فترة الحمل هي حقبة جميلة في حياة الوالدين وخاصة الأم. في حين أن الولادة تأتي بمجموعة من التحديات الخاصة، فهي بالتأكيد تجربة لا تُنسى. إن الولادة عملية معقدة تتطلب أعضاء متعددة من جسم الأم أن تعمل جنبًا إلى جنب، ويعد عنق الرحم أحد الأعضاء المهمة التي تلعب دورًا مهمًا في عملية المخاض والولادة.
عنق الرحم هو هيكل يشبه الأنبوب موجود في الوسط ما بين المهبل بالرحم ويربط بينهما. يتم إغلاق الفتحة الضيقة لعنق الرحم أثناء الحمل المبكر بمخاط جيلاتيني سميك تفرزه غدد عنق الرحم. هذا هو التغيير الأول الذي يخضع له عنق الرحم أثناء الحمل، كما يخضع لتغييرات متعددة مع تقدم الحمل، خاصة أثناء عملية المخاض.
بينما يظل مغلقًا في معظم فترات الحمل، يلين عنق الرحم ويزداد طوله مع تقدم الحمل ويخضع لتغيرات كبيرة في الشهر الأخير من الحمل.
قبل الشهر الأخير من الحمل، يبلغ طول عنق الرحم حوالي ٤ سم، وقل طوله في الشهر التاسع من الحمل وينتقل من الوضع الخلفي إلى الوضع الأمامي، مشيرًا إلى الأمام، كما يبدأ عنق الرحم في أن يصبح أرق ويتم سحبه إلى الجزء السفلي من الرحم. تُعرف هذه العملية باسم الاندمال.
يتم حساب الاندمال بالنسب المئوية وهو علامة مهمة على استعداد الجسم للولادة. ويتبع مرحلة الطمس اتساع لعنق الرحم. هذه هي المرحلة التي ينفتح فيها عنق الرحم للسماح لرأس الطفل بالمرور من خلاله. يبدأ عنق الرحم في الاتساع أثناء الانقباضات ويتوسع حتى ١٠ سنتيمترات أثناء الولادة. بمجرد اكتمال التمدد، يتم دفع الطفل من خلال عنق الرحم.
اتساع عنق الرحم هو مرحلة المخاض حيث تؤدي الانقباضات إلى فتح عنق الرحم مما يسمح للطفل بالخروج. فيما يلي التغييرات التي يمر بها عنق الرحم خلال فترة الحمل.
المرحلة الكامنة: ٠–٣ سم
الانقباضات النشطة: ٤–٧ سم
الانتقال: ٨–١٠ سم
التمدد الكامل: ١٠ سم. يتم ولادة الطفل بعد فترة وجيزة من بلوغ عنق الرحم هذه المرحلة من الاتساع.
في وقت المخاض، قد تظهر بعض المضاعفات أثناء اتساع عنق الرحم.
التمزق الطفيف في عنق الرحم أثناء الولادة أمر شائع، خاصة في حالة ولادة الطفل الأول. تكون فرصة حدوث تمزق عنق الرحم أعلى عندما تتم المساعدة في الولادة بأدوات مثل الملقط أو الفراغ. ومع ذلك، يمكن أن يحدث مثل هذا التمزق حتى أثناء الولادة الطبيعية للطفل.
تشمل الأسباب الأخرى لتمزق عنق الرحم سرعة المخاض، وتصلب عنق الرحم بسبب العمليات الجراحية السابقة أو عندما يكون عنق الرحم مليء بالأوعية الدموية بنسبة كبيرة أثناء الولادة.
أثناء الانقباضات، قد تعاني الأم من ألم شديد في اتساع عنق الرحم وهو أمر غير معتاد. ومع ذلك، إذا كان النزيف المهبلي مصحوبًا بالألم، فهذا مؤشر للأطباء لفحص عنق الرحم بحثًا عن أي تمزق. ما لم يكن التمزق شديد، لن يتطلب أي جراحة خاصة أو علاج وسيلتئم من تلقاء نفسه مع مرور الوقت.
المخاض هو الوقت الذي يكون فيه الجسم مجهدًا ويمر بمراحل من التوتر. يمكن أن تكون العملية برمتها متعبة، ويمكن أن يؤثر اتساع عنق الرحم أثناء الحمل على الأم. لذلك من المهم الاسترخاء للتأكد من أن المخاض والولادة تجربة سلسة.
إليك بعض النصائح التي ستساعدك على الاسترخاء أثناء المخاض:
لقد خلق الله عز وجل جسمك لتحمل الألم المصاحب للولادة، وبالتالي فإنه سيتعافى تلقائيًا بشكل طبيعي وصحي، بمجرد اكتمال العملية.
إن عملية المخاض عملية متعبة ويمكن أن يكون اتساع عنق الرحم مؤلمًا. من الأفضل أن تفكري في طفلك الذي يوشك على أن يأتي إلى العالم والسعادة التي سيجلبها الطفل إلى حياتك. سيساعدك فهم عملية اتساع عنق الرحم والاستعداد له ذهنيًا على اجتياز المرحلة بسهولة نسبية. بمجرد اكتمال الولادة، امنحي نفسك قسطًا كافيًا من الراحة واسمحي للجسم بالتعافي قبل البدء في أداء الأعمال اليومية مرة أخرى.