بحلول الأسبوع الحادي عشر ينتقل صغيرك رسميًا من كونه مضغة إلى جنين. تتطور ملامح الوجه والأعضاء المُرتبطة بنوع الجنس في طفلك، ويمنح الفحص في الأسبوع الحادي عشر رؤية مُثيرة للطريقة التي ينمو بها طفلك بداخلكِ. يعد الفحص الذي يُجرى في الأسبوع الحادي عشر مهمًا من الناحية الطبية لاستبعاد العديد من حالات الخلل أو المتلازمات أو التشوهات.
يعتبر فحص الحمل في الثلاثة أشهر الأولى دائمًا مميزًا للغاية نظرًا لأنه يعطي لمحة عن الجنين الآخذ في النمو. يمنحك فحص الأسبوع الحادي عشر نظرة سريعة على شكل الجنين لأول مرة. وهي أيضًا المرحلة الأولى التي يمكن للطبيب خلالها تحديد بعض حالات الخلل عند الجنين. يُعد إجراء الفحص في الأسبوع الحادي عشر ذا أغراض مُتعددة. نعرض فيما يلي بعض الأسباب وراء عدم التغاضي عن إجراء الفحص في الأسبوع الحادي عشر.
نظرًا لأن الرحم منخفض في البطن، فإن وجود مثانة ممتلئة قد يساعد في الحصول على رؤية أفضل للجنين. يمكنك شرب بضعة أكواب إضافية من الماء وإعداد نفسك للفحص. إلا أن بعض مُشغلي أجهزة الفحص يفضلون وجود مثانة ممتلئة جزئيًا فقط. يُفضل ارتداء الملابس المريحة والفضفاضة التي تُمكن من إظهار البطن بسهولة مما يسهل عملية الفحص.
يُعد إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية في الثلاثة أشهر الأول وتحديدًا في الأسبوع الحادي عشر هو عادةً إجراء بسيط يستغرق حوالي بضع دقائق. يقيس مُشغل جهاز الأشعة ذو الخبرة الشفافية القفوية بسهولة تامة ويتحقق من معلمات النمو الحيوية الأخرى مثل طول قطر الرأس (التاج)، وقطر كيس الحمل، وموضع المشيمة وحجمها، وما إلى ذلك. كما أن موضع الجنين في الرحم قد يُطيل الوقت الذي يستغرقه الفحص. قد يتحرك صغيرك أحيانًا إلى جانب واحد أو يلتف، مما يجعل قياس الأنسجة أسفل الرقبة أمرًا صعبًا للغاية. يقترح مُشغل جهاز الأشعة عادةً تكرار الفحص بعد مرور بعض الوقت حتى يكون الجنين في وضع صحيح.
يتم إجراء فحص الأسبوع الحادي عشر عادةً عبر البطن. يُوضع هلام التبريد أسفل البطن والمحوال الذي يرسل موجات الموجات فوق الصوتية إلى الرحم عبر البطن للحصول على رؤية واضحة للجنين. تؤخذ صور الجنين من الأعلى والجانبين للحصول على رؤية أفضل لجميع الأعضاء الداخلية والخارجية.
تشعر العديد من الأمهات بالقلق من إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية في الأسبوع الحادي عشر. على الرغم من أنه يعد فحصًا مهمًا للغاية لأنه يستبعد وجود أي خلل في الجنين، إلا أنه لا داعي للذعر. ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها جنينك يتحرك، لذا كونيِ على استعداد لكثير من الإثارة.
يبدو الجنين بعد الأسبوع الحادي عشر عبر الموجات فوق الصوتية في شكل الانسان، حيث يظهر بأيدي وأطراف ذات تكوين جيد. ينمو رأس الجنين وعظامه بشكل جيد في هذه المرحلة. لا يزال الجسم غير متناسق بوجود الرأس الكبير، كما أن الجذع صغير نسبيًا. يمكنكِ رؤية صغيرك يقفز ويركل في كيس الأمنيوسي المائي. بدأت الأعضاء التناسلية للطفل تتشكل في هذا الأسبوع ولكنها قد لا تكون مرئية بوضوح في الفحص. قد لا يتمكن مُشغل جهاز الأشعة من استنتاج جنس الجنين في هذه المرحلة. يبلغ طول الجنين في هذه المرحلة بوصة أو بوصتين فقط، لكن نظام أعضائه سريع النمو.
إذا أظهرت الموجات فوق الصوتية للجنين في الأسبوع الحادي عشر احتمال حدوث تشوهات كروموسومية، فيمكنك التحدث إلى طبيبكِ حول الفحوصات التأكيدية الأخرى التي يمكنك إجراؤها. لا تعد قيم الشفافية القفوية التي تظهر في الفحص دليلًا قاطعًا على وجود خلل بالجنين. يُجرى اختبار دم لتحديد التثلث الصبغي 21 (متلازمة داون) والتثلث الصبغي 18 عادة لتأكيد نتائج الفحص. قد يقترح الطبيب أيضًا إجراء عملية جراحية يُطلق عليها بزل السلى للتحقق من الحمض النووي للجنين. يوجد خطر بسيط من الإجهاض مع هذه العملية، ويمكن للأزواج أن يقرّروا تناول ذلك الموضوع بعد مناقشة الأمر مع الاستشاري الجيني أو الطبيب.
لتجنب الإجراء الجراحي، يمكنكِ انتظار إجراء فحص الشذوذ (anomaly) في الأسبوع الثامن عشر إلى العشرين، والذي يمكنه تحديد بعض المؤشرات المعتدلة لنمو غير طبيعي. بناءً على جميع تلك المؤشرات، سيساعدكِ الطبيب أو الاستشاري الجيني في التشخيص ومتابعة الإجراء.
يعد فحص الشفافية القفوية في الأسبوع الحادي عشر مهمًا للغاية من حيث تحديد أي تشوهات خلقية في الجنين. على الرغم من أن نتيجة الفحص وحدها لا تكفي للتشخيص، فهي بالتأكيد بمثابة دليل لإجراء مزيد من الاختبارات.