طفلك في علاج النطق وتساعدك على الارتباط به. جربي ألعاب مثل “التخمين” أو “صيد السمك“. يمكنك أيضًا استخدام البطاقات التعليمية محلية الصنع للعب صيد السمك مع طفلك. تجعل الألعاب التمرين بأكمله يبدو ممتعًا وتساعد طفلك على الشعور بضغط أقل أثناء ممارسته.
تعاملي مع الموضوع ببطء، ولا تجبري طفلك على القيام بهذه التمارين وحاولي توزيعها على مدار اليوم. احتفظي بمذكرة عن تطور طفلك لتقديمها للمعالج لمتابعة التقدم من عدمه. سيساعده ذلك في معرفة الخطوات التالية إن وجدت.
هناك عدد من الأنشطة التي يمكنك تجربتها في المنزل لتعزيز علاج النطق عند طفلك. فيما يلي بعضها:
تعد القراءة لطفلك كل ليلة طريقة رائعة لتعليمه، ولكن عندما يتعلق الأمر بعلاج النطق، اطلبي من طفلك أن يقرأ معك. عند قراءة قصة، أشيري إلى صورة وكرري الكلمة ببطء وشجعيه على فعل نفس الشيء؛ على سبيل المثال، أشيري إلى صورة بقرة وكرري كلمة “بقرة” ثم في المرة التالية التي تظهر فيها البقرة في القصة، اسألي طفلك ما هذه الصورة. تعد قصة ما قبل النوم التفاعلية ممتعة لطفلك ويمكن أن تساعده في التعرف على الصور والأصوات التي تأتي مع الكلمات المرتبطة بتلك الصور.
يعد هذا تمرينًا رائعًا يمكنك القيام به عندما تفعلين شيئًا ما في المنزل أو في السيارة. قومي بغناء المهمة التي تقومين بها مرارًا وتكرارًا وشجعي طفلك على فعل الشيء نفسه. حاولي غناء أبسط الكلمات ببطء. مثال على ذلك هو غناء كلمة “أقف“؛ حافظي على اللحن وغني “أنا أقف، أنااااا أقف” وحاولي أن تجعل طفلك يغني أيضًا.
هذه لعبة رائعة لعلاج النطق وهي ممتعة. قومي بتخبأة الصور واطلبي من طفلك العثور عليها؛ حالما يجدهم اطلبي منه تكرار الكلمة وكافئيه عندما يجيب بشكل صحيح.
يمكن أن يكون هذا نشاطًا ممتعًا حقًا. اصنعي بعض البطاقات التعليمية الخاصة، واطلبي من طفلك أن يختار واحدة ويكرر الكلمة ببطء، ثم اختاري كلمة على نفس الوزن. على سبيل المثال، خذي كلمة “عصفور“؛ إذا قال “عصفور“، يمكنك قول – عصفور اسمه منصور.
كل طفل يحب التلوين أو الرسم. إن القيام بهذا النشاط معه وربط كلمة بالرسم هي طريقة فعالة لمساعدته على الكلام. لذلك، إذا رسم امرأة، كرري أنت “امرأة” وتشجعيه على تكرار الكلمة.
بصرف النظر عن علاج التخاطب، هناك طرق أخرى أيضًا لجعل أطفالك يتكلمون. جربي هذه الطرق:
من المهم أن تضعي في اعتبارك أن كل طفل يتطور وفقًا لسرعته الخاصة، ولا يجب إجباره على أي نشاط أو تمرين أو لعبة. استمعي إلى الاقتراحات التي يقدمها معالج التخاطب وحاولي ألا تضغطي على طفلك للتكلم.
اخلاء المسؤولية: المعلومات الواردة في هذه المقالة هي مجرد دليل للأغراض التعليمية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها بديل عن المشورة من أخصائي طبي أو مقدم الرعاية الصحية.