إن الإجهاض يسبب اضطراب سواء كان جسديًا وعاطفيًا للمرأة وزوجها ويمكن أن يستغرق الشفاء جسديًا وعاطفيًا بعض الوقت، كما أن العودة إلى الحياة الروتينية ومحاولة الحمل بعد الإجهاض أمر صعب. تتحدث هذه المقالة عن مدة الانتظار المناسبة حتى تتمكني من ممارسة الجنس لأول مرة بعد الإجهاض، وتجيب على أسئلة مثل، هل من الآمن ممارسة الجنس بعد الإجهاض، وتعلمك كيفية التعامل مع الصدمة العاطفية وكذلك تقدم نصائح حول محاولة الحمل بعد الإجهاض.
تختلف فترة الانتظار لممارسة الجنس بعد الإجهاض للزوجين على أساس الوقت اللازم للشفاء الجسدي والعاطفي. ويمكن للزوجين استئناف ممارسة الجنس بعد أن يكونا جاهزين عاطفيًا وأن يتعافى جسم المرأة تمامًا.
عادة ، إذا حدث الإجهاض في الثلث الأول من الحمل ولم تكن هناك مضاعفات مثل الألم أو الرائحة المهبلية أو النزيف أو أعراض الحمل المستمر يمكن استئناف ممارسة الجنس بعد 2 إلى 3 أسابيع. وإذا حدث الإجهاض في الثلث الثاني أو الثالث، فمن الأفضل أن تنتظر المرأة لمدة لا تقل عن 6 أسابيع قبل العودة لممارسة الجنس.
بالإضافة إلى التعامل مع التغيرات الجسدية بعد الإجهاض، يجب أن تتعاملين مع المشاعر القوية التي تتبع ذلك الحدث أيضًا. ومن الطبيعي أن تشعر المرأة بالحزن أو القلق أو الغضب أو الذنب أو الانفعال بعد الإجهاض. وقد تصعب ممارسة الجنس مرة أخرى بسبب هذه المشاعر المتضاربة، وهذا طبيعي تمامًا.
بعد الإجهاض مباشرة تمر الأم بمراحل الحزن. وستشفي هذه الجروح العاطفية مع مرور الوقت. ويمكن أن يساعدك أنت وزوجك فهم مراحل الحزن على التغلبعلى الاضطراب العاطفي.
الإنكار هو المرحلة الأولى من الحزن. قد ينكر عقلك ما حدث، وهذا قد يصعب عليك التغلب علي ما حدث أيضا.
بعدما تمرين بمرحلة الإنكار بالإجهاض فقد يتحول هذا الشعور بالإنكار إلى غضب. وقد تتذكرين ذلك اليوم وتلومي نفسك أو الآخرين عليه.
يمكن أن يأتي بالاكتئاب بسبب المشاعر السلبية القوية. وقد تشعرين أنك لا تعيشي حياة سعيدة راضية ولم يبق شيء في حياتك تسعدي من أجله.
ومع ذلك، هناك أشياء جيدة في انتظارك، فمعظم الأزواج يتقبلون ما حدث ويتقدمون ويفهمون أن الإبتعاد عن الحزن والإيمان بالله وقضائه يساعدهم علي محاولة الحمل مرة أخرى.
فاشرحي لشريكك كيف تشعرين واطلبي الدعم العاطفي والتفهم منه.
امنحي نفسك الوقت الكافي للتعافي من الألم العاطفي الناتج عن الإجهاض. ومن الأفضل أن تشاركي مشاعرك مع شريكك وعائلتك. اطلبي المشورة النفسية أو التوجيه الأسري في حالات الحزن الشديد إذا لزم الأمر. تحدثي مع شريكك وقرري ما إذا كنت مستعدة لمحاولة الحمل مرة أخري.
ينصح معظم الأطباء بالانتظار حتى مرور الدورة الشهرية الأولى بعد الإجهاض لمحاولة الحمل مرة أخرى. عادة ما يستغرق هذا أربعة أسابيع. يتطلب جسم المرأة هذا الوقت لضمان عودة مستويات الهرمون إلى طبيعتها بعد الإجهاض. وبعد استئناف الدورة الشهرية العادية، يمكنك حساب فترة الخصوبة بدقة. لذا يجب علي المرأة أن تنتظر لمدة لا تقل عن شهر واحد بعد الإجهاض قبل العودة لممارسة الجنس لمحاولة الحمل مرة أخرى.
وتعتمد فترة الإنتظار قبل محاولة الحمل لمرة أخري على الوقت المطلوب للشفاء جسديا. وقد تعاني بعض النساء من نزيف مهبلي لبضعة أسابيع بعد الإجهاض. سواء كان مؤلمًا أم لا، فمن الأفضل الامتناع عن ممارسة الجنس حتى يتوقف النزيف تمامًا لتقليل فرص الإصابات أو الالتهابات.
قد تحتاج بعض النساء إلى الاستئصال الجراحي لأنسجة الحمل فتتطلب فترة أطول للشفاء. ولا يزال عنق الرحم والرحم متوسعا جزئيا بعد الإجهاض فتكون هذه المنطقة عرضة للإصابة بالإلتهابات. فينصح الأطباء بتجنب ممارسة الجنس واستخدام السدادات القطنية (تامبون) حتى تشفى المرأة تمامًا. وقد تستغرق عملية الشفاء هذه أسبوعين.
في حالة تحديد سبب الإجهاض وتبين أنه قابل للعلاج أو التكرار، فيجب عليك أن تخططي للحمل مرة أخري بعد معالجة السبب للمحافظة على صحتك.
إن تجربة الإجهاض هي تجربة مؤلمة للزوجين. فلا يكفي الشفاء جسديا لاستئناف ممارسة الجنس ومحاولة الحمل مرة أخرى؛ من الضرورى للمرأة أن تأخذ بعض الوقت حتى تكون حالتها النفسية جيدة، قبل محاولة الحمل فى مرة أخرى. فتحدثي عن مخاوفك ومشاعرك الأخرى مع شريكك بوضوح شديد. وعندما تشعرين بأنك مستعدة عاطفيًا لمواجهة تحدي الأمومة مرة أخرى، فاستشري طبيبك. خذي فيتامينات ما قبل الولادة وقومي بمحاولة الحمل بعد استشارة طبيبك.