يحتوي حليب الثدي أو حليب الأم على أكثر من ٢٠٠ عنصر مفيد ويتم إضافة المزيد من تلك العناصر إلى هذه القائمة كل يوم. يعتبر حليب الأم فريدًا من حيث أن جسمك سوف يقوم تلقائيًا بإنتاج وتخصيص الحليب وفقًا لاحتياجات طفلك. فإن حليب الثدي الذي يتم إنتاجه عند ولادة طفل ولد بعد فترة حمل كاملة سيختلف عن الحليب المنتج عند ولادة الطفل قبل الأوان، ولهذا السبب لا يوجد أي بديل لحليب الأم، كما يوصى بأن يرضع جميع الأطفال رضاعة طبيعية حصريًا لمدة تصل إلى ستة أشهر، ويظل حليب الثدي جزءًا رئيسيًا من النظام الغذائي لطفلك على الأقل حتى يبلغ من العمر عامًا.
كأم، أنت تقومين بإنتاج الحليب خصيصًا لطفلك. نظرًا لأن حليب الثدي يحتوي على الكمية المناسبة من العناصر الغذائية والعناصر الأخرى الضرورية لطفلك في كل مرحلة، فهذا يعتبر أفضل مصدر غذاء للأطفال الرضع. من المعروف أن حليب الأم يوفر الحماية من العدوى ويقلل من مخاطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية في وقت لاحق من الحياة، مثل مرض السكري والسمنة والربو. وفقًا لدراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في ١٦ دولة، قد تقلل الرضاعة الطبيعية من فرص إصابة الطفل بالسمنة بنسبة تصل إلى ٢٥٪. يحتوي حليب الثدي على جميع العناصر الضرورية مما يساعد في نمو وتطور جسم طفلك، ليبقيعلى قيد الحياة.
هو الحليب الذي يتم إنتاجه في الأيام القليلة الأولى بعد ولادة طفلك. يستمر إنتاج اللبأ حوالي خمسة إلى سبعة أيام، ويكون سميكًا ولزجًا عادةً، ولونه أصفر باهت. الأجسام المضادة في اللبأ ضرورية وحيوية لصحة الطفل، كما يعمل بمثابة اللقاح الأول لحناية الطفل من العدوى. بالرغم من أن هذا الحليب شديد التركيز، إلا أنه يسهل هضمه، ويتم إنتاجه بكميات صغيرة بما يكفي لتلبية احتياجات الطفل.
الميزات الأخرى للبأ هي:
إن بدأ طفلك مبكرًا في الرضاعة على اللبأ، أفضل لك ولصحة طفلك أيضاً، حيث يبدأ الطفل في التغذية السليمة، كما يبدأ إنتاج الحليب بسرعة في جسمك أيضًا.
تعتبر هذه المرحلة الثانية من إنتاج حليب الثدي ويمكن ملاحظتها بعد حوالي أسبوع من الولادة. من المحتمل أن تشعري بالامتلاء في ثدييك، بينما يوجد بعض الألم والاحمرار. ستوفر لك الرضاعة الطبيعية بشكل متكرر بعض الراحة وقد يستمر هذا لبضعة أيام. في الأسبوعين التاليين، يمكنك توقع زيادة كمية الحليب بالإضافة إلى تغيرات في تركيبته، حيث تزداد كمية الدهون والسكر، بينما تنخفض مستويات الجلوبولين المناعي، والبروتين في حليب الثدي خلال هذه المرحلة.
قد يبدو الحليب رقيقًا ومائيًا لكن الحليب الناضج يحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة لصحة ونمو طفلك. سيظل تكوينه واتساقه متفاوتًا من رضعة إلى آخرى على أساس يومي وكذلك من شهر لآخر. بعد الأسابيع القليلة الأولى، سينخفض عدد الخلايا البيضاء في حليب الثدي بينما يرتفع مستوى الإنزيم المضاد للبكتيريا والذي يعرف باسم الليزوزيم. ستزداد كمية الحليب مع نمو الطفل حتى ينتقل طفلك إلى الطعام الصلب.
هناك عدد من العناصر الغذائية الموجودة في حليب الثدي مثل الخلايا البيضاء المقاومة للعدوى، والتي لا يمكن تصنيعها خارج جسم الإنسان. تشير التقديرات إلى أن ١٠٠ مل من حليب الأم تحتوي على حوالي ٦٥ سعرة حرارية، وفيما يلي تفصيل موجز لمحتويات حليب الأم:
بروتين الواي والكازين هما نوعان من البروتينات الموجودة في حليب الثدي ويوفران لطفلك الحماية من العدوى. التوازن بين هذين البروتينين، حيث يمثل بروتي الواي نسبة ٦٠٪ والكازين نسبة ٤٠٪، يسمح للطفل هضم حليب الثدي بسهولة. من بين البروتينات المحددة الموجودة في حليب الثدي، يساعد اللاكتوفيرين على منع نمو الكائنات الحية الضارة مثل الطفيليات والكوليفورم، بينما يوفر الجلوبيولين المناعي A (IgA) الحماية ضد الإشريكية القولونية، والحساسية، ولليزوزيم خصائص مضادة للالتهابات. يوجد حمض أميني يسمى التورين بكميات كبيرة في حليب الثدي. هذا ضروري لنمو المخ السليم، وعيني الطفل.
إن الدهون الموجودة في حليب الأم ضرورية لنمو مخ الطفل وامتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون. كما أنها مصدر للسعرات الحرارية مع تحسين نمو المخ والجهاز العصبي. تشكل الدهون ٤٪ فقط من حليب الأم، وتوفر حوالي ٥٠٪ من السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل. تساعد الأحماض الدهنية مثل اللينوليك، واللينولينيك في إنتاج مادة تسمى المايلين، والتي تغلف الأعصاب وتساعد في نقل الرسائل عبر الجهاز العصبي.
يعتمد محتوى الفيتامينات في حليب الأم على كمية الفيتامينات التي تتناولها الأم. لذلك، تأكدي من أن نظامك الغذائي يحتوي على أطعمة غنية بالفيتامينات أ، ود، وهـ، وك، وج، والنياسين، والريبوفلافين، وحمض البانتوثنيك. الفيتامينات هي التي تجعل العظام والجلد والعينين تنمو بصحة، كما أنها مفيدة في الوقاية من أمراض مثل الاسقربوط، والكساح. للتأكد من أنك لا تعاني من نقص في أي من هذه الفيتامينات، قد يقترح طبيبك الاستمرار في تناول فيتامينات ما قبل الولادة أثناء الرضاعة الطبيعية. للتأكد من أن الطفل يحصل على جميع العناصر الغذائية الأساسية، ولتعويض العناصر الغذائية التي تم فقدانها أثناء الولادة في جسم الأم.
يحتوي اللاكتوز على حوالي ٤٠٪ من جميع السعرات الحرارية في لبن الأم، وهو نوع الكربوهيدرات الأساسي في حليب الأم. يلعب هذا دورًا مهمًا في منع تكاثر البكتيريا غير الصحية في المعدة، وتشجيع امتصاص الكالسيوم، والفوسفور، والمجنيسيوم.
تشمل الهرمونات الموجودة في حليب الثدي البرولاكتين، والريلاكسين، والإندورفين، والكورتيزول، واللبتين، والإستروجين، والبروجسترون، مع هرمونات الغدة الدرقية، وهرمونات عوامل النمو. هذه ضرورية للتحكم في التمثيل الغذائي، ومستويات التوتر والألم، وضغط الدم، بين أمور أخرى.
تشير التقديرات إلى أن لبن الأم يحتوي على حوالي ٤٠ إنزيمًا مختلفًا، بعضها مفيد في تقليل الدهون للمساعدة في الهضم، بينما يعزز البعض الآخر المناعة ضد الجراثيم والأمراض. الليباز هو إنزيم موجود في حليب الثدي يساعد على تقليل الدهون حتى يتمكن الأطفال من هضمها بسهولة.
تساعد المعادن في نمو عظام قوية مع زيادة كفاءة خلايا الدم الحمراء، وضمان الوظائف المناسبة للأعصاب والعضلات. الحديد، والزنك، والكالسيوم، والصوديوم، والمجنيسيوم، والسيلينيوم، والكلوريد، هي بعض المعادن الموجودة في حليب الثدي.
تختلف تركيبة حليب الأم اعتمادًا على عوامل مختلفة مثل عمر الطفل، وصحة الأم، والنظام الغذائي للأم. يشكل الماء حوالي ٩٠٪ من حليب الثدي وهذا ضروري للحفاظ على نسبة الماء في جسم الطفل، والتحكم في درجة حرارة الجسم، وتوفير الليونة للمفاصل، وحماية الأعضاء.
أيضاً، يختلف تكوين حليب الأم على مدار اليوم، وكذلك أثناء الرضاعة. مثلاً، يُقصد بالحليب الأول الذي يتم تناوله في بداية جلسة الرضاعة أن يروي العطش. الحليب الذي يأتي لاحقًا أثناء الرضاعة، والمعروف باسم لبن آخر الرضعة، غني ومليء بالدهون الجيدة لطفلك. فيما يلي جدول لتكوين بعض العناصر الغذائية الموجودة في حليب الأم:
العناصر الغذائية | القيمة في حليب الثدي (١٠٠ مل) |
البروتين | ١،٣ جرام |
الدهون | ٤،٢ جرام |
الكربوهيدرات | ٧ جرام |
الصوديوم | ١٥ مجم |
الكالسيوم | ٣٥ مجم |
الفوسفور | ١٥ مجم |
الحديد | ٧٦ مجم |
فيتامين أ | ٦٠ مجم |
فيتامين ج | ٣،٨ مجم |
فيتامين د | ٠،٠١ مجم |
المجنيسيوم | ٣،٥ مجم |
المكونات الحيوية الأخرى لحليب الأم
هناك عدد قليل من المواد الأخرى التي تشكل جزءًا من حليب الثدي، وهي ضرورية لصحة طفلك، وهي:
توجد أيضًا عدد قليل من هرمونات عوامل النمو في حليب الأم، وهذا مفيد للأمعاء، والجهاز العصبي، والدم، والهرمونات التي تتحكم في عملية التمثيل الغذائي. هناك أيضًا الكثير من المكونات الأخرى في حليب الثدي التي لم يتم تحديدها بعد.
إن اتباع نظام غذائي صحي ومغذي أثناء الحمل وأثناء سنوات الرضاعة الطبيعية سيفيد صحتك، وكذلك صحة طفلك. تأكدي من أن نظامك الغذائي متوازن ويضم من الحبوب الكاملة، والبقوليات، والفواكه، والخضروات، والبروتينات الخالية من الدهون، مثل الدجاج، ومنتجات الألبان منخفضة الدهون والكثير من الماء.
إذا كنت تواجهين مشاكل أثناء الرضاعة، فيمكنك طلب المساعدة من استشارية الرضاعة. تجد معظم النساء اللواتي يواجهن صعوبات في فهم تقنية الرضاعة الطبيعية أن إرشادات الخبراء مفيدة للغاية. يمكنك أيضًا استشارة طبيب أمراض النساء الخاص بك إذا كانت لديك أي مخاوف أخرى أو التواصل مع طبيب الأطفال للحصول على فهم أفضل لصحة طفلك.
إخلاء المسؤولية: هذه المعلومات هي مجرد دليل فقط وليست بديلاً عن المشورة الطبية من متخصص مؤهل.