عادة ما يكون لدى الأطفال الصغار المزيد من الطاقة، وهناك طريقة رائعة لتوجيه هذه الطاقة بشكل مثمر، وهي تسجيلهم في الدورات التدريبية لفنون الدفاع عن النفس. قلق بعض الآباء من أن الفنون القتالية قد تشجع الأطفال على العدوان والعنف لا أساس له من الصحة.
فنون الدفاع عن النفس مثل كونج فو، و أيكيدو، و تاي كون دو، ليست فقط أنشطة ممتعة للفتيان والفتيات الصغار، ولكنها قد تساعد أيضًا في تعزيز اللياقة البدنية، والقوة العقلية لدى الأطفال. في الواقع، قد استفاد الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) بفوائد كبيرة من خلال الانضمام إلى هذه الفصول التدريبية.
إن دروس الاحترام، والانضباط، والتركيز التي يتعلمها الطفل من خلال هذه التدريبات تشكل شخصية الطفل في نهاية المطاف، وقد ينتقل تطبيق هذه الدروس أيضًا إلى الحياة المدرسية مما يساعد الأطفال على أداء أكاديمي أفضل والنجاح في الحياة.
الفنون القتالية للأطفال هي نظام تقليدي من الممارسات القتالية التي تهدف إلى تدريب الجسم، والعقل، والروح على العمل بشكل متزامن. ببساطة، تسعى الفنون القتالية إلى تحقيق الانسجام بين العقل والجسد مع تعليم طرق فعالة للدفاع عن النفس.
تعزز فنون الدفاع عن النفس النمو الشامل للطفل من خلال تطوير القدرات العقلية، والقوة الروحية للطفل مع قدراته البدنية.
وفقًا للخبراء، عمر ست سنوات هي السن المناسب لتدريس الفنون القتالية. بحلول هذا العمر، قد طور الطفل قوة كافية والتحكم في العضلات لتطبيق التقنيات المختلفة لفنون الدفاع عن النفس مثل اللكمات والركلات وغير ذلك.
ومع ذلك، هناك مدارس معينة تقدم تدريبات فنون القتالية حتى للأطفال الأصغر سنًا، ولكن قد يكون التركيز على الترفيه أكثر من التدريب المنظم، وتعتمد برامجهم بشكل عام على الألعاب. تدير بعض المعاهد أيضًا دروسًا للأطفال في سن ما قبل المدرسة، وينصب التركيز بشكل أكبر على تطوير مهارات مثل التنسيق بين اليد والعين، وتحسين مدى الانتباه.
قد يتردد بعض الآباء في تسجيل أطفالهم في تمرينات الفنون القتالية بسبب الخوف من أنها قد تجعل أطفالهم عنيفين وعدائيين، ولكن الخبراء يقولون إن هذا مفهوم خاطئ. وعلى العكس من ذلك، قد تساعد الفنون القتالية في جعل الطفل أكثر انضباطًا واحترامًا واجتماعيًا. يتعلم الطفل ممارسة ضبط النفس بينما يدافع عن نفسه بشكل فعال بتقنيات الدفاع عن النفس في الفنون القتالية.
يتم تقييم التقدم في دروس الفنون القتالية من قبل “نظام الحزام“. المطلوب من الطفل أن يتخطى العديد من مستويات المهارة ويتم منحه حزامًا ذو لون معين بعد أن يكمل المستوى المحدد. وهكذا يبدأ الطفل بحزام أبيض، وبعد استكمال مستويات القدرة المختلفة يحصل أخيرًا على الحزام الأسود، ويتم تقييم الطفل للمستوى الجديد التالي عادةً بعد كل ثلاثة أشهر.
الفوائد العديدة لتدريب الفنون القتالية للأطفال ما يلي:
١. يطور الانضباط الذاتي: يقوم الطفل في تدريب الفنون القتالية بتنفيذ الأعمال المختلفة لفنون القتالية بأمر من أستاذه، ويتعلم اتباع الأوامر، مما يساعد في تأديب الجسد وكذلك العقل.
٢. يعزز اللياقة البدنية: تتطلب جلسات التدريب من الأطفال القيام بالعديد من تمارين الإحماء مثل تمارين الإطالة، والقفز، والضغط وغير ذلك. بعد جلسة الإحماء الأولية، يمارس الطفل العديد من فنون القتال الروتينية التي قد تتضمن اللكمات، والركلات، والضربات، والكتل. هذا لا يقوي العضلات والجسم فحسب بل يحسن أيضًا رشاقة ومرونة الطفل.
٣. تعلم تقنيات الدفاع عن النفس: فنون الدفاع عن النفس هي في الأساس تقنيات قتالية وتعلم الأطفال أساليب الدفاع عن النفس المختلفة. قد تختلف المهارات مع كل أسلوب مختلف من فنون الدفاع عن النفس، لكنهم جميعًا يهدفون إلى حد كبير إلى تدريب الطفل على دفاع عن نفسه في مواجهة خطر غير متوقع.
٤. يتعلم الاحترام: تبدأ صفوف فنون الدفاع عن النفس النموذجية وتنتهي بتحية الانحناء الأطفال لسيدهم، وبهذه الطريقة يتعلمون التواضع. يتم تعليمهم إظهار الاحترام للجميع، والتصرف بطريقة كريمة، ومعاملة الطلاب الآخرين على قدم المساواة والاحترام.
٥. يعزز الثقة: تدريب الأطفال على فنون الدفاع عن النفس يعزز الثقة بالنفس. هم أكثر ثقة بأنفسهم لأنهم يعرفون أنهم قادرون على التعامل مع أي موقف. يحافظ نظام منح الحزام عند الانتهاء من مستوى المهارة على تحفيز الأطفال ويضمن أنهم يعملون بجد لحصول أهدافهم المحددة.
٦. يعزز روح العمل الجماعي: يتعلم الأطفال في صف فنون الدفاع عن النفس العمل والعمل مع زملائهم من الطلاب. قد تكون هناك صراعات، أو اختلاف في الآراء، ويتعلمون حل هذه المشكلات ومساعدة بعضهم البعض على التعلم والممارسة معًا.
٧. يتطور المهارات الاجتماعية: يتعلم الأطفال كيفية التفاعل مع زملائهم، ويطورون روح العمل الجماعي أثناء تدريبهم معًا. يعد الفصل مكانًا رائعًا للقاء والاختلاط بأطفال آخرين من خلفيات مختلفة.
٨. يحسن الوضع والتوازن: أثناء أداء التقنيات المختلفة للفنون القتالية، يحتاج الأطفال إلى الحفاظ على التوازن الصحيح والوضع الصحيح للجسم للقدرة على تنفيذ الحركات المختلفة بشكل صحيح. أي انزلاق في هذا الصدد يمكن أن يؤدي إلى إصابات أو تقلصات أو حوادث.
٩. يزيد التركيز: الفوائد الذهنية للفنون القتالية عديدة، حيث تساعد الأطفال على ضبط عقولهم والتركيز على حركات أجسادهم بالإضافة إلى حركات أهدافهم. تتضمن كل حركة التركيز والقوة والتحكم في النفس، ويجب عليهم الانتباه إلى تعليمات سيدهم واتباع الأوامر بعناية.
١٠. يحسن التنسيق: تساعد تدريب الفنون القتالية على تحسين التنسيق بين اليد والعين لأنه يضرب التزامن بين الجسم والعقل.
١١. التعامل مع المتنمرين: تقوم العديد من المؤسسات التي تقدم تدريبًا على الفنون القتالية بتعليم طلابها أيضًا كيفية التعامل مع المتنمرين. يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع المتنمرين والتعامل معهم بشكل فعال.
١٢. تحسين الدورة الدموية والتنفس: تساعد تمارين الإحماء المختلفة والنشاط البدني الشاق على تحسين الدورة الدموية وصحة الجهاز التنفسي للأطفال.
هناك أشكال مختلفة لتدريب الفنون القتالية للأطفال ولكن أفضلها هي:
١. الكاراتيه: هو شكل من أشكال الفنون القتالية، وأصل نشأة الكاراتيه في الصين. تعني كلمة كاراتيه “اليد الفارغة أو المفتوحة“. يتعلم الطفل الضرب واللكم والركل والصد بالأذرع والأرجل.
٢. الجودو: الجودو هو شكل من فنون القتال التقليدية في اليابان مبني على أنه رياضة تنافسية وتتضمن رمي شريكك من خلال الاستفادة من تقنيات التوازن والرافعة المالية.
٣. تاي كون دو: نشأت في كوريا وتعني “فن الضرب أو الصد بالقبضة أو القدم“، ويركز على تقنيات الدفاع عن النفس، وتحسين التركيز من خلال تقنيات التنفس والتأمل.
٤. أيكيدو: وهو شكل ياباني غير تنافسي من فنون الدفاع عن النفس، يعلم تجنب الصراع والاستخدام غير الضروري للقوة.
٥. الكونج فو: الكونج فو هو شكل من فنون القتال الصينية الشعبية، وهو شكل أكثر صرامة وتطلبًا من الكاراتيه.
٦. جوجوتسو: نشأ جوجوتسو في اليابان، ويستخدم أساليب القتال المباشر ويستخدم قوة ووزن الخصم ضد نفسه.
٧. تانج سو دو: نشأ هذا النوع من فنون الدفاع عن النفس في كوريا وهو مشابه تمامًا للكاراتيه والتايكواندو.
٨. تاي تشي: تاي تشي هو فن قتالي صيني، ويشتهر بتقنياته الدفاعية وفوائده الصحية.
قد يساعد التدريب على الفنون القتالية في تسهيل النمو العقلي والروحي والجسدي للطفل. من المنطقي اختيار معهد يتبع المبادئ المتأصلة في تدريب فنون الدفاع عن النفس في شكله الأصلي أكثر من تلك التي تحاول تخفيفها أو تغييرها. لذلك، قد لا يكون من الحكمة إنضمام طفلك إلى فصل دراسي يمزج بين الكونج فو وكيك بوكسينج.