كل طفل له شخصية فريدة وسيكون له صفات مرغيوب فيها وغير مرغيوب فيها، فيسهل التعامل مع بعض الأطفال بينما يصعب التعامل مع البعض الآخر! يقع الأطفال ذوي الإرادة القوية في الفئة الأخيرة ويمكن أن يتركوك مرهقةً في نهاية كل يوم. لكن كون الطفل قوي الإرادة وعنيد ليس بالأمر السيئ في الواقع، ولكنها تعتبر سمة إيجابية.
غالبًا ما يوصف الطفل قوي الإرادة بأنه “عنيد“. في الواقع، هو يحب أن يكون لديه المزيد من السيطرة على حياته. إنه لا يفكر مرتين في تحدي القواعد ويميل إلى التمرد إذا حاولت التحكم في أفعاله بأي شكل من الأشكال. عندما لا تمر الأحداث بالطريقة التي يريدها الطفل، فمن المحتمل أن يغضب أيضًا.
هناك بعض الخصائص التي يظهرها الطفل قوي الإرادة، ومن المحتمل أنك قد تعرفين هذه الخصائص لأن الآباء يعرفون أطفالهم جيدًا. إذا كنت لا تزالين غير متأكدة، فيمكنك ملاحظة ست خصائص أو أكثر من هذه الخصائص التالية في طفلك.
يريد الطفل أن يفعل كل شيء بسرعة وفي مرة واحدة. فهو لا يتمتع بالصبر، وهو يكره انتظار حدوث الأشياء مثل الأكل والحديث والمشي، وكل شيء يجب أن يتم بسرعة.
فهو يأمر بالأشياء ويتوقعأن تتبعي أمره أيضاً، ولديه فكرة معينة في ذهنه حول الطريقة التي يجب أن تكون الأشياء عليها وسوف يفعل كل ما في وسعه لتنفيذها، فلن يتردد في إخبارك بما يتوقع منك أن تفعليه من أجل تحويل رؤيته إلى حقيقة.
إنه يفضل التعلم بطريقة التجربة والخطأ بدلاً من اتباع التعليمات، ويحب أن يُمنح خيارًا لفعل شيء ما بدلاً من اتباع التعليمات.
لن يقوم الطفل القوي الإرادة بفعل شيئًا إذا تم أمره بذلك، ويمكنك البحث عن طرق إبداعية لتوصيل الرسالة المطلوبة.
سيتعين على طفلك أن يعبر عن وجهة نظره في كل مسألة، وقد تكون ذلك بشأن الوصفة الجديدة التي قمت بإعدادها لوجبة عشاء أو بشأن لون ملابسهم.
الأطفال الصغار، وخاصة الأطفال ما بين ١–٣ سنوات، هم عرضة لنوبات الغضب لكن عندما يتعلق الأمر بالطفل قوي الإرادة، فإنه يعني من الغضب الشديد ويحتاج إلى الكثير من الوقت للتهدئة، وقد يجد صعوبة في التعبير عن غضبه.
هؤلاء الأطفال سيفعلون ما يعتمدون عليه فقط ولن يترددوا في الجدال من أجل ما يعتقدون أنه صواب، لا يمكن منعهم من الجدال أيضاً.
سيستمر الطفل قوي الإرادة في التجادل حتى يتم ما يرضيه. لن يساعدك مقولة “افعل ما أقول” بل سيجادلك حتى يتعبك، فهو يحب أن يكون في صراع على السلطة.
قد يجد الطفل ذوي الإرادة القوية صعوبة في التوقف عن فعل شيء قبل أن يصل إلى هدفه أو إكمال المهمة بالكامل. إنه يميل إلى بذل كل ما في وسعه لتحقيق المهمة المطروحة ولا يمكنه ترك شيء يفعله في منتصف الطريق.
ستكون طريقة تفكير الطفل القوي الإرادة بعيدًة عن بقية الأطفال في طريقة تفكيره وتفسيره للحالات المختلفة والقضايا، ولن يهتم بما قد يقول فيه الآخرون ويفعلونه.
لا توجد طريقة واحدة يجب اتباعها عند تربية الأولاد والبنات الصغار ذوي الإرادة القوية. يجب عليك تعديل نهجك وفقًا لسلوك طفلك وموقفه، وإليك بعض الأشياء التي يمكنك وضعها في الاعتبار أثناء القيام بذلك:
لن يجادل طفلك معك عندما تحترمين رأي طفلك، وبمجرد أن يدرك أنه لا يتعين عليه الجدال ليجعلك تحترمينه، سيبدأ في التواصل معك.
كوني حازمةً بشأن الحاجة إلى اتباع القواعد والروتين لكن لا تجبريه في إتباعها. إذا كانت القواعد هي نفسها لكل فرد في المنزل، وتمنحين طفلك اتباعها بطريقته الخاصة، فسيكون ذلك أسهل للجميع .
استمعي إلى ما يقوله طفلك، حيث سيساعدك هذا على فهم سبب تصرفه بالطريقة التي يتصرف بها. لا تحكمينه واحترمي ما سيقوله.
لن تكون الأوامر مجدية مع الطفل العنيد، وبدلًا من ذلك، امنحي طفلك خيارات مختلفة حتى يشعر وكأنه يتحكم بزمام الأمور. مثلاً، اسألي طفلك عما إذا كان يريد العودة إلى المنزل من الحديقة الآن أو في غضون عشر دقائق دون أي إحداث أي ضجة.
عند الخروج، إذا أراد طفلك ارتداء زي معين، فلا تجبريه على قبول اختيارك، وإذا كان الزي غير مناسب للطقس، يمكنك إخباره بأخذ سترة أو جاكيت يمكنه ارتدائها إذا لزم الأمر.
عادة، لا يحاول الطفل القوي الإرادة استفزازك عن قصد، ويجب أن تتذكري ذلك في كل مرة تتفاعلين مع طفلك.
يساعد التأديب فقط عندما يفهم الطفل السبب وراءه، لذا، انتظري حتى يهدأ طفلك قبل النطق بالعقوبة وتحديد العواقب.
إذا كنت في جدال أو كان طفلك يعاني من نوبة غضب لأنك أخلفت بوعدك له، ضعي نفسك في موقفه، واسألي نفسك كيف ستشعرين إذا وُعدت بشيء ثم لم يتم الوفاء به؟
يحتاج الأطفال ذوي الإرادة القوية إلى الشعور بالسيطرة علي الأمور، لذلك، بدلاً من إزعاج طفلك لإنجاز الأعمال المنزلية، استمري في مطالبته بتذكر الأعمال الفائتة حتى يكملها بنفسه.
يحتاج الطفل إلى التعلم من خلال التجربة، وطالما لا يوجد خطر التعرض لإصابة خطيرة، دعي طفلك يتعلم من التجربة وارتكاب الأخطاء.
الكثير من القواعد سيزعج طفلك وتجعلكم جميعًا تشددون على محاولة أداءها. قد يتجاهل طفلك القواعد جميعًا. في نفس الوقت، من الضروري أن توضحي لطفلك أنك من يدير المنزل. حددي حدود السلوك وتأكدي من أنها تنطبق على البالغين أيضًا ويلتزم بها الجميع في البيت.
تأكدي من أن تستخدمين كلمات التشجيع للسلوك الجيد وعززي الإجراءات الإيجابية مثل عندما يتعاون الطفل بسرعة. سيكون لطفلك نقاط قوته، لذا حاولي توجيهها بالطريقة الصحيحة. إحدى الطرق هي النظر إلى كونه عنيدًا وصعبًا على أنه مثابر وحازم.
التأديب لا يعني استخدام القوة الجسدية لجعل طفلك يتحول إلى طريقتك في رؤية الأشياء. من غير المحتمل أن يستمع الطفل قوي الإرادة أو العنيد إلى الأوامر لؤ التعليمات المباشرة ، لذلك قد تحتاجين إلى وسائل أخرى لجعل طفلك يلتزم بالقواعد.
لا تساعد العقوبات في التعامل مع طفل قوي الإرادة. تحدثي إلى طفلك وانظري إلي ما يزعجه وقدمي له توجيهات حول كيفية التعبير عن مشاعره سواء كانت خوفًا أو غضبًا أو جرحًا.
سيؤدي الصراخ والضجة إلى تفاقم الأمور وقد تؤدي السخرية أو الحدة إلى تحول طفلك إلى الجدال. لذا، خذي نفساً عميقاً وتحدثي بصوت هادئ وحازم ووضحي وجهة نظرك.
إذا كنت تهددي طفلك بعواقب معينة مثل منع الامتيازات التي يتمتع بها، فتأكدي من الالتزام بما قلته. فإن التردد في قرارك سيشجع طفلك على تخطي الحدود.
تأكدي من أن طفلك يتبع جدول نوم يمنحه راحة كافية كل ليلة لأن قلة النوم قد تجعله غريب الأطوار وتؤدي إلى الإنزعاج المتكرر.
قد يكبر الطفل العنيد إلى أن يصبح شخص بالغ مستقل يلتزم بحزم بمعتقداته. ويتحول هؤلاء الأطفال إلى أشخاصاً ناجحين لأنهم لا يتخلون عن الأهداف الخاصة بهم لمجرد وجود بعض العقبات، ويحب التحديات ويواجهها بحماس، ويبقى هذا معه حتى البلوغ، ويكون لديه الصفات اللازمة ليكون قائدا ومن المرجح أن تحدث فرقا في العالم.
قد تصعب تربية طفل قوي الإرادة خاصة في السنوات الأولى من العمر، ولكن من خلال رعاية شخصية طفلك الفريدة بالطريقة الصحيحة، يمكنك مساعدته على التحول إلى شخص بالغ حازم وواثق من نفسه وستفتخرين به. من خلال تحويل انتباهك إلى السمات الإيجابية لطفلك، ستتمكنين من توجيه طاقته بالطريقة الصحيحة.
إخلاء المسؤولية: هذه المعلومات هي مجرد دليل وليست بديلاً عن المشورة الطبية من أخصائي مؤهل.