تمر المرأة بالعديد من التغيرات الجسدية، والعاطفية، والذهنية، والاجتماعية حيث تستعد هي وجسدها للترحيب بالمولود ورعايته خلال الأشهر القليلة الأولى من حياته وبالتالي، فإن معظم التغييرات الجسدية التي تواجهها المرأة الحامل تهدف إلى مساعدتها والطفل على الاستمتاع بتجربة مريحة، أثناء الحمل وبعده. تعلم جميع الأمهات جيداً أن من التغيرات الجسدية التي تصاحب الحمل المبكر هو زيادة حجم الثدي، وإلى جانب ذلك قد تلاحظين أن حلماتك تصبح داكنة اللون أيضًا. تعتقد بعض النساء أن الهالة الداكنة (الجلد المحيط بالحلمتين) هي علامة مبكرة على الحمل بسبب ارتباطها بزيادة حجم الثدي، وتغيير لون الحلمة أثناء الحمل ظاهرة شائعة تعاني منها النساء.
دعونا نفهم سبب حدوث هذه الظاهرة وكيفية التعامل معها!
عندما يحدث أي تغيير في جسمك بشكل غير متوقع أو مفاجئ أو حتى مكروه قليلاً، فإنه سيثير الأسئلة. تعتاد العديد من النساء على شكل ثدييهن وقد يحبون هذا الشكل، لذا فإن أي تغيير يحدث قد لا يكون دائمًا مرغوباً فيه، ولكنه طبيعي تمامًا! الهالة الداكنة أثناء الحمل هي تغيير شائع يحدث لدى معظم النساء. بالإضافة إلى ذلك، بصرف النظر عن كون الهالة أكثر قتامة، يمكن أن تصبح حلماتك أكبر أيضًا.
عند التفكير في جميع التغييرات التي تحدث في جسمك، قد تكون الفكرة الأولى التي تأتي في ذهنك هي الإجابة الصحيحة فيما يتعلق بالتغيير أيضًا. الهرمونات هي سبب كل ما يحدث في جسمك أثناء الحمل! لفهم التوقيت التي تصبح الحلمات داكنة فيه أثناء الحمل، من الضروري معرفة ما تؤثر عليه الهرمونات.
أولاً، يستعد ثدييك لإرضاع طفلك عند ولادته. تساعد هرمونات الاستروجين والبروجستيرون في إنشاء نظام قنوات الحليب، وبالطبع تعد الحلمات جزءًا مهمًا جدًا من ذلك، حيث يجب على طفلك أن يلتصق بها لتلقي حليب الثدي. وبالتالي، تستعد الهالة والحلمات أيضًا لعملية الرضاعة الطبيعية.
الصبغة المسؤولة عن إعطائنا ألوانًا مختلفة في أجسامنا يسمى الميلانين، وهذا موجود في أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الجلد، والشعر، والقزحية. وبسبب تأثير الهرمونات والتقلب في مستوياتها، يبدأ إنتاج الميلانين في الجلد في الزيادة. وعادة ما يكون هذا أقوى في المناطق التي يتواجد فيها الميلانين بالفعل بكميات أعلى، مثل الهالة والحلمتين. حتى أن العديد من النساء يسمونها الحلمات السوداء أثناء الحمل. في بعض الأحيان، يمكن أن يخرج إنتاج الميلانين عن المخططات، مما يؤدي إلى تحول أي ندوب أو نمش إلى اللون الداكن أيضًا. قد تلاحظي أيضًا بعض البقع الداكنة الجديدة التي تتشكل في مناطق مختلفة من جسمك.
ولا شيء من هذه الأمور يدعو للقلق، لأنه كله نتيجة لتغيير جسمك نفسه لاستيعاب الطفل الذي سيولد. تشير النظرة التطورية إلى سواد الهالة إلى احتمال أنه يسهل على المولود الجديد اكتشاف الحلمة ببصره الضعيف والبدء في الرضاعة الطبيعية.
وفقًا لتقرير حالة صدر عام ٢٠١١، فإن فرط تصبغ الجلد غير المعتاد أثناء الحمل يمكن أن يقلق النساء الحوامل، لكن كوني مطمئنًة، ليس له أي آثار سلبية على الحمل.
إن عدد التغيرات الجسدية التي تحدث في جسمك قد يجعلك ترغبين في الاحتفاظ ببعضها والتخلص من البعض الآخر، ولكن تتساءل العديد من النساء عما إذا كانت الحلمات والهالة ستبقى كبيرة وداكنة كما هي أثناء الحمل. في معظم الحالات، سيعود ثدييك وحلماتك إلى حالتهما السابقة قدر الإمكان بعد بضعة أشهر من الولادة ومع ذلك، قد تكون تلك الحلمات داكنة اللون لدى بعض النساء مدى الحياة. التجربة ليست واحدة بالنسبة لجميع النساء، ويمكن أن تعتمد على مستويات الهرمونات الطبيعية لكل امرأة.
إن اسمرار الحلمات والهالة، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من الجسم، هو في المقام الأول نتيجة للإفراط في تصبغ الميلانين. لذلك، من الضروري ألا يتلقى الميلانين أي تحفيز إضافي من أجل إيقاف اللون الداكن. وهذا يعني العناية ببشرتك عند الخروج لأشعة الشمس. قد تكونين من محبي الغطس أو أخذ حمام شمس، لكن من المهم الحفاظ على ثدييك مغطى إذا كنت لا تريدين أن يصبحا داكنين. التعرض لأشعة الشمس يجعل الخلايا تنتج المزيد من الميلانين لحماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية. استخدمي واقي الشمس أيضًا للحفاظ على صحة البشرة.
هناك بعض المستحضرات والكريمات الموضعية المتوفرة في الأسواق والتي تعمل على العناية بالمناطق الداكنة وتساعد على تقليل تركيز الميلانين في تلك المناطق. وهي مكونة من مواد كيميائية مختلفة تتفاعل مع الجلد وطبقاته الداخلية لتقوم بعملية التفتيح. قد تكون هذه مفيدة في الأيام العادية، ولكن عندما تكونين حاملاً، فقد لا تكون الخيار الأفضل لك. من الأفضل الحصول على نصيحة طبيبك قبل استخدام أي من هذه المستحضرات أو الكريمات لأن وجود عنصر أو مادة كيميائية معينة يمكن أن يسبب ضررًا لطفلك، أو قد يتفاعل سلبًا مع ثدييك الحساسين للغاية.
إن لون الهالة الداكن ليس مجرد استجابة جسدية – بل هو نفسي أيضًا! نعم، يرجع ذلك إلى تقلب مستويات الهرمونات، ولكن هذا التقلب يمكن أن يكون أيضًا نتيجة لصحتك النفسية. إذا كنتِ تعانين من ضغوط لا مبرر لها بشأن حملك أو تتعرضين لبيئات تزيد من إجهادك (مثل عبء العمل في المكتب أو بيئة مليئة بالضغط في المنزل)، فقد يزداد اللون الداكن سوءًا. مفتاح صحتك وصحة طفلك ولون بشرتك كلها نفس الشيء – استمتعي بحملك! استمتعي بحقيقة أن طفلك ينمو داخل جسدك، وستكونين أماً، وتناولي نظام غذائي متوازن ومغذي، واشبعي رغباتك بين الحين والآخر! عندما تمون صحتك النفسية جيدة، سيكون لون حلمتك مناسبًا أيضًا.
لا داعي للقلق بشأن حلمة تصبح أكثر قتامة في اللون أثناء الحمل. عادة، بعد بضعة أسابيع أو أشهر من الحمل، تبدأ الهالة الداكنة في التلاشي وتعود إلى لونها الأصلي. هذا ليس فورياً، وقد يستغرق وقتا ومع ذلك، بالنسبة لبعض النساء، تصبح الحلمات الداكنة دائمة.
عادة ما تكون الهالات الداكنة والبقع الداكنة على الحلمات أثناء الحمل غير ضارة. إنها في الغالب مسألة نفسية تجعل معظم النساء ينظرن إلى هالاتهن الداكنة على أنها شيء غير سار يؤثر على صورة أجسادهن وقيمتهن الذاتية. تعلم قبول التغيرات الطبيعية لجسمك هو طريقك للإيمان بحقيقة أن الحلمة الداكنة لا تغير منك بشكل أساسي. ستظلين محبوبة كأم وستظلين جميلة دائمًا مهما حدث!
:اقرأ أيضا
آلام الثدي أثناء الحمل: الأسباب والأعراض وطرق العلاج
التغيرات الشائعة في الثدي والحلمة أثناء الحمل
كيفية التعامل مع تشقق أو نزيف الحلمات