المشيمة عبارة عن عضو على شكل فطيرة ينمو داخل بطانة رحم المرأة عندما تكون حاملاً، وتنقل الأكسجين والمواد الغذائية إلى الجنين مع حمايته من الالتهابات الداخلية. تتصل المشيمة بالطفل من خلال الحبل السري وتربط الجنين النامي بجدار رحم الأم.
إذا تقدم الحمل بشكل طبيعي، فإن المشيمة تلتصق بأعلى يمين الرحم أو أعلى يساره، وتتحرك لأعلى أو إلى الجانب بينما يمتد الرحم أثناء الحمل. تبدو المشيمة الطبيعية وكأنها قرص بيضاوي مع حبل متصل بمركزها والمشيمة السليمة تقطع دورا مهماً في ضمان الحمل الآمن.
فيما يلي بعض الوظائف المهمة التي تؤديها المشيمة.
أثناء فترة الحمل، إذا تطورت المشيمة بطريقة تغطي عنق الرحم كليًا أو جزئيًا، فإن الحالة تسمى “المشيمة المنزاحة”. تشكل هذه الحالة خطرًا على الطفل والأم أثناء المخاض والولادة، حيث قد تتضرر عند فتح عنق الرحم. قد تنفصل المشيمة عن الرحم مبكرًا جدًا وتؤدي إلى نزيف حاد وقد يولد الطفل قبل الأوان ويعاني من النقص في الوزن وبعيوب خلقية.
لا تسبب المشيمة المنزاحة عادة ألمًا أثناء الحمل. ومع ذلك، في حالة حدوث أي شعور بالألم أو الإزعاج، فمن المستحسن التحدث إلى الطبيب حول هذا الموضوع.
المشيمة المنزاحة هي حالة طبية نادرة تحدث عند النساء الحوامل. من المعروف أن هذه الحالة تحدث في 1 من بين 200 امرأة حامل كل عام.
نظرًا لأن عنق الرحم مغطى في هذه الحالة، فإن المشيمة المنزاحة تقف في طريق مرور الطفل إلى الخارج أثناء الولادة، وبالتالي تشكل المشيمة المنزاحة تحديًا في وقت المخاض والولادة، وقد تتسبب أيضًا في حدوث تمزق في الأوعية الدموية في منطقة الحوض مع توسع عنق الرحم، وفي بعض الحالات، تؤدي إلى انفصال المشيمة حيث يمكن أن تنفصل المشيمة عن الرحم، مما يعرض الطفل والأم للخطر.
نعم، النزيف المهبلي هو عرض شائع لانزياح المشيمة، وفي الواقع، إنه أكبر خطر تشكله المشيمة المنزاحة. يحدث هذا على الأرجح في الثلث الثالث من الحمل عندما تضعف البطانة السفلية للرحم استعدادًا للولادة. قد يتسبب ذلك في حدوث نزيف في المشيمة التي تغطي عنق الرحم. ومع ذلك، يمكن للمرأة الحامل أيضًا أن تعاني من نزيف مهبلي غير مؤلم في وقت مبكر يصل إلى 20 أسبوعًا من الحمل، خاصة في حالة نزول المشيمة الكامل.
ترتبط المشيمة المنخفضة بالمنطقة السفلية من الرحم بالقرب من عنق الرحم، على عكس وضعها المعتاد في المناطق العلوية أو الجانبية العلوية في الحمل الطبيعي. ترتبط المشيمة بالجزء السفلي من الرحم في المراحل المبكرة من الحمل وتتحرك مع الوقت لأعلى وتستقر في النصف العلوي من الرحم. ومع ذلك، عندما لا تحدث حركة المشيمة هذه بشكل صحيح في الثلث الثالث من الحمل، فإنها تؤدي إلى تطور حالة المشيمة المنزاحة.
يتم تحديد نوع وشدة حالة المشيمة المنزاحة من خلال تغطية منطقة عنق الرحم من الرحم بواسطة المشيمة التي قد تكون جزئية أو كاملة. فيما يلي أنواع المشيمة المنزاحة:
في هذا النوع من المشيمة المنزاحة، تُزرع حافة المشيمة بالقرب من عنق الرحم، لكن عنق الرحم غير مغطى بالكامل.
انزياح المشيمة الجزئي يحدث عندما يتم تغطية جزء من فتحة عنق الرحم بواسطة المشيمة. في هذه الحالة، يكون وضع المشيمة على الحد الأيمن من عنق الرحم. هناك احتمال ضئيل للولادة المهبلية إذا كانت المرأة الحامل تعاني من انزياح المشيمة الجزئي.
في هذه الحالة، يتم تغطية فتحة عنق الرحم بالكامل بواسطة المشيمة. عادة ما تتطلب المرأة الحامل في هذه الحالة ولادة قيصرية. تعرف أيضًا باسم المشيمة المنزاحة المركزية، وهذا هو الوضع الذي يسبب أقصى مضاعفات أثناء الولادة.
هناك علامات وأعراض مختلفة يمكن أن تتنبأ بإمكانية حدوث انزياح المشيمة. وما يلي بعض الأعراض التي لابد الحذر منها.
في حالة حدوث أي من هذه الأعراض، يجب عليك استشارة الطبيب والبدء في اتخاذ الإجراءات الاحترازية الموصوفة.
لم يتم بعد تحديد سبب حدوث انزياح المشيمة، ولكن يبدو أن هناك بعض الارتباط بين حدوثها وبين بعض المشاكل الصحية قبل الحمل أو المشاكل المتعلقة بنمط حياة المرأة. حدوث هذه الحالة يعتمد على العوامل التالية.
العلاج المقترح لهذه الحالة يختلف عند النساء الحوامل. يعتمد العلاج المقدم أيضًا على صحة الأم والطفل. إذا تم تشخيص المشيمة المنزاحة في المرحلة المبكرة من الحمل وكانت المشيمة المنزاحة جزئيًة، فقد يتم حل المشكلة من تلقاء نفسها بشكل طبيعي.
يتم تحديد بروتوكول العلاج على أساس كمية النزيف. يقيد الطبيب حجم النشاط للأم وينصح بالراحة في الفراش في حالة حدوث نزيف خفيف. في بعض حالات النزيف الشديد، يُقترح نقل الدم كجزء مهم من إجراء العلاج. غالبًا ما يتم إعطاء الأدوية للأم لمنع المخاض المبكر والولادة المبكرة، وللمساعدة في إكمال 36 أسبوعًا على الأقل من الحمل.
بالنسبة للأم بفصيلة الدم Rh-negative، يقدم الأطباء دواء RhoGAM كدواء خاص، ويعطى أثناء الحمل وبعده، ويعمل عن طريق منع جهاز المناعة من التعرف على المستضدات ويعطى عن طريق الحقن العضلي. في معظم الحالات، لا تحتاج النساء الحوامل إلى مضاد D أثناء الحمل إلا بعد 28 أسبوعًا من الحمل، وهذا هو سبب إعطاء دواء RhoGAM بشكل رئيسي بعد 28 أسبوعًا من الحمل.
لتحسين نمو رئتي الطفل، يقدم الأطباء أحيانًا حقن الستيرويد، كما يوصى بإجراء ولادة قيصرية كحل أخير عندما يتعذر على الأطباء معالجة النزيف الغزير.
الأدوية – لا يوجد دواء محدد يتم تقديمه كعلاج لانزياح المشيمة. يوصي الأطباء بمكملات الحديد، حيث قد تصاب المرأة الحامل بفقر الدم بسبب فقدان الدم الغزير. بعض الأدوية والمكملات التي قد يصفها الطبيب مذكورة أدناه –
التدخل الطبي – إذا تم تشخيص المشيمة المنزاحة وكانت الحالة خطرة، فإن التدخل الطبي ضروري لضمان سلامة الأم والطفل. يقترح ما يلي.
الموجات فوق الصوتية هي الطريقة الأكثر دقة لتشخيص هذه الحالة. يتم إجراء الفحوصات التالية لاكتشاف انزياح المشيمة –
يمكن تشخيص المشيمة المنزاحة من الثلث الثاني من الحمل خلال الفحص الروتيني بالموجات فوق الصوتية. في حالات الانغراس الهامشي للمشيمة أو انزياح المشيمة الجزئي، قد يتحسن الوضع بمرور الوقت، ولكن في حالة المشيمة المنزاحة الكلية، فمن غير المرجح أن يتم حلها من تلقاء نفسها.
بينما قد تُظهر فحوصات الموجات فوق الصوتية الروتينية المبكرة أن المشيمة منخفضة وقريبة جدًا من عنق الرحم، فإن هذا ليس سببًا للقلق. إنه شائع جدًا في المراحل الأولى من الحمل، ولكن مع مرور الوقت، يجب أن تتحرك المشيمة لأعلى مع توسع الرحم. إذا كانت المشيمة لا تزال تسد منطقة عنق الرحم تمامًا بعد 20 أسبوعًا، فهناك احتمال وجود المشيمة المنزاحة. بحلول الثلث الثالث من الحمل، يجب أن تكون المشيمة على ارتفاع كافٍ حتى لا تسد عنق الرحم.
يمكن أن يشكل وجود المشيمة المنزاحة أثناء المخاض والولادة خطرًا لكل من الطفل والأم. بعض المضاعفات التي قد تنشأ مذكورة أدناه.
في حين أن انخفاض المشيمة هو أكثر مشاكل المشيمة التي نوقشت لأنها شائعة في بداية الحمل، إلا أن هناك حالات أخرى قد تؤثر على صحة المشيمة. بعض هذه الحالات هي:
إن صحة الجنين والأم، وكذلك موضع الجنين في الرحم، تحدد ما إذا كانت الولادة طبيعية أم عملية قيصرية. إذا تطورت هذه الحالة في المرحلة اللاحقة من الحمل، فستكون هناك فرص أكبر للولادة القيصرية.
على الرغم من أن المشيمة المنزاحة تشكل خطرًا على صحة الأم والطفل، فلا ينبغي أن تفقدي الأمل في قدوة الله سبحانه وتعالى. المتابعة المستمرة للحالة، واتخاذ التدابير الوقائية، والراحة الكافية، والرعاية اللاحقة للعمليات الجراحية تضمن بقاء الأم والطفل في أمان. ليس من المستحيل دائمًا الحصول على ولادة مهبلية في حالات انزياح المشيمة الهامشية، لكن المشيمة المنخفضة في بداية الحمل شائعة، ومن المرجح أن تتحرك من تلقاء نفسها. إذا كنتِ تعانين من انزياح المشيمة، اذهبي لفحوصات منتظمة وافعلي ما يقترحه طبيبك. سيرشدك طبيبك إلى الأفضل. نتمنى لك حملًا آمنًا!