لا يعرف الكثير من الناس عن الحالة الطبية المعروفة باللسان المربوط. بل كانوا يفكرون أن الشخص المصاب بها غير قادر على الكلام لأنه مرتبك أو لأي سبب آخر. ومع ذلك، فإن اللسان المربوط حالة طبية يولد بها العديد من الأطفال. وفي هذه المقالة، سنناقش الحالة بالتفصيل وكيف يمكن أن تؤثر على حياة الطفل وصحته. تابعي القراءة لمعرفة المزيد.
ما هو اللسان المربوط (Ankyloglossia)؟
إن اللسان المربوط هو حالة خلقية، تؤثر على نطاق ووظيفة اللسان. الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة لديهم لجام لغوي أقصر أو أكثر سمكًا أو يكون النسيج الذي يربط الجانب السفلي من اللسان بقاع الفم ضيقًا. فطول أو سمك اللجام اللساني عند الأطفال الذين يعانون من اللسان المربوط يقيد حركة ألسنتهم. وإذا تُركت الحالة دون علاج، فإنها قد تؤثر على الرضاعة الطبيعية وحتي تؤثر على قدرة الطفل على الأكل والتحدث والبلع.
يتم تصنيف حالة اللسان المربوط إلى فئات مختلفة اعتمادًا على طول ومكان اللجام اللساني. دعونا نكتشف ما هي.
أنواع اللسان المربوط
يتم تصنيف الحالة إلى أربع أنواع حسب مكان التصاق اللسان بالفم.
- النوع الأول: نوع شائع من حالة اللسان المربوط حيث يكون الربط عند طرف اللسان.
- النوع الثاني: يكون الربط أبعد حتى منتصف اللسان.
- النوع الثالث: يكون الربط عند قاعدة اللسان.
- النوع الرابع: والمعروف أيضًا باسم اللسان المربوط الخلفي (PTT)، حيث يكون الربط تحت الغشاء المخاطي. وعادة، يُخلط بين هذه الحالة وحالة اللسان القصير.
قد يصعب أحيانا معرفة ما إذا كان الطفل قد يعاني من هذه الحالة وتشخيصها، وقد تساعدك هذه الأعراض في اكتشافها والحصول على العناية الطبية اللازمة إذا لزم الأمر.
أعراض اللسان المربوط عند الأطفال
فيما يلي بعض أعراض حالة اللسان المربوط التي يمكنك البحث عنها في طفلك:
- قد يصعب علي طفلك رفع لسانه ولمس سقف فمه أو تحريكه من جانب إلى آخر.
- قد لا يتمكن طفلك من إخراج لسانه.
- عند خروج اللسان، قد يبدو على شكل قلب أو حتى محزوز.
قد تلاحظين أيضًا بعض الأعراض أثناء الرضاعة الطبيعية لطفلك. يمكن أن تكون هذه:
- عدم القدرة على البقاء ملتصق بالحلمة مدة جلسة الرضاعة الكاملة.
- يرضع لفترة طويلة مع فترات توقف قصيرة.
- يصدر الطفل صوت طقطقة أثناء الرضاعة الطبيعية.
لا يكتسب الطفل الوزن بالطريقة المناسبة لعمره ومعدل النمو المناسب. - يصبح الطفل سريع الغضب أثناء الرضاعة.
تحدث هذه العلامات لأن طفلك لا يستطيع فتح فمه بشكل كاف ليلتصق بالحلمة بشكل صحيح. ومع ذلك، يجب أن تضعي في اعتبارك أن طفلك قد لا يستطيع الرضاعة بشكل صحيح بسبب مشاكل أخرى مثل الدعم غير الصحيح أثناء الجلوس والوضع غير المناسب للطفل وغير ذلك. فمن الضروري أن تتحدثي مع طبيب أطفال حول مخاوفك واطلبي العناية الطبية.
الآن بعد ما تعرفتي على حالة اللسان المربوط وأعراضها سوف نستكشف ما الذي يسبب هذه الحالة.
ما الذي يسبب حالة اللسان المربوط؟
إن اللسان المربوط حالة خلقية تحدث منذ الولادة،ولا تحدث هذه حالة بعد الولادة. في معظم الحالات، ينفصل لجام اللسان عن اللسان قبل الولادة مما يتيح نطاقًا واسعاً للحركة. في الأطفال الذين يعانون من اللسان المربوط، يظل اللجام ملتصقًا باللسان حتى بعد الولادة. ولا يوجد أي سبب معروف لحدوث ذلك. تشير بعض النظريات إلى أن اللسان المربوط يمكن أن يكون له بعض العوامل الوراثية المسؤولة عن حدوثه. ويعتقد بعض الناس أن اللسان المربوط يحدث فقط عند الأطفال المصابين بالتشوه ويحدث نادرًا عند الأطفال الطبيعيين. يعاني العديد من الأطفال من هذه الحالة، ويتعرضون لمزيد من المضاعفات الصحية التالية.
مضاعفات حالة اللسان المربوط
قد يؤثر اللسان المربوط بشدة على جميع جوانب حياة طفلك التي ترتبط مباشرة بفمه. سيؤثر على نمو الفم والطريقة التي يتحدث بها طفلك والطريقة التي يأكل بها ويبتلع أيضًا.
بعض المضاعفات التي يمكن أن تحدث بسبب حالة اللسان المربوط هي:
1. مشاكل في الرضاعة الطبيعية
عادة، يستخدم الأطفال الذين يعانون من لجام اللسان الطبيعي ألسنتهم لتغطية اللثة السفلية أثناء الرضاعة. لكن، من المرجح أن قد يمضغ الأطفال المصابون بهذه الحالة الحلمة بدلاً من مص الحلمة. وبصرف النظر عن ألم الثدي الذي ينتج عن ذلك، قد يؤدي ذلك أيضًا إلى عدم كفاية الطفل من الرضاعة، مما يؤدي إلي سوء التغذية.
2. مشاكل في الكلام
يعيق الللسان المربرط الكلام والقدرة على إصدار أصوات معينة مثل “ت” و “د” و “ز” و “ل”، كما سيجد طفلك صعوبة خاصة في إصدار صوت “ر” المتداول.
3. مشاكل متعلقة بنظافة الفم
يصعب تنظيف بقايا الطعام العالقة في الفم، مما قد يؤدي إلى تسوس الأسنان وتورم اللثة، وقد يؤدي أيضًا إلى حدوث فجوة في الأسنان الأمامية السفلية.
4. يؤثر على الأنشطة الأخرى
سوف يؤثر اللسان المربوط على العديد من الأنشطة الأخرى التي تشمل الفم. سيصعب علي الأطفال المصابون بهذه الحالة العزف على آلات النفخ أو لعق الآيس كريم المفضل لديهم أو حتى شفاههم أيضًا.
تشخيص اللسان المربوط
يمكن لطبيب الأطفال الخاص بطفلك تشخيص الحالة من خلال الفحص البدني. سيقوم بإجراء العديد من الاختبارات بناءً على مظهر وحركة لسان الطفل وتأكيد الحالة أو تصنيفها. لا ينبغي تحت أي ظرف إجراء التشخيص بنفسك أو السماح لغير المتخصصين بالقيام بذلك. تحدثي عن مخاوفك مع طبيب الأطفال الخاص بطفلك للتخلص من كل الشكوك.
علاج اللسان المربوط
يعتبر علاج مرض اللسان المربوط مثيرًا للجدل حيث يقول بعض الخبراء أنه إجراء غير ضروري بينما يقترح البعض أنه من الضروري علاج الحالة في أقرب وقت ممكن. يمكن إجراء عملية جراحية لعلاج الحالة، ويمكن إجراؤها في أي مرحلة عمرية من حياة الطفل المصاب، اعتمادًا على مدى تأثير الحالة على حياته. ضعي في اعتبارك أيضًا أنه في بعض الأحيان، لا تسبب الحالة أي مضاعفات أو يتم علاجها من تلقاء نفسها في الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة. بالنسبة لأولئك الذين يفكرون في الجراحة، يمكن أن تساعدهم بعض المعلومات المتعلقة بها في اتخاذ قرارات مدروسة بشأن هذه الحالة. تابعي القراءة لمعرفة المزيد.
عملية جراحية للسان المربوط
قد يوصى بإجراء عملية جراحية عندما يؤثر اللسان المربوط على معظم أنشطة فم طفلك مثل الكلام والأكل والبلع وغير ذلك. هناك نوعان من العمليات الجراحية التي يمكن أن تساعد في العلاج وهما رأب اللجام (Frenuloplasty) وبضع اللجام (Frenotomy).
1. بضع اللجام (Frenotomy)
يُعرف أيضًا باسم قسم ربط اللسان، وهو أبسط الإجراءين الجراحيين ويمكن إجراؤه في مكتب الطبيب مع أو بدون تخدير بعد فحص الحالة، سيستخدم الطبيب مقصًا معقمًا لقص اللجام، ونظرًا لوجود عدد قليل جدًا من النهايات العصبية والأوعية الدموية في تلك المنطقة، فلن يكون هناك سوى القليل من الألم والنزيف.
بعد هذا الإجراء، يمكن إرضاع طفلك على الفور. هناك عدد قليل جدًا من المضاعفات التي يمكن أن تنشأ من هذا الإجراء، وهي آمنة للغاية.
2. رأب اللجام (Frenuloplasty)
جراحة اللجام هي إجراء أكثر شمولاً يتم إجراؤه تحت تأثير التخدير العام. يتم إجراؤه في الحالات التي يكون فيها اللجام سميكًا أو في حالة الحاجة إلى إصلاح إضافي في الفم. بعد قطع اللجام، يتم استخدام الغرز لإغلاق الجرح، كما يتم امتصاص الغرز في الجسم من تلقاء نفسها بينما يشفي اللسان.
يحدث التصاق اللسان أو حالة اللسان المربوط في 2-4٪ من جميع الأطفال حديثي الولادة. في حين أن العديد من الحالات لا تؤثر على الطفل بشكل دائم، إلا أن هناك حالات أخرى تحتاج إلى العناية بها جراحياً. في حين أن الحالة لا تهدد الحياة، إلا أنها يمكن أن تسبب مشاكل مثل سوء صحة الفم وعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة. تحدثي إلى طبيب لطفلك لمعرفة الخيارات التي يمكنك استخدامها لعلاج حالة اللسان المربوط عند طفلك. في نهاية المطاف، تعتبر جودة حياة طفلك هي الأهم على الإطلاق.