مرض مناعي ذاتي (مرض يؤثر على جهاز المناعة لدى الشخص) فيتسبب في تساقط الشعر غير المنتظم – يسقط الشعر من فروة الرأس في بقع، فيؤدي إلي بقع صلعاء. وهذا شائع جدًا في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 أشهر. ولكن يمكن أن يحدث في أي عمر. فمن المرجح أن تظهر العلامات الأولى في وقت لاحق في مرحلة الطفولة.
يعاني ملايين الأشخاص في العالم من مرض المناعة الذاتية هذا.
في هذا المرض، يهاجم الجهاز المناعي للطفل بصيلات الشعر المتزايدة. فيؤدي هذا إلى انكماش بصيلات الشعر، ونتيجة لذلك، يبطأ نمو الشعر ولا ينمو الشعر خارج الجريب لشهور أو حتى سنوات.
مرض الثعلبة لا يعني أن الطفل لا يتمتع بصحة جيدة وهو لا يؤلم الطفل بأي طريقة. فقط يتساقط الشعر في بقع صغيرة ويمكن أن يصبح الطفل أصلعًا تمامًا، ويمكن أن يفقد شعر الجسم أيضًا ولكن هذا نادر. في معظم الحالات، يمكن استعادة معظم الشعر المفقود.
على الرغم من أن مرض الثعلبة شائع جدًا، فإن معظم الناس لا يعرفون عن هذا المرض.
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم 5 سنوات وأقل لا يهتمون حقًا بمظهرهم، ولا يهتمون إذا كانوا مختلفين عن الأطفال الآخرين في هذا السن.
لا يعاني الأطفال من التأثير العاطفي في هذا السن، بل قد يجدون تساقط الشعر أمرًا مثيرًا للاهتمام. والأطفال الآخرون أيضاً لا يلاحظون أي شيء خاطئ في هذا السن متعلق بالمظهر، وهذا المرض لا يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لهم.
بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الأطفال 6 سنوات من العمر، سيبدأون في الملاحظة والتمييز بينهم وبين الآخرين. يبدأون في التفاعل مع الأطفال والتعرف على مظهرهم الجسدي. بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الأطفال 12 سنة من العمر، يفهمون هذه الحالة وأن الأطفال الآخرين يتعاملون معهم بشكل مختلف بسبب المرض.
هذا على الأرجح سيفرق بينهم. سيجد الأطفال الأكبر سنًا صعوبة في قبول مرض الثعلبة. قد يعانون من نقص في الثقة بالنفس وقد يؤثر ذلك على حياتهم اليومية. قد يكون تساقط الشعر مصدر احتكاك بينهم وبين أصدقائهم أو زملائهم في المدرسة أيضًا. حتى يمكن للأطفال الذين يعانون من هذه الحالة منذ ولادتهم أن يحسوا بالإحباط وقد يرغبون في “التوافق” بين الأطفال الذين ليس لديهم داء الثعلبة.
يصاب الأطفال بالثعلبة (Alopecia Areata) عندما يفشل جهازهم المناعي في العمل بشكل صحيح. يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر مما يؤدي إلى تساقط الشعر، فتصبح ضعيفة وتطلق الشعر فيتساقط. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن هذا الضرر في معظم الحالات لا يكون دائمًا.
لا داعي للقلق إذا كان طفلك يعاني من مرض الثعلبة. في معظم الحالات، يتم علاج الثعلبة في مرحلة الطفولة ويبدأ نمو الشعر مرة أخرى. ولا يتم اتباع نمط ثابت هنا وتختلف الأعراض من شخص لآخر. إذاا كان طفلك يعاني من تساقط الشعر، فمن الأفضل استشارة طبيب الأطفال للحصول على تشخيص كامل.
وسيقوم الطبيب بتشخيص الثعلبة عن طريق التحقق من الأعراض وإجراء بعض الاختبارات، وقد يحتاج إلى اختبارات إضافية للتحقق مما إذا كان الجهاز المناعي قد أثر على أعضاء جسم الطفل الأخرى.
ومرض الثعلبة ليس معدي ويمكن للأطفال المصابين بالمرض الاختلاط مع الأطفال الآخرين بدون أي مشاكل.
إليك ما تحتاجين إلى معرفته لتحديد داء الثعلبة:
من الضروري أن تأخذي الطفل إلى الطبيب إذا كنت تشكين في أن طفلك يعاني من مرض الثعلبة. يقوم الطبيب بفحص فروة الرأس ونمط تساقط الشعر لتشخيص تساقط الشعر. وقد يسحب شعرات ويفحصها تحت المجهر، وقد يأخذ عينة من الجلد أيضًا. قد يقوم الطبيب بإجراء اختبارات الدم لمعرفة ما إذا كان الطفل يعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى تساقط الشعر عند الأطفال أيضًا.
في حين أنه لا يوجد علاج لهذا المرض، قد يوصي الطبيب بالكورتيكوستيرويد التي تساعد في تحسين نمو الشعر. طريقة رائعة أيضا لعلاج داء الثعلبة عند الأطفال الصغار هي التأكد من أن طفلك يتناول أطعمة غنيةً بالمغذيات. فيمكن أن يكون تساقط الشعر بسبب نقص المغذيات.
الأطفال الذين يعانون من داء الثعلبة ليسوا مرضى، ولا يعانون من أي ألم بسبب تساقط الشعر والمرض غير معدي، ولا يؤثر علي العمر أيضاً.
إن التأكد من أن الطفل المصاب بمرض الثعلبة يشعر بالقبول والثقة هو أمر صعب. قومي بمساعدة المستشارين المحترفين الذين قد يكونون قادرين على المساعدة في تكوين صورة إيجابية لنفسه. اطلبي من طفلك الثقة بك ومشاركة كل ما يزعجه معك. إذا واجهوا أي نوع من الإستهزاء في المدرسة، فلا تترددي في التحدث إلى المعلمين وحتى المدير، إذا لزم الأمر.
الخاتمة
الثعلبة لا هدد الحياة ولا هي مرض معدية، وليس لديها أي أعراض مؤلمة التي تسبب عدم الراحة الجسدية. فالعرض الوحيد الملحوظ هو تساقط الشعر. ويمكن أن يكون هذا مدمرًا عاطفيًا للطفل عندما يكون مراهق. وقد لا يمكن للآباء إيقاف الإستهزاء ولكن دعم الوالدين يمكن أن يوفر منفذًا إيجابيًا حتى يتمكن الطفل من التعامل مع الضغط العاطفي المرتبط به.