الرضع

هل من الآمن تناول الأطعمة الحارة أثناء الرضاعة الطبيعية؟

عشاق الأطعمة الحارة كثيرون، وقد تكوني أيضًا من الأشخاص الذين يحبون تناول أشهى الأطباق الحارة، بينما يشرب الآخرون أكوابًا من الماء ويتناولون الحلويات لتهدئة حاسة التذوق لديهم. قد يكون الحمل قد قطع هذا الأمر بالنسبة لك، ولكن الآن بعد أن أصبح طفلك خارج جسدك، قد يبدو الأمر وكأنه يمكن أن يحدث أكثر، ولكن إذا كان طفلك يأكل ما تأكلينه من خلال حليب الأم، فقد تتساءلين عما إذا يمكنك تناول الطعام الحار أثناء الرضاعة الطبيعية. لمعرفة ما إذا كان تناول الطعام الحار أثناء الرضاعة الطبيعية آمنًا وينصح به، واصلي القراءة.

هل يمكنك تناول الطعام الحار أثناء الرضاعة الطبيعية؟

عادة، من الآمن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل حتى أثناء رضاعة طفلك، سوف تجد كمية صغيرة من التوابل طريقها لمعدة طفلك، لكن ذلك لن يؤثر سلباً عليه. لا تبالغي في تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، وحافظي على توازن النظام الغذائي الصحي بأي ثمن. احتفظي بسجل للطعام ودوّني العناصر التي تناولتيها والتي قد تسبب الغازات للطفل بعد تناولها. يمكنك تناول تلك الأطعمة في مرحلة لاحقة أو تقليل كمية الاستهلاك وزيادتها ببطء مع زيادة تحمل الطفل وتحسن الأمعاء. لاحظ العديد من خبراء تغذية الأطفال أن النساء اللاتي تناولن مجموعة من المواد الغذائية أثناء إرضاع أطفالهن واجهن مشكلات أقل في جعل أطفالهن يجربون مواد غذائية مختلفة في وقت لاحق من الحياة. في الواقع، وجدت دراسة أجريت عام ٢٠٠١ ونشرت في مجلة طب الأطفال، أن الأطفال الذين يتعرضون للنكهات أثناء وجودهم في الرحم أو من خلال الرضاعة الطبيعية قد يطورون تفضيلاً لتلك النكهات في وقت لاحق من الحياة.

ADVERTISEMENT

هل يؤثر الطعام الحار على حليب الثدي؟

“هل الطعام الحار يجعل حليب الثدي حارًا أيضًا؟” “هل يؤثر الطعام الحار على حليب الثدي؟”  هذه هي الأسئلة الأولى التي تطرحها معظم الأمهات المرضعات عندما يفكرن في تناول طعام حار أثناء الرضاعة الطبيعية.

وهي أسئلة مهمة نظرًا لأن الأطفال الذين يتناولون الحليب الصناعي نادرًا ما يتعرضون لتغيير في الذوق. بالنسبة لحليب الثدي، ولأن طعمه هو نتيجة لما تأكله الأم، فإن النكهات من نظامك الغذائي يمكن أن تتسرب إلى حليب الثدي، مما يعطي طفلك حليب الثدي المنكه حديثًا. قد يعني هذا أيضًا أن طفلك الصغير قد يرغب في المزيد من الحليب ذي المذاق الجديد إذا أصبح لديه ميل إليه.

يعد هذا بمثابة مقدمة جيدة لطفلك قبل تعريفه بعالم الأغذية الصلبة والنكهات المتنوعة. تبدأ براعم التذوق في تجربة وجود نكهات مختلفة في حليب الثدي، وتبدأ في الاستجابة لها، وأحياناً قد تلاحظين أن طفلك يحب نكهة معينة لأنك تناولت هذا الطعام كثيرًا أثناء الحمل أو الرضاعة.

الآثار السلبية للطعام الحار على الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية

لا يميل جميع الأطفال إلى الإعجاب بالتغيير في النكهة، في حين قد يكون البعض حساسًا جدًا لذلك أيضًا. بعض الآثار السلبية المحتملة التي يمكن أن يسببها الطعام الحار على طفلك هي:

ADVERTISEMENT

١. تطور حساسية التوابل

إن فرص حدوث هذه الحالات نادرة جدًا، إلا أن مثل هذه الحساسية قد تظهر بين الحين والآخر لدى طفل معين. عادة ما تكون العلامات واضحة إذا كنت قد تناولتي شيئًا حارًا ويظهر على الطفل طفح جلدي على الجلد. يمكنك التجربة وأخذ قسط من الوقت قبل تناول نفس التوابل مرة أخرى. إذا استمر الطفح فستتأكد الحساسية، ولابد من تجنب تلك الأطعمة حتى فطام الطفل.

٢. المعاناة من آلام المغص

آلام المعدة هذه موجودة في الغالب عند الرضع. المغص هو حالة تؤثر على البطن وتسبب الكثير من الانزعاج للطفل، مما يؤدي إلى نوبات بكاء لا يمكن السيطرة عليها بسبب الألم. في كثير من الأحيان، يمكن أن يؤدي تناول الأطعمة الغنية بالتوابل إلى حدوث مشكلة.

٣. مشاكل الغازات في المعدة

بالنسبة لبعض الرضع، قد يكون تناول الحليب مع آثار التوابل الحارة غير مرحب به من قبل الجهاز الهضمي. وينتج عن ذلك تكوين الغازات في المعدة والأمعاء. سوف يعاني الطفل من انتفاخ البطن، مما يسبب له الانزعاج طوال الوقت.

٤. زيادة الشهية لنكهة معينة

على الرغم من أن زيادة الشهية أمر جيد للأمهات والأطفال على حد سواء، إلا أن هذا ينطبق بشكل خاص على نكهة الحليب المحددة. عند تناول نوع معين من التوابل، قد يميل الطفل إلى تطوير تقارب له، وشرب الكثير من الحليب أكثر من ذي قبل، وتناول الطعام لفترات أطول. قد يؤدي ذلك إلى تناوله أكثر من طاقته فيتقيأه، أو قد يصبح منزعجاً وعنيداً عندما تتغير نكهة الحليب، أو إذا لم يحصل على الكمية الزائدة.

ADVERTISEMENT

كيف يمكنك معرفة ما إذا كان طفلك حساسًا للأطعمة الغنية بالتوابل الحارة؟

يمكن أن تكون العلامات المحددة مفيدة في فهم حساسية طفلك تجاه الطعام الحار. وأغلب ما تم تصويره هو:

  • بكاء لا يمكن السيطرة عليه بعد شرب حليب الأم الذي يحتوي على آثار البهارات
  • الإسهال المستمر، خاصة بعد تناول الأم شيئاً حاراً وإرضاع الطفل
  • دورة نوم متقطعة مباشرة بعد الرضاعة من حليب الثدي الحار والاستيقاظ الفوري
  • رفض حليب الثدي، خاصة بعد تناول طعام مختلف
  • ظهور طفح جلدي ودوائر حمراء على جلد طفلك

هل تناول الأطعمة الحارة أثناء الرضاعة الطبيعية يفيد الأطفال؟

إذا لم يظهر طفلك حساسية لوجود التوابل الحارة في حليب الأم، فلبس هناك مشكلة، هناك فوائد عديدة لاتباع هذا النظام الغذائي، وهي:

١. سهولة الفطام

عندما يبدأ طفلك في الاقتراب من سن تجربة الأطعمة الصلبة والاستغناء عن حليب الثدي ببطء، يواجه العديد من الأطفال صعوبة في إجراء هذا التبديل لأنهم يجدون النكهات الجديدة قوية جدًا. يقدم الطعام الحار هذه النكهات من خلال حليب الأم بالشكل الصحيح، مما يسمح بتحفيز براعم التذوق ويسهل على طفلك الفطام لاحقًا.

٢. التعرف على المذاق المختلفة

إن التعرض المبكر لأي جانب من جوانب الحياة يمكن أن يبقى مع الطفل لفترة أطول. عندما يتم تحفيز براعم التذوق من خلال حليب الثدي الذي يحتوي على آثار التوابل، سيكون طفلك ماهرًا بما يكفي لاكتشاف النكهة التي يحبها من مجموعة متنوعة من المواد الغذائية، وسيكون منفتحًا لتجربة عناصر غذائية مختلفة أيضًا.

ADVERTISEMENT

٣. تقوية المعدة

يمثل إدخال النكهات والمواد الغذائية الجديدة تحديًا كبيرًا للمعدة في طور النضج، وللمساعدة في ذلك، فإن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل يساعد على تعرض المعدة لهذه المكونات بشكل ضئيل. يبدأ الجهاز الهضمي في التعامل معها تدريجيًا ويصبح أقوى من ذي قبل بمجرد إدخال المواد الصلبة.

٤. التكيف مع نظام غذائي أفضل في وقت مبكر من الحياة

إن وضع الأطفال المفطومين حديثاً على نظام غذائي جيد من الأغذية الصلبة يمكن أن يشكل تحدياً كبيراً. قد يكون من الصعب التخلي عن الراحة التي يوفرها الحليب. إن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل يجعل من السهل فطام الطفل، ويساعد على وضع خطة نظام غذائي جيد له أيضًا.

ما هو الوقت المناسب للأم المرضعة للبدء بتناول الأطعمة الحارة؟

بما أننا قد لا نكون على دراية بمدة بقاء الطعام الحار في حليب الثدي، فمن الضروري معرفة الوقت المناسب لتقديمه لطفلك أيضًا. تميل العديد من النساء إلى البدء في تناوله بعد الولادة بكميات قليلة. من الأفضل تأخير تناول الأطعمة الحارة حتى يعتاد طفلك على الرضاعة الطبيعية بشكل سليم وتتطور صحته ومناعته إلى مستوى جيد. بهذه الطريقة، في حالة معاناة طفلك من رد فعل تحسسي، فلن يعاني بسببه ويمكنه التعافي بسرعة أيضًا.

هل يحب الأطفال الرضع حليب الثدي بنكهة الثوم؟

إن تناول الثوم يؤدي إلى إدخال طعم الثوم في حليب الثدي. أظهرت العديد من الدراسات، بما في ذلك دراسة عام ١٩٩١ المنشورة في مجلة طب الأطفال، أن الأطفال لديهم ميل كبير لمذاق الثوم، مما يؤدي بهم إلى البقاء ملتصقين بالثدي لفترات أطول وتناول الكثير من الحليب أكثر من ذي قبل.

ADVERTISEMENT

الأسئلة الشائعة

١. هل يمكن أن يؤدي تناول الطعام الحار أثناء الرضاعة الطبيعية إلى إصابة الرضع بطفح الحفاض؟

تناول الطعام الحار أثناء الرضاعة عادة لا يؤدي إلى طفح الحفاض عند الرضع، ولا يوجد الدليل على ذلك.

٢. هل يمكن أن يؤثر تناول الطعام الحار على كمية الحليب التي أفرزها؟

لا يوجد دليل يربط بين الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة والرضاعة الطبيعية وزيادة أو انخفاض إنتاج حليب الثدي.

٣. هل يمكن أن يؤدي تناول الطعام الحار أثناء الرضاعة الطبيعية إلى إصابة طفلي بالسعال، أو الحمى، أو الربو، أو الأكزيما؟

لا، تناول الطعام الحار وحده لن يتسبب في إصابة طفلك بالحساسية مثل الربو، أو الأكزيما، أو الحمى، أو السعال، ومع ذلك إذا كان هناك نوع طعام لديه القدرة على التسبب في الحساسية كونه من مسببات الحساسية الشائعة، مثل المكسرات أو حليب البقر، فمن الأفضل توخي الحذر.

العودة إلى تناول الأطعمة الغنية بالتوابل والاستمتاع بتلك النكهات أمر مرحب به تمامًا بعد رحلة الحمل، ومع ذلك فمن الأفضل تأخير ذلك لبضعة أشهر حتى يعتاد طفلك على الرضاعة الطبيعية. إن البدء به باعتدال يمكن أن يساعدك أنت وطفلك على تطوير تذوق لنكهات الطعام الشهية من جديد.

ADVERTISEMENT

اقرأ أيضا:

\تناول الشاي الأخضر أثناء الرضاعة الطبيعية – هل هو آمن؟
تناول البيض أثناء الرضاعة الطبيعية – هل هو آمن؟
تناول العسل أثناء الرضاعة الطبيعية

Published by
تحرير فيرست كراي العربية