ينظر الآباء إلى أطفالهم بإعجاب كبير ويفخرون بكيفية تقدمهم في الحياة. في المراحل المبكرة من الحياة، قد تكون هناك حالات يبدو فيها طفلك موهوبًا، أو أكثر ذكاءً من الأطفال في سنه، أو يبدو أنه يفهم الأشياء بسرعة كبيرة، ويكتشف أشياء لم تكن لتفكر فيها بسهولة. إن التعرف على العلامات الصحيحة، وفهم ما إذا كان طفلك موهوبًا أو شديد الذكاء أم لا هو المفتاح لضمان تربيته وتطوره بالطريقة الصحيحة.
قبل تحديد ما إذا كان طفلك شديد الذكاء أو موهوب في مجالٍ ما، من الضروري تحديد صفات الفل الموهوب أولاً. يتمتع الطفل الموهوب بمستوى عالٍ من القدرات العقلية أو يتمتع بدرجة عالية من الكفاءة في مجال معين من المعرفة. تعتبر معظم الدول أن الطفل موهوب إذا كانت درجة ذكائه عند ١٣٠ أو أكثر، ومع ذلك، يمكن أن يكون الطفل الموهوب رائعًا في مجالات مختلفة، مثل التواصل اللفظي، أو الرياضي، أو المرئي، أو الفني، أو الموسيقي، أو حتى التواصل بين الأشخاص.
هناك سمات مشتركة معينة لتحديد الطفل الموهوب يمكن أن تساعدك بسهولة على إدراك ما إذا كان طفلك واحدًا من هؤلاء الأطفال.
حيث يكون الطفل قادر على تعلم أشياء جديدة بشكل أسرع من الآخرين، ويمكنه التفكير في كل جانب من جوانب التعلم بوضوح ودقة.
يكون عند الطفل نسبة أقل من الخوف أو التوتر عند التحدث أمام جمهور ولا يهاب من التعبير عن رأيه بوضوح، ويكون قادر على توضيح أفكاره باستخدام الكلمات الصحيحة وبنية الجملة.
يحب الطفل القراءة كثيراً ولا يتردد في طرح الأسئلة.
يشعر الطفل بالفضول عمومًا بشأن الكثير من الأشياء، ويبدو أنه يتذكر العديد من الأشياء على الفور من الذاكرة.
لا يبدو أن الجلوس لفترات طويلة والتركيز على حل مشكلة واحدة أو كتاب يستمتع به أمر صعب على الطفل.
بمجرد أن يلفت انتباهه شيء ما، سوف يتأكد الطفل من متابعته حتى يكتمل.
تضيء ألعاب المخ والألغاز عيون الطفل، وينتهي به الأمر إلى حلها بطرق غير تقليدية أو عادية تمامًا.
يروي طفلك القصص، ويتحدث عن عوالم أو اختراعات خيالية بتفاصيل كثيرة.
يتمتع الطفل بالحرص على زن يكون عادلاً مع الجميع عادة ولا يشعر بالخوف لاتخاذ موقف من التصدي للظلم من وجهة نظره الخاصة.
يشعر طفلك براحة أكبر في إجراء محادثات مع البالغين بدلاً من اللعب مع الأطفال في سنه.
بقدر ما قد تكون خاصة، هناك مشاكل سلوكية للطفل الموهوب التي يحتاج الآباء إلى إدراكها والتعامل معها بحذر.
عادة ما يستنفذ الطفل الموهوب الكثير من طاقته في متابعة اهتماماته بجدية طوال اليوم، وهذا يسبب في استنفاده واستنزافه لاحتياطيات جسمه من الطاقة بشكل سريع حيث إن جسمه ينمو بسرعة أيضاً. علاوة على ذلك، فإن الاهتمام بالمهام المعتادة المتمثلة في إكمال الواجبات المنزلية، والحفاظ على كل شيء منظمًا، والكمال في كل شيء، يمكن أن يكون مرهقًا للغاية بالنسبة له، ويتركه لا يريد متابعة نشاطاته الأخرى.
يميل الأطفال الموهوبون إلى التفكير في الأشياء بطرق مجردة وأفكار مجردة، ويشعرون بالملل من الحياة الطبيعية بسهولة تامة. هذا يؤدي إلى وجود مشاكل في الانتباه أو الحفاظ على الأشياء منظمة.
هذه واحدة من المشاكل الرئيسية التي يواجهها الطفل الموهوب. من الخارج، قد يبد ناضج للغاية عندما يتعلق الأمر بالتفاعل الاجتماعي، لكنه داخليًا يشعر بالوحدة والحزن بين الأطفال من سنه. قد لا يجد شيئًا مشتركًا مع زملائه في الفصل أو قد يجد صعوبة في الانضمام إلى الأنشطة الجماعية. قد يكون هذا في المقام الأول بسبب ميله إلى فعل الأشياء بشكل أفضل من الآخرين مما يؤدي إلى أن يعتبره الأطفال من حوله مغرور أن متعجرف.
إذا واجه شيئًا لا يمكنه فهم بسرعة أو لا يكون جيدًا في نشاط معين في البداية، فإنه يغضب من نفسه أو قد يتخلى عن النشاط تمامًا. عندما يتعلق الأمر بالأطفال الآخرين، فإنه يشعر بالإحباط من حقيقة أن زملاءه في الفصل يستغرقون وقتًا أطول لفهم المفاهيم البسيطة التي ستوعبها هو بشكل أسرع بالفعل.
يتوقع الطفل الموهوب الكثير من نفسه. إذا كان يحصل على درجات جيدة باستمرار، فإن درجة واحدة منخفضة يمكن أن تدمره من الداخل، وتكون صدمة للآباء أيضًا. إنه يميل إلى وضع توقعات عالية للغاية لنفسه ويصاب بالذهول على الفور عندما يفشل في تلبيتها.
يحب معظم الأطفال الموهوبين إدارة الأشياء بطريقتهم الخاصة. ربما لاحظت أين يصر الأطفال على فعل الأشياء بأنفسهم ويكرهون عندما يتدخل الآباء. بمرور الوقت، قد تجعل طبيعة فعل الأشياء بطريقة معينة الآخرين يفسرونها على أنها غطرسة أو تسلط، مما قد يؤدي أيضًا إلى خوفهم من المخاطرة.
يجب أن يكون دائمًا كل شيء مثالي للأطفال الموهوبين. هذا يجعل الطفل متفوق طوال الحياة. قد يماطل كثيرًا أو يقضي أوقاتًا سخيفة في إيصال كل ما يعمله للكمال بأدق التفاصيل. عند رؤية أداء متوسط في جوانب أخرى من الحياة، قد يميل الطفل الموهوب إلى بذل المزيد من الجهد في تلك المجالات، دون أن يدرك أن ذلك يستغرق الكثير من الوقت، وقد يتركه هذا المجهود متعبًا، ويؤثر على صحته أيضًا.
نعم، يشعر الطفل الموهوب بالذنب لأنه شديد الذكاء أو موهوب في مجالٍ ما! إنه يتعرف على مواهبه وقد يشعر بالتوق إلى مشاركة تلك الموهبة مع الآخرين بطريقة ما. قد يتجلى هذا في السلوك الاجتماعي الجيد حيث يساعد الآخرين ويساهم في مساعدتهم على حل المشاكل، ولكن عندما يشعر الطفل الموهوب بالذنب بطريقة كبيرة، فقد يؤدي ذلك إلى وقوعه ضحية لاستغلال الأطفال في المدرسة مواهبه أيضًا.
في بعض الأحيان، يمكن أن تصبح هذه القدرات نقمة على الطفل، مما يجعله يشعر بالعزلة والاختلاف عن أصدقائه وزملائه في الفصل. ينتهي الأمر بالأطفال الموهوبين للتوتر في بعض الأحيان، أو حتى يضطروا إلى محاربة الاكتئاب. أظهرت العديد من الدراسات أن الأطفال الموهوبين يعانون كثيرًا من الصعوبات الاجتماعية ومشاعر الحزن. إنهم يميلون إلى التحدث إلى أنفسهم باستياء وأن يكونوا سلبيين تجاه سلوكهم، مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية وعادات غير منتظمة.
إن تربية طفل موهوب لها تحدياتها الخاصة، حيث يواجه الآباء الصعوبات المعتادة للطفل، كما يتحمل أيضًا مسؤولية إضافية تتمثل في حماية الموهبة والقدرات العقلية للطفل والاهتمام بصحته النفسية أيضاً.
١.اسمح لطفلك بمساحة القيام بنشاطاته الخاصة في المواقف بدون توقع نتائج محددة.
٢. امنحه فرصًا لتحمل المخاطر ودعه يفشل في بعض الأحيان بطريقة آمنة له.
٣. ابحث عن أطفال موهوبين آخرين وحاول أن تجعلهم جزءًا من مجتمعه
٤. اطلب من معلم طفلك قضاء بعض الوقت على وجه التحديد مع طفلك لتلبية احتياجاته.
٥. امنحه أنشطة تعلمه ضرورة الموازنة بين العمل العاجل، والعمل الذي يتطلب تفكيرًا عميقًا.
٦. عرّفه على عملية طرح الأسئلة التي تم تنظيمها لتفعيل مهارات التفكير العليا لديه.
٧. دعه يأخذ زمام المبادرة ويحل المشاكل مع إعطائه الحد الأدنى من التعليمات.
٨. زوده بالفرص التي تساعده على تطوير مهاراته في الاتجاه الذي يختاره بنفسه.
٩. شجعه على استخدام تقنيات بديلة تبتعد عن القاعدة.
١٠. وفر له النشاطات التي تتحدى إبداعه وخياله.
١١. امنحه مشروعات تحتوي على تعليمات واضحة بالإضافة إلى المشروعات التي لا تحتوي على أي تعليمات.
١٢. يجب أن يكون لديك قناعة داخلية بأن النضج الاجتماعي غير مرتبط بالبراعة الفكرية.
١٣. اجعله يجرب مجموعة متنوعة من تقنيات التعليم والتعلم.
١٤. حاول تقليل الأعمال المتكررة واستبدالها بالأفعال التي تساعد في إثراء ما يعرفه.
١٥. اسمح له بفهم التمايز بين الأنشطة والاستراتيجيات المختلفة.
١٦. امنحه الوقت والفرصة لاكتشاف الأشياء بنفسه.
١٧. ادعمه في أوقات الحاجة وقدم له التوجيه العاطفي الذي يحتاجه الأطفال عمومًا.
عادة ما يصف الناس الأطفال الأذكياء بأنهم طفل موهوب من الله. ولكن هناك بعض الاختلافات بين الأطفال المتميزين والموهوبين الموضحة أدناه على التوالي.
١.يعرف الطفل الذكي الإجابة بينما يطرح الطفل الموهوب المزيد من الأسئلة.
٢. أحدهما مهتم والآخر فضولي للغاية.
٣. ينتبه أحدهم بينما يشارك الآخر بشكل كامل.
٤. أحدهما لديه أفكار جيدة والآخر لديه أفكار غير عادية.
٥. واحد يعمل بجد بينما الآخر يعمل بشكل أفضل مع بذل الحد الأدنى من المجهود.
٦. يجيب أحدهم على الأسئلة بينما يطرح الآخر أسئلة للإجابة.
٧. أحدهما يتصدر الفصل بينما الآخر في فئة منفصلة بنفسه.
٨. أحدهما يستمع بانتباه بينما الآخر يصور آراء قوية.
٩. يتعلم الطفل الذكي بسهولة بينما الآخر يدرك ذلك بالفعل.
١٠. أحدهما يتقن الأمر بعد تكراره ٦ -٨ مرات بينما يحصل عليه الآخر في مرتين.
١١. أحدهما يفهم الأفكار جيدًا بينما الآخر يخلق نظريات مجردة.
١٢. يستمتع أحدهما مع الأصدقاء بينما يبحث الآخر عن البالغين والأطفال الأكبر سنًا.
١٣. أحدهما يفهم المعنى بينما الآخر يخلق نظرية.
١٤. واحد يكمل الواجبات بينما يبدأ الآخر في مشاريع جديدة.
١٥. أحدهما جيد في النسخ والآخر جيد في الإنشاء.
١٦. أحدهما يمتص المعلومات والآخر يطبق المعرفة.
١٧. أحدهما يطبق والآخر مخترع.
١٨. يتمتع أحدهما بالوضوح بينما يتمتع الآخر بالتعقيد.
١٩. يتذكر أحدهما جيدًا بينما يخمن الآخر جيدًا.
٢٠. واحد مسرور بأدائه بينما الآخر لا يزال يرغب في الاستمرار في الأداء بشكل أفضل.
الأطفال الموهوبون نادرون وإذا كان طفلك واحداً منهم سيجعل حياتك مليئة بالحيوية. امنحه الوقت والدعم الذي يحتاج إليه واسمح له بالازدهار من تلقاء نفسه. النجم يحتاج إلى أن يضيء بنفسه وسوف يفعل طفلك ذلك.