ليس بالضروري أن يؤدي الحمل إلى إنهاء حياتك المهنية. يمكن للحامل أن تعمل حتى أثناء الحمل، على الرغم من أنه يجب التفكير في بعض الأمور و إجراء بعض التغييرات في مكان عملها. في هذا الصدد، قد يضطر صاحب عملها أيضًا إلى إجراء بعض التعديلات. ولكن ما دام الطبيب لا ينصح بالتوقف عن العمل، يمكن للحامل أن العمل. وبالإضافة إلى ذلك، للمرأة الحامل الحق في إجازة أمومة ويمكن أيضًا منحها ساعات عمل مرنة، كما هي مؤهلة للحصول على إجازة مرضية مدفوعة الأجر إذا كانت تعاني من غثيان الصباح أو تعاني من مشاكل صحية أثناء الحمل، وقد يتم إعطاؤها إجازة لإجراء فحوصات طبية مجدولة مع الطبيب. إذا كان ملفها الوظيفي المعتاد يمثل مخاطر صحية للحامل أو يؤدي القيام بمهمة معينة إلى التعرض لبعض المخاطر الصحية، فيمكن لها تجنب ذلك وطلب الانتقال إلى وظيفة بديلة أكثر أمانًا. وإذا كانت الوظيفة البديلة غير متوفرة، فقد يُسمح لها بأخذ إجازات.
قد يبدو الحمل وكأنه وظيفة بدوام كامل في حد ذاته، ويتطلب العمل أثناء الحمل التفكير في الكثير من الأمور لأن المرأة الحامل تمر بالكثير من التغيرات الهرمونية والجسدية التي قد تؤثر سلبًا على صحتها وقدرتها على العمل. الأوجاع والألم والتعب وتقلب المزاج أو غثيان الصباح هي بعض الأشياء التي قد تضطر المرأة الحامل إلى التعامل معها بشكل يومي أثناء الحمل. وقد يزيد العمل من ضيقها أثناء الحمل. وبسبب هذا قد يصعب على المرأة الحامل التعامل مع الوظيفة والعناية بصحتها في نفس الوقت. السفر للعمل والجلوس أو الوقوف لساعات طويلة في العمل قد يكون متعبا للغاية، كما قد يؤدي ضغط المشروعات والاجتماعات إلى زيادة انزعاجها أثناء الحمل مما يؤدي إلى آلام ومشاكل صحية.
ليس من المستبعد تماما للمرأة الحامل أن تستمر في العمل، ولكن من المستحسن أن تأخذ في الاعتبار طبيعة الوظيفة والحالة الخاصة في مكان العمل وما إذا كان المدير أو صاحب العمل على استعداد لتقديم بعض التنازلات، قبل اتخاذ القرار. إذا كان الحمل صحي ومنخفض الخطورة، يمكنك بالتأكيد الاستمرار في العمل. من المنطقي دائمًا استشارة طبيبك ومناقشة الأمر معه قبل القيام بأي شئ.
يأتي الحمل ببعض الصعوبات والتحديات، ولابد أن تضع المرأة الحامل في الاعتبار بعض النصائح لإدارة وموازنة ضغوط العمل مع احتياجاتها الصحية.
قد يصعب عليك التعامل مع التعب أثناء الحمل بسبب الإجهاد البدني الذي يمكن أن يسببه الحمل لجسمك. قد تتعبين بسرعة أو تشعرين بالتعب كل الوقت. لتعزيز طاقتك، قد ترغبين في النهوض والتحرك بعد فترات منتظمة، والمشي لمسافة قصيرة خلال فترة الراحة قد ينعشك، كما أنه من الضروري الانتباه إلى نظامك الغذائي. قومي بضم الأطعمة الغنية بالبروتين والحديد مثل الدواجن والخضروات الورقية واللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والحبوب الغنية بالحديد والفاصوليا، وقد يفيدك الحفاظ على تناول المزيد من السوائل لتنجب الجفاف.
تذكري دائمًا أن تأخذي فترات راحة قصيرة أثناء العمل، وتجنبي العمل المفرط وحاولي تقليل المهام المنزلية عن طريق الحصول على المساعدة أو التسوق عبر الإنترنت. بالرغم من أن التفكير في ممارسة التمارين في نهاية يوم طويل من العمل قد يبدو مرهقًا، لكن الحفاظ على روتين ممارسة التمارين الرياضية قد يساعد في زيادة مستويات الطاقة في جسمك. وإذا كنت تجلسين للعمل طوال اليوم، فقد يفيدك الذهاب للمشي بعد العمل. يمكنك أيضًا تسجيل نفسك في فصل اللياقة البدنية لما قبل الولادة. ومن المهم جدا النوم لمدة ثماني ساعات على الأقل كل ليلة.
تعاني معظم النساء الحوامل من غثيان الصباح أو نوع من الغثيان أو عدم الارتياح طوال فترة الحمل. للتعامل مع ذلك، يمكنك محاولة الابتعاد عن كل المحفزات التي قد تزيد من شعورك بالغثيان مثل رائحة بعض الأطعمة. وقد يساعدك أيضًا تناول الوجبات الخفيفة بشكل متكرر على التعامل الغثيان. قد يكون الحفاظ على البسكويت في متناول اليد فكرة جيدة، كما قد يساعد أيضًا شرب شاي الزنجبيل.
قد تعاني النساء أثناء الحمل من عدة أوجاع وآلام حيث يتغير الوضع بشكل كبير بسبب زيادة الوزن. ومن الأفضل تجنب الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة. قد يساعدك شد الظهر من حين لآخر خلال اليوم مع أخذ فترات راحة قصيرة للتحرك على تخفيف التوتر في العضلات وتحسين الدورة الدموية. الجلوس على كرسي قابل للتعديل يوفر دعمًا أفضل لأسفل الظهر مما قد يخفف آلام الظهر.
يمكنك أيضًا وضع وسادة صغيرة خلف الظهر للحصول على دعم إضافي. أثناء الجلوس، يمكنك وضع قدميك على مسند للقدمين لتجنب التورم في الكاحلين واحتباس السوائل في الساقين. وإذا كنت بحاجة إلى الوقوف لفترة طويلة، فقد يساعدك تغيير الوزن بالتبادل على كلا القدمين، كما قد ترغبين في ارتداء أحذية مريحة للعمل. إذا كنت بحاجة إلى الالتفاف، تجنبي الالتواء عند الخصر. لرفع الأشياء، حاولي الانحناء على ركبتيك لتجنب الضغط غير الضروري على الظهر.
تكون النساء الحوامل معرضة لتقلبات مزاجية متكررة بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل، وقد يزيد أو يسوأ الإجهاد والتعب في العمل من تلك التقلبات المزاجية. قد تفيد ممارسة أساليب التأمل والاسترخاء مثل التنفس العميق الواعي واليوجا. قد يساعد أيضًا الحصول على التدليك والاستماع إلى الموسيقى وأخذ قيلولة وقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء في تحسين الحالة المزاجية. الذهاب في نزهة مع صديق والتحدث عن إحباطاتك ومشاكلك قد يجعلك أيضًا تشعرين بتحسن.
لا يوجد هناك أي وقت محدد للإعلان عن الحمل في مكان العمل. لكن من الأفضل عدم الكشف عن حملك إلا بعد نهاية الثلث الأول من الحمل. لأن فرص الإجهاض تقل بشكل كبير بحلول هذا الوقت. يمكنك الإعلان عن حملك عندما تشعرين بالراحة مع فكرة أن الناس في مكان العمل يعرفون ذلك. لكن تأكدي من إبلاغ رئيسك في العمل أولاً. سيحب أن يعرف تلك المعلومة منك بدلاً من الآخرين. حددي موعدًا مع صاحب العمل لإعلامه بحملك وتاريخ الولادة المتوقع، لأن ذلك يكون هذا ضروريًا للتخطيط لإجازة الأمومة الخاصة بك وتفاصيل أخرى مثل الإقلاع من العمل للفحوصات الطبية المجدولة أو التأكد من بيئة عمل آمنة أو ساعات عمل مريحة. قد ترغبين أيضًا في طمأنة رئيسك بالتزامك المستمر وكفاءتك للعمل. من الحكمة دائمًا التعرف على سياسة الأمومة الخاصة بالشركة وشروط العقد. يمكنك بعد ذلك مشاركة الأخبار مع زملائك، وقد تحتاجين إلى تقديم إشعار كتابي قبل حوالي عشرة أسابيع من بدء إجازة الأمومة الخاصة بك.
فيما يلي بعض الإرشادات التي يجب اتباعها والتي قد تساعدك على الحفاظ على الكفاءة والمهنية في العمل وأيضًا على التعامل مع التغييرات التي تحدث في جسمك أثناء الحمل.
هناك مزايا عديدة للعمل أثناء الحمل، فمن خلال الاستمرار في العمل، قد تستفيدين ماديا والذي قد يكون مفيدًا للتكلفة الإضافية المحتملة أثناء الحامل. يمكنك أيضًا الحصول على دعم كبير من زملائك، وإذا تقدم حملك بشكل طبيعي ويمكنك العمل خلال فترة الحمل، فيمكنك الاستفادة من إجازة الأمومة المحفوظة بعد الولادة. قد يساعدك هذا في قضاء المزيد من الوقت مع طفلك قبل العودة إلى العمل.
قد ينطوي العمل أثناء الحمل على بعض المخاطر أيضًا، حيث قد يكون لضغط العمل تأثير سلبي على صحتك. قد يزيد الإجهاد وساعات العمل الطويلة من الانزعاج والأوجاع والآلام. تحب معظم النساء الحوامل الاستمتاع بمرحلة “التعشيش – Nesting” حيث يستعدن للولادة. قد لا تحصل المرأة العاملة على الوقت الكافي للاستمتاع بها.
هناك العديد من الأشياء التي يمكن للمرأة الحامل القيام بها لجعل تجربتها العملية مريحة وللعناية بصحتها.
يمكن للمرأة الحامل تجنب القيام بأشياء معينة في العمل للحفاظ على صحتها وضمان صحة طفلها:
يجب اتخاذ القرار بشأن العمل أثناء الحمل من خلال أخذ نظرة كاملة للوضع برمته. لا يمكن التأكيد بشكل كافٍ على أهمية تقييم مخاطر وتحديات العمل أثناء الحمل. من الضروري مناقشة المتطلبات العاطفية والجسدية التي قد تفرضها عليك وظيفتك أثناء الحمل. بالرغم من أنه ليس من غير الآمن تمامًا الاستمرار في العمل أثناء الحمل، لكن يجب توخي الحذر اللازم لحماية حملك وصحتك.