عند ضم أطعمة جديدة في النظام الغذائي لطفلك، يجب أن يساعدك اتباع قاعدة الأيام الثلاثة وإدخال نوع واحد جديد من الطعام في كل مرة لفهم ما إذا كان طفلك يعاني من حساسية تجاه هذا النوع من الطعام بالتحديد أم لا. بعد أن يبدأ طفلك في تناول الأطعمة الصلبة (أ شبه الصلبة)، قد ترغبين في تنمية مذاقه من خلال جعله يجرب طعامًا جديدًا مرتين في الأسبوع، ولكن لا يمكنك أبدًا التنبؤ بأي نوع من الأطعمة سيكون له تأثير على جسمه، لذلك من المهم توخي الحذر واستشارة الطبيب على الفور إذا كانت هناك أي علامة على رد فعل سلبي أو حساسية من مادة غذائية معينة. من المثير للدهشة أن الحليب هو أيضًا أحد الأطعمة التي قد تؤدي إلى رد فعل تحسسي لدى بعض الأطفال. تابعي القراءة لمعرفة المزيد عن حساسية الحليب عند الأطفال، وأسبابها، وأعراضها، والمزيد!
الحساسية ضد الحليب هي حالة يدرك فيها الجهاز المناعي تهديدًا من محتوى البروتين في حليب البقر، وهو الأساس لمعظم منتجات حليب الأطفال المجفف، وبالتالي يبالغ الجسم في رد الفعل تجاه ذلك البروتين. هذا الجهد الذي يبذله الجهاز المناعي للطفل لمحاربة التهديد يتسبب في رد فعل تحسسي ويؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية مثل الهيستامين.
الحساسية ضد الحليب ليست شائعة جدًا عند الأطفال. يعاني ما بين ٢ إلى ٨ في المئة فقط من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد من الحساسية ضد الحليب. تختفي الحساسية من تلقاء نفسها في معظم الحالات عندما يبلغ الطفل سن الثالثة من عمره، ولكن يمكن أن تستمر حتى سن ستة إلى ثماني سنوات في بعض الحالات، ونادرًا ما تستمر الحساسية حتى سن الرشد.
يمكن أن يتفاعل الطفل مع حليب الأم من آثار البروتينات التي قد تنتقل من غذاء الأم إلى حليب الأم. حليب البقر هو أكثر الأطعمة شيوعًا التي تسبب الحساسية عند الأطفال من خلال حليب الأم. ومع ذلك، فإن فرص الإصابة بالحساسية عبر هذا الطريق أقل بكثير من الإصابة بالحساسية عن طريق الطعام الذي يتم تناوله مباشرة.
السبب الرئيسي للحساسية من الحليب عند الرضع هو تناول الحليب المركب الذي يحتوي على بروتين حليب البقر. تشمل الأسباب الأخرى للحساسية عند الرضع ما يلي:
قد تظهر أعراض الحساسية من الحليب في غضون الأيام القليلة الأولى من الرضاعة الطبيعية. قد تظهر الأعراض أيضًا بعد إدخال الحليب الصناعي في نظام طفلك الغذائي. فيما يلي أعراض الحساسية عند الرضع:
في بعض الحالات، قد تؤدي الحساسية أيضًا إلى رد فعل تحسسي شديد يعرف باسم الحساسية المفرطة والذي يمكن أن يؤثر سلبًا على ضغط الدم والجلد وأنماط التنفس لدى الطفل.
في حين أنه غالبًا ما يُساء فهم الاثنين على أنهما نفس الشيء، إلا أن هناك فرقًا بين الحساسية ضد الحليب وعدم تحمل الحليب.
تحدث الحساسية ضد الحليب بسبب تأثير الجهاز المناعي على البروتين الموجود في الحليب. من ناحية أخرى، فإن عدم التحمل هو حالة يكون فيها الجهاز الهضمي للطفل غير قادر على هضم السكر (المعروف باسم اللاكتوز) في الحليب.
تشمل أعراض حساسية الحليب القيء والإسهال والطفح الجلدي والسعال والصفير في النفس، بينما تشمل أعراض عدم تحمل الحليب تكوين الغازات وانتفاخ المعدة والتهيج وعدم القدرة على زيادة الوزن، ويعد عدم تحمل اللاكتوز الخلقي نادرًا للغاية. من المرجح أن يحدث عدم تحمل اللاكتوز عند البالغين، بينما تختفي الحساسية ضد الحليب من نفسها مع نمو الطفل الرضيع.
إذا ظهرت على طفلك أعراض الحساسية ضد الحليب، يجب استشارة الطبيب على الفور. بعد فهم الأعراض وفحص طفلك، قد يجري الطبيب اختبارات الدم والبراز لفهم السبب الجذري للمشكلة. من أجل تشخيص الحساسية من الحليب، يمكن للطبيب أيضًا إجراء اختبار للجلد عن طريق إسقاط القليل من الحليب على الجلد، ووخز المنطقة لعمل خدش صغير، ثم مراقبة كيفية تفاعل الجلد بعد ذلك. سيساعد هذا الطبيب على استنتاج ما إذا كان طفلك يعاني من الحساسية تجاه الحليب أم لا.
من أجل القضاء على احتمالية الإصابة بالحساسية ضد الحليب، قد يقترح طبيبك بعض الخيارات البديلة التالية لتغذية طفلك:
يمكن اقتراح تركيبة الحليب الصناعي بالتحلل المائي، حيث يتم تكسير بروتينات الحليب جزئيًا لاحتواء الجهاز المناعي من التفاعل، لتحل محل الحليب الصناعي العادي.
قد يقترح الطبيب إزالة منتجات الألبان من نظامك الغذائي حتى لا تنتقل إلى الطفل عن طريق حليب الثدي.
في الحالات التي تكون فيها الحساسية عند الرضع فوق سن سنة واحدة، قد يطلب منك الطبيب تقليل أو إيقاف إرضاع الطفل بالحليب وملاحظة ما إذا كان هناك أي تحسن في الحساسية، قبل اتخاذ قرار بشأن حل فعال ودائم.
للتقليل من مخاطر الحساسية أو القضاء عليها، يجب أن وضع الاحتياطات التالية في الاعتبار:
يجب عليك الاتصال بالطبيب إذا لاحظت أي علامات أو أعراض الحساسية لدى الطفل. لا تنتظري على أمل أن تختفي الحساسية من تلقاء نفسها ويجب عدم تجربة العلاجات المنزلية قبل استشارة الطبيب، كما يجب أن تتم مناقشة كل تغيير في النظام الغذائي للطفل جيدًا والموافقة عليه من قبل طبيب أو متخصص معتمد.
في بعض الأحيان، قد يقترح الطبيب أن يُفطم الطفل على تركيبة حليب صناعي معدلة من أجل حماية الطفل المصاب بالحساسية من الحليب. على الرغم من عدم وجود دليل على أن البديل الصناعي سيكون فعالًا أو أفضل من حليب الأم، إلا أن النظام الغذائي الجيد يمكن أن يساعد الطفل في الحصول على نفس التغذية التي يحصل عليها من حليب الأم.
على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث العلمي حول هذا الموضوع، فمن المعروف أن البروبيوتيك لها فوائد صحية إيجابية وقد تساعد في تقليل حساسية الأطفال من الحليب.
في حالة إصابة طفلك بالحساسية ضد الحليب، يجب استشارة الطبيب على الفور. احرصي على اتباع الوصفة الطبية من الطبيب، ولا ينبغي إعطاء الطفل أي طعام يمكن أن يزيد من سوء الحساسية دون دراية.
إن الاهتمام الشديد برد فعل الرضيع تجاه الأطعمة المقدمة، والحرص على تجنب الأطعمة التي لا تتفق مع الطفل عند وضع خطة للوجبات المغذية، يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً في تجنب أي نوبات حساسية غير مرغوب فيها.