في هذه المقالة
إن رؤية طفلك الصغير وهو يكبر ممتع ومجذي في نفس الوقت، تلك اللحظات ممتعة ومثيرة وستتذكرها طوال حياتك، عندما يبدأ طفلك في نطق كلماته الأولى، ويتعلم التلوين، ويلعب معك ومع الأطفال الآخرين، وما إلى ذلك. ولكن عندما تبدأ جوانب أخرى من العالم في الظهور له، ستلاحظ أن طفلك لا يتذكر الأشياء جيدًا أو يميل إلى نسيان شيء تم تعليمه له للتو. تحسين الذاكرة عند الأطفال يجب أن يبدأ منذ سن مبكرة حتى يكون مفيداً له لاحقاً في الحياة. يعد التحفيز البيئي والتفاعل مع الوالدين والأنشطة المرحة أمرًا مهمًا لنمو الخلايا العصبية وانتشار المشابك العصبية والتشعبات في المخ.
إن الشيء الأكثر غرابة في جسمنا البشري هو قدرة المخ على تخزين المعلومات ومن ثم القدرة على تذكرها عند الحاجة إليها. وهذا، في جوهره، يسمى الذاكرة. خلافًا للاعتقاد الشائع، لا يقوم الخ بتخزين المعلومات في مكان معين مثل الحاسوب. وبدلاً من ذلك، تخلق كل معلومة مسارًا منفصلاً في الدائرة العصبية للمخ، اعتمادًا على مدى كثافة المعلومات، وكلما كان هناك عدد أكبر من مسارات الخلايا العصبية لذاكرة معينة، كلما أصبحت أقوى.
نادرًا ما يستطيع أي شخص أن يتذكر الأحداث التي مر بها في حياته عندما كان طفلاً. وهذا ما يسمى طبياً “فقدان الذاكرة في مرحلة الطفولة” وهو بسبب عدم قدرة المخ على تكوين دوائر عصبية طويلة الأمد في هذا العمر، ولهذا السبب يجب أن يُطلب من الأطفال القيام بأبسط المهام عدة مرات.
كل طفل مختلف، ولذلك قد يتمتع بعض الأطفال بذاكرة قوية مقارنة بغيرهم، ومع ذلك، في بعض الحالات، هناك عوامل محددة يمكن أن تؤثر على القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها لدى الأطفال.
كلما استخدمت عقلك أكثر، أصبح أقوى. وهذا يقودنا إلى بعض التقنيات التي يمكن استخدامها لرفع القدرة إلى مستوى أعلى من ذي قبل.
إن محاولة فهم شيء ما وتعلمه يمكن أن يكون أمرًا مرهقًا بالنسبة للطفل. ونتيجة لذلك، لن يبذل جهداً في فهمه لأنه صعب عليه للغاية. قم بتحويل تلك الكتلة الضخمة من المعلومات إلى أجزاء أصغر، مع التركيز على مبادئ كل واحدة منها. دعه يبدأ من الجذور وينمو في طريقه إلى فهم الكتلة الكبيرة بأكملها. هذا يساعد في تنظيم المعلومات في البنية الصحيحة داخل المخ.
قد لا يتذكر بعض الأطفال الأشياء بالضبط، ولكن يمكنهم بسهولة تذكر جوانب أخرى من الحدث، مثل ما سمعوه أو ما رأوه. هذا مهم في فهم كيف يتعلم طفلك أو يتذكر الأشياء. استفد من هذه الحواس في مساعدته على ربط هذا الإدراك بالعنصر الذي يحتاج إلى تذكره واسترجاعه، يؤدي هذا إلى تقوية الذاكرة، ويشرك طفلك في مستوى أعمق أيضًا.
إذا كنت قد فهمت شيئًا ما حقًا، فيجب أن تكون قادرًا على تعليمه لشخص آخر. بمجرد أن تعلم شيئًا ما لطفلك أو إذا درس طفلك بمفرده، اطلب منه أن يعلمه لك أو لأخيه أو لصديق. احتفظ بملاحظة للأوقات التي يتعين عليه فيها الرجوع إلى المادة مرة أخرى والعمل على تلك الجوانب.
هذه تقنية مجربة ساعدت العديد من الأشخاص على رسم أفكارهم وتذكر الأفكار الموجودة بطريقة أفضل بكثير. تعمل الخرائط الذهنية في المقام الأول على مفهوم الارتباط والروابط المنطقية، وتساعد طفلك على تصور المادة بأكملها في شبكة تشكل مسارًا من مفهوم إلى آخر. يساعد هذا في إنشاء عملية تفكير واضحة يمكن استدعاؤها عندما تكون هناك حاجة إلى تذكر المادة أو المفهوم.
تأتي معظم الكتب المدرسية أو عناصر التعلم مصحوبة بأمثلة للمساعدة في فهم كيفية تطبيق المفهوم في الحياة الواقعية. بمجرد أن يفهم طفلك ذلك، اطلب منه أن يأتي بمثال خاص به. دعه يستخدم الأمثلة ليقدم لك المفهوم أو يعلمك إياه إذا كان يواجه صعوبة في شرحه حرفيًا.
إن الجمع بين الكلمات الرئيسية الصحيحة والعناوين المهمة للبطاقات التعليمية يمكن أن يساعد طفلك على تذكر المعلومات بسرعة. وهذه الوسائل البصرية هي مجرد نقطة انطلاق للمضي قدمًا بلا هوادة.
لا يجب أن يقتصر التعلم والحفظ على وقت دراسة معين. شاركي طفلك في مناقشة مفاهيم متعددة معه في المساء أو ببساطة بعد رؤية شيء مثير للاهتمام على شاشة التلفزيون. إن ربط المفاهيم المتباينة معًا لرؤية الصورة الأكبر يساعد في التفكير النقدي.
لا يجب أن يتم كل التعلم من خلال المواد الدراسية أو عناصر التعلم. اسمح لطفلك بالتفاعل مع جوانب مختلفة من العالم والحصول على خبرة عملية. هل يتعلم شيئا عن الحيوانات؟ اذهب إلى حديقة الحيوان. هل تريد تعليمه عن النباتات؟ اصطحبه إلى الحديقة ودعه يستكشفها. لتدريس التاريخ، اصطحبه إلى المتحف.
تتطلب بعض جوانب رحلة الدراسة الحفظ والحفظ الحرفي. يمكن جعل ذاك أسهل عن طريق مزج الحفظ بلحن أو أغنية بقافية محبوبة، وهذا يجعل نصفي المخ يعملان معًا ويتذكران المفهوم، وبالتالي إنشاء اتصالات عصبية أقوى وطويلة الأمد.
لا توبخ طفلك أبدًا لأنه يطرح الكثير من الأسئلة. تعد طبيعة الطفل الفضولية أمرًا حيويًا لنموه، وتطوره، وغرس القدرة على البحث عن مفاهيم جديدة لحفظها، وتعلمها، وإنشاء الشبكات العصبية.
يمكن للوالدين الاستفادة من النصائح المختلفة لتحسين قوة الذاكرة لدى الأطفال، ومساعدتهم في مختلف جوانب التعلم في المدرسة وحتى في المنزل. من الضروري منح طفلك الوقت للسماح له بالتحسن وفقًا لسرعته الخاصة والتأكد من عدم مقارنته بأقرانه.
إن كل طفل ذكي، ويحتاج فقط إلى البيئة المناسبة، والتحفيز لصقل موهبته الطبيعية.
:اقرأ أيضا
نوع من الأطعمة لتعزيز نمو مخ الطفل
طرق لمساعدة طفلك على تكوين الأصدقاء
أفكار لمشاريع العلوم للأطفال