تعتبر الأمومة من أجمل المراحل في حياة كل امرأة. إن ولادة الطفل بعد التعرض لكثير من الألم تشعر الأم دائمًا بالخصوصية. للسبب نفسه ، هناك الكثير من المخاوف المرتبطة بالحمل والولادة وعدم القدرة على إرضاع الطفل بشكل صحيح هو أحد هذه المخاوف. إن الطبيعة الرقيقة للطفل ومسؤولية الأم لإطعام طفلها تجعل مسألة انخفاض تدفق حليب الأم قضية حساسة. نناقش هنا بعض المشكلات التي تواجهها الأمهات المرضعات بالإضافة الى الحلول.
ما هو انخفاض تدفق حليب الأم؟
في بداية مشوار الأمومة، قد تعاني الأم من مشاكل الرضاعة الطبيعية بسبب قلة تدفق الحليب. يقال إن الأم تعاني من انخفاض تدفق الحليب عندما لا تكون قادرة على إنتاج ما يكفي من الحليب لتلبية احتياجات مولودها الجديد. تعتقد معظم النساء أنهن يعانين من انخفاض تدفق الحليب في المواقف التالية:
- عدم تسرب الحليب من الحلمات
- الشعور بالثدي أقل امتلاء عن قبل
- المولود يحتاج للمزيد من الحليب
- الأكلات المنتظمة للمولود أصبحت أقصر في الوقت
يجب استبعاد كل هذه الحقائق على الفور لأنها لا تتعلق على الإطلاق بانخفاض تدفق الحليب بأي شكل من الأشكال.
ما هي مؤشرات انخفاض تدفق حليب الأم
هناك أعراض لانخفاض تدفق الحليب تظهر على الطفل عندما لا يحصل على ما يكفيه من الحليب. لسوء الحظ، غالبًا ما يختلط الأمر على الآباء والأمهات بأنها جزء من عملية النمو. بعض هذه التغييرات تشمل:
- لا يتبرز الطفل بشكل منتظم وهو ما يقرب من 5 إلى 6 مرات في اليوم. البرازات الصغيرة والسائلة هي من العلامات التي تدل على أن الطفل لا يحصل على ما يكفيه من الحليب.
- لا يتبول الطفل على فترات منتظمة. يبلل المولود الجديد حفاضاته من 8 إلى 10 مرات في اليوم. إذا كان الرقم أقل من ذلك، فإن الطفل لا يحصل على ما يكفيه من الحليب.
- لون بول الطفل مصفر داكن. يظهر البول المصفر أن الطفل ليس رطبًا بدرجة كافية ويحتاج إلى المزيد من الماء الذي لا يمكن توفيره إلا من خلال حليب الأم لمدة 6 أشهر على الأقل من الولادة.
- لا يزيد وزن الطفل ويزداد ضعفًا. يزداد وزن الطفل حديث الولادة والذي يحصل على كمية كافية من الحليب بانتظام بمعدل 150 إلى 200 غرام أسبوعيًا في المتوسط.
ما هي أسباب انخفاض تدفق حليب الأم؟
هناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تؤثر على إدرار الحليب. يمكن أن تكون مرتبطة بصحة الطفل أو صحة الأم أو مشكلة شائعة أخرى. يجب معالجة هذه العوامل أو القضايا بجدية حتى لا يعاني الطفل من أي مشاكل في المستقبل.
أسباب انخفاض إدرار الحليب المتعلقة بصحة الأم
- قد أجرت الأم عملية جراحية بالثدي قبل ذلك.
- فقر الدم.
- خلل في مستويات الغدة الدرقية.
- تعاني من السكري وتعتمد على الإنسولين.
- تعاني من قصور الغدة النخامية.
- لا تنتج الغدة النخامية ما يكفي من هرمونات الرضاعة بسبب نقص إمدادات الدم الناتجة عن نزيف أثناء الولادة.
يمكن معالجة هذه المشكلات بالصبر والتوجيه المناسب من طبيب معتمد. يمكن أن يؤثر التغيير في نمط الحياة والنظام الغذائي أيضًا على إنتاج الحليب. يجب ممارسة جلسات الضخ المنتظمة بين جلسات الرضاعة حتى يعتاد الجسم على زيادة الطلب من الحليب.
أسباب انخفاض تدفق الحليب المتعلقة بصحة الطفل
- حساسية الطعام أو التحسس.
- قد يعاني الطفل من ردود فعل بطيئة في التنفس أو بعض المشاكل في البلع/المص بسبب بعض الحالات العصبية.
- يعاني الطفل من متلازمة داون.
- قد لا يطور الأطفال المولودين ولادة مبكرة ردود أفعال المص والبلع والتنفس ويتطلبون التوجيه لتعلم هذه المهارات.
- قد تسبب بعض الظروف الطبية للفم صعوبات في الرضاعة.
يحتاج الطفل حديث الولادة والذي لا يحصل على كمية الحليب المناسبة له إلى بعض الاهتمام الخاص من طبيب أو استشاري معتمد.
أسباب أخرى:
- السمنة قد تتسبب في إبطاء عملية إدرار اللبن في الجسم.
- التدخين قد يسبب صعوبة في إدرار كميات منتظمة من الحليب.
- التوتر أثناء ولادة الطفل.
- يحتوي الدم على الحديد وفقد الدم أثناء الولادة قد يؤدي الى انخفاض مستويات الحديد في الجسم. من المتعارف عليه أن مستويات الحديد في الجسم تلعب دور هام في معدل إدرار الحليب.
- تناول عقاقير الهرمونات لمنع الحمل قد يؤدي الى انخفاض كمية الحليب.
- استخدام بعض الأدوية والعقاقير.
هل يجب أن تقلقي إذا كنت لا تستطيعين إنتاج ما يكفي من الحليب
الإجابة لا. في بعض الأحيان، قد تتسبب إحدى المواد الغذائية في إعاقة عملية صنع الحليب وقد يكون السبب وجود اختلالات هرمونية في الجسم. يمكن معالجة معظم الأسباب بالتشاور مع طبيب معتمد وباستخدام بعض الأدوية. في تلك الأثناء يمكنك إطعام الطفل بمساعدة المكملات فهذا سوف يفي بالمتطلبات الغذائية للطفل.
كيف يمكنك تشخيص انخفاض تدفق الحليب المزمن
إذا لم يتحسن معدل إدرار الحليب من تلقاء نفسه يجب عليك الذهاب إلى طبيب أو استشاري متخصص. عادة ما يطلب الطبيب فحص الدم حتى يتمكن من تحليل صورة الدم والتحقق مما إذا كان الشخص يعاني من فقر الدم. عادةً ما يشفى الجسم من تلقاء نفسه ويتم حل معظم هذه المشكلات دون أي تدخل طبي. ومع ذلك قد يتطلب بعضها العلاج.
كيف يمكن أن يؤثر نقص الحليب على طفلك؟
بما أن الجميع يعلم أن النظام الغذائي الأول للطفل هو حليب الأم ، فإن عدمه يمكن أن يسبب مشاكل في النمو. لقد لوحظ بشكل عام أن نقص الحليب في المرحلة المبكرة يمكن أن يسبب اضطرابًا في النمو العقلي ويقيد النمو البدني للجسم مما قد يتسبب في حدوث تشوهات.
علامات تدل على أن طفلك يحصل على الحليب الكافي
تدل العلامات التالية على أن طفلك يحصل على الحليب الكافي:
- يتبرز الطفل 4 الى 5 مرات في اليوم ويكون البراز كبير ولونه لون الخردل.
- يتبول الطفل على الأقل من 8 الى 10 مرات في اليوم.
- يبدو على الطفل السعادة بعد انتهاءه من الرضاعة، إلا أن هذا قد يختلف من طفل الى أخر.
- يشعر الثدي باللين وأنه أقل امتلاء بعد الرضاعة.
كيف يمكنك زيادة تدفق الحليب للرضاعة الطبيعية
هناك طرق مختلفة لزيادة إدرار الحليب حتى يحصل الطفل على ما يكفيه للحصول على التغذية اللازمة للنمو السليم. بعض منهم كالتالي:
- يجب تحديد الوضع المناسب للرضاعة حتي يستطيع الطفل التشبث بالحلمة جيدًا.
- يجب الضغط على الثدي عندما تشعرين بوجود انخفاض في مص وابتلاع الطفل للحليب. سيؤدي ذلك إلى تدفق الحليب في فم الطفل. يمكنك بعد ذلك تحويل الطفل إلى الثدي الآخر وتكرار العملية.
- يجب إجراء جلسات ضخ بين الرضاعة حتى يتمكن الجسم من تحفيز نفسه لإنتاج المزيد. يمكن تخزين الحليب الذي تم ضخه في وعاء نظيف بحيث يمكن إطعامه للطفل في حال احتياجه إلى مكملات.
- قومي بتناول المواد الغذائية التي تزيد من إنتاج الحليب في الجسم مثل البابايا والحلبة والشوفان.
- قد يحتاج الطفل النائم إلى أن يصبح أكثر نشاطًا حتى يتمكن من الرضاعة بشراهة، وبالتالي زيادة الطلب مما يؤدي إلى تحفيز أفضل للجسم حتى ينتج المزيد.
ما هي أفضل الأطعمة التي تساعد على زيادة حليب الأم
- الحلبة: هي عشبة منتشرة جداً تستخدم في مكملات الرضاعة الطبيعية ومن المعروف أنها تحفز إنتاج العرق في الجسم. بما أن الثديين يعتبران شكلاً معدلاً من الغدد العرقية، فإن الحلبة تساعدهم أيضًا في زيادة إنتاج الحليب. أقر الذين تناولوا الحلبة بانهم شهدوا زيادة ملحوظة في إنتاج الحليب في غضون يوم إلى يومين.
- الشوفان: هناك بعض أنواع البسكويت المتوفرة في الأسواق تسمى البسكويت الخاص بالإرضاع. يحتوي هذا البسكويت بشكل عام على الشوفان الذي يعتقد منذ فترة طويلة أنه يساعد في إنتاج الحليب.
- الشمر: هو مدر لللبن ولهذا يمكن العثور عليه في مختلف أنواع الشاي والمكملات التي تستخدم لزيادة إنتاج الحليب.
- خميرة البيرة: لا يوجد دليل علمي حول سبب مساعدتها في إنتاج الحليب ولكن يُعتقد أن استهلاكها يساعد على الرضاعة الطبيعية.
- السبانخ: هي غنية بالحديد والتي يمكن أن تساعد في زيادة مستوى الحديد في الجسم الذي قد يكون انخفض بسبب فقدان الدم أثناء الولادة. بشكل عام هناك ارتباط بين مستويات الحديد المنخفضة وانخفاض معدل إنتاج الحليب.
كما يمكنك الملاحظة، فإنه لا يوجد دليل علمي يشير إلى أن بعض من هذه المواد الغذائية يمكنها أن تساعد في زيادة إنتاج الحليب لدى الأم. ومع ذلك يدعي الكثير من الناس أن هذه الأطعمة تعمل ويمكن للمرء أن يوافق على ذلك بالقول إنه لا يمكن دحض أي منها بأي شكل من الأشكال.
متى يكون هناك حاجة للمكملات
يجب أن تبدأ الأم الجديدة في تناول المكملات الغذائية من يوم ولادة الطفل حتى تتمكن من تجهيز جسدها للرضاعة في أسرع وقت ممكن. يمكن أن يساعد ذلك الأم في إنتاج كمية كبيرة من الحليب لطفلها. يقول الخبراء الطبيون أنه يجب على الأم الوصول الى مستوى تدفق جيد من الحليب خلال الأسابيع الستة الأولى حتى لا يعاني الطفل من أي مشاكل في المستقبل.
هل من الجيد الإرضاع حتى لو كان تدفق الحليب منخفض
لا مانع تمامًا من الرضاعة الطبيعية حتى لو كان حليب الأم منخفضًا. سيحفز هذا الثديين على إنتاج المزيد من الحليب ليتناسب مع الطلب. يمكن استكمال النظام الغذائي للطفل بالحليب الاصطناعي الى أن يتكيف الثديين على كمية الحليب المطلوبة بحيث لا يحدث انخفاض في الإمدادات الغذائية للطفل ويستطيع هو/هي أن ينمو بشكل سليم ويصبح قويًا وبصحة جيدة.
الختام
بعد الاطلاع على العديد من التقارير والاستطلاعات ، قد ينقاد المرء بسهولة إلى الاعتقاد بأن معظم حالات انخفاض كمية الحليب لدى الأمهات الجدد هي مشكلة نفسية أكثر من كونها مشكلة حقيقية. قد تؤدي مشكلة قلة إدرار الحليب إلى مشاكل صحية للطفل من حيث ضعف النمو. ومع ذلك فهذه ليست مشكلة طويلة المدى حيث يمكن تصحيح المشكلة من خلال العديد من العلاجات. حتى في أسوأ السيناريوهات هناك دائمًا خيار الحصول على مرضعة للمساعدة مؤقتًا في إطعام الطفل.