إن الاعتداء على الأطفال تجربة تدمر حياة الطفل، ناهيك عن الصدمة العاطفية للعائلة. إن الشعور بالخجل أو الذنب أو حتى الارتباك يمنع الأطفال الصغار من إبلاغ والديهم بما حدث. قد يكون هذا التردد أيضًا نتيجة لأي تهديد من المعتدي، ولهذا السبب يجب أن يكون الآباء قادرين على التعرف على علامات الاعتداء ساء كان عاطفي أو جسدي. يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الطفل إذا عرف أن الوالدين يفهمان مشاعره.
يُطلق هذا المصطلح على سوء المعاملة الجسدية، أو النفسية، أو الجنسية، أو الإهمال العام للطفل. يمكن أن يحدث هذا على يد أحد الوالدين أو أحد الأقارب أو مقدم الرعاية، وله تأثير ضار كبير على نفسية الطفل. أعلى معدلات الخطر من إساءة معاملة الأطفال هي للأطفال الذين تبلغ أعمارهم خمس سنوات أو أقل. عندما يكون كلا الوالدين خارج المنزل للعمل، وغالبًا ما يكون الطفل في رعاية جليسة أطفال أو حضانة أو أحد أفراد الأسرة. في هذه الحالة، من الطبيعي أن يشعر الوالدان بالقلق على سلامة الطفل.
هناك العديد من الطرق التي قد يتعرض فيها الطفل لسوء المعاملة أو الإساءة أو الاعتداء، وتشمل هذه الإيذاء الجنسي، والاعتداء الجسدي، والإساءة العاطفية، والإهمال.
يمكن أن يحدث سوء معاملة الأطفال في عدة ظروف. فيما يلي بعض السيناريوهات التي قد يقع فيها الطفل ضحية:
الأطفال الذين هم جزء من الأسر التي يوجد فيها عنف منزلي متكرر هم عرضة لأن يصبحوا هم أنفسهم ضحايا لسوء المعاملة. الأزواج الذين يسيئون إلى زوجاتهم غالباً ما يسيئون المعاملة إلى الأطفال في منازلهم.
يعد المرض النفسي أو العقلي المهمل لأحد الوالدين سببًا شائعًا لإساءة معاملة الأطفال. يمكن أن يصبح الاكتئاب أو أي مرض عقلي آخر سببًا رئيسيًا لعدم توفر رعاية الوالدين للطفل. قد تظل الأم معزولة عن أطفالها أو في الحالات القصوى تشتبه في أن الطفل يتآمر ضدها. غالبًا ما تكون معاناة الوالدين سببًا لإساءة معاملة الطفل.
يكون معظم الآباء موهوبين بشكل طبيعي أثناء رعاية أطفالهم، لكن القليل من الأمهات والآباء قد لا يكون قادرًا على التعامل مع احتياجات الطفل الجسدية والعاطفية بشكل مناسب. غالبًا ما يخلط العديد من الآباء بين تأديب الأطفال وإساءة معاملتهم وسيحتاجون إلى المشورة لفهم دور الوالد بطريقة أفضل وأن التعنيف والعقاب المتزايد لا يجلب إلا الأخطار على الطفل.
يتعرض العديد من الأطفال لسوء المعاملة النفسية عندما يكون مقدمو الرعاية أو الوالدان تحت الضغط أو القلق أو التوتر. يجد الآباء صعوبة في التعامل مع الاحتياجات العاطفية للطفل خاصة عندما يواجهون مواقف عصيبة. يمكن أن يؤدي الطلاق والعلاقات الأسرية المتوترة والمخاوف المالية والمشاكل المتعلقة بالعمل إلى قيام الآباء بإساءة معاملة أطفالهم.
هناك دائمًا خوف وشكوك مزعجة بشأن سلامة الطفل في أذهان الآباء غير القادرين على التواجد مع الأطفال طوال اليوم. من السهل دائمًا أن تمر علامات الإساءة أو التغاضي عنها خاصةً عندما لا تعرف ما هي تلك العلامات. يجب ملاحظة ما إذا كان طفلك تعرض لأي حدث أو أي شيء غير عادي خلال النهار، أو في المدرسة أو في الحضانة. اسأل الطفل عما إذا كان يشعر بعدم الارتياح أو الخوف من موقف أو شخص معين. يجب أيضًا مراقبة أي تغيرات جسدية أو عاطفية تلاحظها. علامات الإصابة بالجسم أو البكاء المستمر والانزعاج من المؤشرات المباشرة لكون طفلك ضحية للإساءة في المعاملة.
لا يستطيع الأطفال دائمًا التحدث عن نوع الإساءة التي ، إما لأنهم أصغر من أن يلفظوا بها أو يتعرفوا عليها ، أو لأنهم لا يشعرون بالراحة عند مشاركتها. يمكن أن تساعد مراقبة العلامات المدرجة أدناه في تنبيه أحد الوالدين أو مقدم الرعاية حول مشكلة محتملة.
احترس من التغييرات المفاجئة في السلوك في المنزل أو الحضانة والانخفاض في الأداء في المدرسة. سيحجم الطفل الذي يتعرض للإيذاء الجسدي عن الذهاب إلى الحضانة أو قضاء بعض الوقت مع جليسة أطفال معينة. تحقق مما إذا كان جسد الطفل مغطى بالكدمات أو علامات الإصابة التي لا يمكن تفسيرها بشكل منطقي. إذا كانت هناك علامات لدغات متكررة أو علامات حروق، فهذه علامة تحذير واضحة حول تعرض الطفل للإيذاء الجسدي.
قد يظهر الطفل المعتدى عليه عاطفيًا تغيرات سلوكية مختلفة متطرفة. يمكن أن يرفض إظهار أحد الوالدين أي نوع من أنواع العاطفة أو يمكن أن يصبح الطفل شديدة الارتباط والتشبث بالأم أو الأب. عندما يتحول الطفل الثرثار بشكل مفرط إلى الهدوء أو العكس، فهذا يشير إلى أنه منزعج عاطفيًا ويحتاج إلى دعم عاطفي من الوالدين. يجب على الوالد الانتباه لأوجاع المعدة غير المبررة أو الصداع أو فقدان الشهية.
سيواجه الطفل الذي تعرض للاعتداء الجنسي صدمة نفسية وجسدية شديدة. ستتمكن من التأكد من ذلك من لغة جسد الطفل، ولكن أيضًا من العلامات، مهما كانت طفيفة على جسم الطفل. يمكن للطفل أيضًا أن يواجه صعوبة أثناء الجلوس أو المشي نتيجة الألم في منطقة الشرج أو الأعضاء التناسلية (إذا تعرض الطفل لذلك).
غالبًا ما تترك إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم آثاراً طويلة المدى على الطفل، والتي يصعب محوها من العقل والجسم أيضًا. يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الطريقة التي يدير بها الطفل العلاقات الاجتماعية خلال مرحلة البلوغ ويمكن أن تضعف ثقته بنفسه. ويمكا للأطفال أن يصبحوا غير قادرين على التصرف بشكل طبيعي في المدرسة أو الكلية أو في العمل عندما يكبرون:
يمكن لمقدم الرعاية ضمان الشفاء المناسب لمساعدة الطفل على التغلب على صدمة سوء المعاملة وضمان عدم حدوث أي إساءة في المستقبل:
يمكن أن يضمن تنفيذ القواعد التالية منع إساءة معاملة الأطفال:
يجب أن يحمل الشخص الذي أساء معاملة الطفل تحمل مسؤولية فعله والتعرض للمساءلة القانونية عن هذا الفعل، وهذا هو أحد الحلول الأساسية لحل مشكلة إساءة معاملة الأطفال والاعتداء عليهم. الخطوة التالية هي الحصول على مساعدة متخصصة من أشخاص متخصصين في هذا المجال. يجب على المرء أن يبلغ فورًا عن حالة إساءة معاملة الأطفال لأقرب مركز شرطة إذا لم يعترف المعتدي بتصرفاته.
تعد إساءة معاملة الأطفال مسألة خطيرة تهدد حياة الطفل، وتحتاج إلى المعالجة على وجه السرعة. يمكن أن تكون صدمة للطفل المعني ويجب اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمعالجة الموقف. إذا تم التعرف على العلامات بشكل جيد في الوقت المناسب، فمن الممكن تجنب الصدمات والمشاكل العاطفية عند الطفل في المستقبل.