قد تتغير حياتك بعد الولادة كثيراً، ونحن نعلم أن تربية الأطفال مهمة صعبة للغاية، بالإضافة إلى جدول الرضاعة، وأوقات القيلولة وجداول التطعيم، هناك شيء عليك التعامل معه كثيرًا، وهو بكاء طفلك الرضعي. من خلال البكاء، يمكن للرضع التعبير عن احتياجاتهم، وفي البداية، قد يصعب عليك تفسير ما يحاول طفلك التعبير عنه من خلال صرخاته، ولكن لا داعي للقلق – فهناك طرق مختلفة للتعامل مع ذلك، اعتمادًا على ما هو أفضل لطفلك.
لماذا يبكي الأطفال الرضع في الليل؟
من المتوقع أن يبكي الأطفال الرضع طوال الليل وبشكل متكرر، ولكن يجب أن تصبح نوبات البكاء هذه أقل تكرارًا مع تقدم الطفل في السن. فيما يلي بعض الأسباب الشائعة لبكاء الأطفال الرضع في الليل:
١. الشعور بالجوع
معدة الرضعيع صغيرة ويحتاج إلى الرضاعة بشكل متكرر خلال الأشهر القليلة الأولى. يجب إرضاع معظم الرضع كل ساعتين إلى ثلاث ساعات. يمكنك ملاحظة أعراض الجوع مثل أن يضع الطفل يديه في فمه ويضرب ويصفع بشفتيه، كما سيساعدك بدء الرضاعة قبل أن يبدأ طفلك في البكاء على الاستمتاع بليلة هادئة.
٢. الشعور بعدم الراحة بسبب مشاكل الغازات
الأطفال عرضة للغازات في المعدة وقد يحتاجون إلى التجشؤ أو إخراج الغازات ليشعروا بالراحة. قد يبتلع طفلك الهواء عند الرضاعة الطبيعية أو عند الرضاعة من الزجاجة، وقد يساعده التجشؤ بعد فترة وجيزة من الرضاعة على الحصول من الراحة. وقد يفيدك وضع طفلك على بطنه وتدليك ظهره برفق أيضًا.
٣. حفاضات متسخة أو مبللة
يمكن لبعض الأطفال تحمل حفاضات رطبة أو متسخة لفترة قصيرة بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى التغيير على الفور. يساعد استخدام حفاضات جديدة على العودة إلى النوم مرة أخرى بسرعة. ومع ذلك، تأكدي من تغيير الحفاض بسرعة وعدم التفاعل كثيرًا مع طفلك أثناء القيام بذلك حتى يمكن تهدئته مرة أخرى للنوم.
٤. الحاجة إلى الطمأنينة
قد يكون البقاء بمفرده في الظلام أمرًا مخيفًا لطفلك الرضيع، وقد يصرخ بصوت عال لجذب الانتباه ويطمئن إلى أنك بجواره.
٥. الشعور بالبرد
من المحتمل أن يبكي طفلك إذا كان يشعر بالبرد الشديد. يمكنك لفه بأغطية ذات طبقات خفيفة لتساعده على الدفء وتوفر له الراحة، ولكن تأكدي من عدم لفه في طبقات ثقيلة شديدة لأن هذا يعرضك لخطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع الفجائي.
٦. الشعور بمشاكل التسنين
إذا بدا أن طفلك يبكي ليلاً بدون سبب، فتحققي مما إذا كان ذلك بسبب التسنين. يمكن أن تبدأ آلام التسنين منذ أربعة أشهر وقد تتسبب في سيلان اللعاب لدى الأطفال بشكل شديد، العض على كل ما يمسكونه بأيديهم. إذا كان طفلك على وشك بدء التسنين أو بدأ بالفعل في التسنين، فإن تدليك اللثة بلطف أو عطاء عضاضات الأطفال، خاصة تلك التي تم تبريدها مما يمكن أن يقلل من التهيج.
٧. الكثير من الإثارة
قد يكون اصطحاب طفلك إلى حدث اجتماعي، أو الخروج إلى السوق أمرًا مثيرًا للغاية بالنسبة له في بعض الأحيان. قد يضطرب للغاية، خاصةً إذا كنت تضعينه على الفراش للنوم بعد انتهاء التجربة (مثلاً، الوصول إلى المنزل قبل وقت نوم طفلك مباشرة أو إذا نام في طريقه إلى المنزل) وقد يؤدي هذا إلى البكاء طوال الليل. يمكن أن يساعد وضع الطفل في مكان مألوف ثم اتباع روتين وقت النوم في معالجة هذه المشكلة.
٨. الشعور بالمرض
الشعور بالغثيان والتعب والإرهاق قد يجعل حتى البالغين يرغبون في البكاء! إذا كان طفلك يبكي أكثر من المعتاد أو يبدو مختلفًا، فقد يكون ذلك بسبب حالة مرضية. تحققي لمعرفة ما إذا كان طفلك يعاني من أي أعراض أخرى مثل الحمى والسعال والقيء أو فقدان الشهية، مثلاً. استشري طبيبك إذا كان بسبب اي مرض.
إلى متي يستمر بكاء الرضيع ليلاً؟
يمكن للتدخل المبكر حل المشكلة، ويضمن لك ولطفلك ليلة هادئة. باللجوء إلى الأساليب المناسبة للتعامل مع البكاء، يمكنك تغيير في سلوك طفلك في أقل من أسبوعين، وهذه المهمة تصعب مع تقدم طفلك في العمر. من المرجح أن يقاوم الأطفال الذين تبلغ أعمارهم سنة واحدة أو أكثر الذهاب إلى الفراش حتى عندما يشعرون بالنعاس والإرهاق. يمكنهم البكاء لساعات والاحتجاج على التغييرات التي حدثت في جدولهم اليومي. إذا لم تقومي بإتخاذ الإجراءات الناسبة لطفلك الرضيع، فيمكن أن يستمر البكاء حتى سن ثلاث أو أربع سنوات.
متى يمكن لطفلك النوم طوال الليل؟
من المرجح أن يستيقظ الأطفال الذين تقل أعمارهم عن شهرين مرتين على الأقل كل ليلة للرضاعة، وبعد شهرين وحتى أربعة أشهر من العمر، ينخفض هذا إلى جلسة رضاعة واحدة في الليلة. بعد أربعة أشهر، يمكن للأطفال الذين يرضعون حليباً صناعياً أن يناموا طوال الليل لمدة سبع ساعات متتالية. يجب أن يتمكن الأطفال الذين يرضعون من الثدي من تجاوز سبع ساعات دون الاستيقاظ من أجل الرضاعة بعمر خمسة أشهر على الأقل. وهذا ينطبق على جميع الأطفال الطبيعيين في هذه الفئة العمرية؛ يجب أن يكونوا قادرين على النوم والبقاء على هذا النحو دون أن الحمل أو الهزهزة أثناء الليل.
هل يمكنك أن حمل طفلك إذا بدأ في البكاء في الليل؟
هناك مدرستان فكريتان حول هذا الموضوع. أحد المعتقدات هو أن الأطفال سيتوقفون عن البكاء ليلاً دون سبب بمجرد أن يدركوا أن ليس هناك أحد يستجيب لهم. المدرسة الفكرية الأخرى هي أنه في كل مرة يبكي فيها الطفل، يجب حمله ولا ينبغي ترك الطفل وحده لأي سبب من الأسباب. القرار متروك لك لإتباع الطريقة التي تريدينها بعد تقييم إيجابيات وسلبيات كل منها.
هل تقومين بإيذاء طفلك إذا تركتيه يبكي؟
من المعتقد أن ترك الطفل يبكي بمفرده يمكن أن يضر بنموه البدني والعقلي على المدى الطويل، ولكن لا يوجد دليل يدعم هذا الادعاء. ومع ذلك، تشير معظم طرق التدريب على النوم إلى أنه يجب على الآباء التوقف عن الاستجابة على الفور لكل صرخة صغيرة للرضيع، ولكن هذا ينطوي أيضًا على قطع الاتصال بين الوالدين والطفل. يرى بعض الباحثين أن طريقة التدريب على النوم التي تتضمن ترك الطفل يبكي لأي فترة من الوقت من المرجح أن تؤثر سلبًا على نمو الطفل الجسدي والعاطفي والاجتماعي والسلوكي بسبب الانقطاعات في الدورة البيولوجية الطبيعية للرضيع.
كيفية تهدئة بكاء طفلك في الليل
إذا استيقظ طفلك من النوم ليلاً وهو يبكي بالرغم من الحصول على جميع احتياجاته، فمن المحتمل أنه قد جعل البكاء عادة. فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها مساعدة طفلك (أكثر من أربعة أشهر من العمر) على الهدوء والنوم طوال الليل:
- ضعي طفلك على السرير عندما يشعر بالنعاس ولكنه لا يزال مستيقظًا. تأكدي من وضع طفلك في سرير الأطفال في هذه المرحلة حتى لو لم يتفق مع وقت النوم العادي. يجب أن تكون ذاكرة استيقاظ الطفل الأخيرة على السرير أو المهد. سيشجعه هذا على العودة للنوم بمفرده عندما يستيقظ في منتصف الليل.
- إذا رفض طفلك التوقف عن البكاء وقت النوم، فاستمري في زيارته على فترات من خمس إلى خمس عشرة دقيقة. يمكنك الاستمرار في زيادة المدة بين الزيارات. لكن لا تدعي الطفل ينزعج كثيرا؛ إذا بدا أنه منزعج أو خائف للغاية قومي بحمله حتى يهدأ. يمكنك الجلوس في الغرفة لبضع دقائق حتى يهدأ لكن حاولي تركه قبل أن ينام.
- لا تأخذي طفلك من سريره بعد أن النوم طوال الليل. إن قمتي بهزهزة طفلك حتى ينام أو جلبه إلى سريرك لفترة من الوقت سوف يقضي ذلك على الغرض من هذا التمرين على النوم بمفرده.
- يمكنك تقديم لعبة تبعث الشعور الآمن لطفلك مثل دبدوب أو بطانية إذا كان عمر طفلك أكثر من ستة أشهر. سيجلب هذا الراحة لطفلك عندما يستيقظ ليلًا وسيسعد بإحتضان اللعبة بدلاً من حضنك أنت أثناء الليل.
بعض الأشياء الأخرى التي يمكنك تجربتها لضمان جدول نوم منتظم لطفلك هي:
- تقييد مدة قيلولة الطفل على ساعتين أو أقل وقيلولة مرتين فقط في اليوم.
- تجنبي تغيير الحفاضات المبللة في الليل قدر الإمكان. إذا كان لا بد من ذلك، فاحفظي الأضواء خافتة لمنع تحفيز طفلك.
التدريب على النوم لطفلك
يشير التدريب على النوم إلى الطريقة المستخدمة لتعليم طفلك النوم بمفرده، وبمجرد تحقيق هذا الهدف، من المرجح أن ينام طفلك طوال الليل. بينما يلتقط بعض الأطفال فن النوم هذا بسهولة، قد يستغرق البعض الآخر وقتًا أطول. هناك طريقتان للتدريب على النوم. طريقة التحكم في البكاء وطريقة منع البكاء. الاختيار لك بعد النظر في مزايا وعيوب كل منهما. لكن من الضروري أن تتذكري أنه بالنسبة لبعض الآباء، قد لا تؤدي طريقة تدريب واحدة الغرض. ليس هناك عمر محدد يجب أن يبدأ فيه الرضيع التدريب على النوم. يختار عدد كبير من الآباء مسار التدريب على النوم لأنهم لا يستطيعون تحمل الحرمان من النوم لفترات طولية، كما يرى الخبراء أن الأطفال يقدرون تمامًا على النوم بوحدهم بعد ثلاثة أشهر من العمر.
ما هي طريقة التدريب على النوم بالصراخ/البكاء أو طريقة فيربير؟
هذه الطريقة ابتكرها طبيب يدعى الدكتور ريتشارد فيربير، والتي يوصي فيها بترك طفلك يبكي لفترة قصيرة قبل أن تقومي بتهدئته، كما كتب الدكتور فيربير كتابًا حول هذا الموضوع، ويمكن تطبيقه بشكل مثالي على الأطفال الرضع الذين تبلغ أعمارهم ستة أشهر أو أكثر. الطريقة المقترحة هي:
- ضعي طفلك برفق في سريره عندما يشعر بالنعاس الشديد ولكن ليس نائماً.
- امنحي طفلك قبلة قبل النوم واخرجي من الغرفة.
- إذا بكى طفلك بعد فترة وجيزة، انتظري بضع لحظات قبل الذهاب إلى الغرفة.
- قومي بتهدئة طفلك بصوت منخفض واخفضي الإضاءة. لا تحمليه أو ترضعيه.
- الغرفة حتى لو كان طفلك لا يزال يبكي.
- عليك تكرار هذه الخطوات حتى يذهب طفلك للنوم. من المحتمل أن يستغرق ذلك عدة محاولات قبل النجاح تمامًا.
- تأكدي من إطالة الوقت بين كل زيارة والأخرى مما يمنح طفلك وقتًا أطول ليهدأ ويحاول النوم بنفسه.
- إذا استيقظ الطفل مرة أخرى في الليل، كرري نفس العملية.
وفقًا للدكتور فيربير، يجب أن يتمكن الأطفال من النوم في غضون أسبوع تقريبًا. يُعتقد أن هذه التقنية فعالة لأن الكثير من الأطفال الأكبر سنًا يستفيدون بذكاء من الموقف عندما يفهمون أن البكاء سيؤدي إلى حملهم أو إطعامهم. لذا، فإن هذه التقنية تنقل رسالة مفادها أن لعبة البكاء لم تعد تجذب انتباهك، وعند فهم ذلك، من المحتمل أن يتوقفوا عن البكاء بدون سبب.
ومع ذلك، فقد واجهت هذه الطريقة الكثير من الانتقادات أيضًا. تبدو عملية ترك طفل رضيع يبكي بمثابة صدمة للآباء، ولهذا السبب يميلون إلى التخلي عن هذه الطريقة في الليلة الثانية أو الثالثة، عندما يزداد بكاء الطفل سوءًا، ومع ذلك، وفي هذه المرحلة يمكن أن يكون هناك بعض التحسن المتوقع (بعد حوالي ٣ أو ٤ أيام)، بشرط ألا يهتم الآباء بكاء أطفالهم..
تقنية الابتعاد التدريجي
تقنية الابتعاد التدريجي من الطرق المقترحة للمساعدة في منع الرضيع من البكاء ليلاً دون سبب. بدلاً من فصل دورك في روتين عودة الطفل للنوم دفعة واحدة، فإن هذه الطريقة تدعو إلى القيام بذلك على مراحل. إليك كيف يمكنك القيام بذلك:
١. في اليومين الأولين، يمكنك الانتظار في غرفة الطفل حتى ينام قبل الخروج.
٢. ثم ابدئي بالخروج من الغرفة تدريجيًا قبل أن ينام تمامًا.
٣. إذا صرخ عند خروجك، عدي وطمئنته بصوت منخفض بدون حمله. واخرجي عندما يهدأ.
٤. يمكن أن يحدث هذا عدة مرات في الأيام القليلة الأولى وقد تضطرين إلى الاستمرار في الخروج والعودة حتى ينام.
٥. بعد ذلك، ابدئي في وضعه في سريره عند وقت النوم بينما يكون مستيقظًا واجلسي في مكان قريب حتى ينام.
٦. قومي بزيادة المسافة بينك وبين طفلك كل يوم حتى يمكنالخروج من الغرفة.
٧. اخرجي من الغرفة لكن ابقي قريبةً منها حتى تعرفين عندما يصرخ أو يبكي الطفل.
بهذه الطريقة، في غضون أسابيع قليلة، سيمكنك وضع طفلك في سريره وقت النوم والخروج أثناء نومه بمفرده. تذكري أيضًا النصائح التالية لتحقيق أقصى استفادة من هذه التقنية:
من الأفضل أن تحاولي هذا فقط عندما تشعرين أن طفلك يستطيع التعامل معها، والعمر المقترح هو أشهر.
حاولي المواظبة الدائمة على الخطوات عند استخدام هذه الطريقة حيث يمكن التراجع عن كل ما قمت به بعدم الانتظام.
متى يجب عليك استشارة الطبيب؟
في معظم الحالات، يمكن تهدئة بكاء طفلك بمجرد أن يحصل على جميع احتياجاته أو من خلال وجودك الجسدي المريح. لكن في بعض الأحيان، قد يشير البكاء الشديد إلى وجود خطر، مثل المرض. يجب عليك الاتصال بطبيب الأطفال إذا لم يتوقف طفلك عن البكاء ليلاً وتلاحظين الأعراض التالية:
- عدم الراحة الجسدية أو أعراض المرض، مثل ارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدي وغير ذلك
- أعراض الخوف أو التوتر لدى طفلك
- لا تؤدي الإجراءات العلاجية إلى تغيير في سلوك طفلك خلال أسبوعين
يأخذ كل طفل وقته للوصول إلى معالم النمو الجسدي والعاطفي، ولا يختلف هذا عندما يتعلق الأمر بالنوم. أيضًا، يمكن أن يتغير روتين النوم عندما يكون الطفل مريضًا أو إذا كان على وشك طفرة في النمو الجسدي أو العاطفي، وبالتالي، من المهم أن تتذكري أنه عندما يتعلق الأمر بالأطفال الرضع – فإن الوقت والصبر والكثير من الجهد أشياء ضرورية للحصول على النتائج المرجوة.