إن إرضاع الطفل الرضيع ليس بأمرٍ سهل عمل، علاوة على ذلك، يمكن أن تكون الرضاعة بالزجاجة مهمة أصعب من الرضاعة الطبيعية عندما يرفض طفلك منها، وعندما يرفض الطفل الرضاعة بالزجاجة، أو يبكي، أو يدير رأسه بعيدًا عنها، أو لا يبتلع اللبن، أو يبزقه من بدلاً من ذلك، فقد تكون كل هذه علامات على وجود مشكلةٍ ما. إليك ما يجب عليك معرفته عن مشاكل الرضاعة بالزجاجة وكيفية معالجتها.
إن رفض الرضيع للرضاعة الطبيعية أمر شائع نسبيًا، ولا يدعو إلى القلق كثيرًا. فيما يلي بعض العلامات التي تدل على أن طفلك يرفض الرضاعة بالزجاجة.
هناك أسباب مختلفة لرفض الطفل الرضاعة بالزجاجة؛ والخبر السار في الأمر هو أن معظم الأسباب لذلك تكون سلوكية بطبيعتها ويمكن معالجتها ببساطة عن طريق مراقبة الطفل بحثًا عن الأدلة التي تدفعه للرفض. فيما يلي بعض المشاكل الشائعة المرتبطة بالتغذية بالزجاجة وحلولها.
المشكلة الأكثر شيوعًا والتي يمكن تصحيحها بسهولة فيما يتعلق بالرضاعة بالزجاجة هي سوء تفسير الجوع من قبل الأمهات الجدد. يميل الأطفال إلى مص إبهامهم والأشياء الأخرى لأسباب مختلفة بخلاف الجوع. قد يمتص الطفل الأشياء بسبب القلق أو الملل أو ببساطة الشعور بالتعب؛ كثير من الأمهات يسيئون تفسير هذا على أنه جوع. يمكن أن تؤدي محاولة إطعام الطفل بناءً على هذا السلوك إلى رفض الطفل الرضاعة لمجرد أنه ليس جائعًا.
ما يجب القيام به
إذا كان الطفل يرفض الرضاعة، فلا تجبريه على ذلك، وتقبلي أنك من الممكن أن تكوني قد أساءت تفسير الجوع عنده، وانتظري حتى يعطيك الطفل علامات أكثر وضوحًا عن الجوع.
المشكلة الثانية الأكثر شيوعًا والتي يمكن تصحيحها بسهولة فيما يتعلق بالرضاعة بالزجاجة هي سوء تقدير كمية الحليب التي يحتاجها الطفل حقًا. في بعض الأحيان، يقوم الآباء بإجراء حسابات بناءً على رأي الخبراء، أو يقومون ببساطة بتخمين متطلبات أطفالهم اليومية من حليب الأم أو الحليب الاصطناعي، وأحيانًا، يرتكب المحترفون خطأ عدم حساب المتطلبات بشكل صحيح بناءً على نمو الطفل. مهما كانت الحالة، إذا كان الطفل قد نال ما يكفيه ولم يكن جائعًا، فسيرفض الرضاعة.
ما يجب القيام به
تعتبر اقتراحات التغذية المقدرة بشكل عام مجرد أرقام تقريبية ويمكن أن تختلف من طفل إلى آخر. يتغذى بعض الأطفال أكثر من البعض الآخر أو حتى أقل من البعض الآخر. كما هو مذكور أعلاه، انتظري حتى يعطيك الطفل علامات أكثر وضوحًا على الجوع.
البشر هم بطبيعتهم كائنات فضولية، ويتضح هذا الفضول منذ أربعة أشهر من الولادة. بمجرد أن يبلغ الطفل أربعة أشهر أو أكثر، فإن فضوله يجعله يهتم أكثر بكل شيء من حوله. الأطفال الآخرون الذين يلعبون من حوله، وتصرفات الحيوانات الأليفة، أو حتى الموسيقى، والتلفزيون، كلها أشياء يمكن أن تصرف انتباه الطفل، وتجعله يفقد التركيز على الرضاعة.
ما يجب القيام به
إذا شعرت أن طفلك مشتت الذهن، قومي بالابتعاد عن جميع مصادر الصوت مثل التلفزيون، والموسيقى وما إلى ذلك. والأفضل من ذلك الجلوس داخل غرفة هادئة بدون أشخاص، أو أطفال، أو حيوانات أليفة من حولك أنت والرضيع.
قد يرفض الطفل الرضاعة من الزجاجة لمجرد أنه يشعر بالتعب. الطفل الذي لا ينام بصورة كفاية سيتعب بسرعة. في حين أنه من الطبيعي أن الطفل الجائع قد ينام أقل، فإنه من الطبيعي أيضًا أن الطفل المحروم من النوم يتجنب الرضاعة، وسوف يبكي أو ينام أثناء الرضاعة.
ما يجب القيام به
يجي عليك استشارة الأطباء بشأن جداول النوم والتغذية، أو وضع جدولًا متوازنًا لتجنب تداخل وقت النوم مع وقت الرضاعة. تأكدي أيضًا من حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم، وحاولي إطعام الطفل قبل أن يتعب.
مثل جميع الثدييات، يميل البشر إلى إظهار أنواع شخصيات فردية، وأنماط سلوكية، وعادات تغذية في وقت مبكر جدًا من حياتهم. يحب بعض الأطفال تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة؛ يحب البعض الآخر تناول كميات قليلة من الطعام في كل مرة، ولكن في كثير من الأحيان أثناء النهار. إذا كان طفلك يرفض بشكل متكرر الرضاعة بالزجاجة، فمن الحكمة أن تفكري في أنك ربما لم تفهمي تمامًا نمط تغذيته الفردي. يمكن أن يؤدي إطعام الطفل باستمرار إلى زيادة الضغط على الأم. من الناحية المثالية، يجب احترام النمط الفردي للطفل، ولكن، إذا لزم الأمر، يمكن إجراء محاولة لتشجيع التغيير في هذا النمط بلطف وتدريجيًا.
ما يجب القيام به
يجب تشجيع الطفل على تناول الكثير من الحليب الذي يحتاجه في حوالي أربعين دقيقة. ومع ذلك، لا تقومي بإجباره على الرضاعة بالقوة، وتوقفي إذا كان الطفل لا يرغب في الاستمرار. طريقة أخرى لنمط التغذية المتكرر هي محاولة إنشاء فترات أطول بين الرضعات. شجعي الرضيع على اللعب، أو اصطحبيه في نزهة إلى الخارج، أو دعيه يأخذ قيلولة لزيادة الفترات الزمنية بين الرضعات تدريجياً.
قد يصاب بعض الأطفال بحساسية من بروتين الحليب أو يصابون بعدم تحمل حليب الأم أو الحليب الاصطناعي. هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى النفور من الرضاعة، مثل بعض المشاكل الجسدية، أو الفموية، والارتجاع. لحسن الحظ، فإن معظم أسباب النفور من التغذية ناتج عن مشاكل سلوكية أكثر منها من مشاكل جسدية فعلية، أو حالات طبية.
ما يجب القيام به
يمكن أن يكون النفور من التغذية مشكلة معقدة للغاية وتكون الحلول لها غير مباشرة. إذا فشلت كل محاولاتك، فإن الحل الوحيد هو استشارة الأطباء لمحاولة تحديد السبب الجذري لهذا النفور.
يحتاج الأطفال حديثو الولادة إلى الرضاعة بشكل متكرر حتى أثناء الليل. تجنبي إرضاع الطفل الذي بلغ من العمر ستة أشهر ليلاً. إذا استمرت الرضاعة الليلية بعد ستة أشهر، فقد يؤدي ذلك إلى رفض الرضّاعة أثناء النهار. هذا ليس سببا للقلق. قد يكون الأمر ببساطة أن الطفل يعتمد على الرضاعة للنوم. لن تضر الرضاعة أثناء الليل بالطفل، ولكن نظرًا لأن الطفل يحتاج فقط إلى كمية معينة من الطعام كل أربع وعشرين ساعة، فقد يرفض ببساطة أن يتغذى بالزجاجة أثناء النهار.
ما يجب القيام به
بمجرد أن يبلغ الطفل ستة أشهر من العمر، يجب على الوالدين التفكير في الامتناع عن الرضاعة الليلية ببطء وتدريجيًا، ويمكن القيام بذلك ببساطة عن طريق تشجيع الطفل على المزيد من الرضاعة خلال اليوم.
لا ينبغي السماح للطفل بتناول الأطعمة الصلبة إلا بعد ستة أشهر من عمره بشكلٍ مثالي. في بعض الحالات، يحتاج بعض الأطفال إلى الأطعمة الصلبة في وقت مبكر، وتحتوي الأطعمة الصلبة بشكل عام على سعرات حرارية وتغذية أكثر من الحليب، وبالتالي نتيجة لذلك، قد يفقد الطفل شهيته للرضاعة من الزجاجة.
ما يجب القيام به
تجنبي الطعام الصلب بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر. إذا كنت قد بدأت بالفعل في ذلك، فحاولي تقليل كمية الأطعمة الصلبة التي يتناولها طفلك في هذا العمر، وإذا أمكن توقفي عن إطعام الأطعمة الصلبة حتى يتجاوز الطفل ستة أشهر من العمر.
إذا كنت ترضعين طفلك من الثدي بعد ثلاثة أشهر من العمر، فهناك احتمال كبير بأن الطفل سيجد صعوبة في الانتقال إلى الرضاعة الصناعية. الاختلاف في طريقة الرضاعة بين الرضاعة الصناعية والرضاعة الطبيعية، والاختلاف بين طعم الحليب الاصطناعي وحليب الأم، يمكن أن يسبب هذه المشكلة.
ما يجب القيام به
أسهل طريقة هي البدء بضخ حليب الثدي ووضعه في الزجاجة، فإذا كان الطفل يعاني من مشكلة في التذوق، فقد تم حل هذه المشكلة، وسيكون الانتقال أسهل إلى الزجاجة. إذا لم ينجح ذلك، فمن المستحسن تجربة حلمات بأحجام مختلفة.
يجب أن تحافظ الزجاجة المستخدمة في الرضاعة على الضغط المحايد لتدفق الحليب بسلاسة. الحليب الذي يفرغ من الزجاجة نتيجة للرضاعة سيخلق فراغًا يجب ملؤه بالهواء النقي الذي يدخل الزجاجة. إذا كانت زجاجة الحليب غير قادرة على التنفيس، فسيجد الطفل صعوبة في الرضاعة مع تزايد الضغط السلبي. يتعب بعض الأطفال، وينامون بينما يتوقف البعض الآخر عن المحاولة. في بعض الزجاجات، يمكن للهواء أن يدخل فقط من بين حافة الزجاجة وحلقة الحلمة، إذا كانت الحلمة مشدودة بإحكام شديد على الزجاجة، فلن تحدث التهوية المطلوبة في الزجاجة.
ما يجب القيام به
تحققي من الزجاجة للتهوية المناسبة وتدفق الهواء.
إذا تم تجربة كل ما سبق ولم تنجحي، فهناك بعض الطرق الأخرى التي يمكن تجربتها.
في بعض الأحيان قد يكون الطفل غير مستقر لأسباب غير معروفة؛ الطفل الرضيع يدرك كل ما حوله، ويمكنه الشعور بالتوتر لدى الوالدين. كقاعدة عامة، إذا كانت الأم هادئة ومرتاحة، سيكون الطفل أكثر انفتاحًا على الرضاعة بالزجاجة.
فالطفل غير الجائع سيثير ضجة حول وقت الرضاعة. يمكن للجوع أن يسبب عدم الراحة والطمأنينة للطفل، لكن القليل من الجوع لن يؤذي الطفل، فيمكنك تجربة زيادة الوقت بين فترات الرضاعة والسماح للطفل بالجوع قليلاً، كي يقبل على الزجاجة.
الأطفال الذين يرفضون الانتقال من الرضاعة الطبيعية إلى الرضاعة الصناعية لن يقبلوا إرضاعهم بالزجاجة من قبل الأم. يُنصح بتشجيع الأب، أو أي فرد آخر من أفراد الأسرة لتحمل تلك المسؤولية.
إذا لم يكن الطفل في وضع مريح، فقد يرفض الرضاعة بالزجاجة. من الضروري حمل الطفل في وضع مستقيم قليلاً مع وضع الرأس في خط مستقيم مع الجسم. يجب ضم الطفل بين ذراعيك ودعم قدميه أيضًا.
قد يكون الأمر محبطًا للغاية عندما يواجه الآباء رفض الأطفال الرضاعة بالزجاجة؛ ولحسن الحظ، فإن المشاكل الشائعة المرتبطة بالتغذية بالزجاجة لها حلول بسيطة. وإذا فشلت كل المحاولات، فإن طلب المشورة الطبية هو الحل الأفضل.