إن معظم الآباء يشعرون بالقلق عندما يجدون دمًا في براز طفلهم الرضيع، وهذا أمر طبيعي ومفهوم. ومع ذلك، فإن الدم قد يكون مجرد تغيرًا في لون البراز بسبب بعض التغييرات في النظام الغذائي، ولكن من الأفضل عدم تجاهله ويجب إخبار طبيب الأطفال عنه على الفور.
يمكن التعرف على الدم في براز طفلك من خلال وجود عدة خطوط حمراء تبدو منفصلة، وقد يحتوي براز الطفل أيضًا على بقع صغيرة من الدم. يمكنك ملاحظة البطانة البيضاء في حفاضات الطفل بسهولة، وتذكري أنه سيكون مختلفًا بشكل واضح عن لون البراز.
عادة ما يكون الدم من المستقيم أو القولون أحمر فاتح في اللون ويمكن ملاحظة خط واحد أحمر خارج البراز. الدم ذو اللون البني الداكن أو الأسود أو العنابي والذي يبدو مختلطًا بشكل متجانس مع البراز من المحتمل أن يكون متسرباً من الجهاز الهضمي.
هناك نوعان من الدم يمكن وجودهما في براز الطفل. وقد يكون الدم مرئي للعين المجردة ويظهر مثل بقع حمراء أو دم خفي في البراز ويمكن اكتشاف ذلك من خلال التحليل الكيميائي أو الفحص المجهري، بينما يعطي النزيف داخل المعدة البراز مظهرًا أغمق حيث يتم هضم الدم.
بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور الدم في براز طفلك هي:
من أسباب الدم في البراز والمخاط الدموي في براز الطفل الرضيع هو الحساسية لأنواع معينة من الطعام. إذا بدأ طفلك مؤخرًا في تناول الأطعمة الصلبة، فقد يصاب بحساسية من حليب البقر، أو مسحوق الحليب، أو الشوفان، أو الشعير، أو القمح. إذا كان طفلك يتغذى بمكملات تحتوي على الجلوتين كأحد المكونات، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى ظهور الدم في براز الطفل. الشعير هو عنصر أساسي في مكملات الفيتامينات، والمعروف باحتوائه على الجلوتين، كما قد تؤدي حالات مثل التهاب القولون التحسسي، ومتلازمة الأمعاء والقولون إلى الحساسية الغذائية. قد تسبب هذه الحالات أيضًا القيء عند طفلك.
مرض كرونز عند الأطفال الرضع هو مرض بسبب التهاب يصيب الأمعاء الغليظة. يُعتقد أنه يحدث بسبب طفرات جينية وليس يوجد هناك أي سبب واضح لحدوث هذه الحالة. إذا تم تشخيص إصابة أي فرد في عائلتك بمرض كرونز، فقد يؤدي هذا إلى زيادة احتمالية إصابة طفلك الرضيع بنفس المرض.
يُعرف التهاب بطانة القولون (الأمعاء الغليظة) الداخلية باسم التهاب القولون. في هذه الحالة، قد يصاب القولون بتقرحات صغيرة قد تسبب أو لا تسبب أي ألم للطفل، ولكن هذه القروح تسبب الدم في براز طفلك. من المعروف أيضًا أن التهاب القولون تكون له أسباب وراثية.
يؤثر هذا المرض على الطفل الخديج، وتكون الأعضاء الداخلية للطفل الخديج عرضة للعدوى لأن جهاز المناعة لم يتطور بشكل كامل. يمكن للبكتيريا أن تؤثر على جدران الأمعاء بسهولة مما يؤدي إلى تدهور البكتيريا والالتهاب مما قد يتسبب في ظهور دم في براز الطفل الرضيع الخديج.
ظهور دم في براز طفلك بسبب عدة أنواع من التهابات الجهاز الهضمي. عندما يكون هناك دم في براز الطفل مع الإسهال، قد يكون بسبب بكتيريا مثل السالمونيلا، أو العطيفة، أو الشيجيلا. هذه البكتيريا مسؤولة عن التهاب الأمعاء وتسبب تمزقات دقيقة تؤدي إلى ظهور الدم في البراز. تؤثر بكتيريا تسمى العقدية على فتحة الشرج مما يؤدي إلى الالتهاب والشقوق اللاحقة.
عندما يكون هناك تمزق خفيف في البطانة المخاطية الداخلية لشرج الطفل، فقد يتسبب هذا في حدوث نزيف. من المرجح أن يتأثر الأطفال الذين يعانون من الإسهال بهذه الحالة حيث تتأثر البطانة المخاطية الحساسة. يؤدي الإمساك إلى الصعوبة في البراز ويكون جاف وعلى شكل حبيبات. يتم شد الممر الشرجي والعضلات المحيطة به بشكل شديد مما يسبب ظهور الدم في البراز. يمكن أيضًا أن يحدث الشق الشرجي بسبب الصعوبة في البراز.
عندما تفرز الأم حليب الثدي بكميات زائدة، قد يرضع الطفل بكميات كثيرة أيضاً مما قد يؤدي إلى إصابة الأمعاء وعدم تحمل اللاكتوز في بعض الحالات.
في بعض الأحيان، قد تلاحظين وجود الدم في براز طفلك، ولكن قد يكون ذلك مجرد تغيير في لونه. قد يكون هذا إنذارًا عن طريق الخطأ لأن لون البراز الأحمر أو البني الداكن قد يكون بسبب بعض أنواع الأطعمة المحددة، وقد لا يكون هذا بالضرورة دم.
عادة ما تؤدي الأطعمة مثل الطماطم، والتوت البري، والشمندر، والجيلاتين الأحمر، إلى تغيير لون براز الطفل. إذا كنت أنت أو طفلك تعانيان من نقص الحديد، فقد يصف لك طبيبك مكملات الحديد، مما قد يؤدي إلى لون بني غامق أو أحمر أو أسود في البراز. بالرغم من أن هذا أمر طبيعي، لكن تحدثي إلى طبيبك لإزالة أي شكوك حول هذه الحالة.
إذا تلاحظين وجود دم خفي أو مرئي في براز طفلك، فعليك استشارة طبيبك على الفور. ستساعد الاختبارات التالية في تحديد سبب المشكلة وخطورتها:
يعد الفحص لبراز طفلك الخطوة الأساسية التي سيتخذها طبيبك. سيتحقق ويؤكد ما إذا كان هناك فيروس، أو مخاط، أو بكتيريا في براز طفلك، ويحدد كمية الدم الدقيقة فيه أيضًا. كما أنه مفيد في فحص الدم الخفي.
للتأكد من وجود الدم في البراز بسبب أي عدوى، فيجب إجراء تحاليل الدم في وقت أسرع.
سيقوم الطبيب باستكشاف مختلف الأعراض الأخرى التي تظهر على الطفل لتأكيد تشخيصه بالإضافة إلى مرور الدم في البراز. في حالات نادرة للغاية، إذا شعر الطبيب أن الحالة خطيرة، فقد يختار أيضًا أخذ خزعة باستخدام عينة نسيج تمت إزالتها جراحيًا.
قد يؤدي تجاهل ظهور الدم في براز الطفل إلى تفاقم الحالة بشكل أكبر مما قد يؤدي إلى العديد من المضاعفات. بعض المضاعفات التي قد يسببها هي:
عندما تلتهب البطانات المعوية بسبب مرض كرونز، والتهاب القولون، ولا يوجد أي ممر سلس، تتباطأ عملية الهضم ويؤثر على روتين الرضاعة والتغذية عند الطفل.
قد يكون هناك تقيح حول منطقة الشرج بسبب الشقوق الشرجية المتكررة. يؤدي الاحتكاك بسبب خروج البراز إلى مزيد من الكشط.
يحدث هذه بسبب سوء الهضم لأن التهاب الأمعاء لا يسمح بامتصاص الطعام. أيضًا نظرًا لفقدان الدم من خلال البراز، فقد يؤدي هذا إلى فقر الدم.
تعمل بكتيريا الجلد على الشقوق وسيشعر الطفل بعدم الراحة أثناء الحركة وقد يسبب التهابًا أيضًا. إذا انتشرت هذه العدوى إلى مناطق قريبة مثل الأعضاء التناسلية، فقد تسوء الحالة.
قد يسبب مرض كرونز قرحات تشبه التقرح في الفم والجهاز الهضمي. من المحتمل أن تصاب هذه القرحة بالعدوى وتسبب مضاعفات متعددة.
يمكن معالجة الدم في براز الطفل بالطرق التالية:
سيتحكم الطبيب أولاً في النزيف بعد إجراء تشخيص مفصل، سيصف بعد ذلك الأدوية لضمان عدم تكرار الحالة. تساعد الأدوية في الحفاظ على البراز طريًا مما يقلل من الإجهاد أثناء التبرز.
إذا تم تشخيص إصابة طفلك بالسلائل الحميدة، فإن إزالته ستوقف النزيف. عادة ما يتم إجراء التنظير الداخلي لأنه إجراء غير جراحي. هنا يتم حقن الدواء مباشرة في المنطقة للسيطرة على النزيف.
يتم إجراء هذا الإجراء باستخدام المنظار وهو طريقة سريعة وفعالة لعلاج هذه الحالة. يتم أيضًا استخدام مسبار ساخن المتصل بالمنظار لعلاج الموقع المصاب.
عندما لا يمكن للتنظير الداخلي السيطرة على النزيف، قد يختار الأطباء الجراحة.
يجب القيام بالخطوات التالية لمنع ظهور الدم في براز طفلك:
تأكدي من أن ترضعي طفلك خلال الأشهر الستة الأولى، وسوف يحسن هذا من جهاز المناعة لدي الطفل. يستفيد الجهاز الهضمي للطفل من حليب الثدي بسبب الأجسام المضادة الموجودة فيه مما يمنع العدوى ويبقي الطفل على صحة جيدة.
يجب القيام بالفحص الأسبوعي لمنطقة الشرج، حيث يمكنك ملاحظة اي علامات العدوى أو شقوق إن وجدت. اتصلي بطبيبك إذا تلاحظين أيًا من هذه العلامات واطلبي العناية الطبية.
إذا قام طبيبك على تحديد أي نوع من أنواع الحساسية، فتأكدي من حماية طفلك منها. إذا كنت تتناولين أيًا من الأطعمة التي تسبب الحساسية، فلا ترضعي طفلك لفترة، واطلبي المشورة الطبية للتعامل مع حساسية الطعام والمتابعة بشكل منتظم.
يجب عليك دائمًا استشارة طبيبك إذا قمت بملاحظة الدم في براز طفلك. ومع ذلك، قد يحدد سلوك طفلك ما إذا كان يحتاج كانت زيارة خدمة الطوارئ ضرورية. وإذا لم توجد هناك أي علامات الانزعاج الخارجي، فحددي موعدًا وتحدثي مع طبيبك حول هذه الحالة. الألم الشديد في البطن (سيبكي الطفل للإشارة إلى الشعور بالألم) والإسهال، والقيء، ووجود دم بكثرة في البراز، أمور تتطلب مساعدة طبية فورية.
إذا كان طفلك يعاني من ظهور الدم في البراز باستمرار، فيجب تقييمه بعناية، أما إذا حدث ذلك مرة واحدة ، فراقبي طفلك وتأكدي من حصوله على الكمية اللازمة من الألياف في نظامه الغذائي. وأبقي طبيبك على اطلاع بأي تغييرات في البراز مثل اللون الداكن أو البراز الصلب.