تسمم الحمل بعد الولادة: الأسباب والمخاطر والعلاج

يتجلى الحمل بطرق مختلفة في النساء بصرف النظر عن أعراضه الأكثر وضوحًا. قد تمر النساء بمضاعفات معينة وتغيرات في ضغط الدم وآلام وغير ذلك الكثير. ومع ذلك، قد تظهر بعض المضاعفات بشكل بارز بعد الولادة لدى بعض النساء، مثل تسمم الحمل الذي يتبع الوضع (PPP). قد يكون فهم سبب هذه الحالة وطرق علاجها ضروريًا لمساعدتك على التعامل معها بشكل أكثر فعالية.

ما هو تسمم الحمل بعد الولادة (PPP)؟

تسمم الحمل الذي يتبع الوضع يشيه حالة تسمم الحمل الذي يحدث أثناء فترة الحمل، ولكن الحالة تتطور بعد الولادة بفترة وجيزة. تتميز الحالة بارتفاع ضغط الدم وزيادة كمية البروتين في البول (أكثر من ٣٠٠ مجم). في معظم الحالات، تتطور هذه الحالة في غضون ٣٨ إلى ٧٢ ساعة من الولادة؛ ومع ذلك، في بعض الحالات، قد تظهر بعد حوالي ستة أسابيع من وقت الولادة.

ADVERTISEMENT

إن تشخيص تسمم الحمل بعد الولادة يعني أنك ستحتاجين لقضاء بضعة أيام إضافية في المستشفى حتى يوضع ضغط الدم تحت السيطرة، لابد من العلاج الفوري لهذه الحالة لأن نقص العلاج قد يؤدي إلى نوبات أو مضاعفات أخرى.

ما الذي يسبب تسمم الحمل بعد الولادة (PPP)؟

أسباب تسمم الحمل بعد الولادة غير معروفة جيدًا. يُعتقد أن الحالة قد تتطور في جسمك طوال فترة الحمل ولا تظهر إلا بعد الولادة. يُعتقد أيضًا أنه قد يكون نتيجة شذوذ في بطانة الأوعية الدموية أثناء الحمل، وقد يتأثر هذا بسبب عوامل وراثية أو بيئية معينة.

عوامل الخطر المرتبطة بتسمم الحمل بعد الولادة (PPP)

هناك العديد من عوامل الخطر المرتبطة بتسمم الحمل الذي يتبع الوضع. بعض الأشياء الشائعة هي:

  • يُعد ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أقوى عامل خطر للإصابة بتسمم الحمل بعد الولادة. إذا كان ضغط الدم لديك مرتفعًا جدًا في حوالي الأسبوع العشرين من الحمل، فقد تكونين أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل بعد الولادة.
  • قد تؤدي اضطرابات المناعة التي قد تعيق تفاعل المشيمة والجهاز المناعي إلى ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
  • السمنة عامل آخر يزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل بعد الولادة.
  • إذا كان عمرك أقل من ٢٠ عامًا أو أكبر من ٤٠ عامًا، فقد تكونين أكثر عرضة للإصابة بتسمم الحمل بعد الولادة.
  • قد تؤدي حالات الحمل المتعددة أو حمل التوائم أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالحالة.
  • قد يلعب التاريخ العائلي أيضًا دورًا في التسبب في تسمم الحمل بعد الولادة. إذا كانت لديك أحد السيدات من الأقارب والتي عانت من تسمم الحمل بعد الولادة، فقد تكونين في خطر أكبر من الإصابة به.

أعراض تسمم الحمل بعد الولادة (PPP)

تتشابه العديد من الأعراض المصاحبة لتسمم الحمل الذي يتبع الوضع مع أعراض تسمم الحمل.

ADVERTISEMENT

  • ارتفاع ضغط الدم هو المؤشر الرئيسي. إذا كان ضغط دمك مرتفعًا مثل ١٤٠/٩٠ ملم زئبق مقابل ١٢٠/٨٠ ملم زئبق الطبيعي.
  • كمية زائدة من البروتين في البول (أكثر من ٣٠٠ مجم).
  • الصداع الشديد الذي يستمر لفترة طويلة بعد الولادة.
  • حساسية من الضوء أو عدم وضوح الرؤية أو فقدان مؤقت للرؤية.
  • تورم أو انتفاخ في الأطراف أو الوجه بعد الولادة (عادة في غضون ٤٨ ساعة).
  • ألم حاد في الجزء العلوي من البطن.
  • القيء الشديد والغثيان خلال ٧٢ ساعة من الولادة.
  • انخفاض في كمية التبول.
  • زيادة مفاجئة في الوزن، ما يقرب من كيلو في الأسبوع.

كيف يتم التشخيص؟

سيُجري الأطباء فحصًا دوريًا بعد الولادة، وفي حالة الاشتباه في تسمم الحمل بعد الولادة، فسوف يوصون بإجراء بعض الفحوصات. بصرف النظر عن ارتفاع ضغط الدم، يعد فحص الدم واختبار البول من الطرق المعتادة المستخدمة لتشخيص تسمم الحمل بعد الولادة.

  • تحاليل الدم: يتم إجراء فحص الدم للتحقق من أداء الكلى وكذلك الكبد. كما يشير إلى مستوى الصفائح الدموية. الصفائح الدموية هي الخلايا التي تنظم تجلط الدم وهي حيوية في حالات النزيف الزائد.
  • اختبارات البول: يتم فحص كمية البروتين في البول لتحديد ما إذا كنتِ تعانين من تسمم الحمل بعد الولادة. إذا كان هناك أكثر من ٣٠٠ ملج من البروتين في البول، فقد تكونين مصابة بتسمم الحمل بعد الولادة.

إذا كان التشخيص إيجابيًا، فستحتاجين إلى قضاء بضعة أيام أخرى في المستشفيات حتى يتمكن الأطباء من مراقبة ضغط الدم وبدء علاج الحالة.

العلاج والأدوية

يتم علاج تسمم الحمل بعد الولادة عادةً من خلال الأدوية. إذا كانت الحالة بسيطة، فسيتم إعطاؤك كبريتات المجنيسيوم لمدة ٢٤ ساعة تقريبًا وستتم مراقبتك عن كثب (في الحالات البسيطة، يتم بدء علاج ارتفاع ضغط الدم، وإذا زاد ضغط الدم، عندئذٍ تبدأ كبريتات المجنيسيوم لمنع النوبات). هذا هو مضاد للاختلاج ويمنع النوبات. في حالة ارتفع ضغط الدم لديك عن ١٥٠/١٠٠، سيتم إعطاؤك أدوية خافضة للضغط مثل لابيتالول، نيفيديبين، هيدرالازين، إلخ. يتم تقليل جرعة هذه الأدوية تدريجيًا حيث يبدأ ضغط الدم في العودة إلى طبيعته. قد تسبب هذه الأدوية آثارًا جانبية مثل الغثيان والقيء والصداع وما إلى ذلك.

الاجراءات الوقائية

على الرغم من عدم وجود طرق محددة للوقاية من تسمم الحمل بعد الولادة، إلا أن تتبع صحتك العامة واعتماد أسلوب حياة صحي يمكن أن يكون مفتاح الوقاية. بعض أفضل الطرق للوقاية من هذه الحالة هي:

ADVERTISEMENT

  • نظرًا لأن السمنة تزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل بعد الولادة، فيجب الحفاظ على وزن الجسم باتباع عادات غذائية صحية. تناول الكثير الألياف إلى نظامك الغذائي من خلال الفواكه والخضروات، مع محاولة الوصول إلى الوزن المثالي قبل التخطيط للحمل أمر مثالي.
  • يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة بانتظام أيضًا في الحفاظ على الوزن. احرصي دائمًا على تتبع وزنك وفي حالة ظهور زيادة مفاجئة، تأكدي من استشارة طبيبك.
  • يجب شرب كمية لا بأس بها من الماء وعصائر الفاكهة الطازجة كل يوم، والتقليل من استهلاك العصائر المحلاة أو عصائر الفاكهة الاصطناعية، كما يجب تجنب الكافيين أيضًا.
  • قومي بزيارة طبيبك بانتظام طوال فترة الحمل لإجراء فحوصات منتظمة وفحص ضغط الدم. ستساعد الفحوصات المنتظمة على اكتشاف أي علامات مبكرة لتسمم الحمل بعد الولادة.

مضاعفات تسمم الحمل بعد الولادة (PPP)

غالبًا ما تؤدي حالة تسمم الحمل بعد الولادة، إذا تركت دون علاج، إلى مضاعفات أخرى مثل النوبات. تتضمن بعض مضاعفات هذه الحالة ما يلي:

  • الوذمة في الرئة: في هذه الحالة، يتراكم السائل في الأنسجة والمجرى الهوائي في الرئتين، مما قد يكون حرجًا للغاية. الوذمة في الرئة لها أعراض مثل السعال المفرط، وصعوبة التنفس، والتعرق، والقلق.
  • تسمم الحمل التالي للوضع: يشبه تسمم الحمل بعد الولادة، ولكنه يتميز أيضًا بالنوبات. قد يتسبب في تلف دائم للمخ والقلب، وكذلك يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية بشكل لا يمكن إصلاحه. في الحالات الخطيرة جدًا، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى غيبوبة.
  • السكتة في المخ: على الرغم من ندرة الحالة، إلا أنه في بعض الأحيان يكون هناك نقص في إمداد المخ بالأكسجين بسبب تسمم الحمل بعد الولادة، مما قد يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية، ويلزم ذلك التدخل الطبي الفوري.
  • الانصمام الخثاري أو Thromboembolism: تحدث هذه الحالة بسبب تجلط الدم الذي قد يكون تطور في أي جزء من الجسم، ولكنه ينتقل إلى الأوعية الدموية، مما يتسبب في حدوث انسداد. يمكن أن يؤدي إلى فشل الأعضاء، وفي الحالات الخطيرة، قد يكون قاتلاً. تستخدم أدوية سيلوة الدم لعلاج الجلطات الدموية.
  • متلازمة هيلب: هذا يعني انحلال الدم أو تدمير خلايا الدم الحمراء، وارتفاع إنزيمات الكبد أو تلف الكبد، وانخفاض عدد الصفائح الدموية ويمكن أن تكون الحالة قاتلة.

التعايش مع حالة تسمم الحمل بعد الولادة

ستتركك الولادة مرهقة جسديًا وذهنيًا. يمكن أن يكون تشخيص تسمم الحمل بعد الولادة أكثر صعوبة في هذه المرحلة من الوقت لأنه يعني البقاء في المستشفى لفترة أطول. من المهم فهم أنك ستحتاجين إلى التعاون مع طبيبك لتلقي العلاج في الوقت المناسب ومنع أي مضاعفات أخرى. أيضًا، حاولي وفهم كل ما يمكنك بشأن الحالة لمعرفة خياراتك. من الضروري أيضًا التواصل مع الأهل للحصول على الدعم خلال هذا الوقت والتركيز على أن تكوني أمًا لطفلك الجديد.

في حال كان لديك أي أسئلة حول الحالة، لا تترددي في مناقشتها مع طبيبك. التعافي من تسمم الحمل بعد الولادة هو عملية تتم تدريجيًا مع الرعاية والعلاج المناسبين.

الأسئلة الشائعة

١. كيف ستؤثر حالة تسمم الحمل بعد الولادة على طفلي؟

على عكس تسمم الحمل، الذي قد يؤدي إلى الولادة المبكرة، لن يكون لتسمم الحمل بعد الولادة أي آثار مباشرة على الطفل.

ADVERTISEMENT

٢. هل يمكنني إرضاع طفلي إذا كنت أعاني من تسمم الحمل بعد الولادة؟

يمكنك إرضاع طفلك، حتى لو كنت تعانين من تسمم الحمل بعد الولادة. ومع ذلك، فإن الحالة قد تخفض من كمية حليب الثدي لديك. يمكنك التحدث مع طبيبك حول هذا الموضوع. تأكدي أيضًا من إخبار طبيبك بأنك ترضعين عندما يصف أدوية للحالة.

٣. هل تسمم الحمل وتسمم الحمل الشديد متماثلان؟

يحدث تسمم الحمل عندما تصاب المرأة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل مع الحمل في الأسبوع ٢٠. يمكن أن يزيد أيضًا من كمية البروتين في البول.

تسمم الحمل الشديد هو نوع حاد من تسمم الحمل ولديه نوبات. هذه حالة حرجة وقد تؤدي إلى تلف القلب والمخ وحتى الغيبوبة.

٤. هل يمكن أن أعاني من تسمم الحمل بدون وجود البروتين في البول؟

في حين أن كمية البروتين في البول هي أحد المؤشرات الرئيسية لتسمم الحمل بعد الولادة، فقد توصلت الدراسات الحديثة إلى أن الحالة قد تحدث حتى بدون زيادة مستوى البروتين في البول.

ADVERTISEMENT

٥. هل هناك أي فرصة للإصابة بتسمم الحمل مرة أخرى؟

إذا كنت قد عانيت من تسمم الحمل في حملك السابق، فأنت في خطر كبير للإصابة بتسمم الحمل مرة أخرى بعد الولادة. ولكن في حالة ما إذا كان الحمل السابق طبيعيًا، فإن مخاطر الإصابة بالحلة بعد الولادة تكون أقل نسبيًا، إلا إذا كنتِ تعانين من السمنة المفرطة، أو تعانين من ارتفاع ضغط الدم، أو لديك تاريخ عائلي للإصابة بتسمم الحمل بعد الولادة.

يمكن أن يكون وقت ما بعد الحمل مرهقًا بدرجة كافية، ومع ذلك، في حالة تشخيص إصابتك بتسمم الحمل بعد الولادة، ستحتاجين إلى التزام الهدوء وفهم أن مهمتك الأولى والأهم هي الاهتمام بمولودك الجديد. أرضعي طفلك واستمتعي بالأشهر القليلة الأولى من حياة طفلك. اطلبي المساعدة من عائلتك أو أصدقائك خلال هذا الوقت لتخفيف العبء عنك حتى بعد الخروج من المستشفى. من المهم استعدي صحتك قبل الانخراط في أي أعمال يمكن أن تجهدك. تأكدي من استشارة طبيبك بشأن أي شكوك أو تغييرات تلاحظينها من أجل تسهيل علاجك بشكل أكبر.

Published by
تحرير فيرست كراي العربية