أتاح تقدم العلم وتطبيقاته في مجال الطب للأطباء مراقبة الحمل والولادة بتفصيل كبير، والتدخل عند الحاجة لحماية الطفل والأم. بمجرد أن تَتَّبِعي هذه الطريقة لمراقبة الطفل في أثناء الحمل، يمكنكِ مراقبة الجنين أثناء المخاض والولادة.
ما هي مراقبة الجنين؟
في أثناء المخاض والولادة، سيراقب طبيبكِ نبضات قلب الطفل للتحقق من حالة قلب الطفل واستجابته للانقباضات التي تحدث في جسدكِ. وقد تحدث هذه المراقبة أيضًا قبل المخاض كجزء من الفحوصات المنتظمة في أثناء الحمل، أو عندما تلاحظين أي تغيير في وتيرة رفسات الطفل. وقد تكشف مراقبة الجنين عن عدم انتظام معدل ضربات قلب الجنين، وهذا الأمر قد يكون مفيدًا في اكتشاف أي مشكلات صحية قد يعاني منها طفلكِ. ولهذا فمراقبة الجنين تُعد وسيلة موثوقة لفحص نبضات قلب الطفل، وتساعد الطبيب على اتخاذ التدابير التصحيحية.
لِم تُعد مراقبة الجنين أمرًا بالغ الأهمية في أثناء المخاض؟
من الأهمية أن يراقب الأطباء قلب الجنين في أثناء المخاض كما هو الحال بالنسبة لمراقبته طوال فترة الحمل. فهذه العملية تساعد الأطباء على تتبع معدل ضربات قلب الطفل، ووتيرة الانقباضات التي تعاني منها ومدتها. وهي تُعد وسيلة موثوق بها للغاية حتى يعرف طبيبكِ ما إذا كان طفلكِ بصحة جيدة أو يعاني أي مشكلات. ويتمثل الغرض من مراقبة الجنين في أثناء المخاض في ضمان بقاء معدل ضربات قلب الجنين ضمن المعدل الطبيعي. وهذا يؤكد لكِ ولطبيبكِ أن الولادة يمكن أن تحدث بشكل طبيعي إذا لم تكن هناك أي مشكلات أخرى.
ويتمثل الهدف الأساسي من مراقبة الجنين في تحديد ما إذا كان الطفل سيعاني من نقص الأكسجين (محروم من مستويات الأكسجين الكافية)، وبناء عليه يمكن إجراء تقييمات أخرى تضمن سلامة الجنين. فإذا كانت النتائج إيجابية، يمكن أن يقرر الطبيب توليد الطفل ولادة قيصرية أو ولادة طبيعية.
وهناك خيار آخر يتمثل في مراقبة الجنين في المنزل، وهو خيار مناسب إذا توفرت المعدات الملائمة. ويتم ذلك في الغالب عندما ينصح الأطباء الأم بالبقاء في المنزل أو التحرك حركة بسيطة.
أنواع مراقبة الجنين
هناك ثلاث طرق مختلفة لمراقبة نبضات قلب الطفل، وكلها تتم وفقًا لما تحتاجه الأم في حينها. وتنقسم طرق مراقبة الجنين في أثناء الولادة إلى مراقبة داخلية وخارجية، وهي مقسمة كما يلي:
المراقبة الخارجية
- ما هي: تُعرف أيضًا باسم التسّمع، وهي عملية يُستخدم فيها جهاز صغير محمول باليد يسمى محول التخطيط فوق الصوتي (دوبلر)، أو سماعة طبية خاصة لإجراء تسّمع الجنين. وفي هذه العملية، يتم توصيل محول الطاقة بجهاز مراقبة معدل ضربات قلب الجنين، أو جهاز مراقبة الجنين والتخطيط فوق الصوتي (دوبلر) بمجموعة من الأسلاك. وسيضع الطبيب محول الطاقة وينقله على جميع أنحاء منطقة بطنكِ حتى يلتقط الجهاز نبضات قلب طفلكِ التي ستنتقل بعد ذلك إلى مراقب الجنين أو الحمل.
- متى يتم ذلك: تُستخدم هذه الطريقة لمراقبة ما يعده الطبيب حالات حمل آمنة أو قليلة المخاطر، وهذا الإجراء يُعد روتينًا في هذه الحالة. وهناك أوقات محددة مسبقًا يفحص فيها الطبيب نبضات قلب الطفل، كما هو الحال في أثناء الفحوصات الروتينية، ولكن قد يزداد تكرار هذه الأوقات إذا لاحظ الطبيب أي خلل في معدل ضربات القلب.
- المخاطر: ومع عدم وجود مخاطر معروفة للتسّمع حيث إن هذا الإجراء يتم دوريًا فقط في أثناء المخاض والولادة، فإن طريقة مراقبة قلب الجنين الإلكترونية قد تطرح بعض المشكلات للأم الحامل. ماهية المخاطر:
- EFM مراقبة الجنين الإلكترونية ستحتاجين إلى تقييد حركتكِ لأن أي حركة بسيطة قد تقاطع الإشارات وقد يصدر الجهاز قراءات غير صحيحة.
- فالجهاز يحد من حركة المرأة الحامل، وهذا التقييد قد يكون غير مريح، ويجعل من الصعب على المرأة أن تلد الطفل ولادة طبيعية. ومع ذلك، ومع التقدم التكنولوجي، تُستخدم بكثرة أيضًا أجهزة محمولة يمكن توصيلها لاسلكيًا بجسمكِ في المستشفيات.
- الفوائد:
- يبعث صوت نبضات قلب الطفل الطمأنينة في قلب الأم، وقد يساعد في التغلب على الشكوك والتوتر
- قد يمكِّن اكتشاف أي حالات شاذة الطبيب من اتخاذ إجراءات علاجية لحماية الطفل
- القيود:
- إن حركة الأم محدودة في أثناء المراقبة، وقد يسبب هذا الأمر شعورًا بالانزعاج
- لا يوصى بالمراقبة الروتينية في حالات الحمل منخفضة الخطورة
المراقبة الداخلية
- ما هي: في هذه الطريقة، يوضع قطب كهربائي على جزء من جسم الطفل الأقرب إلى عنق الرحم، وعادة ما يكون هذا الجزء هو فروة رأس الطفل، وبهذه الطريقة يراقب الطبيب معدل ضربات قلب الطفل. ومع ذلك، في هذه الطريقة، نظرًا لعدم مراقبة الانقباضات التي تحدث في رحمكِ، سيتعين على الطبيب إدخال قسطرة ضغط في الرحم لفهم تواتر الانقباضات.
- متى يتم ذلك: عندما يتعذر على طبيبك تلقي البيانات اللازمة عن نبضات قلب طفلكِ من خلال المراقبة الخارجية، فقد يضطر إلى اختيار طريقة المراقبة الداخلية.
- المخاطر:
- قد يسبب القطب الكهربائي القليل من السحجات أو الكدمات البسيطة في المكان الذي يمس فيه الجنين
- وقد تشعرين بعدم الارتياح عند إدخال القطب الكهربائي وقسطرة الضغط
- لا يوصى بإجراء هذه الطريقة للأمهات المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية أو المصابات بالهربس حيث من المحتمل أن ينتقل الفيروس إلى الطفل
- الفوائد: تنتج مراقبة الجنين الداخلية نتائج أكثر دقة من مراقبة الجنين الخارجية
- القيود: لا يمكن إجراء المراقبة الداخلية إلا بعد انفجار الكيس السلوى (بعد خروج الماء) وهذا قد يتسبب في تأخير مراقبة معدل ضربات قلب الطفل
مراقبة الجنين الإلكترونية المستمرة
- ما هي: تتم هذه المراقبة باستخدام جهاز خاص لمراقبة الجنين. وفيها تُستخدم مجموعة من أشرطة التمدد العريضة لتثبيت قرصين إلكترونيين، يُعرفان أيضًا باسم محولي الطاقة، في مكانهما. ويؤدي محولا الطاقة وظيفتين مختلفتين عندما يوضعان على البطن. بينما يتتبع أحد محولي الطاقة نبضات قلب طفلكِ، يراقب المحول الآخر انقباضات المخاض في رحمكِ ويقيس وقت حدوثها بطريقة مثالية. وتُنقل القراءات من محولي الطاقة إلى جهاز المراقبة الذي يسّجلها ويطبعها على مخطط للأطباء لفحصها واتخاذ الإجراءات اللازمة. كما قد يصدر جهاز المراقبة كذلك صوت نبضات قلب الطفل حتى يسمعها الوالدان. وتُعرف هذه الطريقة أيضًا باسم طريقة مراقبة الجنين الإلكترونية المستمرة نظرًا للوتيرة التي تتم بها مراقبة نبضات قلب الطفل.
- متى يتم ذلك: تتم مراقبة الجنين المستمرة في أواخر الحمل وفي أثناء المخاض
- المخاطر: يُرجح أن تحتاج المرأة التي تختار نظام المراقبة المستمرة للجنين إلى ولادة مع مساعدة، حيث يُحتمل أن يقترح الأطباء إجراء عملية قيصرية طارئة حتى لو كانت المخاطر التي يتعرض لها الطفل مجرد مخاطر متصورة.
- الفوائد: لا تريحك المراقبة المستمرة فحسب، حيث تُمكّنك من سماع دقات قلب الطفل، ولكنها من المحتمل أيضًا أن تقلل من فرص حدوث نوبات التشنجات بعد ولادة الطفل. وتُعد نوبات التشن أحد أعراض تلف الدماغ التي قد تحدث بسبب نقص الأكسجين.
- القيود: لا تسبب مراقبة الجنين الإلكترونية أي ألم للأم أو للطفل بأي شكل من الأشكال. ومع ذلك، قد تشعر النساء الحوامل بنوع من الانزعاج بسبب الحركة المحدودة التي تسببها هذه الطريقة.
التسّمع المتقطع
إذا كنتِ حاملًا، فيجب أن تكوني قد جربتي هذه الطريقة بالفعل في أثناء زياراتكِ للطبيب في مرحلة ما قبل الولادة. في التسّمع المتقطع، خلال المرحلة الأولى من المخاض، تفحص الممرضة أو الطبيب معدل ضربات القلب كل 15 إلى 30 دقيقة ثم تزيد من وتيرة الفحص إلى كل 5 دقائق خلال المرحلة الثانية من المخاض. ثم يفحص الطبيب معدل ضربات قلب الطفل بين الانقباضات التي تحدث في رحمكِ، لقياس ما إذا كانت تقع ما بين 110 إلى 160 نبضة في الدقيقة. فهذا يسمح للطبيب أيضًا بتكوين فكرة عن مدى تحمّل الطفل للانقباضات.
مقارنة المراقبة المستمرة بالتسّمع المتقطع
في حين أن كلا الطريقتين هما عمليتا مراقبة جنين خارجية، فهما تختلفان في الوتيرة التي تتمان بها. في حين يسجل التسّمع المتقطع معدل ضربات قلب الجنين على فواصل زمنية أو فترات محددة سلفًا، إلا أن المراقبة المستمرة، كما يوحي الاسم، تتم طوال مدة المخاض أو الولادة.
بينما يستخدم التسّمع المتقطع جهازًا يُعرف باسم محول التخطيط فوق الصوتي دوبلر)) لقياس معدل ضربات القلب، يراجع الطبيب معدل قلب الجنين (معدل ضربات القلب) في المراقبة المستمرة بانتظام مستخدمًا محولات الطاقة وجهاز مراقبة لعرض المعلومات والبيانات.
وتُجرى المراقبة المتقطعة للجنين للنساء ذوات الحمل منخفض الخطورة. وحين يتوقع الطبيب مشكلات متعلقة بالولادة، فإنه يُجري المراقبة المستمرة حتى يتمكن من اتخاذ الإجراءات التصحيحية في الوقت المناسب.
ما الفئة 2 من تتبع قلب الجنين؟
تُعد جميع أنماط معدل ضربات قلب الجنين التي لا تقع ضمن النطاق الطبيعي (الفئة الأولى) أو النطاق غير الطبيعي (الفئة الثانية) بمثابة الفئة الثانية من تتبع قلب الجنين. ثم تُصنف أنماط التتبع بعد ذلك على أنها غير منتظمة. وإذا واجه طبيبك نمطًا مماثلًا، فقد يحاول تغيير وضعك لتقليل ضغط الحبل السري وتعزيز تدفق الدم إلى المشيمة.
ماذا لو كان معدل ضربات قلب طفلي غير طبيعي؟
سيقيم الطبيب معدل ضربات قلب طفلكِ خلال المخاض، وسيراقب أي إشارات تشير إلى وجود مشكلة. وسوف يراقب معدل ضربات القلب الأساسي للطفل لمعرفة ما إذا كان طبيعيًا، وتقييم التغييرات إن وجدت.
فإذا كان معدل ضربات قلب طفلكِ غير طبيعي، فسينصح الطبيب بإجراء المزيد من الفحوصات والاختبارات قبل التوصل إلى قرار. ولا تنسي أن معدل ضربات القلب غير الطبيعي لا يشير دائمًا إلى وجود مشكلة في طفلكِ، وأن الاختبارات التالية ستحدد المشكلة الفعلية.
إذا تحرك طفلكِ، فسيرتفع معدل ضربات القلب خلال تلك الفترة، وهذا أمر طبيعي. فهو يعكس الزيادة في معدل ضربات القلب عندما تمارسين الرياضة. أما ضربات القلب السريعة التي لا تتغير هي وحدها التي يمكن أن تثير قلق الطبيب.
وكإجراء تصحيحي، قد يتخذ الطبيب خطوات لتغيير وضعكِ، أو توفير أكسجين إضافي لكِ. وكما أن تزويدكِ بالسوائل اللازمة بالحقن الوريدية قد يعطي نتائج إيجابية. في حال لم تسفر هذه الإجراءات عن أي نتيجة مرجوة، فقد يقرر الطبيب توليد الطفل ولادة قيصرية أو الولادة بالتفريغ أو الملاقط لإخراج الطفل.
تُعد مراقبة الجنين وسيلة مهمة لمراقبة صحة الطفل قبل الولادة. ويُجرى مستوى معين من المراقبة بشكل منتظم، وحتى إذا أوصى الطبيب بمراقبة إضافية، فلا ينبغي أن يسبب لك هذا الأمر أي قلق. تأكدي من التحدث إلى طبيبكِ إذا شعرتِ بالقلق، والتزمي بنصيحته لضمان سلامة طفلكِ.