يميل الأطفال من جميع الأعمار إلى الشعور بالتوتر وهذا يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحتهم النفسية، كما أنهم عرضة للعديد من الاضطرابات النفسية التي تظهر عند البالغين، على الرغم من اختلاف الأعراض. إن معرفة وتحديد الأعراض مبكرًا يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في كيفية تعاملك أنت وعائلتك مع مثل هذا الموقف.
الصحة النفسية الجيدة جزء لا يتجزأ من عملية تمكين الأطفال من استغلال إمكاناتهم على أكمل وجه مع التطور الاجتماعي والمعرفي المناسب على طول طريق المنو. يُعرف الاضطراب النفسي أيضًا باسم المرض العقلي، وهو حالة صحية تحدث فيها تغييرات في التفكير والعواطف والسلوك، ويمكن أن يؤدي هذا إلى الضيق والمشاكل في التفاعل مع العائلة والأصدقاء، وعلى الانخراط في المجتمع وفي مكان العمل.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال يشعرون بالقلق مثل ضغط الأقران، والأعباء الأكاديمية، والأداء في المدرسة على سبيل المثال لا الحصر، ولكن إذا كان القلق مستمرًا أو ناتجًا عن مشكلات روتينية، فقد ترغب في البحث عن اضطرابات القلق. اضطراب الوسواس القهري (OCD)، الرهاب الاجتماعي، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هي بعض الحالات المصنفة على أنها اضطرابات القلق.
إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في التركيز، وله سلوكًا مفرط النشاط أو اندفاعيًا يقترب من العدوانية، فقد يكون ذلك بسبب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD). نظرًا لأن بعض الأطفال قد يعانون من الاضطراب، ولكن لا تظهر عليهم أي أعراض، فإن الاختبارات الطبية المتخصصة هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى التشخيص.
قد تظهر على بعض الأطفال علامات اضطرابات الإخراج التي تؤثر على سلوكهم المتعلق باستخدام الحمام واستكمال الوظائف الجسدية مثل التبول أو التبرز. إذا حدث هذا مع الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن خمس سنوات، فهذا مثير للقلق.
كان يُعرف سابقًا باسم اضطرابات النمو المنتشرة، ومن المرجح أن يحدث هذا عند الأطفال دون سن الثالثة. قد يجد الأطفال المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين بطريقة فعالة.
فقدان الشهية العصبي حيث يتوقف الطفل عن الأكل في محاولة لإنقاص الوزن، أوالشراهة عند الأكل بسبب المواقف العصيبة هما من اضطرابات الأكل الشائعة التي تظهر في الأطفال من جميع الأعمار.
الاكتئاب حيث يعاني الطفل من نوبات متكررة من الحزن والاضطراب ثنائي القطب حيث يتأرجح الطفل من كونه نشيط للغاية وسيعد إلى أن يصبح هادئ وحزين، وهما مرضان نفسيان يصنفان على أنهما اضطرابات مزاجية.
هذا اضطراب في المخ خطير حيث يتم تشويه تصورات الطفل وأفكاره، مما يجعل من الصعب عليه العمل في المجتمع أو في المدرسة.
في هذا النوع من الاضطراب، يقوم الطفل بأفعال وأصوات مفاجئة لا إرادية ومتكررة والتي عادة ما تكون بلا معنى. تُعرف باسم التشنجات اللاإرادية أو التشنجات التي يمكن أن تحدث في أي مكان في الجسم، على الرغم من أن الجفون والوجه هما المكان الأكثر شيوعاً في الجسم.
لا يمكن تحديد سبب محدد لغالبية الأمراض العقلية. يُعتقد أنها تنتج عن مجموعة من العوامل مثل الوراثة والأسباب البيولوجية والاضطرابات النفسية والبيئة المجهدة.
يمكن أن تنتقل الاضطرابات النفسية عبر الأجيال ويكون الأطفال الذين لديهم آباء أو أجداد بتاريخ من الأمراض العقلية أكثر عرضة لذلك.
اختلال التوازن في المواد الكيميائية في المخ، والمعروف باسم الناقلات العصبية، هو المسؤول عن بعض الاضطرابات العقلية وكذلك الصدمات التي تصيب المخ أو العيوب الخلقية.
يمكن أن يؤدي التجاهل والإهمال العاطفي أو الجسدي أو الجنسي إلى صدمة نفسية تؤدي بدورها إلى مرض عقلي لدى البعض.
يمكن أن تؤدي بعض الحوادث المؤلمة مثل وفاة أحد الوالدين، أو التعرض لحادث خطير إلى اضطرابات عقلية خاصة في أولئك المعرضين لخطر الإصابة بأمراض عقلية.
غالبًا ما يتم تجاهل العديد من الأمراض العقلية عند الأطفال وتركها دون علاج. فيما يلي بعض العلامات والأعراض التي يجب الانتباه إليها:
الحزن أو مشاعر الانسحاب التي تستمر لأكثر من أسبوعين، وتقلبات مزاجية شديدة تؤدي إلى مشاكل في المنزل أو المدرسة.
هذه هي المشاعر التي يبدو أنها تغمر طفلك ولا يبدو أن لها أي أساس. يمكن أن يترافق ذلك مع تسارع في ضربات القلب أو التنفس السريع. يتم وصفها بأنها خوف شديد أو قلق يقف في طريق انجاز المهام اليومية العادية.
تغييرات غير متوقعة في السلوكيات، خاصة الزيادة في السلوك العنيف أو الخطير مثل الدخول في منازعات غير ضرورية، أو استخدام الأسلحة، أو الرغبة في إيذاء الآخرين.
عدم القدرة على الجلوس أو التركيز على شيء واحد يمكن أن يؤدي بدوره إلى انخفاض في الأداء في المدرسة أو في الرياضة.
يمكن أن يكون فقدان الوزن أو القيء بشكل منتظم أو تناول أدوية مسهلة مؤشرات على اضطراب الأكل.
قد يعاني بعض الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية، على عكس البالغين، من الصداع وآلام المعدة بدلاً من الأعراض العاطفية.
في بعض حالات الاضطرابات النفسية، قد يلجأ الأطفال إلى إيذاء أنفسهم من خلال الجروح أو الحروق. قد يكون لدى هؤلاء الأطفال أفكار انتحارية أو يحاولون الانتحار.
يتحول تعاطي المخدرات إلى آلية تكيف لدى بعض الأطفال المصابين باضطرابات نفسية.
يمكن أن يكون عدم وجود الدافع للقيام بالأنشطة اليومية أو ممارسة الهوايات والاهتمام بسبب التعب غير المبرر علامة تحذيرية.
إن الإفراط في الوعي بالمظهر أو الشكل أو الوزن هو سبب للقلق وكذلك الجانب الآخر المتمثل في الإهمال التام بالمظهر.
يمكن أن يكون الأرق وصعوبة النوم وبقاء الطفل نائم أو الكوابيس المتكررة على مدى فترة طويلة من الأعراض.
قد يكون عدم الاختلاط بالعائلة والأصدقاء أو تجنب جميع أنواع التفاعلات الاجتماعية مدعاة للقلق.
إذا بدأ طفلك في التنمر أو ضرب الأطفال الآخرين في المدرسة أو إذا كان يواجه أنواعًا أخرى من الصعوبات الجديدة في المدرسة، فقد يتطلب الأمر تحقيقًا عن كثب.
الأطفال عرضة لنفس الأمراض النفسية التي يتعرض لها البالغون، ولكن يصعب الحصول على تشخيص عندما يتعلق الأمر بالأطفال، لأنهم لا يزالون يمرون بمراحل مختلفة من النمو والتطور العاطفي والجسدي. سيركز طبيبك على العلامات والأعراض التي يظهرها الطفل بالإضافة إلى تقييمات الأطباء النفسيين، أو المعالجين السلوكيين للتوصل إلى التشخيص. لا يوجد اختبار بسيط للأمراض العقلية، بل كله اختبارات طويلة ومعقدة، وسيحتاج طبيبك أيضًا إلى معلومات حول تاريخ الحالات الطبية، وإمكانية الإصابة بالصدمات والتاريخ العائلي لأي حالة عقلية.
الأدوية بمفردها أو المستخدمة مع العلاج فعالة في علاج الأطفال. يتم وصف مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان والعقاقير المضادة للقلق والمنشطات والأدوية التي تعمل على استقرار الحالة المزاجية للأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
يتضمن ذلك الاستشارة من قبل متخصصين مؤهلين في الصحة العقلية والنفسية لمساعدة الأطفال على التعامل مع أعراضهم وأفكارهم وسلوكهم. العلاج الداعم، والعائلي، والسلوكي المعرفي، والشخصي، والجماعي هي فئات العلاج النفسي.
هذا مفيد بشكل خاص للأطفال الصغار غير القادرين على التعبير عن مشاعرهم مثل الأطفال الأكبر سنًا، ويتضمن العلاج بالفن أو العلاج باللعب لمساعدتهم على توصيل أفكارهم ومشاعرهم بشكل أفضل.
تتجمع العوامل المختلفة لتسبب الاضطرابات النفسية عند الأطفال، وبالتالي لا يمكن الوقاية منها بشكل كامل. لكن تحديد الأعراض مبكرًا، والتماس العلاج فورًا يمكن أن يساعد في السيطرة على الاضطرابات النفسية إلى حد كبير ومنع الآثار المعيقة في المستقبل.
يمكن أن يكون التوجيه والتعاطف والدعم من الآباء والمعلمين مفيدًا للغاية لطفلك في التعامل مع حالتهم. يمكن أن يساعدك التدريب على كيفية التعامل مع المواقف والسلوكيات الصعبة فيما يتعلق بطفلك، والبحث عن المشورة كعائلة، والانضمام إلى مجموعات الدعم في مساعدة طفلك خلال هذا الموقف الصعب.
يؤدي التشخيص المبكر والعلاج المناسب إلى الشفاء التام أو الحد من الأعراض بنجاح، ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الاضطرابات المزمنة أو الشديدة إلى إعاقة مدى الحياة لبعض الأطفال. يمكن أن يؤدي عدم التماس العلاج إلى نمو بالغين يعانون من مشاكل في تعاطي المخدرات بالإضافة إلى السلوك العنيف أو المدمر للذات بما في ذلك الانتحار.
حتى الآن، كانت معظم الأبحاث حول الأمراض العقلية مخصصة للاضطرابات التي تصيب البالغين، لكن تدريجياً، يتحول التركيز الآن إلى الاضطرابات النفسية عند الأطفال، والجهود جارية لتحديد عوامل الخطر التي تجعل الطفل أكثر عرضة لمثل هذه الأمراض، كما تُبذل محاولات لزيادة البحث عن الأدوية المستخدمة لعلاج الاضطرابات النفسية عند الأطفال.
فيما يلي ردود على بعض المخاوف التي قد تكون لديك:
نعم، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى ضغوط هائلة تؤثر على الصغار والكبار على حد سواء. راقب الحالة النفسية والعاطفية لطفلك، وكذلك سلوكه لفترة من الوقت. إذا كان لدى طفلك ردود فعل شديدة تجاه الحادث أو لم يبدأ في التأقلم خلال شهر، فقد يكون الوقت قد حان لطلب المساعدة المتخصصة.
سيعتمد هذا على شخصية طفلك بالإضافة إلى العوامل التي تسببت في المرض. يتعافى بعض الأطفال تمامًا بمرور الوقت بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى مساعدة ودعم مستمر. يمكن أن يؤدي عدم التأخير في الحصول على التشخيص والمساعدة الفورية إلى نتائج أفضل على المدى الطويل عندما يتعلق الأمر بالاضطرابات النفسية في مرحلة الطفولة.
نعم، هذا لأن مخ الطفل الصغير لا يزال ينمو ويتطور مما يجعله حساس للغاية للأدوية. في الوقت نفسه، يمكن أن تؤثر المشكلات الخطيرة غير المعالجة مثل الاضطرابات السلوكية لدى الأطفال سلبًا على نمو المخ. عند علاج أمراض مثل الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال، من المهم تجنب التفاعلات الدوائية مثل الأدوية التي قد يتناولها الطفل لمشاكل جسدية مثل الربو أو الزكام.
لابد عدم الخجل من المرض العقلي أو النفسي، فهو حالة صحية يمكن أن تؤثر على أي شخص بغض النظر عن الجنس والطبقة الاجتماعية والعقيدة. بصفتك أحد الوالدين، قد يكون من الصعب عليك الاعتراف بأن طفلك يعاني من اضطراب نفسي وتقبله، ولكن إدراك هذه المشكلة وطلب المساعدة لطفلك في أقرب وقت بمثابة ربح نصف المعركة. لا تنس أبدًا أن الاضطرابات النفسية يمكن علاجها، وعلى الرغم من أنها قد تكون رحلة طويلة، إلا أن ضوء الأمل دائماً موجود مع الإيمان بقدرة. الله سبحانه وتعالى.
إخلاء المسؤولية: هذه المعلومات هي مجرد دليل وليست بديلاً عن المشورة الطبية من متخصص مؤهل.