إذا كان طفلك يتصرف خارج نطاق السيطرة أو غريبًا أو غامضًا تمامًا مثل رمي المقالي من الشرفة أو إظهار نوبات الغضب المفاجئة، فقد يكون مصابًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على أنه حالة سريرية من قبل المعالجين ويمكنك التعرف عليها من خلال قراءة هذا المقال واستشارة معالج. إليك كل ما تحتاجينه لمعرفته حول الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
ما هو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) هو اضطراب عقلي يتصرف طفلك بسببه بشكل غير طبيعي، والأعراض الأساسية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هي قلة التركيز وقصر مدى الانتباه، بالإضافة إلى نسيان ما تعلمه الطفل للتو، والميل إلى أحلام اليقظة في منتصف قيامه بأعماله اليومية المهمة، كلها أعواض تقع أيضًا تحت فرط النشاط مما يمنع طفلك من الهدوء، والتركيز، والطاعة.
يختلف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عن حدوث نوبات الإحباط، أو الغضب، أو الخمول اللحظية. إذا يكون طفلك هادئًا عند الجلوس لتناول الوجبات وعند وقت النوم، فقد يعني هذا عدم إصابة طفلك باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ولكن للتأكد تمامًا، يوصى بإجراء اختبار إضافي بواسطة معالج متخصص ومعتمد.
الأعراض
عادة ما يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بعد خمسة سنوات من العمر حيث يميل الأطفال الأصغر سنًا إلى أن يكونوا أكثر نشاطًا بشكل طبيعي. فيما يلي الأعراض الأكثر شيوعًا لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:
١. التجاهل
يواجه الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صعوبة في تنظيم الألعاب، وإكمال المهام اليومية، والانتباه أو التركيز في الفصل المدرسي. فترات الانتباه تكون قصيرة، ويحاولون أداء أنشطة مختلفة دون الالتصاق بأي نشاط واحد. غالبًا ما يُترجم عدم الانتباه إلى النسيان، وهو علامة خطرة تشير إلى الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال لأنهم غالبًا ما ينسون التفاصيل، ولا يبدو أنهم يتذكرون ما كانوا يفعلونه سابقًا.
٢. فرط النشاط
هل يستمر طفلك في تحريك رجليه، أو عض أظافره، أو العبث بذراعيه كلما طلبت منه الجلوس بهدوء؟ ربما ينتقل طفلك من العبث على الجدران، لإحداث فوضى في الأدوات المنزلية في ثانية أو ثانيتين. مهما كانت الحالة، يُترجم فرط النشاط إلى تململ وتعب، كون الطفل في حالة حركة مستمرة، دون توقف أو أخذ فترات راحة. يعد الانتقال عبر زوايا مختلفة من الغرفة، ومحاولة القيام بأشياء متعددة في نفس الوقت من العلامات الواضحة أيضًا. إذا كان لدى طفلك طاقة لا حدود لها مقارنة بالأطفال الآخرين في عمره، فقد تكون هذه علامة على وجود اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
٣. الاندفاع
يظهر الاندفاع عند الأطفال بشكل أساسي على أنه نقص في ضبط النفس أو الانضباط. الأطفال الذين يظهرون سلوكًا يشبه عدم قدرتهم على التحكم في عواطفهم، وعدم مطابقة ما يقولونه ويفعلونه، وقصر المزاج، والإصابة بنوبات غضب مفاجئة عندما لا يحصلون على ما يريدون، كما أنهم يمرون بتقلبات مزاجية، ويصبحون عاطفيين للغاية. قد يغزو الأطفال الأكبر سنًا المساحة الشخصية للآخرين، ويتدخلون في المحادثات الجارية، ويقدمون على أفعال دون التوقف للتفكير في عواقبها، والتحدث أيضًا دون إذن.
٤. الأعراض الإيجابية
بالرغم من أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد يكون مزعجًا، لكن قد يكون له فوائد في بعض الأحيان. الأعراض الإيجابية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هي–
- قدرات فكرية وإبداعية عالية.
- القدرة على التركيز على اللعب أو العمل لفترات طويلة من الوقت دون أي فترات راحة، وهو الجانب الآخر من أعراض تشتت الانتباه. قد يظهر الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فرطاً في التركيز مما يعني أنه يمكن لهم التركيز على أي شيء مرغوب ومحبب لهم لمدة لساعات متواصلة.
- إنهم مستعدون لتجربة أفكار جديدة، وعدم الالتزام بالأساليب المتكررة.
- لهم قدرات فنية للغاية ويظهرون قدرات إبداعية في حل المشكلات مع خيال مشرق بالحياة.
٥. أعراض أخرى
هناك أعراض أخرى لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مميزة ، وهي ما يلي –
- أن يكون الطفل شديد العدوانية عند التعامل مع الأصدقاء أثناء اللعب.
- أن يكون الطفل ودودًا للغاية مع الغرباء بدون توخي الحذر من أي شخص غريب.
- عدم وجود فهم لسلامة النفس والجسد أي الجرأة الشديدة والإقدام على فعل أي شيء دون رهبة.
- عدم القدرة على القفز على قدم واحدة في سن أربعة سنوات وأكثر.
التشخيص
يختلف تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال عن الاضطرابات النفسية المنتشرة الأخرى. سيقوم طبيبك باجراء تقييم شامل عن طريق طلب التقارير والمحادثات مع الجيران، ومعلمي المدرسة، وغيرهم من البالغين الذين غالبًا ما يتعاملون مع طفلك بشكل يومي، بالإضافة إلى ملاحظاته أثناء التقييم. نظرًا لأن علامات وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تشبه السلوكيات العادية التي يظهرها الأطفال الصغار في سن مبكر، فقد تكون هناك حاجة إلى اختبار اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إضافي للأطفال الكبار لاستبعاد ما إذا كان طفلك يعاني بالفعل من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أم لا. والفكرة الأساسية هي أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو حالة مستمرة وأن الأطفال الصغيرة ينتهي من عندها فرط النشاط في نهاية المطاف مع تقدم العمر، لكن الأطفال المعرضين لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا يفعلون ذلك، وهذا شيء يجب مراعاته.
علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال
هناك طرق مختلفة لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال، وهي–
- العلاج السلوكي – هذه طريقة علاجية شائعة تتضمن مدح الأطفال لسلوكهم الجيد وعندما ينجزون المهام. يتم تجاهل السلوكيات السيئة والحالات الجامحة، ويسلط المعالجون الضوء على الجوانب الإيجابية للأطفال ويتحدثون عنها. يتم استخدام المهلات، ويتم دمج الهيكل والروتين. يتم منح المكافآت عندما ينجز الأطفال المهام أو يحرزون تقدمًا في تغيير الأنماط السلوكية القديمة.
- أدوية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه – إذا كان عمر طفلك اربعة سنوات أو أكثر، فيمكنك التفكير في إعطائه أدوية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مثل ميثايل فينيدات. ضعي في اعتبارك الأدوية فقط إذا لم يظهر طفلك تغييرات بالرغم من حضور جلسات العلاج السلوكي. يوصى عادةً بتناول الأدوية للأطفال الذين عمرهم ستة أعوام وأكثر، ومع ذلك، فإن الأطفال الأصغر سنًا أكثر استجابة تجاه هذه الأدوية وقد يساعدهم تناول الأدوية. تشمل الآثار الجانبية المتوقعة فقدان الوزن، وفقدان الشهية، وتأخر النمو، والقلق. بمجرد التوقف عن تناول هذه الأدوية، تختفي الآثار الجانبية، لكن ضعي في اعتبارك أن بعض أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غير معتمدة من إدارة الغذاء والدواءFDA.
يجب على الآباء التحقق جيداً إذا كانوا يريدون اكتشاف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومعالجته بشكل فعال. يوصى بالعلاج المبكر لأن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال يسبب تأخر في الكلام إذا لم تتم ملاحظته، وهذا قد يسبب مشاكل كبيرة في وقت لاحق من الحياة، والتي تتجلى في شكل ضعف الأداء الأكاديمي وضعف في السلوكيات الاجتماعية. ابدئي بتطوير علاقة إيجابية مع طفلك، وكوني لطيفة معه إذا كنت تشكين في إصابته باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والنقطة الأساسية هنا هي تشجيع السلوك الإيجابي وتقويته من خلال المكافآت والتشجيع، مع تجاهل السلوكيات السلبية والسماح لها بالتلاشي مع الوقت. تأكدي من استشارة معالج إذا كنت تشكين في أن طفلك مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وتذكري دائمًا أنه يجب مراقبة طفلك باستمرار لأن اكتشاف وعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه معقد.