من المتوقع تمامًا أن يسألك الطبيب عن آخر موعد للدورة. ليس أطباء أمراض النساء فقط هم من يسألون، ولكن حتى أطباء الأمراض الجلدية وغيرهم من التخصصات الطبية قد يستفسرون عن آخر موعد في آخر دورة شهرية لك. بالنسبة لمعظم النساء، هذه هي المرة الأولى التي يتوقفن فيها للتفكير فيما إذا كانت الدورة الشهرية طبيعية ومدى ارتباطها بصحتهن، والأهم من ذلك، خصوبتهن.
ما هو الحيض الطبيعي؟
الحيض الطبيعي هو كما يلي:
-
طول مدة الحيض الطبيعي
عندما لا يتم إخصاب البويضة، تبدأ بطانة الرحم في التساقط، مما يؤدي إلى حدوث نزيف. طول مدة حيضك هو عدد أيام النزيف المستمر خلال كل دورة شهرية. الطول الطبيعي من ثلاثة إلى ثمانية أيام.
-
طول الدورة الشهرية الطبيعي
تتراوح المدة الطبيعية لدورتك الشهرية بين 21 و 35 يومًا في المتوسط. يتضمن هذا حساب عدد الأيام من اليوم الأول للنزيف حتى اليوم الذي تبدأ فيه الدورة الشهرية التالية.
هل طول الدورة الشهرية مهم للخصوبة؟
يسير طول الدورة الشهرية والخصوبة جنبًا إلى جنب حيث يمكن من خلالهما معرفة ما إذا كانت هرموناتك متوازنة وإذا كانت الإباضة تحدث في الوقت الصحيح أم لا. الاختلالات في الدورة الشهرية تعني أن التبويض لا يحدث بشكل صحيح، وبدون الإباضة لا يمكنك الحمل. عادة ما تكون الدورات الشهرية الأطول أو الأقصر علامة على وجود خطأ ما في توازن الهرمونات في جسمك. فيما يلي بعض الحالات التي تعتبر غير طبيعية:
-
الحيض الهزيل
بينما قد تقول النساء الأخريات في كثير من الأحيان إنك محظوظة لأن دورتك الشهرية خفيفة، إلا أن النزيف القليل ليس دائمًا بالأمر الجيد.
تعريف الحالة
إذا استمر النزيف لأقل من يومين، أو كانت دورتك الشهرية خفيفة جدًا، مثل قطرات الدم، فإن دورتك الشهرية تعتبر هزيلة.
التأثير على الخصوبة
عادة ما يكون النزيف الهزيل مؤشر على أن بطانة الرحم ليست خصبة أو سميكة بالقدر الكافي حتى يحدث حمل. يحتاج الجنين إلى زرع نفسه في جدار الرحم لأنه يحتاج إلى الحصول على إمدادات دم جيدة للحصول على التغذية المناسبة والنمو بشكل جيد. إذا كانت البطانة رقيقة جدًا، يكون هذا غير ممكن، والجنين لا يستطيع الحصول على الغذاء الذي يحتاجه للبقاء على قيد الحياة. بالنسبة للنساء ذوات الدورة الشهرية الخفيفة، غالبًا ما يكون حدوث الحمل صعبًا.
-
الحيض القصير
قد ينظر البعض إلى الحيض القصير على أنه نعمة، لكنه قد يشير إلى وجود مشكلة ما.
تعريف الحالة
فترات الحيض التي تستمر لمدة ثلاثة أيام فقط تعتبر فترات قصيرة. إذا كان هذا هو النمط المعتاد لديك الذي يحدث بشكل شهري، فلا يعتبر هذا غير طبيعي. غالبًا ما يكون لدى النساء الأصغر سنًا اللائي يدخلن سن البلوغ فترات حيض قصيرة وغير منتظمة، ولكن هذا لأن هرموناتهن لا تزال تتوازن. أما بالنسبة للنساء الأكبر سنًا، يبدأ المبيضان في التوقف عن إنتاج البروجسترون والأستروجين، مما يعني أن بطانة الرحم ستفشل في التكون. تعتبر هذه هي الحالات التي تكون بها فترات الحيض القصيرة طبيعية.
التأثير على الخصوبة
إذا كنتِ في سن الإنجاب وأصبحت فترات حيضك فجأةً أقصر ودوراتك الشهرية غير منتظمة، فمن المرجح أن يكون ذلك نتيجة لمشاكل هرمونية. من المحتمل جدًا أن تنبع هذه المشكلة من الغدة النخامية، مما سيؤثر على عمل المبايض. يعتبر الخلل في الغدد النخامية ومتلازمة تكيس المبايض واختلال وظائف الغدة الدرقية من العوامل الأخرى التي يمكن أن تلعب دورًا في ذلك، وسيكون لها آثار سلبية للغاية على خصوبتك. يجب عليك زيارة طبيبك إذا كنت تمرين بشيء كهذا.
-
الحيض الطويل وغير المنتظم
غالبًا ما تكون العديد من النساء اللواتي يعانين من هذا غير سعداء للغاية لأنهن يعانين من تدفق شديد وتقلصات عنيفة.
تعريف الحالة
عندما تنزف المرأة لفترة أطول من الثمانية أيام العادية، فإنها تعتبر فترة حيض طويلة. تنزف بعض النساء بشكل مفرط ولديهن فترات حيض طويلة وغير منتظمة.
التأثير على الخصوبة
في هذه الحالة، لا تتم عملية الإباضة لدى النساء أو تكون غير منتظمة للغاية، مما يجعل حدوث الحمل صعبًا، والخصوبة تصبح مشكلة.
-
الحيض المؤلم
لقد عانت كل امرأة من آلام الحيض الشديدة على الأقل مرة واحدة في حياتها.
تعريف الحالة
تحدث الدورة الشهرية المؤلمة بسبب التقلصات، مما يحدث بسبب مادة كيميائية يمكن العثور عليها في الجسم تسمى البروستاجلاندين، وهي موجودة بشكل طبيعي في الجسم ويمكن العثور عليها في الأنسجة في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الرحم. عندما تأتي دورتك الشهرية، تتسبب البروستاجلاندين في تقلص الرحم. إذا كانت مستويات هذه المادة الكيميائية عالية جدًا في الجسم، فإنها تسبب تقلصات مؤلمة للغاية أثناء الدورة الشهرية.
التأثير على الخصوبة
لا تعني جميع التقلصات المؤلمة أنك ستواجهين صعوبة في الحمل، فإن الحيض المؤلم الذي يسبب مشاكل الخصوبة عادةً ما يتطور في وقت لاحق في الحياة بسبب أمراض معينة مثل التهاب بطانة الرحم والأورام الليفية وأمراض التهاب الحوض والعضال الغدي.
-
التخثر
التخثر هو دائما استجابة الجسم الطبيعية للنزيف الشديد. هذا ينطبق أيضا على دورتك الشهرية.
تعريف الحالة
أثناء الحيض، يميل الجسم إلى إفراز مضادات التخثر للحفاظ على تدفق الدم رقيقًا. عندما يكون التدفق غزيرًا للغاية، لا يمكن لمضادات التخثر مواكبة ذلك، مما يؤدي إلى ظهور جلطات الدم. تتكون هذه الجلطات من أنسجة بطانة الرحم والدم المتخثر والفبرين. تميل بعض الجلطات إلى اللون الأحمر الداكن وتشبه حبة الفاصولياء الحمراء. يحدث ذلك لأن كل الدم الفاسد الذي بقي في بطانة الرحم يتم التخلص منه أخيرًا.
التأثير على الخصوبة
نظرًا لأن الجنين سيحتاج إلى بيئة صحية تتضمن بطانة رحم تتكون من دم طازج وغني، فلن يكفي جدار الرحم الذي يحتوي على دم فاسد لحدوث الحمل، مما يؤدي إلى مشاكل في الخصوبة.
-
نزيف الحيض الغزير
إذا كنتي تنزفين بغزارة في الدورة الشهرية، فإليك ما تقوله دورتك الشهرية عن خصوبتك:
تعريف الحالة
غزارة الطمث هي المصطلح الذي يطلق على النزيف المفرط أو الغزير الذي يحدث عند النساء خلال فترة الحيض بشكل منتظم.
التأثير على الخصوبة
هناك أوقات يمكن أن يكون فيها النزيف الشديد بسبب بعض الحالات الصحية مثل التهاب بطانة الرحم أو مرض التهابي مزمن وغيرها؛ يمكن أن يحدث أيضًا في غياب الحالات السابقة نتيجة للتخثر الطبيعي للدم في بطانة الرحم. توجد علامات أخرى تحدد إذا كانت الحالة ناتجة عن مرض، وفي هذه الحالة، يجب أن تنتبهي جيدًا للأعراض وقومي باستشارة طبيبك.
-
الدورة الشهرية القصيرة
إليك كيف يمكن للدورة الشهرية القصيرة التأثير علي خصوبتك:
تعريف الحالة
تعتبر الدورات الشهرية التي تقل عن 21 يومًا بمثابة دورات شهرية قصيرة. بمعنى آخر، إذا مر أقل من 21 يومًا من اليوم الأول لدورتك الشهرية إلى بداية الدورة التالية، تكون دورتك قصيرة. يحدث هذا عادةً بشكل طبيعي عند البدء في الوصول إلى سن اليأس. أما إذا كنت في سن الإنجاب، فإن الدورة القصيرة ليست طبيعية.
التأثير على الخصوبة
إذا كانت دورتك الشهرية قصيرة، يصبح الحمل تحديًا. يمكن أن يكون ذلك بسبب إحدى الحالتين: إما انخفاض مخزون البويضات لديك، كما هو الحال في حالة النساء الأكبر سنًا الأقرب إلى سن اليأس، أو أن المرحلة الأصفرية لديك قصيرة جدًا. المرحلة الأصفرية هي المرحلة الأكثر أهمية إذا كنت تحاولين الحمل. تبدأ من وقت الإباضة وتنتهي فقط عندما تحصلين على دورتك الشهرية التالية. إذا كانت هذه المرحلة قصيرة جدًا، حتى إذا تم إخصاب البويضة، فلن يكون لديها الوقت الكافي للالتصاق بالرحم قبل طردها أثناء الدورة الشهرية.
-
الدورة الشهرية الطويلة
كيف يرتبط طول الدورة الشهرية بالخصوبة:
تعريف الحالة
إذا كانت الدورة الشهرية لديك أكثر من 35 يومًا، فإنها تعتبر دورة شهرية طويلة أو غير منتظمة. بالنسبة للدورات المنتظمة، فإن إفراز البروجسترون وإطلاقه هو سبب حدوث النزيف، ولكن في الدورات الطويلة أو غير المنتظمة، لا يتم إفراز البروجسترون، مما يعني أن هرمون الاستروجين يتسبب في استمرار بناء بطانة الرحم. في النهاية، بعد أن تصبح البطانة سميكة للغاية وغير مستقرة، يحدث النزيف. سيؤدي هذا إلى تعرض المرأة الى دورة غزيرة جدًا تحدث في وقت غير متوقع.
التأثير على الخصوبة
عادةً ما تعني دورات الحيض التي تستمر لفترة طويلة أن الإباضة لا تحدث أو أنها تستغرق وقتًا طويلاً جدًا. هذا سوف يترك المرأة تعاني من مشاكل في الخصوبة وصعوبة في الحمل.
-
توقف الحيض
إن توقف الحيض هو علامة واضحة جدًا على وجود خطأ ما. إليك ما تعنيه:
تعريف الحالة
يحدث توقف الحيض أو انقطاع الطمث عندما لا تأتيك الدورة الشهرية. يحدث نوعان من انقطاع الطمث، أحدهما عندما لا تحدث دورتك الشهرية حتى سن السادسة عشرة، والآخر يسمى انقطاع الطمث الثانوي، وهو عندما تحدث الدورة ثم تتوقف بعد ذلك لمدة ثلاثة أشهر متتالية. قد يكون هذا بسبب الاختلالات الهرمونية وعوامل مرتبطة بنمط الحياة.
التأثير على الخصوبة
سوف تعانين من مشاكل في الخصوبة إذا كنت تعانين من انقطاع الطمث الثانوي، حيث أن انقطاع الطمث يعني عدم حدوث التبويض. نظرًا لأن هذا يحدث بسبب الاختلالات الهرمونية، يمكن تصحيحه بمساعدة العلاج.
كيفية تنظيم الدورة الشهرية بصورة طبيعية
أفضل طريقة لتنظيم الدورة الشهرية بشكل طبيعي هي الحفاظ على توازنك. من المهم جدًا اتباع نظام غذائي متوازن وصحي وممارسة الرياضة بانتظام والنوم في الوقت المحدد وتقليل التوتر. إذا لم تلتزمي بأي من هذه العناصر، فإن دورة جسمك بالكامل تميل إلى التغيير. سيكون لهذا تأثير على دورتك الشهرية لأن أي تغييرات صغيرة ستحدث تغييرات في مستويات المواد الكيميائية التي يتم إفرازها في الجسم، وكما رأينا، حتى التغيير البسيط يمكن أن يؤثر على دورتك.
متى يجب الاتصال بالطبيب
استشيري طبيبك إذا كنتي قد حاولت تنظيم دورتك الشهرية بشكل طبيعي ولكنك ما زلت تعانين من مشاكل مثل:
- عدم حدوث الدورة لأكثر من ثلاثة أشهر.
- إذا كانت دورتك الشهرية تتكرر كثيرًا وبوقت أقل من 21 يومًا كحد أدنى بينهما.
- إذا كنتي تعانين من دورات غير منتظمة بشكل متكرر، حيث لا تحدث لأكثر من 35 يومًا.
- إذا استمرت دورتك الشهرية لفترة طويلة بشكل غير عادي.
- إذا كانت دورتك الشهرية مؤلمة للغاية.
- لم يكن لديك دورات مؤلمة من قبل، لكنها بدأت تسبب الألم.
- إذا لم تحصلي على دورتك الشهرية على الإطلاق.
تمر كل امرأة بالحيض، ومن المهم جدًا الانتباه إلى الدورة حيث يمكن أن تخبرنا الكثير عن حالة خصوبة المرأة. إذا لاحظتي تغييرات مفاجئة أو واجهتي أيًا من المشكلات المذكورة أعلاه، فحددي لنفسك موعدًا واستشيري طبيبك.
اخلاء المسؤولية: المعلومات الواردة في هذه المقالة هي مجرد دليل للأغراض التعليمية فقط ولا ينبغي تفسيرها على أنها بديل عن المشورة من أخصائي طبي أو مقدم الرعاية الصحية.