نولد كلنا بخصائص في المزاج والطبع، وقد يكون الطفل عنيدًا بالوراثة، كما يجب أن تفهمي أنك لست وحدك وأن الكثير من الآباء لديهم أطفال عنيدة، كما قد يكون كل طفل عنيد في مرحلةٍ عمريةٍ ما ولا بأس من هذا خاصة إذا كان عمره صغير جدًا. لكن الطريقة التي تتعاملين بها مع طفلك العنيد ستحدث فرقًا كبيرًا في نوع الشخص البالغ الذي يتحول إليه، كما يزداد التعامل مع عند الطفل في مرحلة الطفل الدارج والمراهقة.
من الضروري أن نفهم أن العناد جزء من شخصية بعض الأطفال، بينما في البعض الآخر هو طريقتهم في تخطي الحدود وتأكيد إرادتهم ورغبتهم، لذلك، يجب عليك تعليم طفلك الطرق المختلفة التي يمكن له من خلالها التعامل مع التوتر والغضب، والتعبير عن مشاعره.
إهتمام الأطفال بالتعبير عن إرادتهم لا يجعلهم أطفالاًعنيدًة، وهناك فرق كبير في كون الطفل يتمتع بإرادة قوية والعند. فيما يلي بعض صفات الطفل العنيد:
للتعامل مع طفلك العنيد بالطريقة الصحيحة، من الضروري أن نفهم أولاً لماذا هو عنيداً، وما الذي يجعله كذلك، فالطفل قوي الإرادة، والطفل العنيد كلاهما مختلفان. الطفل قوي الإرادة له “هدف محدد” بينما العند هو “رفض تغيير الفكر أو السلوك أو الفعل تحت أي ضغط خارجي“. وقد يكون العناد سلوكًا وراثيًا ومكتسبًا يتم تعلمه من خلال مراقبة الآخرين، ولكن يمكن التعامل مع هذا السلوك ليصبح طفلك فردًا جيدًا.
الرضع والأطفال الصغار والمراهقين – قد يكون الطفل عنيداً في أي عمر حتى مرحلة البلوغ. كأم، من الضروري أن تجدي طرقًا للتعامل مع طفلك العنيد بطريقة يمكنك من خلالها الحد من سلوكه، دون الضغط على أي منكما. فيما يلي بعض الأساليب للتعامل مع الطفل العنيد:
الطفل العنيد دائمًا مستعد لمواجهة الجدال وجهاً لوجه، لذا، لا تمنحيه هذه الفرصة، وبدلًا من ذلك، استمعي لما يقوله طفلك واتجهي إلى المحادثة بدلاً من الجدال. عندما تسمعينه، فيجعله هذا أكثر عرضة للاستماع إلى ما تريدين قوله أيضًا.
لا تجبري طفلك على فعل شيء لا يريده، هذا سيجعله أكثر تمردًا وسيكون عازماً على فعل ما لا يفترض به فعله بالضبط. لذا، إذا كنت تريدين أن يتوقف طفلك عن مشاهدة التلفزيون، ويقوم بواجبه المنزلي بدلاً من ذلك، حاولي مشاهدة التلفزيون معه لفترة من الوقت. سيجلب هذا بعض الصداقة الحميمة، وبعد فترة قصيرة، يمكنك أن تسألي طفلك عما إذا كان يرغب في أداء واجباته المدرسية أثناء قراءة كتابك، أو القيام ببعض الأعمال وأنت جالسة بالقرب منه.
إن إخبار الطفل العنيد بما يجب فعله هو طريقة مؤكدة لإشعال التمرد، بدلاً من ذلك، يمكنك تقديم له خيارات لأن هذا يجعله يشعر كما لو أنه يتحكم في حياته، ويمكنه أن يقرر بشكل مستقل. اجعلي الخيارات محدودة لتجنب إرباك طفلك وقدمي خيارين أو ثلاثة فقط. مثلا، إذا كان الهدف هو تنظيف غرفته، فاسأليه عما إذا كان يرغب في البدء بالسرير، أو الخزانة أولاً، بدلاً من قول “من أين تريد أن تبدأ؟“
انظري إلى المشكلة من وجهة نظر طفلك، وحاولي أن تفهمي سبب تصرفه بهذه الطريقة. إذا وعدت طفلك بأخذه إلى الحديقة ولكنك لم تتمكني من ذلك لأن الطقس أصبح سيئًا، فستحتاجين إلى أن تشرحي له السبب بوضوح. سوف يرى طفلك ذلك فقط على أنك لم تحافظي على وعدك له، لكن من خلال تحديد سبب عدم قدرتك على الخروج، وتحديد موعد لاحق للنزهة، يمكنك حل المشكلة.
تأكدي يمن أن منزلك هو مكان يشعر فيه طفلك بالسعادة، والراحة، والأمان في جميع الأوقات. كوني مهذبة مع كل شخص في المنزل، وخاصة زوجك، حيث يتعلم الطفل منك، وقد يقلد ما يراه من تصرفات، لذلك من الضروري أن تحافظي على الأمان وتتجنبي الجدال، وكذلك تبادل الإهانات أمام الطفل.
يجد الأطفال العنيدون صعوبة في استيعاب الرفض التام عندما يطلبون شيئًا. لذا، حاولي التفاوض معهم بدلاً من وضع القانون. مثلاً، إذا يصر طفلك على الاستماع إلى قصتين قبل النوم، فتحدثي معه من خلال الاتفاق حيث يمكنه اختيار قصة الليلة وقصة أخرى للغد.
كوني مثالاً وإيجابيةً في جميع الأوقات. إذا كنت تستخدمي الكلمات “لا” أو “لا يمكن” أو “لن” كثيرًا، فمن المحتمل أيضًا أن يفعل طفلك نفس الشيء. انظري إلى عناد طفلك بنظرة إيجابية بدلاً من أن تكوني سلبيةً. حاولي أن تخرجي منه بلعبة عن طريق طرح أسئلة على طفلك بـ “نعم” أو “لا“. ضعي إطارًا لأسئلتك بحيث تكون الإجابة “نعم” في معظم الأوقات، هذا يساعد طفلك على طاعتك.
قد يساعد الالتزام بالروتين اليومي وكذلك الأسبوعي في تحسين سلوك طفلك، وكذلك الأداء الأكاديمي في المدرسة. يجب تحديد وقت النوم ويجب أن يكون بحيث يوفر الكثير من الراحة لطفلك. قلة النوم والتعب قد يؤدي إلى مشاكل سلوكية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ٣ و ١٢ عامًا.
يحتاج الطفل العنيد إلى قواعد للنمو، لذا، ضعي الحدود واجعلي توقعاتك واضحة في اجتماع العائلة. اطلبي من طفلك أن يبدي الآراء حول العواقب إذا لم يتتبع القواعد. الاتساق ضروري، لكن هذا لا يعني الصلابة. من الضروري أن تكوني مرنة في بعض الأحيان، مثل عندما تكونين في عطلة أو في المناسبات التي يسلك فيها طفلك سلكاً مثاليًا. هذا ينقل له فكرة أن القواعد يمكن أن تكون مجزية أيضًا وليس خانقة.
إن تربية طفل عنيد ليست أمراً سهلاً. قد يتحول كل شيء صغير إلى صراع كل يوم إذا لم تجدين حلاً سريعًا. قد تلاحظين الكثير من المعلومات حول كيفية التحكم في سلوك الطفل العنيد لكن كل يوم يمثل تحديًا جديدًا. قد لا يكون تأديب الطفل العنيد هو الحل الأفضل في جميع الحالات، وقد يكون إيجاد حل بديل أكثر فعالية.
قد يأكل معظم الأطفال بصعوبة وخاصةً إذا كان الطفل عنيد. وقد يفيدك الالتزام الصارم هنا! حاولي تقديم أجزاء صغيرة من الأطعمة المختلفة لطفلك والسماح له باختيار ما يريد تناول المزيد منه. يمكنك أيضًا جعل الطعام ممتعًا من خلال وصفات مبتكرة بمكونات صحية. حاولي أيضًا طلب المساعدة من طفلك في الأعمال المنزلية لوجبات الطعام مثل إعداد الطاولة، كما يمكن لمكافأته بالحلوى المفضلة عند الانتهاء من وجباتهأن يسهل الأمور بشكل أسرع.
لاحظي إذا كان طفلك يواجه صعوبة في إكمال الواجبات المنزلية، أو في المقدار الذي يجب كتابته أو تعلمه. إذا كان الأمر كذالك، يمكنك تقسيمه إلى أجزاء قصير لتكتمل المهمة على مراحل. قد يؤدي أخذ فترات راحة قصيرة إلى القيام بذلك بشكل أسرع من جلسة واحدة. وخيار آخر هو ضم ذلك مع نشاط آخر. مثلاً، يمكن تعلم الهجاء أثناء سقي الحديقة بمساعدة طفلك.
سبب شائع للخلاف، يحدث هذا في كل مرة يريد طفلك ارتداء شيء غير مناسب للمناسبة أو الطقس في الخارج. ومن الطرق لتقليل الاحتكاك هو ترتيب ملابس طفلك وتبديلها كل أسبوعين. أيضًا، ابتعدي عن الملابس غير المناسبة للموسم، لذلك هناك سبب أقل للصراع. في أي وقت تريدين أن يغير طفلك ملابسه، ضعي مجموعتين أو ثلاثة ملابس مختلفة ويمكن له الخيار. بهذه الطريقة، سيكون سعيد باتخاذ القرار، ولا تتعبين نفسك أيضاً!
مع اقتراب وقت النوم، يبدأ طفلك في الجري ومحاولة ضخ الأدرينالين حتى لا ينام بسهولة. لذالك قومي بتشغيل بعض الموسيقى الهادئة واجعلي إضاءة الغرفة خافتة قبل حوالي ٣٠ دقيقة من إطفاء الأنوار. أغلقي التليفزيون واجعلي طفلك يرتدي بيجاما. ويمكنك لطفلك اختيار ثوب النوم وارتدائه أو الحصول علي مساعدتك. قبل توجيهه نحو غرفة النوم، خصصي بضع دقائق للتواصل مع طفلك عن طريق سؤاله عما إذا كان لديه أي شيء من يومه يريد يشاركه معك، أو فقط سؤال بسيط عما إذا كان يومًا جيدًا أم سيئًا.
إن الطفل العنيد ليس أمر سيئ. في الواقع، لقد لوحظ أن الأطفال الذين يتمتعون بهذه الخصائص غالبًا ما يكونون ناجحين في الدراسة وكذلك في حياتهم العملية. هم أقل عرضة للاستسلام لضغط الأقران الذي يساعدهم على الابتعاد عن السلوكيات الخاطئة التي قد يقوم بها أصدقاؤهم. إن ممارسة التأديب الفعال، وبذل الجهد لفهم طفلك قد يساعده على التحول إلى شخص بالغ مسؤول يتمتع بإرادة قوية.
إخلاء المسؤولية: المعلومات الواردة في هذه المقالة هي دليل عام وليس المقصود منها أو أن تكون بديلاً عن المشورة المهنية أو العلاج.