الطفولة هي فترة من النمو والتطور وعندما لا يصل الطفل إلى مراحل النمو المحددة ضمن إطار زمني معين مقدر، يطلق على ذلك تأخيرات في النمو لدى الأطفال. تظهر تلك التأخيرات بأشكالٍ صغيرة أوكبيرة – وتؤدي التأخيرات في النمو إلى نقص في طفرات النمو عند الأطفال واللازمة النمو وتطور الطفل جسدياً ونفسياً. تعتبر السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل فترة أساسية وحاسمة لنموه المستقبلي، ويمكن أن تترجم التأخيرات في النمو في شكل التخلف عن أقرانه والأداء الضعيف في السياقات الاجتماعية والأكاديمية.
نعم! ولكن إذا تخلف طفلك عن أقرانه من حيث التطور الاجتماعي والمهارات الحركية الدقيقة، فهذه مجرد مرحلة عابرة وليست تأخرًا في النمو بالمعنى المقصود هنا. قد يكون من المحبط للوالدين مشاهدة الطفل وهو يواجه صعوبة في تعلم أشياء جديدة وتنسيق الحركة والتفاعل مع أقرانه. هذا هو السبب في أنه من المهم أن يكون الأم والأب على دراية بمشاكل النمو الشائعة وكيف تحدث عند الأطفال.
تعتمد فرص إصابة طفلك بما هو معروف بالتأخر في النمو على عدة عوامل خطر مثل:
جميع العوامل المذكورة أعلاه لها تأثير تراكمي على تأخر النمو لدى الأطفال وتساهم في زيادة فرص التأخير عند التغاضي عنها بمرور الوقت. إن العيش بصحة جيدة وممارسة الرياضة والاعتناء بنفسك يمكن أن يحسن فرص الولادة الصحية ويقلل من عوامل الخطر التي تتسبب في تأخيرات النمو المختلفة لدي الأطفال.
التأخر في النمو مؤقت بينما الإعاقة التنموية دائمة. يمكن معالجة التأخيرات في النمو بالأدوية المناسبة، والعلاجات، والتدخل التثقيفي، وخيارات العلاج المبكر. من ناحية أخرى، لا يمكن علاج الإعاقات التنموية وقد يحتاج الطفل إلى نظام تعليم خاص طوال حياته. يمكن أن تنشأ إعاقات النمو بسبب الاضطرابات الوراثية، والجرعات الزائدة من بعض الأدوية، والإصابات في المخ، ومضاعفات الحمل، ولذلك فإنه من الضروري وبشكل أساسي الاعتناء بنفسك، عاطفياً وجسديًا قبل التفكير في الحمل أو الولادة.
تتراوح تأخيرات النمو من بين المهارات المعرفية والعاطفية والحركية الدقيقة ويتم تصنيفها حسب معالم محددة مثل الابتسامة الأولى واتخاذ الخطوة الأولى وتحديد أنماط سلوكية معينة لدى الأطفال وفقًا لفئاتهم العمرية. يتطور الأطفال وفقًا لسرعتهم الخاصة أثناء نموهم، ولكن هناك علامات تنبيه محددة يمكن للمرء الانتباه إليها لاكتشاف التأخيرات في النمو والحصول على فكرة عامة عن مكان وجود المشكلة التي تسبب التأخر.
تتم ملاحظة التأخيرات الشائعة في النمو عند الأطفال من خلال معرفة ما إذا كان طفلك قادرًا على أداء الأشياء التالية:
تشمل الأشكال الأخرى للتأخر في النمو لدى الأطفال تأخر النمو البصري، وتأخر تطور اللغة والكلام، وتأخر نمو المهارات الحركية، وتأخر النمو الاجتماعي والعاطفي، وتأخر النمو المعرفي. دعونا نلقي نظرة عليها أدناه.
الرؤية غير الواضحة هي السمة المميزة للتطور خلال الأشهر الستة الأولى للأطفال. أي شيء يتجاوز ذلك يسمي تأخر في النمو البصري. إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في تنسيق حركة عضلات العين في كلتا عينيه، أو إذا استمر في المعاناة من رؤية غير واضحة بعد ستة أشهر من العمر، أو لم يلاحظ ذراعيه بعد شهرين من التطور البصري، فقد حان الوقت للقلق.
الأسباب الشائعة لتأخر نمو البصر عند الأطفال هي:
تشمل الحلول العلاجية للتأخيرات في تطور البصر المذكورة أعلاه ما يلي:
هناك العديد من الأعراض التحذيرية للتأخر في التطور البصري عند الأطفال. إذا واجه طفلك أيًا من المشكلات التالية، فاتصلي بالطبيب على الفور:
يحدث التأخير في تطور اللغة عندما لا يكون الطفل قادرًا على التعبير بالكلمات المنطقية أو التي تعبر عن معنى منطقي، بينما التأخر في تطور الكلام بعني التأخير في النطق بالكلمات. اللغة أكثر ارتباطًا بالفهم، وتأخيرات النمو اللغوي لها علاقة بمعنى الكلمات أكثر من الأصوات في النطق. أما تأخيرات الكلام هي مشاكل متعلقة بلفظ الأصوات عند الأطفال. تجمع تأخيرات الكلام واللغة بين الاثنين ويمكن أن تؤدي إلى توقف النمو اللفظي.
هناك أسباب مختلفة لتأخر تطور اللغة والكلام. غالبًا ما يرتبط فقدان السمع بهما والذي قد يكون السبب الكامن وراء عدم تمكن طفلك من التقاط أو فهم معاني الكلمات في المقام الأول، الأسباب الشائعة هي:
تتضمن خيارات العلاج الشائعة للتأخيرات في تطور النطق واللغة اصطحاب طفلك إلى معالج مهني أو أخصائي اجتماعي أو اختصاصي أمراض النطق واللغة أو اختصاصي السمع. فيما يلي خيارات العلاج للتأخر في تطور اللغة والكلام عند الأطفال:
إذا كنت تخشين أن طفلك يعاني من تأخر في تطور اللغة والكلام، فإليك الأعراض التالية:
ترتبط التأخيرات في نمو المهارات الحركية لدى الأطفال بالمهارات الحركية الكبرى والحركات الحركية الدقيقة والحركات مثل المشي، أو الزحف، أو استخدام الملعقة، أو الشرب من كوب الشرب. عندما يعاني طفلك من تأخر في نمو المهارات الحركية، فإنه يجد صعوبة في تنسيق حركات معينة، والتقاط أقلام التلوين، ورسم الصور، والمشي والجري، والأنشطة البدنية المماثلة التي تتطلب التنسيق بين المخ واليد.
الأسباب المحتملة لتأخر النمو الحركي عند الأطفال هي:
تتراوح أنواع العلاج من دمج خطط تمارين طويلة الأمد إلى العلاج المنتظم، وسيصف الطبيب نوع العلاج الذي يحتاجه طفلك. تساعد أنواع معينة من العلاجات في علاج اختلال التكامل الحسي وفي تطوير المهارات الحركية الكبرى من خلال العلاج الوظيفي.
إذا لاحظت أيًا من الأعراض التحذيرية الشائعة التالية في المهارات الحركية لطفلك، اتصلي بطبيبك على الفور:
تؤثر التأخيرات التنموية الاجتماعية والعاطفية على كيفية إدراك الطفل للعالم من حوله مما يجعله يتفاعل بشكل مختلف عن غيره من الأطفال عند تعرضه لنفس المحفزات البيئية. يمكن أن تؤثر هذه التأخيرات على قدرة الطفل على التعلم والتواصل والتفاعل مع الأطفال والبالغين الآخرين.
الأسباب الأكثر شيوعًا لتأخر النمو الاجتماعي والعاطفي عند الأطفال هي:
يمكن أن يساعد العمل مع أخصائي تأخر في النمو الاجتماعي أو التخاطب أو المهني الجيد طفلك. تتضمن طرق العلاج التحدث مع طفلك، ومساعدته على فهم الإشارات الاجتماعية والعاطفية، واستكمال علاجه ببعض الأدوية الموصوفة للتعامل مع المشكلات العاطفية والسلوكية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والقلق والاكتئاب وتقلبات المزاج ونوبات الغضب المفاجئة. يمكن أيضًا السماح لطفلك بالاستماع إلى الموسيقى أثناء العلاج.
إذا لاحظت أيًا من الأعراض التحذيرية الشائعة التالية في المهارات الاجتماعية والعاطفية، فاتصلي بطبيبك على الفور:
تتداخل التأخيرات التنموية المعرفية مع قدرة الطفل على التعلم وتعيق نموه المعرفي. إن صعوبة التواصل، وعدم القدرة على التفاعل مع الآخرين، والمشاكل المرتبطة باللعب أو الانخراط مع الآخرين هي بعض المشكلات المتعلقة بالتأخيرات في النمو المعرفي.
الأسباب الأكثر شيوعًا للتأخر في النمو الإدراكي والمعرفي هي:
إذا شعرت أن هناك شيئًا ما مقلق عند طفلك، فاستشارة طبيب ومعالج مهني يمكن أن يساعدك. عادة، يوصي الأطباء بأخصائي يمكنه الوصول إلى جوهر الموقف. طرق العلاج الشائعة هي:
الأعراض التحذيرية الشائعة للتأخر في النمو الإدراكي والمعرفي عند الأطفال هي:
يبدأ رحلة مساعدة الطفل الذي يعاني من تأخر في النمو بالتشخيص الصحيح. الفحص التنموي والتقييم التنموي هما نوعان من التقييمات التي يتم إجراؤهما في تشخيص تأخر النمو بشكل عام. يتم إجراء تقييمات متعمقة من قبل متخصصين معتمدين ومعالجين مهنيين يقومون بتقييم مجموعة مهارات الطفل التي تتراوح بين الإدراك والحركة والتواصل الاجتماعي، والعاطفي، واللغة، والكلام. قد يطلب طبيبك أيضاً فحص كيف يتحدث ويتحرك ويتعلم ويتصرف لتقييم أو تشخيص علامات التأخر في النمو.
غالبًا ما يتخلف الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو عن أقرانهم في الفصول الدراسية والأنشطة التي تسير بخطى سريعة. قد يواجه طفلك صعوبة في التواصل مع الأطفال الآخرين، وتعلم مهارات جديدة، وبالتالي يمر برحلة تعليمية متقطعة ومعطلة. التأخيرات التنموية ليست دائمة، وكما يوحي الاسم، فهي مجرد تأخيرات وتستمر لفترة معينة. باستخدام العلاج المناسب والأدوية التي يصفها الطبيب، يمكن تقليل تأخر نمو طفلك بشكل كبير. ضعي في اعتبارك أن كل طفل ينمو بوتيرة مختلفة، وبالتالي فإن اكتساب المهارات ومعدلات النمو تختلف في جميع هذه المجالات. الطريقة الحقيقية الوحيدة لتقييم الحالة هي البحث عن المعالم التنموية المشتركة والعلامات التحذيرية لضمان ما إذا كان طفلك على مسار النمو الصحيح أم لا.
يجب عليك الاتصال بطبيبك في أي وقت تلاحظين فيه أيًا من الأعراض التحذيرية المذكورة أعلاه أو علامات التحذير الشائعة للتأخر في النمو. إذا كان طفلك يتصرف بشكل خارج عن المألوف وفقًا لما هو متوقع من فئته العمرية، فقد حان الوقت للتفكير في إجراء اختبار تشخيصي في مستشفى أو عيادة طبيب. المشاكل المتعلقة بمواجهة صعوبة في الفهم، والهدوء والاستيعاب بعد عمر ١٥ شهرًا، وعدم وجود علامات على الحركة أو الإيماءات، أو عدم الاهتمام بالتواصل معك ومع الأطفال الآخرين، تُترجم جميعها إلى أعراض التأخر في النمو وتتطلب رأي الطبيب لمزيد من التقييم والفحص والعلاج.
يمكن ربط التأخيرات في النمو بالتعرض الضار للسموم قبل الولادة وإصابة المخ للقضاء على فرص تأخر النمو قبل الولادة، فإن الاعتناء بنفسك وإتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن والأطعمة المغذية يمكن أن يقلل من عوامل الخطر.
التحدث إلى طفلك ومنحه الحب والاهتمام ومكافأته بالابتسامات والإيماءات والعواطف الدافئة يمكن أن يحدث فرقًا في الحد بشكل كبير من مخاطر تأخر النمو. يمكن لطفلك أن يفهم حتى قبل الولادة علامات اللغة والإيماءات على مستوى العقل الباطن، ولهذا من المهم التفاعل معه باستمرار والتحلي بالصبر طوال فترة الحمل والأمومة المبكرة.
يمكن لعلاجات التأخيرات في النمو وتنفيذ التدخل التعليمي، أن تقلل من عامل الخطر بشكل كبير. إن أطباء الأطفال أو المتخصصين على دراية جيدة بالتأخر في النمو، وحتى إذا لم تظهر على طفلك أي علامات للتأخير حتى الآن، فمن الأفضل تقييمه مبكرًا أو دمج الأنشطة التي يقترحها الأطباء لتحسين مرحلة العلاج المبكرة.