يمكن للمرأة الحامل أن تلاحظ تغيرات كثيرة في جسمها مع نمو الطفل في رحمها. إذا كنتِ حاملًا، يجب أن تكوني قد شعرتِ بحركات مختلفة. وستصبح هذه الحركات أقوى مع تقدم حمل طفلكِ ونموه. وفي مرحلة ما، سوف تشعرين بتشنجات صغيرة ومتكررة في رحمكِ. وقد يختلط عليكِ الأمر وتظنيهم مجرد رفسات، ولكنهم في الواقع فواق الجنين. يشيع في أثناء الحمل حدوث حركات قصيرة وإيقاعية في الرحم، وتُعرف هذه الحركات بفواق الجنين. دعينا نستكشف لماذا يصاب الأطفال بالفواق في الرحم.
لا يعرف الأطباء بالضبط أسباب فواق الجنين. ولكن لا يعاني جميع الأطفال من الفواق في الرحم. وهناك اعتقاد أن فواق الجنين مرتبط بتطور رئتي الطفل، لكن لم تثبت صحة هذا الاعتقاد بعد. يمكن أن يكون فواق الجنين مجرد تأثير جانبي لمحاولة الطفل التكيف مع جميع الأشياء الجديدة التي يستطيع فعلها. وحين يصاب الطفل بالفواق في الرحم، فإن ذلك يدل على أنه يتبع مراحل النمو في الوقت المحدد وأن نموه في المسار الصحيح. في أثناء الحمل، قد يساوركِ القلق إذا شعرتِ بفواق الطفل في رحمكِ، وقد حدد الأطباء الأسباب التالية كمسببات للفواق في الرحم.
يشبه فواق الجنين الفواق الذي يعاني منه الأطفال والكبار. عند الأجنة، يحدث بسبب البداية المفاجئة للانقباضات الشديدة أو تقلصات الحجاب الحاجز؛ وهو العضلة التي تعمل كفاصل بين الرئتين والبطن. الفواق في الرحم هو رد فعل للطفل الذي يتنفس السائل السلوي داخل الكيس السلوي. بعد نمو الجهاز العصبي المركزي، يتدفق الحمض السلوي داخل رئتي الطفل وخارجها مما يجعل الحجاب الحاجز يتقلص تلقائيًا.
يساعد فواق الجنين الأطفال في الرحم على تطوير ردود أفعالهم التلقائية وتقويتها ويتحكم في حركة القصبة الهوائية بعد ولادتهم. وتسمح ردود الفعل االتلقائية للطفل بالأكل دون اختناق. وقد اعتبر الأطباء فواق الجنين من العوامل التي تهيئ الطفل لبدء آلية الرضاعة الطبيعية في أثناء وجوده في الرحم. كما يؤدي تقليد هذه العملية إلى إصابة الجنين بالفواق.
حين يلتف الحبل السري حول عنق الطفل ويضغط عليه، قد يُصاب الجنين بالفواق. ويُعد هذا الأمر حالة طبية خطيرة ومزعجة للغاية. ويحدث هذا الأمر عادة خلال الثلاث أشهر الثانية والثالثة من الحمل.
وفي أثناء الحمل، قد تكونين قادرة على فهم الأنماط المختلفة للفواق. أما إذا لاحظتِ عدم انتظام أو تغيرات في مدة الفواق، فيجب عليكِ استشارة الطبيب. فالفواق في هذه الحالة يحدث عادة بسبب نقص إمدادات الهواء لطفلك أو انعدامها. وحين تشعرين بوجود تغيير طفيف في الفواق أو حتى الرفس في الرحم، فعليكِ طلب المساعدة الطبية على الفور.
قد يصاب الأطفال بالفواق في الرحم بانتظام ولفترة طويلة من الزمن. وقد تبدئين في ملاحظة فواق الجنين في رحمكِ بداية من الثلاثة أشهر الثانية والثالثة من الحمل. لكن لا يمكن الجزم بأي شيء على وجه اليقين، فكل الأمهات يشعرن بحركات الجنين وفواق الأطفال في وقت مختلف.
فبعض الأطفال يصابون بالفواق في كثير من الأحيان، بينما قد لا يصاب آخرون بهذا الأمر على الإطلاق. ويرى أخصائيو الصحة أن الأطفال يبدؤون في الإصابة بالفواق بداية من الشهور الثلاثة الأولى من الحمل بسبب ضآلة حجمهم، ولا تلاحظ الأمهات هذه الحركات. وتُعد تجربة فواق الأطفال في الرحم علامة حسنة، وتشير إلى أن الطفل ينمو بصورة جيدة. ومع ذلك، إذا لاحظتِ حدوث الفواق لطفلكِ بعد الأسبوع 32 من الحمل، فيجب عليكِ استشارة الطبيب لأن ذلك قد يكون مؤشرًا على وجود بعض المشكلات.
قد يصاب طفلكِ بالفواق في الرحم بداية من الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، ولكنك قد لا تلاحظينه لأن طفلكِ لا يزال في مراحل النمو الأولى. ولا يبدأ الفواق عند الأطفال إلا بعد تكوين الجهاز العصبي المركزي الذي يسمح للجنين بالتنفس. ويصبح الفواق أكثر وضوحًا خلال الشهور الثلاثة الثانية والثالثة.
في البداية، قد يختلط عليكِ الأمر وتحسبين أن فواق طفلك مجرد رفسات في الرحم. لكن يمكنكِ التفريق بين الفواق والرفسات بمجرد أن تدرسي الحركة. وأفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان طفلك يعاني من الفواق أو يرفس في رحمك هو الحركة. وقد يتحرك طفلكِ من حين لآخر، إذا شعر بعدم الارتياح في بعض المواضع في الرحم.
ولكنكِ سوف تكونين قادرة على الشعور بحركات طفلكِ في أجزاء مختلفة من بطنكِ، وقد تتوقف هذه الحركات إذا غيَّرت وضعك. أما إذا كنتِ جالسة بهدوء دون أي حركة، وشعرتِ برعشة نابضة أو رجفة إيقاعية قادمة من جزء من بطنك، فقد يكون ذلك مجرد فواق. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تعتادي على هذه الحركات، ولكن على الأقل ستتمكنين من التعرف عليها في وقت قريب.
في غضون أسابيع قليلة، ستكونين بارعة في تحديد فواق طفلكِ. ومع أن فواق الجنين ليس مؤلمًا، إلا أنه قد يشتت الانتباه. ولا ينبغي أن تستمر نوبات فواق الجنين لأكثر من 15 دقيقة، ولكن إذا حدث ذلك، فقد تجعلكِ غير مرتاحة على الإطلاق. وقد يجعل فواق طفلكِ من الصعب عليكِ أن تسترخي وتجلسي. وهناك بعض الأشياء التي يمكنك تجربتها لتخفيف فواق الجنين، ولكن ليس هناك طريقة مؤكدة لعلاج طفلكِ في الرحم. وعادة ما يقترح الأطباء التالي:
إذا لاحظت أن هناك زيادة مفاجئة في فواق الجنين، تليها زيادة في حركته، ففي هذه الحالة، يجب عليكِ استشارة الطبيب. ومن المرجح أن يقترح طبيبكِ إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للحصول على فكرة أفضل عن صحة طفلكِ. وكلما أسرعتِ في اكتشاف العلامات، كان ذلك أفضل.
في أثناء الحمل، من المهم أن تولي اهتمامًا كبيرًا لحركات طفلكِ لفهم ما إذا كانت هذه الحركات فواقًا أو رفسات أو أي شيء آخر. وإذا كانت لديكِ فكرة واضحة عن حركات طفلكِ، فسيهدأ قلقكِ. ويجب عليكِ كذلك استشارة طبيبكِ بانتظام للتأكد من تقدم حملكِ تقدمًا جيدًا. اعتني بنفسكِ خلال أشهر الحمل التسعة، وسيكون طفلكِ بصحة جيدة وسعيدًا!