هل يمكن لي الرضاعة أثناء الإصابة بالحمى أو الزكام؟ - فيرست كراي العربية للأبوة والأمومة
الرئيسية / الرضع / الرضاعة الطبيعية / الرضاعة أثناء الإصابة بالحمى أو الزكام
الرضاعة أثناء الإصابة بالحمى أو الزكام

الرضاعة أثناء الإصابة بالحمى أو الزكام

غالبًا ما يكون لدى العديد من الأمهات أسئلة أو مخاوف فيما يتعلق بالمرض أثناء الرضاعة الطبيعية، ومن الطبيعي أن يكون ذلك مصدر قلق كبير ويؤدي إلى العديد من الأسئلة حول أفضل مسار للمضي قدمًا من أجل صحتك وصحة طفلك. ستحاول المقالة التالية الإجابة على بعض هذه الأسئلة والمخاوف، وتقديم إرشادات أكثر تحديدًا حول المواقف التي يكون فيها من المقبول الاستمرار في الرضاعة الطبيعية أثناء الإصابة ببعض الأمراض، مع اتخاذ الاحتياطات الواجبة لتقليل أخطار انتقال العدوى لطفلك عن طريق هذا الاتصال.

هل من الآمن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية عند الإصابة بالبرد أو الحمى؟

بشكل عام، نعم – من الآمن الاستمرار في الرضاعة، حتى لو كنت تعانين من أمراض شائعة مثل التهاب الحلق، والسعال، والبرد، والحمى، وما شابه، حيث تنتج الأم أجسامًا مضادة لحماية طفلها حتى عندما يعطس شخص ما من حوله. أيضًا في الوقت الذي تصاب فيه الأم بأي مرض معدي، من المحتمل أن يكون الطفل قد تعرض بالفعل له.

لماذا تستمرين في الرضاعة، حتى لو كنت تعانين من البرد أو الحمى؟

يمكنك الاستمرار في الرضاعة، حتى لو كنت تتناولين أدوية مضادة للفيروسات لأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا. حليب الأم مصنوع خصيصًا لطفلها، حيث يوفر الأجسام المضادة التي يحتاجها الأطفال لمكافحة العدوى. لذا، فإن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية يمكن أن يحمي طفلك من العدوى التي يقاومها جسمك. في حالة الإصابة بنزلة برد أو حمى أو حتى فيروس كورونا المستجد كوفيد -١٩، لا ينصح بالتوقف عن الرضاعة الطبيعية.

فيما يلي الأسباب التي تجعل الرضاعة الطبيعية مهمة لطفلك، حتى لو كنت مريضًة:

١. لمنع الفطام المبكر

قد يؤدي التوقف عن الرضاعة الطبيعية فجأة إلى تعرضك لخطر الاحتقان أو انسداد القنوات أو التهاب الضرع، فضلاً عن كونه تغييرًا مفاجئًا لجهاز طفلك الهضمي وجهاز المناعة للتعامل معه. الأطفال الذين يبدأن تناول الأطعمة الصلبة في وقت مبكر من هذا العمر لديهم معدلات أعلى من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، ومخاطر أعلى للإصابة بالعدوى، ومشاكل في الوزن.

٢. تحسين المناعة

يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة وعوامل مناعية أخرى يمكن أن تساعد في حماية الطفل من الأنفلونزا، وهو المصدر الأساسي الموصى به لتغذية الرضيع، حتى عندما تكون الأم مريضة. إذا كانت الأم مريضة للغاية بحيث لا تستطيع الاستمرار في الرضاعة من الثدي، وكان شخص آخر يرعى الرضيع، فيجب تشجيع الأم المرضعة ودعمها لضخ لبنها بانتظام حتى يستمر الرضيع في الحصول على حليب الثدي.

٣. توفير الراحة

تبين أن الرضاعة الطبيعية هي شكل مثالي من أشكال الراحة. أظهرت دراسة أن الرضاعة الطبيعية كانت أكثر فاعلية من أي تدخل آخر في تقليل ألم الطفل بعد وخز الكعب، كما تم قياسه من خلال عدة عوامل بما في ذلك مقدار البكاء ومعدل ضربات قلب الطفل. يطلب الأطفال ثدي الأم لأسباب عديدة – إذا كانوا جائعين، أو عطشانين، أو متعبين، أو خائفين، أو مجروحين، أو أحيانًا إذا كانوا يشعرون بالإرهاق. لذلك يجب ألا تتوقفي عن الرضاعة أثناء أي مرض.

٤. مصدر للغذاء المتكامل

يحتوي لبن الأم على جميع العناصر الغذائية الأساسية والأجسام المضادة وعوامل أخرى مهمة للنمو والتطور، لذلك من المهم الاستمرار في الرضاعة الطبيعية في أي حال.

٥. الاحتفاظ بمستويات انتاج لبن الأم بشكل طبيعي

يمكن أن يؤدي التوقف عن الرضاعة الطبيعية أثناء المرض أو العدوى إلى تقليل إمداد حليب الأم بشكل عام، وقد يمثل هذا تحديًا لطفلك، حيث سيتعين على التعافي من مشكلة نقص إمدادات الحليب، وربما تضطرين إلى استخدام الحليب الاصطناعي إلى أنت ينتج الثدي الحليب بالمعدلات الطبيعية مرة أخرى.

متى يجب تجنب الرضاعة الطبيعية

في حين أنه من المستحسن عمومًا الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى عندما تكون مريضًة، إلا أن هناك بعض الأحيان التي يكون فيها ذلك مخالفًا لتوصيات معظم الأطباء. وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يجب على الأمهات تجنب الرضاعة الطبيعية أو إعطاء أطفالهن حليب الثدي إذا:

  • يتم تشخيص إصابة الطفل بالجالاكتوز في الدم الكلاسيكي وهو اضطراب استقلابي وراثي نادر.
  • الأم مصابة بفيروس الخلايا اللمفاوية التائية البشرية من النوع الأول أو النوع الثاني.
  • اشتبهت الأم في مرض فيروس الإيبولا أو تأكدت منه.
  • الأم تستخدم عقاقير غير مشروعة.

حتى في حالات التسمم الغذائي، من المهم الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، حيث إنه بشكل عام، ما دامت الأعراض محصورة في الجهاز الهضمي (مثل القيء أو الإسهال) فلا يوجد خطر من انتشار العدوى لطفلك. إذا تطور التسمم الغذائي إلى تسمم في الدم، فعادة ما تكون البكتيريا قد انتقلت إلى مجرى الدم بحلول ذلك الوقت، وينبغي تجنب الرضاعة الطبيعية. ومع ذلك، هذا نادر جدا. تابعي مع طبيبك إذا كنت قلقًة بشأن خطر التسمم الغذائي على طفلك.

هل تناول الأدوية آمن أثناء الرضاعة الطبيعية؟

في بعض الأحيان يكون من الآمن تناول الأدوية أثناء الرضاعة الطبيعية – مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين – على الرغم من أنه يجب عليك استشارة طبيبك لأن هذا يختلف وفقًا لنوع الدواء. بشكل عام، يجب تجنب معظم الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية وتوخي الحذر عند تناول المضادات الحيوية (اسألي طبيبك عن إرشادات محددة إذا وصف لك مضادًا حيويًا). عند تناول المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب، يجب دائمًا تناول البروبيوتيك.

ستهدأ معظم الأمراض في غضون أيام قليلة بدون دواء، لذلك يجب محاولة تجنب تناول الأدوية إذا كان ذلك ممكنًا. إذا كنت تتناولين نوعٍ ما من الأدوية، فتأكدي أولاً من أنه آمن لك، ولكن بعد ذلك تحققي أيضًا مما إذا كان دواءً قصير المفعول (أقل من ست ساعات سارية المفعول) أم دواء طويل الأمد. بشكل عام، بالنسبة للأمهات المرضعات، تكون الأدوية قصيرة المفعول أكثر فعالية ولها آثار جانبية أقل.

هل هناك أي آثار جانبية للأدوية على طفلك؟

يمكن أن يكون لبعض الأدوية آثار جانبية على طفلك، سواء عند إعطائها له مباشرة أو عند نقلها إلى طفلك عن طريق لبن الأم. ستختلف هذه الآثار الجانبية تبعًا للدواء، وكيف يتلقى طفلك الجرعة منه. يجب عليك استشارة طبيبك قبل تناول أي أدوية تعتقدين أنها قد تسبب ضررًا لطفلك، ويمكن أيضًا لبعض الأدوية مثل أدوية الكحة والسعال أن تقلل إنتاج الثدي للحليب. لذا تجنبي تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.

هل يجب أن تخبير الطبيب أنك مرضعة؟

نعم، عليك إبلاغ الطبيب إذا كنت مرضعة في حالة وصفه أي نوع من الأدوية لك. في حين أن الرضاعة الطبيعية آمنة بشكل عام عندما تكون مريضًة، فإن بعض الأدوية الموصوفة لك وأنت أم مرضعة، يمكن أن تكون ضارة جدًا لطفلك عند نقلها من خلال لبن الأم. تأكدي دائمًا من أن الرضاعة الطبيعية هي جزء من الحديث بينك وبين الطبيب عندما يتعلق الأمر بعلاج مرضك.

العلاجات المنزلية للأمهات المرضعات المصابات بالبرد أو الحمى

تتضمن بعض العلاجات المنزلية الشائعة الاستخدام للأمهات المرضعات المصابات بالبرد أو الحمى ما يلي:

  • يمكن أن يساعد استخدام الماء المالح أو خل التفاح والغرغرة بالماء في تخفيف التهاب الحلق والسعال.
  • استخدمي مستحلبات جلوكونات الزنك، وإن لم يكن بكميات زائدة، لأنها يمكن أن تتداخل مع امتصاص أو استخدام المعادن الأخرى في الجسم.
  • تأكد يمن حصولك على قسط كبير من الراحة.
  • تجنبي الأدوية طويلة المفعول واستخدمي الأدوية قصيرة المفعول بدلاً من ذلك.
  • جربي استخدام رشاش الأنف لتقليل احتقان الأنف.
  • يمكن أن يساعد تناول الثوم نيئًا أو مطبوخًا أو كمكمل غذائي (على الرغم من أن الثوم الخام هو الأفضل، إن أمكن). توخي الحظر لو كنت من الأمهات التي لديها فائض من حليب الثدي، لأن الثوم يمكن أن يخلق المزيد من المشاكل.
  • غالبًا ما يكون شاي إشنسا مكملًا فعالًا للأمهات، حيث إنه آمن أثناء الرضاعة. يمكن أيضًا أن يكون الشاي الأسود أو عصير الليمون الساخن مفيدًا جدًا ولا ليس لهما أي آثار جانبية.
  • يمكن لبعض الأمهات تجربة لحاء الدردار للمساعدة في تخفيف أعراض التهاب الحلق والسعال.
  • جرّبي شرب شاي الحلبة، حيث يمكن أن يساعد في تخفيف بعض أعراض احتقان الصدر والسعال. في حالة زيادة انتاج الحليب، سيؤدي ذلك إلى المزيد من المشاكل، لذا توخي الحذر.
  • الحمامات الساخنة، وبشكل عام حافظي على نظافة جيدة.
  • يمكن أن يؤدي رش الفلفل الحار على طعامك أو وضع كمية صغيرة (أقل من ملعقة صغيرة) في الماء أو الشراب إلى تقليل الاحتقان.
  • يمكن أن يساعد وضع قطرة من الزيوت العطرية، مثل زيت الأوكالبتوس أو زيت النعناع، على كرة قطنية أو منديل ووضعها بالقرب من الأنف مع التنفس بعمق.
  • فيتامين سي، سواء من خلال الأطعمة أو المكملات أو العصائر، مفيد جدًا للجسم أثناء الرضاعة.
  • تأكدي من شرب الكثير من الماء لتجنب الجفاف.

نصائح احترازية

فيما يلي بعض النصائح الاحترازية الإضافية التي يجب اتباعها عند المرض لمنع انتقال المرض إلى طفلك عن طريق الرضاعة:

  • لا تضعي اللهاية أو الملعقة في فمك قبل تقديمها لطفلك. يمكن أن يتسبب ذلك في انتقال الجراثيم إلى طفلك.
  • تقييد الاتصال وجهاً لوجه، فهذه هي أسهل طريقة لانتقال العدوى.
  • قومي دائمًا بتغطية أنفك أو استخدمي منديلًا عند السعال أو العطس، بغض النظر عن مكان وجودك. تنتقل الجراثيم بسهولة إلى الأطفال.
  • احرصي على شرب الكثير من السوائل أثناء مرضك لتجنب الجفاف والحفاظ على امدادات جيدة من لبن الأم. سيساعد ذلك أيضًا في الحفاظ على السوائل في جسم طفلك من خلال لبن الأم.
  • اغسلي يديك كثيرًا قدر الإمكان، وافعلي ذلك دائمًا قبل البدء في الرضاعة، كنا أنه من الجيد استخدام الصابون والماء الساخن، وفي بعض الحالات يكون المطهر جيدًا أيضًا.
  • حاولي الحفاظ على مسافة آمنة من طفلك عندما يكون ذلك ممكنًا. إذا قمت بذلك، فاستخدم الملابس الواقية للتخفيف من ملامسة الجلد للجلد، واغسل يديك.
  • الاستفادة من مضخة الثدي إن أمكن، على الرغم من أن ذلك ليس شرطًا. من الضروري ببساطة تجنب الاتصال الوثيق وانتشار الجراثيم قدر الإمكان.
  • يمكن للهواء الجاف أن يسبب حكة في الحلق واحتقان ونزيف في الأنف. على الرغم من عدم وجود إرشادات علمية حول استخدام أجهزة المرطبات للوقاية من الأنفلونزا، فقد تتمكن الجراثيم من البقاء في ظروف الهواء الجاف. لذا فإن الفكرة هي أنه إذا حافظتي على مستوى الرطوبة في الغرفة، فمن غير المرجح أن يبقى الفيروس على قيد الحياة. فقط كوني حذرًة من أجهزة ترطيب الهواء بالضباب الدافئ حيث إنه إذا لم يتم تنظيفها بشكل صحيح، فإنها يمكن أن تنمو البكتيريا والعفن بداخلها، مما قد يسبب مرضًا خطيرًا.
  • ارتدي أيضًا قناعًا عندما تكونين بالقرب من طفلك، مثل أثناء الرضاعة الطبيعية. سيساعد هذا أيضًا على تقليل انتشار الجراثيم.

بينما يبدو أن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية مع الحمى أو البرد أو الأمراض ذات الصلة قد تكون مصدر قلق كبير، إلا أن هذا ليس هو الحال. في معظم الحالات، يكون الطفل قد أصيب بالفعل بالعدوى في الوقت الذي تصاب فيه الأم. هناك العديد من الأسباب لاستمرار الرضاعة الطبيعية حتى عندما تكونين مريضًة، حيث إن عدم استمرار الرضاعة الطبيعية قد يكون سيئًا لكل من الأم والطفل، خاصة خلال السنة الأولى من حياة الطفل. يجب اتخاذ احتياطات معينة عند المرض للتأكد من أن طفلك لا يمرض عن طريق الاتصال معك – وحتى استخدام بعض العلاجات المنزلية – ولكن بالتأكيد لا يوجد خطر من الرضاعة الطبيعية أثناء الإصابة بالأمراض الشائعة. يجب تجنب بعض الأدوية، وإذا كانت لديك أسئلة أو مخاوف إضافية، فيجب عليك المتابعة مع طبيبك.