قد يكون الحول مثابة صدمة مرهقة عاطفياً بالنسبة لك. ستساعدك هذه المقالة على تهدئة مخاوفك بشأن الحول إذا كان طفلك يعاني منه عند الولادة أو إذا تم التعرف عليه لاحقًا.
الحول هو النقص التام في التنسيق بين العينين حيث قد تبدو عيون طفلك متقاطعة أو غير متوازنة. هذه مشكلة متعلقة بالرؤية حيث لا تستطيع كلتا العينين التركيز على نفس الشيئ في نفس الوقت. تتناسق عضلات العينين وتتحرك في نفس الاتجاه عند التركيز على شيء معين، والحول يمنع أعيننا الاثنين من التركيز على شيء معين في نفس الوقت. قد يعاني الطفل من الحول عندما لا يقدر المخ على التركيز بكلتا العينين لأن عضلات العين لا تعمل ترادفياً.
هذه أنواع الحول أو العيون غير المتوازنة المختلفة التي يعاني منها الأطفال:
1. التحديق أو حول العينين
2. الحول المستمر: يستمر الحول في العين طوال الوقت بينما الحول المتقطع يكون عند ظهور الحول بشكل متقطع.
3. الحول الظاهري: تستدير العين فقط عندما تكون العين مفتوحة بينما الحول الكامن عندما تكون العين مغطاة أو مغلقة.
4. الحول التكيفي: في هذه الحالة تعمل عضلات العيون بشكل صحيح لكن تكون غير متوازنة دائمًا بغض النظر عن الاتجاه الذي تتجهان إليه.
5. الحول غير التكيفي: في هذه الحالة، قد تتغير زاوية الحول. يمكن أن تكون محاذاة العينين بشكل صحيح عندما تتحول العين إلى اليسار، لكن تكون غير متوازنة عندما تتحول العين إلى اليمين.
بالرغم من أنه لا يوجد هناك أي سبب معروف للحول في مرحلة الطفولة لكن حالة العين هذه تميل إلى أن تكون متوارثة في الأسرة. يتطور الحول أيضًا عند الطفل عندما تعوض العين مشاكل الرؤية مثل إعتام عدسة العين وحالة طول النظر. في بعض الحالات، قد يكون طفلك معرضًا لخطر الإصابة بالحول بسبب متلازمة داون أو الولادة المبكرة أو إصابة في الرأس أو حالة تؤثر على الأعصاب والعضلات. قد يولد بعض الأطفال مصابين بالحول أو قد يصابون به خلال الأشهر الستة الأولى دون أي سبب محدد. قد يعاني الطفل منها أيضًا بسبب مشاكل مثل قصر النظر أو اللابؤرية أو طول النظر حيث لا يركز الضوء بشكل صحيح على شبكية العين.
من السهل معرفة ما إذا كان طفلك يعاني من الحول لأن مقل العيون تنحرف باستمرار عن بعضها البعض. تذكري أن طفلك سيعاني من بعض مشكلات المحاذاة حتى يتم التنسيق بين العين والمخ ويعملان سوياً. يعاني معظم الأطفال من الحول المتقطع حتى حوالي ستة أشهر من العمر وهذا أمر طبيعي تماماً وسوف يختفي من تلقاء نفسه. لكن يحتاج طفلك إلى عناية طبية إذا استمرت الحالة لأكثر من عام. يمكن التعرف على الحول من خلال أخذ صورة الطفل من الأمام حيث يتم التركيز مباشرة إلى الأمام، وبهذه الطريقة يمكن اكتشاف الانحراف في العين.
بصفتك أم واعية، يجب ألا تتجاهلي الحول إذا استمر أو إذا لوحظ بعد بلوغ طفلك من ٣ إلى ٤ أشهر. إذا لم يتم علاجه، قد يؤدي إلى عدم وضوح البصر أو إلى الرؤية المزدوجة. ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى عين كسولة، وفي هذه الحالة يتجاهل المخ الإشارات التي يتلقاها من العين المغمورة، مما لا يمكن تطور البصر بطريقة صحية. كمت أنه نظرًا لأن البصر ليس جيدًا، فقد يواجه الطفل العزلة وسيشعر بالحرج في المواقف الاجتماعية المختلفة. من الأفضل علاج الحول في سن مبكرة حيث يمكن أن تتحسن مشاكل الرؤية مع تقدم الطفل في العمر.
في الغالب إن إختبار الحول لدى الأطفال لا يكون سهل حيث لا يقدر طفلك على الشرح ولا يستطيع الكلام. يمكنك زيارة طبيب العيون لإجراء اختبار صغير حيث يقوم الطبيب بتغطية عين واحدة والتحقق من خط الرؤية تجاه الضوء أو جسم ما. سيقوم بعد ذلك بفحص مقل العيون بحثًا عن أي حركة عن طريق إزالة الغطاء، ولا يشعر الطفل بأي إزعاج خلال الاختبار وهو فعال أيضًا.
فيما يلي العلاجات الشائعة الموصى بها لعلاج الحول عند الأطفال:
عندما لا يتم علاج الحول في سن مبكرة، قد يتطور ذلك إلى عين كسولة أو الغمش. يحدث الغمش عندما يقلل المخ من الرؤية إلى عين واحدة أو كلتا العينين أو حتى يغلقها تمامًا. نظرًا لأن العين المصابة ترسل صورًا غير واضحة إلى المخ فيتجاهلها في بعض الأحيان. يحدث هذا بسبب اختلال محاذاة العين أو ضعف الرؤية بسبب إعتام عدسة العين والجفن المتدلي والاستجماتيزم وغير ذلك من الحالات. قد تتحسن الحالة تمامًا إذا تم علاجها في سن مبكرة ولكن قد يؤدي إلى فقدان النظر أيضًا في حالة تجاهلها.
قد يصعب تحديد الغمش لمعظم الآباء حيث يمكن للأطفال التعامل مع أنشطتهم اليومية باستخدام عين واحدة بشكل جيد. لا يستخدم طفلك العين ضعيفة الرؤية ولا تبدو العين المصابة مختلفة عن العين العادية. وفي الغالب تتعرف الأمهات بأي تغيرات في جسم أطفالهن، مما يمكن الأم من التعرف على الغمش لدى طفلها. طبيب عيون الأطفال هو أفضل وسيلة للتحقق من الغمش إذا لم تكوني متأكدة من وجود الحالة من عدمها.
إذا كنت حريصة على فحص طفلك للكشف عن الغمش في المنزل قبل أخذه إلى الطبيب، فقومي بإجراء الاختبار التالي:
قومي بتغطية عين طفلك (أي واحدة) برقعة عين وامسكي بلعبة أو دمية أمامه وحركيها بشكل جانبي وأفقي أو رأسي. لاحظي إذا كان طفلك يتتبع الجسم بعينه المفتوحة. والآن يمكنك تغطية العين الأخرى وكرري نفس الخطوات. هذه المرة راقبي عن كثب إذا كان الطفل يتتبع الشيء بالمثل لمسافة مساوية كما في السابق. بالرغم من وجود احتمالية أن يفقد طفلك الاهتمام بهذا التمرين بسرعة، من الممكن البدء بالعين الثانية أولاً في المرة القادمة التي تقومين فيها بتلك الاختبار.
احجزي موعدًا مع طبيب عيون الأطفال أو حددي موعدًا لفحص النظر للحصول على تشخيص دقيق لحالة العين التي قد يكون طفلك بها.
يشعر الوالدان بالقلق بشأن كيفية علاج الحول عند الأطفال لكن قد تساعد بعض الخطوات الأساسية في علاج طفلك منه، وتتمثل الخطوة الأولى في حل المشكلة التي من المحتمل أن تسبب الحول. يجب علاج قصر النظر أو اللابؤرية أو إعتام عدسة العين من خلال الأدوية أو استخدام النظارة أو الجراحة. في النهاية، من الضروري أن ينسق مخ الطفل استجاباته مع العين الضعيفة والتي ستحسن بعد ذلك قدرتها على الرؤية بشكل جيد.
إذا كان الغمش بسبب ضعف العين، فسوف يوصي الطبيب بنظارة تعمل كعدسة كاميرا حادة مما قد يساعد على التركيز. يتلقى المخ صورة أكثر دقة وسيحسن هذا الارتباط بين المخ والعينين.
سيقترح الطبيب تغطية العين السليمة برقعة للعين مما يجبر الدماغ على التركيز على العين الضعيفة. وقد يوصي الطبيب أيضًا بتشويش مؤقت للعين السليمة باستخدام قطرات العين مرة واحدة يوميًا مما سيجبر المخ على استخدام العين الضعيفة. قد تستغرق هذه العملية وقتًا طويلاً حتى تظهر النتائج المرجوة، والتي ممكن أن تكون أسابيع أو شهورًا وحتى سنوات.
الحول والغمش من أمراض العين التي يمكن علاجها بشكل فعال إذا تم تشخيصها وعلاجها في المراحل المبكرة. اطلبي العلاج الفوري وتأكدي من أن طفلك لا يعاني من تأثير نفسي سلبي بسبب هذه الحالة. قد يؤثر الحول على مظهر طفلك ولذلك يجب التأكد من أنك تدعمين طفلك عاطفياً طوال هذه الرحلة حتى يتم علاج هذه الحالة.