عند دخولك عالم الأمومة، أنت بالطبع تحاولين بكل جهد أن تكوني أماً صالحة. في غضون ساعة من الولادة، تحملين مولودك الجديد بين ذراعيك وتبدأني في محاولة الرضاعة الطبيعية. الرضاعة الطبيعية للمواليد في اليوم الأول مهمة للغاية حيث إنها لحظة مليئة بالفرح، ولكن عادةً ما تكون هناك مشاعر التوتر والقلق أيضاً. ومن الأسئلة التي تكون على البال “هل أفعل ذلك بشكل صحيح؟ هل الرضيع مرتاح؟ هل أنتج ما يكفي من الحليب؟” يمكن أن تقدم الجدة أو الممرضة النصائح المفيدة، ولكن معرفة المعلومات الأساسية والضرورية عن الرضاعة يجعل الأمر أسهل.
اللبأ هو الحليب الأول الذي ينتجه جسم الأم. ويتراوح من كونه سائلًا صافًا عند بعض الأمهات إلى سائل بني ذهبي وسميك عند البعض الآخر. في الأيام القليلة الأولى، يعتبر اللبأ هو الغذاء الأنسب لمعدة وأمعاء الطفل حيث يكونان غير ناضجان بالشكل الكافي. يحتوي اللبأ على بروتين أكثر ودهون أقل مقارنة بالحليب الناضج. يتم إنتاجه بكميات صغيرة، وهو ملئ بالطاقة وكافي لتغذية الطفل، حيث يكفي في هذه المرحلة الرضاعة كل ساعة.
كما أن له خصائص ملينة تساعد الطفل للتخلص من العقي من الأمعاء (يسمى البراز القطراني الأول للرضيع بالعقي)، كما أن اللبأ مليء بالأجسام المضادة الضرورية لنمو مناعة طفلك، حيث إنه يمثل جرعة الرضيع الأولى من التطعيم. لا عجب أنه يُعرف أيضًا باسم “السائل الذهبي“!
قد تعتقدي أنك لا تنتجين ما يكفي من الحليب ومن المهم أن نفهم أنه اللبأ هو مجرد البداية. تدريجيًا، مع مرور الأيام ومع استمرار طفلك في الرضاعة، سيؤدي التحفيز المنعكس إلى زيادة تدريجية في هرمون البرولاكتين المسؤول عن إنتاج الحليب في جسمك.
إن عملية إخراج الحليب (المعروفة أيضًا باسم حركة نزول الحليب) هي وظيفة هرمون الأوكسيتوسين الذي يتم إطلاقه في المخ والذي يتسبب في ضغط الحليب المخزن في ثدييك باتجاه حلماتك بينما يستمر طفلك في الرضاعة. تزداد عملية إخراج البرولاكتين والأوكسيتوسين من الرضاعة قوة يومًا بعد يوم، كما يُعرف هرمون الأوكسيتوسين بأنه هرمون السعادة للأم الذي يجعلها تسترخي ويخفف من التوتر. أيضًا، يعمل التفريغ الكامل للثدي كمحفز لمزيد من الإنتاج في المستقبل.
عند الولادة في اليوم الأول، يكون حجم معدة الوليد بالكاد ٥–٧ مل. يزداد هذا الحجم إلى ٢٠–٢٥ مل بحلول منتصف الأسبوع الأول و٤٥–٦٠ مل بحلول الأسبوع الأول. في الشهر الأول، يمكن أن يستهلك الطفل ٨٠–١٥٠ مل من الحليب، ويزداد هذا تدريجياً مع نمو الطفل. هناك تباين في سعة المعدة حسب وزن الرضيع عند الولادة وزيادة الوزن اللاحقة على مدى فترة من الزمن.
توصي منظمة الصحة العالمية واليونيسف بإطعام الأطفال حديثي الولادة عند طلبه للطعام. هذا يعني أنه لا يوجد حد معين لاستهلاك الحليب عند الأطفال حديثي الولادة يوميًا. أطعمي طفلك في أي وقت وعدد المرات التي يريدها الطفل. يُظهر الأطفال علامات ويعطون إشارات عندما يكونون ممتلئين ولا يرغبون في المزيد من الحليب. يعتبر الجدول أدناه بمثابة دليل عام لمقدار الحليب الذي يحتاجه الطفل في اليوم. نظرًا لأن تناول حليب الأطفال حديثي الولادة متغير بدرجة كبيرة، فهذا مجرد دليل تقريبي.
مخطط تناول حليب الأطفال حديثي الولادة: مقدار الحليب اذي يجب أن يشربه حديثي الولادة حسب الوزن الحالي بالميليلترات
الوزن بالجرام | كمية الحليب بالملليتر يوميا |
2265 | 390 |
2,491 | 429 |
2,718 | 467 |
2,944 | 507 |
3,171 | 546 |
3,397 | 584 |
3,600 | 639 |
3,850 | 664 |
4,000 | 720 |
4,303 | 741 |
4,500 | 801 |
4,756 | 819 |
4,900 | 879 |
5,209 | 897 |
5,400 | 960 |
5,662 | 976 |
5,889 | 1015 |
6,115 | 1053 |
6,400 | 1119 |
6704 | 1155 |
6795 | 1172 |
7021 | 1210 |
7300 | 1280 |
كما تمت مناقشته، يجب أن تكون تغذية الأطفال حديثي الولادة عند الطلب، وأن تبدأ في غضون ساعة واحدة من الولادة. يجب أن تستمري في فعل ذلك طوال الليل. سوف يعطيك طفلك علامات، تسمى إشارات التغذية، عندما يكون جائعاً. يجب عليك ملاحظة تلك العلامات مبكرًا للبدء في التغذية.
إشارات التغذية المبكرة:
إشارات جوع الأطفال الشديدة: (في هذه المرحلة من الصعب إطعام الطفل وقد لا تكون التغذية مرضية)
يجب أن تهدفي دائمًا إلى تهدئة طفلك أولاً ثم التفكير في إطعامه إذا ظهرت عليه إشارات الجوع الشديدة. قدمي الحنان عن طريق ملامسة الجلد وحاولي إرضاع طفلك باحتضانه بالقرب من ثدييك.
في الأيام الأولى عندما تكون كمية الحليب المنتجة أقل، يرضع الطفل كل ساعة. مع نمو الطفل، تزداد كمية اللبن المتناولة لكل وجبة وتقل عدد جلسات الرضاعة في اليوم. لذا، فإن كمية الحليب التي يجب أن يتناولها المولود الجديد أثناء كل رضعة تعتمد على مدى تكرار الرضاعة. في المتوسط، يرضع الطفل الرضيع من ٨ إلى ١٢ مرة في اليوم. كما ذكرنا أعلاه، ابحثي عن إشارات التغذية وستعرفين أن وقت الرضاعة الطبيعية لمولودك الجديد قد حان.
لا توجد إرشادات حول المدة التي يجب أن يرضع فيها الطفل رضاعة طبيعية. طفلك هو أفضل دليل لك. بعد الرضاعة الكافية، سيتوقف الطفل عن الرضاعة، ويدفع الحلمة بعيدًا، أو ينام أو يصاب بالنعاس. إذا كان الطفل لا يريد النوم، فسيبدو هادئًا. يمكنك محاولة تقديم الثدي الآخر ومواصلة الرضاعة إذا كان الطفل يقبل الرضاعة بعد ذلك.
إذا كان الطفل هادئ ويلعب فهذا يشير إلى أنه يتغذى جيدًا. إذا لم يكن كذلك، فسوف تظهر عليه علامات الجوع أو علامات التغذية.
في بعض الحالات، قد لا تنتج الأم ما يكفي من الحليب (بسبب الإجهاد، متلازمة شيهان، في حالة التوائم) أو قد لا يتمكن الطفل من مص الحليب بشكل كافٍ (طفل خديج، طفل مريض). في هذه الحالات عملية الإخراج والتجذير والرضاعة بشكل جيد خاصة عند الأطفال الخدج. لذلك، على الرغم من التواتر المناسب للتغذية، قد لا تظهر على الطفل علامات التغذية الجيدة. في مثل هذه الحالات، قد يحتاج طفلك إلى حليب بديل إضافي أو حليب الثدي عند طريق الضخ حتى يتم إنتاج ما يكفي من الحليب.
أيضًا، من المهم أن تعتني الأم بحلمات الثدي بصرف النظر عن إبقائها نظيفة حيث قد تجعل أي شقوق في الحلمة الرضاعة الطبيعية مؤلمة ويمكن أن تؤثر على إنتاج الحليب. اغسلي الحلمات بالماء والصابون المعتدل قبل وبعد الرضاعة، كما يمكنك استخدام واقي الحلمة أثناء الرضاعة حتى تتعافى من الشقوق. تجنبي الرضاعة على الجانب المصاب حتى تلتئم الشقوق. استشيري مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إذا لم تلتئم الشقوق خلال ٢٤–٤٨ ساعة.