الصيام أثناء الرضاعة

يتبع الكثير من الناس حول العالم الصيام كجزء لا يتجزأ من دينهم وثقافتهم، ولكل شخص طريقة مختلفة تجاه اتباع مناسك دينه والالتزام بقواعده. إذا كنتي ترغبين في الموازنة بين واجباتك كأم مع الحفاظ على الصيام، الخبر السار هو، يمكنك القيام بذلك. يعتقد كثير من علماء الدين أنه ينبغي السماح للمرأة في مرحلتي الحمل والرضاعة ببعض التجاوزات في الصيام، فإذا كانت لديك مخاوف بشأن الصيام أثناء الرضاعة الطبيعية، فستساعدك هذه المقالة في اتخاذ القرار الحكيم.

هل الصيام آمن على الصحة أثناء الرضاعة؟

هل تتساءلين عنما إذا كان من الآمن الصيام أثناء الرضاعة؟ الإجابة هي نعم، من الآمن الصيام أثناء الرضاعة. سينتج جسمك ما يكفي من الحليب لإشباع طفلك. يحدث هذا لأن جسمك يتكيف مع الطريقة الجديدة لحرق السعرات الحرارية لإنتاج الحليب، بل إن جسمك قادر على إنتاج الحليب لطفلك حتى لو لم يتم تناولك لأي أطعمة لمدة ٢٤ ساعة. الصيام لمدة يوم أو نحو ذلك لا يعيق جودة أو كمية حليب الثدي الذي ينتجه جسمك؛ ومع ذلك، قد يؤثر الصيام لفترات أطول أو لأيام ممتدة على الرضاعة الطبيعية. قد يؤدي الصيام المطول أحيانًا إلى الفطام المبكر. يمكنك مناقشة مع طبيبك إذا كانت لديك أي مخاوف بشأن الصيام والرضاعة الطبيعية.

ADVERTISEMENT

ما هو حكم الدين؟

للصوم أهمية دينية كبيرة في جميع الأديان، ولكن عندما يتعلق الأمر بالنساء الحوامل والمرضعات، فإن معظم الأديان تتسم بالمرونة الشديدة. إليك ما تقوله الديانات السماوية:

  • الإسلام: الإسلام يعفي المرأة المرضعة من الصيام أثناء الرضاعة. ومع ذلك، يتعين عليك التعويض بالصيام لاحقًا عن الصوم الفائت.
  • المسيحية: يصوم المسيحيون على شكل الصوم الكبير. لا تتبع المسيحية قواعد صارمة عندما يتعلق الأمر بالصيام أثناء الرضاعة الطبيعية، ولا تحتاج إلى الصوم في هذه الفترة، ولكن يمكنك اتباع أو ممارسة نوع مختلف من الكفارة، مثل التخلي عن تناول طعامك المفضل خلال فترة الصوم الكبير.
  • اليهودية: في اليهودية قد يُطلب منك الالتزام بالصوم أثناء الرضاعة الطبيعية، على الرغم من وجود مجال للمرونة وعدم وجود قواعد صارمة للغاية بشأنه.

آثار الصيام عند الرضاعة

لا يؤثر الصيام لمدة يوم أو يومين على الرضاعة الطبيعية. رغم ذلك، يُلاحظ أن فترات الصيام الطويلة، مثل شهر رمضان، قد تؤثر على الرضاعة الطبيعية. قد تلاحظين التأثير بالطرق التالية:

  • في مخزون حليب الأم: يختلف محتوى الدهون في حليب الثدي لكل أم، وقد يختلف أيضًا في الأم العزباء، على مدار فترة من الزمن. لذلك، إذا كنتِ تصومين لأيام متواصلة، فقد تختلف كمية الدهون في حليب الثدي قليلاً، لكنها لن تقلل من كمية الحليب. جسمك ذكي بما يكفي لاستخدام الدهون المخزنة لصنع الحليب لطفلك. من المهم توفير تغذية جيدة لجسمك عندما تأكلين بعد الصيام لاستعادة العناصر الغذائية المفقودة. إذا كنت بصحة جيدة، فإن الصيام لا يعيق نمو طفلك.
  • الأثر على الأم المرضعة: يتأقلم جسدك جيداً مع الصيام. أثبتت الدراسات أن التوازن الكيميائي للأم التي تصوم وتلك التي لا تصوم كانا متشابهين إلى حد ما. هذا يثبت أن جسمك سيعمل بطريقة مماثلة عندما تصومين بالمقارنة مع عندما لا تصومين. قد تفقدي بعض الوزن من الصيام، لكن هذا طبيعي جدًا. ومع ذلك، إذا شعرت أنك تفقدين الوزن بسرعة (أكثر من ٠،٥كجم إلى ١ كجم في الأسبوع)؛ عليك التوقف عن الصيام وطلب المساعدة الطبية. يجب أيضًا التوقف عن الصيام إذا شعرت بالدوار، أو أصبت بصداع شديد، أو إذا كان لون البول داكن، أو شعرت بالضعف أو التعب. يجب تناول الكثير من السوائل والراحة. إذا استمر الشعور بالمرض، فقد تحتاجين إلى مساعدة طبية.
  • الأثر على طفلك: لا يؤثر الصيام أثناء الرضاعة على طفلك. يستمر جسمك في إنتاج ما يكفي من الحليب لتلبية متطلبات الطفل، ولا تتغير جودة أو كمية حليب الثدي إذا صمت ليوم واحد. ومع ذلك، إذا لاحظت أن طفلك لا يكتسب وزنًا كافيًا أو أنه فقد وزنه، أو لا يشبع بعد الرضاعة، أو لاحظت انخفاض في عدد الحفاضات المبللة، فقد يكون ذلك علامة على أن طفلك لا يحصل على ما يكفي من حليب الثدي، ويجب عليك بعد ذلك استشارة طبيبك وتحديد طريقة المضي قدمًا وفقًا لذلك.

نصائح لجعل الصيام أسهل أثناء الرضاعة

إذا كنت تخططين للصيام أثناء الرضاعة الطبيعية، فأنت بحاجة إلى اتباع بعض النصائح التي ستجعل الصيام أسهل بالنسبة لك:

  • اتباع نظام غذائي صحي: من المهم جدًا أن تتبعي نظامًا غذائيًا جيدًا، في أي وقت تأكلين فيه قبل أو بعد الصيام. قد لا تتناولين أطعمة معينة أثناء الصيام؛ لذلك، سيكون من الجيد استبدالها بفعالية. لن يكون الحفاظ على ارتفاع معدل التغذية لديك حتى قبل الصيام بمثابة مخزون للطاقة بالنسبة لك فحسب، بل سيوفر أيضًا تغذية كافية لطفلك الذي ينمو. لذلك، تناولي الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والبروتينات قبل وبعد الصيام مع الكثير من السوائل على مدار اليوم.
  • ضرورة تناول السوائل: يمكن أن يسبب الجفاف الكثير من المضاعفات. لذلك، من المهم جدًا أن تناول السوائل إذا عند الصيام. يوصى بتناول الكثير من السوائل قبل وبعد انتهاء الصيام. قد تشعرك الرضاعة الطبيعية أيضًا بالعطش الشديد؛ لذلك، اشربي كمية كافية من الماء والسوائل الأخرى كلما استطعت.
  • الحصول على الراحة: كما ينصح بعدم إجهاد نفسك أثناء الصوم، حيث يمكن أن يؤدي المجهود إلى انخفاض مستويات الطاقة والشعور بالخمول. لذلك، اتخذي قسطا من الراحة قدر ما تستطيعين واحتفظي بمخزون طاقتك لطفلك.

  • قومي بإنهاء الأعمال المنزلية الخاصة بك مسبقًا أو بتأجيلها: إذا كان لديك مهام كبيرة مثل الحصول على البقالة من السوبر ماركت، وجلب الغسيل من المنظف الجاف، وما إلى ذلك، فيجب عليك القيام بذلك مسبقا. إذا لم يكن ذلك ممكنًا، فمن الجيد تأجيل هذه المهمة، حيث قد يؤدي المجهود غير الضروري إلى استنزاف طاقتك.
  • حافظي على صحة طفلك: قد لا يؤثر صيامك على صحة طفلك، ولكن من الجيد مراقبة طفلك. إذا لاحظتِ انخفاض عدد الحفاضات المبللة في اليوم، أو أي تغيير في لون براز طفلك، أو فقدان الوزن أو أي مشاكل صحية أخرى، يمكنك استشارة طبيبك لنفس الأمر.

عادة، لا يتسبب الصيام في حدوث مضاعفات لك أو لطفلك أثناء الرضاعة الطبيعية. ومع ذلك، إذا كان عمر طفلك أقل من ٦ أشهر أو كان يتناول حليب الثدي فقط، يجب استشارة الطبيب بشأن الصيام.

ADVERTISEMENT

Published by
تحرير فيرست كراي العربية