بصفتك أم حامل، ستندهشين عندما تعلمين أن الأطفال لا يبتسمون بالطريقة التي نبتسم بها نحن البالغين. نعم، الأعضاء والأعصاب لذلك كلها موجودة وتعمل بشكل جيد، وستلاحظين الابتسامات، أو بالأحرى ما يسمى الابتسامات اللاإرادية. يبدأ طفلك بالابتسام بهذه الطريقة داخل الرحم وهذا بمثابة إختبار قبل الولادة. يمكنك حتى ملاحظة ابتسامة في اليوم الأول من هذه الحياة الجديدة، لكن هذه الابتسامات اللاإرادية سوف تتحول إلى ابتسامات حقيقية. يمكن أن يبتسم الرضيع لأنه لم يعد مبتل بعد تغيير الحفاض أو أنه ببساطة سعيد.
في المرة الأولى التي يبتسم فيها طفلك بشكل حقيقي وليس لاإرادياً، فهذا يشير إلى تطور حاسة بصره. الأطفال حديثو الولادة هم قصر النظر بشكل عام، ولا يمكنهم رؤية ما وراء نقطة معينة؛ حتى الآن، فلابد أن يكون وجه الأم قريبًا من الطفل حتى يمكن له رؤيته. استمتسي بهذه اللحظات لأنها من أكثر الأمور المرضية لكونك أماً. قد تطور التعرف المعرفي لدى الطفل إلى درجة يمكن له التعرف على الأشياء والتعبير عن الأشياء التي يستمتع بها ويحبها، سواء كانوا أشخاصًا، أو كائنات غير حية.
قد تظهر ابتسامة لاإرادية داخل الرحم أو في اليوم الأول الذي تتعرفين فيه على طفلك الصغير. تتطور الابتسامة الأولى للطفل، وهي ابتسامة حقيقية، في عمر حوالي شهر ونصف أو حتى بعد ذلك. لا تقلقي إذا أخذ طفلك وقته في الابتسام، ولا تقلقي عن الموعد الدقيق الذي يبتسم الأطفال حديثي الولادة. قد يستغرق الأمر ما بين هذا الوقت وأربعة أشهر لابتسامة طفلك الرضيع، وإذا كنت لا تلاحظين الابتسامات اللاإرادية، فلا داعي للقلق، لأنها عابرة. لا يفهم طفلك هذا وقد لا يمكنك أيضاً ملاحظته، وأحيناً يمكنك ملاحظته أثناء نومه أو أثناء تغيير الحفاض.
كما ذكرنا، فإن الابتسامات اللاإرادية للطفل تمضي سريعاً، وقد لا يمكنك أيضاً ملاحظتها. نعم، هذا شائع جدًا ولا داعي للقلق. حتى لو لم يبتسم كثيرًا أو لم يبتسم على الإطلاق، تذكري أنه إنسان صغير، ومثل البالغين، لديه مزاج خاص. قد يكون طفلك من النوع الذي لا يحب الابتسام كثيرًا، وقد يتغير هذا مع نموه، ولكن هذا هو حال طفلك الرضيع الآن.
قد يقلق الآباء عندما لا يبتسم طفلهم على الإطلاق، لأن الأطفال الذين لا يبتسمون يمكن أن يتم تشخيصهم باضطراب طيف التوحد، وهذا ليس صحيحًا في جميع الحالات، حيث يبتسم الأطفال المتوحدون أيضًا، وبالضافة إلى ذلك، لا يتم تشخيص اضطراب طيف التوحد إلا في وقت لاحق من الحياة، وليس قبل عامين. امنحي طفلك مساحة لينمو بوتيرته الخاصة.
ركزي على تواصله العام. يبتسم الأطفال استجابة للإشارات الصوتية أيضًا، ويستجيبون بطريقة أسرع لذلك لأن بصرهم لا يزال يتطور، ولابد أن تضعي هذا في إعتبارك والتحدث مع طفلك الرضيع، وقموي بتشجيع التواصل من خلال وسائل أخرى خاصة به حتى يكون مستعد للابتسام من أجلك.
ربما تتساءلين الآن العمر الذي يبدأ الأطفال الرضع في الضحك. من المتوقع أن يحدث هذا ما بين أربعة إلى ستة أسابيع من العمر. سوف يضحك طفلك كرد فعل لرؤية شيء يحبه أو لعبة تلعبينها معه. إنها خطوة أخرى بالنسبة له نحو توسيع نطاق تعبيراته وسيطور ذلك في وقته الخاص لذلك لا داعي للقلق إذا تأخر قليلاً عن ضحكاته الأولى أيضًا.
طفلك الصغير في رحلة جديدة ينطلق من خلالها إلى العالم. قريباً، سوف تكتشفين معالم نمو أخرى لدى طفلك الصغير، وسيقوم بالتعبيرعن احتياجاته ومطالبه وعواطفه بطرق متعددة جديدة، وسوف تسعدك كلها بالتأكيد. استمتعي بهذه المرحلة قبل أن ينتقل طفلك الرضيع بسرعة إلى المرحلة التالية.