الصداع النصفي عند الأطفال - الأسباب والعلامات والعلاج - فيرست كراي العربية للأبوة والأمومة
الرئيسية / طفل كبير / الصحة / الصداع النصفي عند الأطفال
الصداع النصفي عند الأطفال

الصداع النصفي عند الأطفال

الصداع النصفي يصيب في أوقات غير متوقعة من النهار، وخاصة عندما يصيب أطفالك. إذا كان هناك فرق بين الصداع والصداع النصفي، فهذا يعني أن ألم الصداع النصفي أسوأ بكثير مما كنت تتوقع.

قد يستمر الصداع النصفي عند طفلك فترة تتراوح ما بين ٣٠ دقيقة إلى ٦ ساعات، وأحيانًا قد تطول المدة من حوالي ٢٤ إلى ٧٢ ساعة أيضًا! غالبًا ما يتم تجاهل هذه الصداع من قبل الكثيرين من البالغين في المدرسة والمجتمع، ولهذا السبب من المهم جدًا أن تكوني على دراية به لأنه يؤثر على الحياة الأكاديمية للطفل ونشاطاته اليومية، كما تتأثر جودة نمط حياة الطفل أيضاً عندما يتم تجاهل هذا النوع من الصداع.

سنناقش في هذا المقال ما يجب عليك معرفته بالضبط عن الصداع النصفي والنظام الغذائي والتغذية المرتبطة به، وما يمكنك فعله للوقاية منه في المقام الأول. إليك كل ما تحتاج لمعرفته حول حالات الصداع النصفي الحاد لدى الأطفال.

ما هو الصداع النصفي؟

يحدث الصداع النصفي عندما يكون هناك تغيير في النشاط العصبي في المخ، مما يتداخل مع أنماط التفكير العادية نتيجة للتغيرات العصبية المعقدة. قد يصاب طفلك بالصداع النصفي مرة في الشهر، أو مرة في الأسبوع، أو حتى مرة في السنة. يضعف الصداع النصفي المزمن من أنشطة الأطفال ويمكن أن يتكرر عند الطفل بنسبة زيادة قد تصل ١٥٪ شهريًا. الأطفال الذين لديهم آباء عندهم تاريخ من الإصابة بحالة الصداع النصفي تكون لديهم فرصة بنسبة ٥٠٪ للإصابة به على مدار طفولتهم.

ما مدى شيوع الصداع النصفي عند الأطفال؟

الصداع النصفي شائع جدًا عند الأطفال وخاصة بالنسبة للفتيات اللائي يعانين من تغيرات فسيولوجية بسبب سن البلوغ. يتجلى الصداع بطرق مختلفة عند الأطفال بناءً على أعمارهم ويُشار إليه بظهوره المفاجئ. من المحتمل أن يصاب الأولاد بالصداع النصفي حتى قبل سن الرابعة بينما تمر الفتيات به بسبب التغيرات الهرمونية خلال فترة البلوغ. يعاني حوالي ٣،٥٥٪ من الأطفال من هذا الصداع في جميع أنحاء العالم. يعاني الفتيان من الصداع النصفي الشديد في الغالب قبل سن البلوغ ويكون الرضع عرضة لهذه الحالة من سن ١٨ شهرًا. تظهر علامات المرض على الأطفال من خلال المشاكل المتعلقة بضعف الرؤية، والنفور من الروائح القوية، وزيادة الصداع بسبب الضوضاء العالية وغالبًا من خلال الحديث عن الشعور بالمرض في المعدة إلى جانب الحساسية الشديدة للضوء. الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين ٨ أشهر وسنتين معرضون أيضًا للصداع النصفي!

أسباب الصداع النصفي في مرحلة الطفولة

الأسباب الشائعة للصداع النصفي عند الأطفال هي:

  • البلوغ والتغيرات الهرمونية عند الفتيات
  • الأسباب الوراثية والجينية
  • التوتر العاطفي والقلق المزمن
  • ارتجاج في المخ أو إصابات في الرأس
  • امراض مثل البرد والانفلونزا
  • التهابات مثل التهابات الأذن والجيوب الأنفية
  • أورام المخ
  • الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على النترات أو إضافات MSG
  • ضوضاء عالية وأضواء وامضة
  • الاكتئاب المزمن
  • أنماط النوم المضطربة

المسببات الشائعة للصداع النصفي

هذه النوع من الصداع له محفزات محددة تسببه وتساهم في زيادة شدته. من خلال إدراكك لهذه المحفزات، ستتمكنين من تقليل وتيرة الصداع النصفي عند طفلك. المسببات الأكثر شيوعًا للصداع النصفي عند الأطفال هي:

١. النوم غير المنتظم

يؤدي عدم النوم والاستيقاظ في الوقت المحدد إلى الإصابة بالصداع النصفي عند الأطفال. يمكن تجنب ذلك عن طريق تحديد جداول النوم وأوقات القيلولة للأطفال الصغار.

٢. الجفاف

يؤدي عدم شرب كمية كافية من الماء إلى الإصابة بالصداع النصفي عند الأطفال. اطلبي إذن من المدرسة للسماح لطفلك بشرب الماء خلال ساعات الفصل لمنعه.

٣. قلة التغذية

يساهم تناول الوجبات السريعة أو الأطعمة المصنعة والوجبات الخفيفة السكرية وعدم تناول الوجبات بانتظام في الإصابة بالصداع النصفي. يجب إطعام طفلك وجبات خفيفة مغذية بين الوجبات، كما يجب أن تكون وجباته الغذائية صحية لمنع حدوث الصداع. قد يؤدي مرور فترات طويلة بين ساعات الأكل أيضًا إلى الصداع عند الأطفال.

٤. التمارين الرياضية العنيفة

تؤدي الجلسات المفاجئة من التمارين الرياضية أو إرهاق العضلات إلى الإصابة بالصداع النصفي عند الأطفال. تأكدي من أن طفلك يشرب الكثير من الماء قبل ممارسة الرياضة وحددي ساعات التمرين المنتظمة كل يوم بدلاً من الذهاب إلى جلسات مؤقة وأو تدريبات مفاجئة من التمارين رياضية.

٥. التغييرات في البيئة المحيطة بالطفل

بداية من الأضواء الساطعة والضوضاء الصاخبة ومرورا إلى التغيرات في الطقس، يعاني الأطفال من الصداع النصفي بسبب التغييرات في بيئتهم. القلق بشأن التغيرات البيئية يؤدي أيضًا إلى القلق المزمن الذي يسبب الصداع النصفي.

٦. الخفقان والوهج

أحيانًا تومض شاشات الكمبيوتر وتساهم في حدوث وهج مما يؤدي إلى حدوث الصداع النصفي. يجب أن يأخذ طفلك فترات راحة متكررة بين أوقات استخدام أجهزة الكمبيوتر أو لعب ألعاب الفيديو لساعات طويلة.

٧. المشاكل الصحية

تتسبب المشاكل الصحية المتعلقة بألم البطن والتهابات الجيوب الأنفية ونزلات البرد والإنفلونزا في حدوث الصداع النصفي عند الأطفال، كما يؤدي انخفاض مستويات السكر في الدم بشكل غير طبيعي إلى حدوث ذلك أيضًا.

٨. الجز والضغط على الأسنان

اطلب من طفلك التوقف عن الضغط على أسنانه أو فكه لمنع حدوث الصداع النصفي. يسبب توتر الفك تقلصات عضلية تعمل كمحفز لهذا النوع من الصداع، ولهذا نوصي أطفالك بتجنب الضغط على أو الجز على الأسنان.

علامات وأعراض الصداع النصفي عند الأطفال

فيما يلي علامات وأعراض الصداع النصفي عند الأطفال:

  • ضرابات على الرأسعند الرضع
  • وجع البطن
  • التهيج ونوبات البكاء
  • البحث عن الغرف المظلمة وتجنب التعرض للضوء
  • التقيؤ
  • الإسهال
  • الجفاف
  • الوذمة
  • التعرق الشديد
  • زيادة وتيرة التبول
  • زيادة شدة الصداع والخفقان في الرأس
  • الرهبة من الضوء (فوتو فوبيا)
  • الرهبة من الأصوات (فونو فوبيا)
  • زيادة الرغبة في النوم
  • الغثيان

 التشخيص

قومي بزيارة طبيب الأطفال للاستشارة إذا شعرت أن طفلك يعاني من الصداع النصفي. تتراوح أساليب التشخيص من:

١. الاحتفاظ بمدونة لتوقيتات ومدى تكرار نوبات الصداع النصفي جنبًا إلى جنب مع مدونة النظام الغذائي وعادات نمط الحياة التي يطلبها الأطباء.

٢. إجراء اختبارات تصوير على المخ مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية التي تكشف عن النشاط العصبي وأنماط دقيقة في المخ.

٣. تشخيص العلامات والأعراض مثل الصداع المتكرر وفقدان الشهية والألم في أحد جانبي الرأس أو كلاهما مع متابعة التاريخ الطبي العائلي.

آثار الصداع النصفي على حياة طفلك

تؤثر حالة الصداع النصفي لدى طفلك بشدة على حياته وقد تعطله أثناء ممارسة أنشطة معينة في الحياة اليومية.

  • المدرسة

قد تتداخل نوبات الصداع المزمنة مع الذهاب المنظم إلى المدرسة لطفلك. قد يتخلف طفلك عن العمل في الفصل، ولهذا من المهم إبلاغ المعلمين والمشرفين الأكاديميين المعنيين مسبقًا حتى يتمكن طفلك من اللحاق بالواجبات المدرسية. الغياب المتكرر شائع عند الأطفال الذين يعانون من الصداع النصفي المتكرر. يعد عدم التركيز في الفصول الدراسية وعدم القدرة على التركيز باستمرار من العوامل الأخرى التي تؤثر على الأطفال نتيجة لهذا النوم من الصداع.

  • الأصدقاء

قد يفوت على طفلك حضور المناسبات الاجتماعية أو يعود إلى المنزل بسبب نوبات الصداع النصفي المفاجئة، مما يجعله يشعر بأنه مهمل أو مختلف. التغيرات المزاجية وقلة التركيز والتهيج من أعراض الصداع النصفي التي قد تؤثر على تفاعلات الطفل في المجتمع الخاص به. يصاب بعض الأطفال بالصداع خلال عطلات نهاية الأسبوع عند الاسترخاء مما قد يؤثر على الأوقات التي يقضونها مع العائلة والأصدقاء.

  • الأنشطة الرياضية

لن يتمكن الأطفال من المشاركة في الأنشطة الرياضية الشاقة بسبب التشنجات العضلية أو الوخز نتيجة الإرهاق، مما يؤدي بالتالي إلى الإصابة بالصداع النصفي. يعد التغيب عن الأنشطة المدرسية والرياضية أمرًا شائعًا بين الأطفال الذين يعانون من هذه الصداع المتكرر.

التعامل مع وعلاجات الصداع النصفي

تؤدي معرفة الأسباب والمسببات المحددة للصداع النصفي إلى نقطة البداية في العلاج الفعال. قومي بتدوين أعراض الصداع النصفي ومتابهة النظام الغذائي وأنماط الحياة الروتينية وستحرزين تقدمًا في التعامل مع الصداع النصفي في وقت قصير.

تعمل طرق العلاج التالية بشكل أفضل مع حالات الصداع هذه عند الأطفال:

  • الاستلقاء في غرفة مظلمة وهادئة، والخلود للنوم.
  • إدارة أوقات النوم والاستيقاظ الصارمة في المنزل.
  • استخدام تقنيات التعامل مع التوتر والقلق مثل التنفس السريع واليقظة والتأمل وتقنيات الاسترخاء المتعلقة بتقليل التوتر وتهدئة العقل.
  • الأكل حسب المواعيد واتباع نظام غذائي متوازن غني بمضادات الأكسدة والفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية.
  • الاحتفاظ بسجل للخصائص وتواتر نوبات الصداع لاكتشاف الخصائص المحددة للصداع وتجنب المحفزات.
  • توعية الوالدين والأطفال بالصداع وأسبابه وأعراضه وما يمكن فعله لخفض تواتره.
  • استخدام المسكنات مثل اسيتامينوفين أو ايبوبروفين وأدوية أقوى مثل بوتالبيتال للصداع النصفي الشديد.
  • العلاج البارد أو وضع كمادات الثلج على الشرايين المصابة أو مناطق الخفقان.
  • يساعد التنويم المغناطيسي الذاتي والاستماع إلى الموسيقى الهادئة وتمارين الاسترخاء الموجهة المتعلقة بأساليب العلاج غير الدوائية في تخفيف الصداع النصفي.
  • أدوية محددة للوقاية من الصداع النصفي مثل الريبوفلافين، أميتريبتيلين، بروبرانولول، مضادات التشنجات، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
  • علاج الجفاف والمهدئات.

تعتبر حاصرات بيتا وعوامل مثل ميثيسرجيد وسيبروهيبتادين أكثر فاعلية في الوقاية من الصداع النصفي عند الأطفال وحجب مستقبلات السيروتونين 5-HT2.

 التعامل مع وعلاجات الصداع النصفي

العلاجات المنزلية

إذا كان طفلك يعاني من بداية مفاجئة للصداع النصفي، فحاولي تطبيق العلاجات المنزلية التالية وستلاحظين الفرق:

  • امنحي طفلك قسطًا كبيرًا من الراحة من خلال السماح له بالنوم أثناء نوبات الصداع وتدليك رقبته وكتفيه. ضعي كمادات الثلج على مناطق الخفقان وضعي قطع قماش مبللة على أجزاء الرأس التي تؤلمه.
  • أغلقي الستائر، وقللي من مستويات الضوضاء في الغرفة، واسمحي لطفلك بالاستلقاء والنوم أو الاسترخاء في غرفة هادئة ومظلمة.
  • الاستحمام بالماء الساخن وإعطاء طفلك فيتامينات معينة مثل مكملات فيتامين B2 وأدوية المجنيسيوم والإنزيم المساعد Q10 (CoQ10) يقلل من تكرار نوبات الصداع النصفي.

الوقاية

يمكنك مساعدة طفلك على الوقاية من الصداع النصفي وحتى تقليل تواتره من خلال الطرق التالية:

  • تعرفي على المحفزات والفروق الدقيقة وخصائص الصداع النصفي وتعلمي كيفية تجنب مسببات الصداع النصفي لتجنبه عند الأطفال. تجنبي المحفزات المتعلقة بالضوء والصوت والرائحة المتعلقة به.
  • استشيري الطبيب على الفور وقومي بإجراء التشخيص أو اختبارات تصوير المخ للتأكد من نوع وشدة الصداع لدى طفلك. سيقوم طبيبك أيضًا بإدراج توصيات الأدوية بناءً على نوع الصداع النصفي حيث تعتمد الأدوية على عمر الطفل.
  • اخلقي بيئة مريحة وهادئة في المنزل خالية من الضوضاء والمشتتات. قومي بتهدئة طفلك عاطفياً ونفسياً أثناء صداع الشديد من خلال الرعاية والحب والدفء. كوني لطيفًة ومتفهمًة طوال المدة.
  • أضيفي الخضروات الورقية الخضراء والمكسرات والبذور والفواكه إلى نظام طفلك الغذائي. إن تناول جرعة صحية من الفيتامينات والمعادن سيقلل من تواتر الصداع النصفي وعلى مدى فترة من الزمن بل ويقضي عليه.
  • حصر أوقات التمرين على فترات قصيرة، وامنعي المراهقين من المشاركة في التدريبات عالية الكثافة والأنشطة البدنية الشاقة. تأكدي من تناول أطفالك الكثير من الماد قبل الانخراط في الأنشطة البدنية والحد من المدة والشدة كإجراء وقائي.

من خلال فهم خصوصيات وعموميات الصداع النصفي وكونك أماً محبًة، يمكنك مساعدة طفلك على التعامل مع الصداع في أي وقت يحدث فيه، وأينما ذهب طفلك. تحدثي إلى طبيب أو أخصائي طبي مختص لتقييم احتياجات طفلك وإجراء تشخيصات للصداع النصفي. يتمثل الجانب المهم من العلاج في الاستعداد لفترة طويلة وإجراء تغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي لاستيعاب طرق العلاج. تحلي بالصبر، وتجنبي المحفزات التي تسبب الصداع، وحافظي على النظام الغذائي والنوم المنظم، وتأكدي من تناول طفلك الأدوية الصحيحة في الوقت المحدد وستكونين على الطريق إلى التعامل الصحي مع الصداع النصفي.