الاعتداء على الأطفال – دليل للآباء ومقدمي الرعاية

إن الاعتداء على الأطفال تجربة تدمر حياة الطفل، ناهيك عن الصدمة العاطفية للعائلة. إن الشعور بالخجل أو الذنب أو حتى الارتباك يمنع الأطفال الصغار من إبلاغ والديهم بما حدث. قد يكون هذا التردد أيضًا نتيجة لأي تهديد من المعتدي، ولهذا السبب يجب أن يكون الآباء قادرين على التعرف على علامات الاعتداء ساء كان عاطفي أو جسدي. يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الطفل إذا عرف أن الوالدين يفهمان مشاعره.

ما هو الاعتداء أو سوء معاملة الأطفال؟

يُطلق هذا المصطلح على سوء المعاملة الجسدية، أو النفسية، أو الجنسية، أو الإهمال العام للطفل. يمكن أن يحدث هذا على يد أحد الوالدين أو أحد الأقارب أو مقدم الرعاية، وله تأثير ضار كبير على نفسية الطفل. أعلى معدلات الخطر من إساءة معاملة الأطفال هي للأطفال الذين تبلغ أعمارهم خمس سنوات أو أقل. عندما يكون كلا الوالدين خارج المنزل للعمل، وغالبًا ما يكون الطفل في رعاية جليسة أطفال أو حضانة أو أحد أفراد الأسرة. في هذه الحالة، من الطبيعي أن يشعر الوالدان بالقلق على سلامة الطفل.

ADVERTISEMENT

أنواع الاعتداء أو إساءة معاملة الأطفال

هناك العديد من الطرق التي قد يتعرض فيها الطفل لسوء المعاملة أو الإساءة أو الاعتداء، وتشمل هذه الإيذاء الجنسي، والاعتداء الجسدي، والإساءة العاطفية، والإهمال.

  • عندما يحدث الإيذاء الجسدي عندما يتسبب أحد الوالدين أو مقدم الرعاية في إصابة الطفل بإصابة جسدية متعمدة.
  • عندما يتم استغلال طفل لغرض جنسي أو يورط في فعل جنسي، يحدث الاعتداء الجنسي.
  • إذا تعرض النمو الاجتماعي والعقلي للطفل للخطر من قبل أحد الوالدين، فيطلق عليه الإساءة العاطفية.
  • عندما يكون هناك إهمال للطفل عندما لا يقوم الوالد أو مقدم الرعاية بأنشطة الرعاية والدعم اللازمة للطفل.

أسباب إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم

يمكن أن يحدث سوء معاملة الأطفال في عدة ظروف. فيما يلي بعض السيناريوهات التي قد يقع فيها الطفل ضحية:

١. العنف المنزلي

الأطفال الذين هم جزء من الأسر التي يوجد فيها عنف منزلي متكرر هم عرضة لأن يصبحوا هم أنفسهم ضحايا لسوء المعاملة. الأزواج الذين يسيئون إلى زوجاتهم غالباً ما يسيئون المعاملة إلى الأطفال في منازلهم.

٢. المرض النفسي أو العقلي المهمل

يعد المرض النفسي أو العقلي المهمل لأحد الوالدين سببًا شائعًا لإساءة معاملة الأطفال. يمكن أن يصبح الاكتئاب أو أي مرض عقلي آخر سببًا رئيسيًا لعدم توفر رعاية الوالدين للطفل. قد تظل الأم معزولة عن أطفالها أو في الحالات القصوى تشتبه في أن الطفل يتآمر ضدها. غالبًا ما تكون معاناة الوالدين سببًا لإساءة معاملة الطفل.

ADVERTISEMENT

٣. نقص مهارات الأبوة والأمومة

يكون معظم الآباء موهوبين بشكل طبيعي أثناء رعاية أطفالهم، لكن القليل من الأمهات والآباء قد لا يكون قادرًا على التعامل مع احتياجات الطفل الجسدية والعاطفية بشكل مناسب. غالبًا ما يخلط العديد من الآباء بين تأديب الأطفال وإساءة معاملتهم وسيحتاجون إلى المشورة لفهم دور الوالد بطريقة أفضل وأن التعنيف والعقاب المتزايد لا يجلب إلا الأخطار على الطفل.

٤. الإجهاد وقلة الدعم

يتعرض العديد من الأطفال لسوء المعاملة النفسية عندما يكون مقدمو الرعاية أو الوالدان تحت الضغط أو القلق أو التوتر. يجد الآباء صعوبة في التعامل مع الاحتياجات العاطفية للطفل خاصة عندما يواجهون مواقف عصيبة. يمكن أن يؤدي الطلاق والعلاقات الأسرية المتوترة والمخاوف المالية والمشاكل المتعلقة بالعمل إلى قيام الآباء بإساءة معاملة أطفالهم.

كيف يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك قد تعرض لسوء المعاملة أو اعتداء من أي نوع؟

هناك دائمًا خوف وشكوك مزعجة بشأن سلامة الطفل في أذهان الآباء غير القادرين على التواجد مع الأطفال طوال اليوم. من السهل دائمًا أن تمر علامات الإساءة أو التغاضي عنها خاصةً عندما لا تعرف ما هي تلك العلامات. يجب ملاحظة ما إذا كان طفلك تعرض لأي حدث أو أي شيء غير عادي خلال النهار، أو في المدرسة أو في الحضانة. اسأل الطفل عما إذا كان يشعر بعدم الارتياح أو الخوف من موقف أو شخص معين. يجب أيضًا مراقبة أي تغيرات جسدية أو عاطفية تلاحظها. علامات الإصابة بالجسم أو البكاء المستمر والانزعاج من المؤشرات المباشرة لكون طفلك ضحية للإساءة في المعاملة.

علامات يجب أن نحترس منها

لا يستطيع الأطفال دائمًا التحدث عن نوع الإساءة التي ، إما لأنهم أصغر من أن يلفظوا بها أو يتعرفوا عليها ، أو لأنهم لا يشعرون بالراحة عند مشاركتها. يمكن أن تساعد مراقبة العلامات المدرجة أدناه في تنبيه أحد الوالدين أو مقدم الرعاية حول مشكلة محتملة.

ADVERTISEMENT

١. الاعتداء الجسدي

احترس من التغييرات المفاجئة في السلوك في المنزل أو الحضانة والانخفاض في الأداء في المدرسة. سيحجم الطفل الذي يتعرض للإيذاء الجسدي عن الذهاب إلى الحضانة أو قضاء بعض الوقت مع جليسة أطفال معينة. تحقق مما إذا كان جسد الطفل مغطى بالكدمات أو علامات الإصابة التي لا يمكن تفسيرها بشكل منطقي. إذا كانت هناك علامات لدغات متكررة أو علامات حروق، فهذه علامة تحذير واضحة حول تعرض الطفل للإيذاء الجسدي.

٢. سوء المعاملة العاطفية

قد يظهر الطفل المعتدى عليه عاطفيًا تغيرات سلوكية مختلفة متطرفة. يمكن أن يرفض إظهار أحد الوالدين أي نوع من أنواع العاطفة أو يمكن أن يصبح الطفل شديدة الارتباط والتشبث بالأم أو الأب. عندما يتحول الطفل الثرثار بشكل مفرط إلى الهدوء أو العكس، فهذا يشير إلى أنه منزعج عاطفيًا ويحتاج إلى دعم عاطفي من الوالدين. يجب على الوالد الانتباه لأوجاع المعدة غير المبررة أو الصداع أو فقدان الشهية.

٣. العنف الجنسي

سيواجه الطفل الذي تعرض للاعتداء الجنسي صدمة نفسية وجسدية شديدة. ستتمكن من التأكد من ذلك من لغة جسد الطفل، ولكن أيضًا من العلامات، مهما كانت طفيفة على جسم الطفل. يمكن للطفل أيضًا أن يواجه صعوبة أثناء الجلوس أو المشي نتيجة الألم في منطقة الشرج أو الأعضاء التناسلية (إذا تعرض الطفل لذلك).

تأثير إساءة المعاملة على الأطفال

غالبًا ما تترك إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم آثاراً طويلة المدى على الطفل، والتي يصعب محوها من العقل والجسم أيضًا. يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الطريقة التي يدير بها الطفل العلاقات الاجتماعية خلال مرحلة البلوغ ويمكن أن تضعف ثقته بنفسه. ويمكا للأطفال أن يصبحوا غير قادرين على التصرف بشكل طبيعي في المدرسة أو الكلية أو في العمل عندما يكبرون:

ADVERTISEMENT

  • الشعور بعدم الثقة: من الصعب جدًا على الأطفال أن يثقوا بأشخاص آخرين، خاصة عندما يكون آباؤهم مسؤولين عن سوء المعاملة. إذا كان من الصعب على الطفل الثقة بوالديه، فبمن يمكن أن يثق؟ قد لا يتمكن الطفل الذي يتعرض لسوء المعاملة من تكوين علاقات قوية أو الحفاظ على علاقات اجتماعية صحية.
  • عدم القدرة على التعبير عن المشاعر: الأطفال المعتدى عليهم غير قادرين على التنفيس عن مشاعرهم وعواطفهم بشكل إيجابي. يؤدي هذا إلى كبت المشاعر وقد يفسح المجال لمشاكل نفسية مختلفة.
  • الشعور بعدم قيمة النفس: من الصعب للغاية التغلب على المشاعر السلبية إذا تعرض المرء للتوبيخ أو حتى الضرب باستمرار. الأطفال الذين يتعرضون للإساءة يضمرون مشاعر الدونية وعدم القيمة، وبالتالي يكون مستوي التعليم أقل وقد يختارون وظائف منخفضة الأجر عندما يكبرون. وبالمثل، لا يمكن للأطفال الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي تجاهل عار الفعل والوصمة المرتبطة به.

نصائح لمقدم رعاية الطفل

يمكن لمقدم الرعاية ضمان الشفاء المناسب لمساعدة الطفل على التغلب على صدمة سوء المعاملة وضمان عدم حدوث أي إساءة في المستقبل:

  • امنح الطفل حرية التعبير عن مشاعره دون أي خوف.
  • قم ببناء دائرة من الدعم العاطفي القوي مكونة من الأصدقاء والعائلة لدعم الطفل في الأوقات الصعبة والمجهدة.
  • كن صبورا.
  • تأكد من التعبير عن حبك للطفل من خلال الكلمات والأفعال. لا تتردد في معانقة الطفل لتجعله يشعر بالأمان.

كيف نوقف إساءة معاملة الأطفال؟

يمكن أن يضمن تنفيذ القواعد التالية منع إساءة معاملة الأطفال:

  • من أهم طرق إيقاف إساءة معاملة الأطفال التعرف على علاماتها في المقام الأول. يميل الأطفال إلى المعاناة في صمت، لذلك من الضروري تشجيعهم على التحدث على مشاعرهم.
  • غالبًا ما يقلد الأطفال البالغين في حياتهم، وإذا رأوا أحد الوالدين يسيء معاملتهم، فإنهم يشعرون أن هذا السلوك مقبول. اختر العلاج والمشورة للأطفال المعرضين لحالات سوء المعاملة.
  • انشر المعرفة حول إساءة معاملة الأطفال في الحي أو مدينتك. عندما يدرك الناس الحقائق القاسية لسوء المعاملة والإهمال، فإنهم سينشرون الوعي حول ذلك ويمكن أن يكون لذلك تأثير إيجابي على الحد من المشكلة.
  • تعليم وتثقيف الأطفال حول اللمسة الجيدة واللمسة السيئة“.

نصائح لمساعدة الطفل المعتدى عليه

  • عند سماع أو معرفة عن نعرض الطفل لأي نوع من أنواع الإساءة في المعاملة، تأكد من الاستجابة على وجه السرعة وتقديم الرعاية المناسبة.
  • صدق ما أخبرك به الطفل ولا تكرره للآخرين بدون سبب.
  • لا تمنع الطفل أبدًا من الحديث عن الاعتداء الذي تعرض إليه أو تجعله يشعر بالذنب حيال ذلك.
  • أخبر الطفل أنه في أمان الآن وأنك ستهتم به وتساعده.

الإبلاغ عن إساءة معاملة الأطفال

يجب أن يحمل الشخص الذي أساء معاملة الطفل تحمل مسؤولية فعله والتعرض للمساءلة القانونية عن هذا الفعل، وهذا هو أحد الحلول الأساسية لحل مشكلة إساءة معاملة الأطفال والاعتداء عليهم. الخطوة التالية هي الحصول على مساعدة متخصصة من أشخاص متخصصين في هذا المجال. يجب على المرء أن يبلغ فورًا عن حالة إساءة معاملة الأطفال لأقرب مركز شرطة إذا لم يعترف المعتدي بتصرفاته.

تعد إساءة معاملة الأطفال مسألة خطيرة تهدد حياة الطفل، وتحتاج إلى المعالجة على وجه السرعة. يمكن أن تكون صدمة للطفل المعني ويجب اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمعالجة الموقف. إذا تم التعرف على العلامات بشكل جيد في الوقت المناسب، فمن الممكن تجنب الصدمات والمشاكل العاطفية عند الطفل في المستقبل.

ADVERTISEMENT

Published by
تحرير فيرست كراي العربية