تحتاج الرحلة الساحرة لإنجاب الأطفال إلى شيئين ضروريين – بويضة وحيوان منوي. يتم توفير البويضة من قبل المرأة أو الأنثى بينما يتم توفير الحيوانات المنوية من قبل الرجل أو الذكر، وبدء حياة المولود الجديد معجزة، ومن الرائع مشاهدة العملية خطوة بخطوة.
فيما يلي أساسيات حول كيفية حدوث الحمل.
إن اتخاذ قرار محاولة الحمل هو قرار مهم للغاية ، وتبدأ تلك العملية بالبيضة. تقع مئات البويضات الصغيرة داخل مبيض المرأة في انتظار التحرك لأسفل قناة فالوب إلى الرحم. في البداية، عندما تولد أي طفلة، سيكون لديها ملايين من البويضات في مبيضيها ولكن عندما تبلغ، وتصل إلى مرحلة النضج الجنسي، يقل عدد هذه البويضات إلى بضع مئات فقط. خلال حياة المرأة، يتم إطلاق ما يقرب من ٤٠٠ بويضة خلال سنوات الإنجاب بداية من الدورة الشهرية الأولى حتى الوصول سن اليأس (سن اليأس يحدث ما بين ٤٥ –٥٥ سنوات من العمر).
المبايض هي المسؤولة عن إنتاج البويضات، ومن الضروري أن تنتقل البويضات عبر قناة فالوب إلى الرحم حيث يتم التخصيب. يطلق جسم المرأة كل شهر بيضةً أو بيضتين في قناة فالوب. يتم إطلاق البويضة خلال منتصف الدورة الشهرية التي تحدث في ما بين اليوم التاسع والثامن والعشرين من الدورة. ثم تنتقل إلى قناتا فالوب التي يبلغ طولها حوالي ٤ بوصات إلى الرحم. تعرف هذه العملية الكاملة باسم التبويض، وهي الفترة الزمنية التي يمكن حدوث الحمل فيها. يكون عمر البويضة ٢٤ ساعة فقط بعد التبويض. إذا التقت البويضة بالحيوان المنوي، فمن الممكن أن يحدث التخصيب، خلاف ذلك، تموت البويضة في الرحم، وتذوب، أو تمتص مرة أخرى داخل الجسم.
تمامًا مثل النساء، يمتلك الرجال أيضًا عنصراً حيويًا مطلوب لبداية حياة المولود الجديد يسمى الحيوانات المنوية. على عكس المرأة، ينتج الرجل ملايين الحيوانات المنوية كل يوم، لذا فإن جسم الرجل يعمل باستمرار على إنتاج الحيوانات المنوية بهدف وحيد هو القدرة على اختراق البويضة. بينما تولد النساء بالبويضات التي يستخدمنها في حياتهن، فالرجل ينتج الحيوانات المنوية خلال حياته ولا يولد بها جاهزة. يستغرق إنتاج خلايا الحيوانات المنوية الجديدة ما بين ٦٤ –٧٢ يومًا.
تبدأ الحيوانات المنوية في النمو في خصيتي الرجل، وهما الغددتان الموجودتان في الكيس أسفل القضيب. تتدلى الخصيتان خارج جسم الرجل بسبب حساسيتهما لدرجات الحرارة. من أجل إنتاج حيوانات منوية صحية، يجب أن تبقى في درجة حرارة حوالي ٩٤ درجة فهرنهايت أو ٣٤ درجة مئوية. يتم إنتاج الحيوانات المنوية في مكان يسمى البربخ في الخصيتين قبل الاختلاط بالسائل المنوي من أجل القذف.
أظهرت العديد من الدراسات أن النشوة الجنسية عند المرأة مفيدة في الحمل. عند الرجال، ومع بلوغ النشوة الجنسية، يتم دفع السائل المنوي الغني بالحيوانات المنوية، مما يمنحه بداية قوية للوصول إلى البويضة. والانقباضات التي تشبه الموجة التي تعاني منها المرأة أثناء النشوة الجنسية تساعد على سحب الحيوانات المنوية إلى داخل عنق الرحم.
غالبًا ما يتساءل الأزواج عما إذا كان هناك وضع جنسي يكون هو الأفضل في مساعدة عملية إنجاب الأطفال. لكن لإنجاب طفل، فإن الشيء الأكثر أهمية هو أن يكونا كلا الزوجين مستعدان لبدء رحلة الأبوة والامومة. هناك أوضاع جنسية تسمح باختراق أعمق لكن لا يوجد دليل يثبت أنها تساعد في عملية التخصيب وإنجاب طفل.
من الصعب تحديد الحيوانات المنوية التي ستصل إلى البويضة أولاً، عندما يتساءل الزوجان عن كيفية إنجاب طفل، كل ما يمكن للمرء فعلة هو الانتظار والحفاظ على الأمل في الإنجاب. بعد ممارسة الجنس، من المفيد وضع وسادة خلف ظهر المرأة لرفع مؤخرتها لمساعدة الجاذبية الأرضيج على القيام بمهمتها وجعلها تشعر بالراحة.
تحدث أشياء رائعة داخل جسد المرأة خلال احتضانك أنت وزوجك والمحادثة بعد الجماع. يتعين على ملايين الحيوانات المنوية التي تم إطلاقها تحمل رحلة صعبة والسفر للعثور على البويضة. هناك أيضًا عائق آخر وهو مستوى الحمض في المهبل والذي قد يكون مميتًا للحيوانات المنوية، ويكون هناك مخاط عنق الرحم وهو خطير أيضاً، إلا في الأيام التي تكون فيها المرأة أكثر خصوبة. وأقوى الحيوانات المنوية هي التي تستطيع العبور فقط، وتبلغ المسافة الإجمالية التي تتعينها الحيوانات المنوية حوالي ٧ بوصات بداية من عنق الرحم عيوراً إلى داخل الرحم.
إذا لم توجد البويضة في إحدى قناتي فالوب، فلا يحدث التخصيب، وتصل فقط بضع عشرات من الحيوانات المنوية إلى البويضة. يحاصر الباقي ويتجه نحو قناة فالوب الفارغة، ويموت. الحيوانات المنوية التي تنجح، لابد أن تخترق الغلاف الخارجي للبيضة والدخول قبل الآخرين، لتبدأ عملية خلق الحياة. بمجرد دخول الحيوانات المنوية، تتغير البويضة على الفور حتى لا يتمكن الدخول من قبل أي حيوان منوي آخر. تبني البويضة طبقة واقية وتحبس الحيوانات المنوية بالداخل، هذه العملية تسمى التخصيب. يمكن أن تستمر هذه العملية بأكملها حتى ٣–٤ أيام، لكن التخصيب نفسه يحدث في غضون ٢٤ ساعة.
بمجرد حدوث التخصيب، تبدأ الخلايا في الانقسام بسرعة. ولا تصبحين حاملاً في حتى تنتقل حزمة الخلايا المعروفة باسم الجنين إلى أسفل قناة فالوب وتلتصق بجدار الرحم.
ومع ذلك، إذا زرع الجنين نفسه في قناة فالوب أو في أي منطقة خارج الرحم، يحدث الحمل خارج الرحم، وهي حالة خطيرة، ويجب تناول الأدوية لمنعها من التطور أو الجراحة لمنع تمزق قناتي فالوب.
يستغرق الجزء الأخير من رحلة البويضة المخصبة حوالي ٣–٤أيام لكن الأمر سيستغرق عدة أسابيع قبل أن تفوتك الدورة الشهرية وتعرفين بحملك. إذا فاتتك الدورة الشهرية، أو لاحظتي أي علامات أخرى للحمل، فمن الضروري أن تقومي بإجراء اختبار الحمل بالمنزل.
يتم تحديد جنس الجنين بواسطة كل من الحيوانات المنوية والبويضة. يكون لدى كل حيوان منوي وكل بويضة “الكروموسوم الجنسي“، فيمكن تحديد جنس الجنين بواحد منها. هناك نوعان من الكروموسومات الجنسية ، XY و XX. تحمل البويضة الكروموسوم XX فقط بينما تحمل الحيوانات المنوية XY. إذا كانت X + X ، فهي طفلة، وإذا كانت X + Y فهذ يعني أن جنس الجنين هو مذكر. الخصائص والميزات والطباع المختلفة كلها نحصل عليها منآبائنا. وسيحصل طفلك على مزيج من شخصيتك أنت وزوجك مما يجعله شخصية فريدة.
الاستعداد الذهني والجسدي والنفسي ضروري عند التفكير في الحمل، والشيء الأهم بالنسبة للأزواج هو مشاركة الرابطة وإنجاب طفل إلى هذا العالم بالحب و المودة والرحمة.