فيرست كراي العربية للأبوة والأمومة
تأتي أنواع مختلفة من الأوجاع والآلام مع الحمل، والتي قد تعاني منها الأم الحامل في أجزاء مختلفة من جسدها. من أكثر الآلام شيوعًا، أثناء الحمل المبكر، آلام أسفل الظهر. يمكن أن يؤدي هذا الألم، حتى طوال فترة الحمل، إلى التأثير على تجربتك في رحلة الحمل بأكملها. إنه ليس مزعجًا فحسب، بل قد يؤثر عليك أيضًا لدرجة أنك تجدين صعوبة في ممارسة مهامك اليومية في المنزل وحتى في العمل. قد يصعب التخلص من آلام أسفل الظهر بسهولة، وهناك طرق طبية محددة لتشخيصها واتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة. لكن أولاً، من المهم أن نفهم سبب حدوث آلام أسفل الظهر عند النساء الحوامل. تابعي القراءة للمزيد من المعلومات.
لماذا تكون آلام أسفل الظهر شائعة أثناء الحمل؟
هل آلام أسفل الظهر طبيعية في بداية الحمل؟ هذا سؤال يدور في أذهان معظم النساء عند الحمل لأول مرة. حتى بعد الحمل المبكر، قد يظل ألم أسفل الظهر موجودًا في بعض الأحيان طوال الفترة التسعة أشهر.
خلال فترة الحمل، يخضع جسمك لتغيرات مكثفة تنعكس على وضعك والطريقة التي يحمل بها الجسم نفسه. يؤدي هذا إلى قدر ضئيل من الضغط على الظهر، مما يتسبب في آلام الظهر الخفيفة أثناء الحمل، والتي تدركها معظم الأمهات بشكل عام.
مع توسع جسمك في الحجم، يتم إطلاق هرمونات مختلفة أيضًا، بعضها مسؤول عن إرخاء أربطة الجسم للعناية بالوزن الزائد. يحدث هذا عادة في منطقة أسفل الظهر والحوض، مما يضغط حتمًا على أسفل الظهر ويسبب الألم. إذا تفاقم ذلك مع توتر الحوض واختلال المفاصل، فقد يزداد الألم سوءًا، ويكون مرتبط في المقام الأول بالمفاصل التي يطلق عليها اسم الارتفاق والعانة والحرقفي، وأي اضطراب في مواقعها المعتادة ليبدأ بألم في الظهر والذي تخاف منه جميع الأمهات.
أسباب آلام أسفل الظهر أثناء الحمل
يمكن أن تتراوح أسباب آلام أسفل الظهر في بداية الحمل وخلال الفترة بأكملها من أسباب نابعة من العمليات البيولوجية داخل الجسم إلى أنماط الحركة الجسدية وحتى الصحة العقلية. فيما يلي بعض منهم:
١. وضع الجسم
يبدأ وجود الطفل في الرحم في تحويل مركز ثقل الجسم. يؤدي هذا إلى تغيير الوضع الأصلي حتى تتمكن الحامل من الحركة بشكل مريح، ولكنه أيضًا يشكل ضغطًا لا داعي له على الظهر والعمود الفقري نتيجة لذلك.
٢. الهرمونات
البروجسترون هو هرمون يتم إنتاجه أثناء الحمل وهو مسؤول عن ارتخاء الأربطة، مما يسمح لجسمك بالتمدد. في المراحل الأخيرة من الحمل، يكون هرمون آخر يسمى ريلاكسين مسؤولاً عن زيادة اتساع منطقة الحوض وإعداد الجسم للولادة. كل هذه التغييرات في جسمك تؤدي إلى اختلال التوازن، مما يؤدي إلى بدء آلام أسفل الظهر.
٣. الإجهاد
لا ترتبط آلام أسفل الظهر بالتغيرات الجسدية فقط. يمكن أن تسبب عملية الحمل بأكملها للأمهات القلق ومقدارًا كبيرًا من التوتر بسبب القلق من فمرة الحمل الآمن والصحي. الاستجابة الفورية للإجهاد هي شد عضلات الجسم، والتي تؤدي مباشرة إلى آلام أسفل الظهر.
٤. زيادة الوزن
مع إضافة الطفل وزيادة حجم جسم الأم بشكل عام، يكون هناك زيادة كبيرة في الوزن أثناء الحمل. ولا يحصل الظهر والعمود الفقري على الوقت الكافي لبدء تحمل هذه الزيادة المفاجئة في الحمل، مما يؤدي إلى الأوجاع والألم.
٥. شد البطن
يتسبب الحمل في تمدد جدران البطن، ويؤدي ذلك إلى إزالة الدعم المطلوب للمفاصل القطنية، مما يؤدي أيضًا إلى الضغط على فقرات العمود الفقري في الطرف السفلي. تؤدي زيادة حجم الرحم أيضًا إلى ألم شديد في أسفل الظهر.
أنواع آلام أسفل الظهر
فيما يلي الأنواع الشائعة لآلام أسفل الظهر أثناء الحمل.
١. ألم الحوض الخلفي
هذا هو النوع الأكثر شيوعًا من الألم الذي تشعر به الأم أثناء الحمل. يحدث بشكل كبير في الجزء الخلفي من الحوض، ويظهر على شكل ألم في مكان ما في الداخل باتجاه الأرداف، أو خلف الفخذين. بالنسبة للنساء اللواتي يواصلن العمل أثناء الحمل، يحدث هذا الألم أثناء الجلوس على المكتب والانحناء إلى الأمام أو بالقرب من الخصر. يمكن أن تؤدي الأنشطة الأخرى مثل المشي، أو تسلق السلالم، أو رفع الأشياء إلى إثارة هذا الألم.
٢. آلام أسفل الظهر
تقع الفقرات السفلية فوق منطقة الحوض، وهي المنطقة القطنية من ظهرك. في بعض الأحيان، يكون الألم القطني قريبًا جدًا من آلام أسفل الظهر التي يشعر بها الأشخاص بشكل عام يوميًا. يُلاحظ هذا في المنطقة المحيطة بعمودك الفقري، غالبًا عند مستوى الخصر. يمكن أن يتحرك هذا الألم أحيانًا نحو الساقين أيضًا. إذا كان يومك يتضمن الجلوس على مكتب أو الوقوف لساعات طويلة، أو حتى الانحناء لرفع الأشياء، فإن الألم يتراكم طوال الوقت. ينتهي الأمر بألم شديد قرب المساء وأثناء التوجه للنوم ليلاً.
من هي الحامل التي تعاني من آلام أسفل الظهر بشكل أكبر؟
كما هو الحال مع أي نوع من الأوجاع والآلام والحالات، فإن الأمهات اللواتي عانين من نوع مماثل من الأوجاع في وقت مبكر من حياتهن قبل الحمل، لديهن فرصة أكبر للمعاناة من نفس الألم أثناء الحمل، إن لم يكن أكثر. علاوة على ذلك، فإن نمط الحياة الذي ينطوي على نشاط أقل والذي يكون في الأساس خاملًا ويفتقر إلى التمارين الرياضية يؤدي إلى مزيد من الألم. وذلك لأن عضلات الظهر والبطن تفقد القوة المطلوبة. في حالات خاصة، إذا كنت حاملاً بأكثر من طفل (توأم أو ثلاثة توائم)، فهذا يعني زيادة أكبر في وزن الجسم والمزيد من الضغط على الظهر.
كيفية التخفيف من آلام أسفل الظهر أثناء الحمل
يمكن تخفيف آلام أسفل الظهر أثناء الحمل من خلال الرعاية والتمارين المناسبة. يمكنك اتباع هذه الاقتراحات لنفسه.
١. تمارين يمكنك القيام بها
- بدلاً من الاسترخاء والاستراحة في الفراش، يعد تنشيط جسمك والقيام ببعض التمارين الأساسية خطوة جيدة نحو تقليل الألم. استشيري طبيبك قبل البدء في أي تمرين.
- اتبعي نظام تدريب رياضي خفيف يعمل على بناء عضلات ظهرك وجذعك.
- المرونة مهمة لعضلاتك حتى تسترخي. تساعدك تمارين الإطالة واليوجا للحوامل على التمدد برفق دون وضع الكثير من الضغط على مفاصل وأربطة الجسم. القيام ببعض تمارين إمالة الحوض، من خلال الوقوف بشكل مستقيم وتقويس ظهرك أمر رائع أيضًا.
- السباحة مناسبة تمامًا كتمرين لتقوية عضلاتك لأنها تأتي مع ميزة إضافية تتمثل في طفو الماء، مما يقلل من وزن جسمك. هناك تمارين مائية محددة للحمل يمكنك القيام بها أيضًا.
- يمكن للمشي اللطيف أن يبني قوة تدريجية في ساقيك وفخذيك، دون الركض، ولكن امشِ برفق، بوتيرة بطيئة، بقدر ما تستطيعين.
٢. تصحيح وضع الجسم
- ابذلي قصارى جهدك دائمًا للوقوف بشكل مستقيم مع وضع مؤخرتك وكتفيك للخلف. تضع الأكتاف المنحدرة والظهر المنحني مزيدًا من الضغط على العمود الفقري.
- كلما جلستي، اجلسي مستقيمةً مع وضع مؤخرتك على الكرسي في قاعدته. استخدمي وسادة تحتك إذا كنت تعاني من ألم خلفي. تجنبي الجلوس المستمر لساعات وحاولي المشي لمسافة قصيرة كل ساعة أو ساعتين.
- تمامًا مثل الجلوس لفترة طويلة جدًا، لا تقفي لفترات طويلة أيضًا. بعد التحرك والوقوف لبعض الوقت، حاولي الاستلقاء على جانب واحد.
- ارتدِ أحذية مريحة وآمنة. إذا كنت تعانين من ألم خلفي، فتجنبي صعود الدرج أو أي أنشطة أخرى تزيد من تفاقمه.
- تذكري أن تثني ركبتيك ووركيك كلما نزلت من السرير أو تنحني لرفع أي شيء. استخدمي قوة ذراعيك لدفعك بعيدًا عن الكراسي والأرائك. لا ترفعي أشياء ثقيلة واختاري شيئًا خفيف الوزن، و قومي بثني ركبتيك بدلاً من استخدام الضغط على ظهرك فقط في رفع الأشياء.
٣. نصائح العناية
- تمارين التأمل والاسترخاء المنتظمة تقلل التوتر مما يؤدي إلى تقليل الألم في الجسم. القيام بذلك قبل النوم وبعد الاستيقاظ مباشرة يعتبر بداية جيدة.
- أكياس الماء الساخن أو أكياس الثلج إذا اشتد الألم وكان لابد من الراحة. تأكدي من أنها ملفوفة دائمًا في منشفة ولا تلامس جلدك بشكل مباشر.
- جلسات التدليك من حين لآخر. يتم تدريب أشخاص محددين على إعطاء جلسات التدليك للحوامل بطريقة لطيفة وتجلب أقصى درجات الاسترخاء لجسمك وظهرك.
ماذا يمكنك أن تفعلي إذا استمرت آلام أسفل الظهر؟
في حالة استمرار آلام أسفل الظهر لفترة أطول من المعتاد، يمكنك تجربة أحد هذه العلاجات. ومع ذلك، تأكدي من استشارة طبيب أمراض النساء الخاص بك مسبقًا لمعرفة ما إذا كانت مناسبة لحالتك الصحية الحالية.
- يمكنك تجربة الوخز بالإبر لتخفيف الآلام.
- تقنيات العلاج الطبيعي المحددة طويلة الأمد والتي تقلل من آلام الظهر المزمنة أيضًا.
- على الرغم من عدم وجود دليل مقنع يتعلق بالنساء الحوامل، يمكن أن يساعد مقومو العمود الفقري أيضًا في ضبط محاذاة الظهر بشكل صحيح وتقليل آلام الظهر في جسمك.
- من المعروف أن بعض أحزمة الخصر المسماة “الأحزمة العجزية” توفر الدعم الذي تحتاجه بعض النساء. ومع ذلك، فإن هذه لا تجلب النتائج مع الكل، وقد أبلغ البعض عن زيادة الألم عند استخدامها.
- إذا تفاقم الألم، فقد يصف لك طبيبك بعض الأدوية الآمنة أثناء الحمل.
متى يجب عليك استشارة الطبيب؟
فيما يلي بعض الأعراض التي يجب أن تبحثي عنها لضامن حصولك على عناية طبية فورية:
- قمتي بتجربة كل الأساليب لتخفيف المعاناة، ولكن يبدو أنه لا يوجد راحة من الألم.
- ازداد الألم أكثر ولا يبدو أنه يهدأ على الإطلاق.
- تعانين من الحمى، أو النزيف من المهبل، أو تشعرين في مراحل لاحقة أن مخاضك قد يكون وشيكًا.
- تشعرين بحرقة عند التبول.
- قد تناولتي مسكنات الألم لبعض الوقت، لكنها ليست ذات فائدة.
باستخدام طرق متعددة لمكافحة الألم، تبدأ معظم النساء في الحصول على الراحة بطريقة أو بأخرى. في بعض المواقف، يمكن أن يساعدك التاريخ السابق للأوجاع في اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند الحمل. يجب الحفاظ على صحة الجسم ونشاطه من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وإبقاء العقل خاليًا من التوتر والهدوء من خلال تقنيات التأمل والاسترخاء. مزيج من كل هذه الأشياء يبقيك خالية من الألم ويبقى طفلك بصحة جيدة.
