التكيس، بشكل عام، هو كيس مملوء بالسوائل يتكون في بعض أعضاء الجسم. وأكياس المبيض بالمثل هي أكياس مملوءة بالسائل والتي تنمو في أحد المبيضين أو كليهما. وقد يحدث تكيس المبايض في عدد كبير من النساء في حياتهن دون التأثير على صحتهن أو قدرتهن على الحمل، وقد يتطور الكيس ويختفي من تلقاء نفسه، لكن بعض أنواع التكيسات تسبب العقم أو أعراضًا مزعجة عندما تتمزق أو تنمو كثيرًا في الحجم.
المبيض هو هيكل بحجم اللوز في الجهاز التناسلي للأنثى والذي يكون مسؤول عن إنتاج البيض. أثناء الدورة الشهرية، يطلق المبيضان بويضة واحدة كل شهر في عملية تسمىالتبويض. خلال كل دورة شهرية، تنضج عدة بصيلات تحتوي على بيضة داخل المبيض وتمتلئ بالسوائل المغذية التي تغلف كل بويضة، ثم ينفجر أكبر جريب لإطلاق البويضة. في بعض الأحيان، تستمر البويضة في التطور ولكن لا تكتمل العملية ويبقى الجريب ككيس في المبيض لبعض الوقت قبل أن تختفي. في معظم الأحيان، تكون أكياس المبيض غير ضارة ولا تسبب أي إزعاج أو عدم راحة للمرأة ولكن قد تتمزق في بعض الأحيان مما يؤدي إلي النزيف الداخلي، كما أنه في حالات نادرة، تتحول الأكياس إلى أورام سرطانية.
هناك أنواع مختلفة من أكياس المبيض التي يمكن تصنيفها كأكياس وظيفية أو أكياس مرضية.
تحدث الأكياس الوظيفية بسبب العمليات الطبيعية أثناء الدورة الشهرية وهي شائعة جدًا، ويظهر هذا النوع عند النساء اللائي لديهن دورة حيض نشطة ولم تعاني من انقطاع الطمث، وغالبًا ما تكون حميدة (غير سرطانية) وغير ضارة وتختفي من تلقاء نفسها في غضون بضعة أشهر دون علاج، ولكن في حالات نادرة، قد تسبب أعراضًا مثل آلام الحوض.
تنقسم أكياس المبيض الوظيفة بشكل رئيسي إلى نوعين:
1. كيس جريبي (Follicle cyst)
هي من أكثر أنواع التكيسات شيوعًا عند النساء وتتطور بإحدى الطريقتين التاليتين:
عادة ما يكون الكيس الجريبي صغير، ولكن قد يصل حجم بعض منها إلى ٥ أو ٦ سم. عادة ما يختفي من تلقاء نفسه في غضون بضعة أشهر دون علاج.
2. كيس الجسم الأصفر (Corpus luteum cyst)
تتشكل هذه الأكياس عندما ينفجر الكيس الجريبي لإطلاق البيضة ويبقى كصدفة (الجسم الأصفر). وفي بعض الأحيان، تغلق القشرة وقد تمتلئ بالسوائل أو الدم. قد يصل حجم كيس الجسم الأصفر إلى ٦ سم ويستغرق بضعة أشهر ليختفي. وفي بعض الحالات، قد ينفجر ويفرز الدم في البطن مما قد يسبب ألم شديد وخطير.
3. أكياس المبيض المرضية (Pathological cyst)
تحدث أكياس المبيض المرضية بسبب نمو الخلايا بشكل غير طبيعي ولا ترتبط بدورة الطمث. قد تعاني منها جميع النساء قبل مرحلة انقطاع الطمث أو بعده. يمكن أن تتطور أكياس المبيض المرضية من الخلايا التي تشكل الجزء الخارجي من المبيض أو من الخلايا المستخدمة في تكوين البويضات. قد تتطور الأكياس المرضية بعدد كبير وتمنع تدفق الدم إلى المبايض أو حتى إنفجار المبايض. وفي بعض الأحيان قد تكون سرطانية ويتم استئصالها جراحيًا في الحالة التالية.
تصنف أكياس المبيض المرضية على النحو التالي:
1. الكيس البشراني (Dermoid cysts):تتكون هذه الأكياس التي تسمى أيضًا بالأورام المسخية الكيسية، من الخلايا الجنينية ويمكن أن تحتوي على أنسجة مثل الجلد أو الشعر أو الأسنان. تكون حميدة في الغالب.
2. الأورام الغدية الكيسية (Cystadenomas): تتشكل على سطح المبيض وتمتلئ بالسوائل المائية أو المخاطية.
3. الانتباذ البطني الرحمي (Endometriosis):تنمو هذه الأكياس بسبب حالة تسمى الانتباذ البطاني الرحمي حيث تنمو خلايا بطانة الرحم خارج الرحم. قد تلتصق بعض هذه الأنسجة وتبدأ في النمو.
لا يمكن ملاحظة أعراض لحالة أكياس المبيض في معظم النساء. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يمكن ملاحظة الأعراض في حالة نمو الأكياس إلى حجم كبير ومنع تدفق الدم أو الضغط على الأعضاء المحيطة أو تسريب الدم والأعراض هي كما يلي:
يمكن ملاحظة أكياس المبيض أثناء فحص الحوض. اعتمادًا على طبيعة الأكياس ونوعها، سيوصي الطبيب بإجراء اختبارات مختلفة لتحديد نوع الكيس. تتضمن بعض الاختبارات ما يلي:
لا تسبب أكياس المبيض في العقم، لكن هناك نوعان الذي يجعلان حدوث الحمل أمر صعب للغاية.
هل يمكن أن تؤثر أكياس المبيض على الحمل؟ نعم ممكن أن تؤثر وقد لا تؤثر. تعتمد المخاطر على نوع وحجم الكيس أثناء الحمل. تطلب أكياس المبيض التي تنمو إلى أحجام كبيرة وتضغط على المثانة البولية أو تنفجر الأكياس وتصب محتوياتها في التجويف البطني. في بعض الحالات، يلتوي سويقة الكيس وينقطع تدفق الدم. قد يموت هذا الكيس ويزيد من خطر الإصابة بالتهاب الصفاق الحاد وهو التهاب يصيب بطانة تجويف البطن مما يشكل خطورة على كل من الأم والطفل.
الأكياس الملتوية:
عندما تنمو الأكياس إلى أحجام كبيرة، فإنها تؤدي إلي خروج المبايض من مكانها. وفي بعض الأحيان قد يسبب الضغط الذي يحدث بسبب الإزاحة في التواء المبيض في حالة تسمى الكيس الملتوية، وإنها قد تقلل أو تقطع تدفق الدم إلى المبايض وتسبب أعراضًا مثل آلام الحوض الشديدة والغثيان والقيء.
الأكياس الممزقة:
يمكن أن تتمزق الأكياس التي تحتوي على الدم والسوائل عندما تكبر في الحجم مما قد يؤدي إلي نزيف داخلي وألم شديد، وكلما زاد حجم الكيس، زادت فرصة تمزقه، كما قد تؤدي الأنشطة والتمارين الرياضية التي تؤثر على الحوض إلى تمزق كيس كبير الحجم.
يعتمد علاج تكيسات المبيض على المخاطر التي تشكلها وعلى الانزعاج الذي تشعر به المرأة أثناء الحمل. المراقبة الجيدة هي الخطوة الأولى عند اكتشاف كيس في الفحص بالموجات فوق الصوتية. من خلال فحوصات المتابعة، من الممكن معرفة ما إذا كان الكيس قد اختفئ من تلقاء نفسه أم أنه ينمو في الحجم مما قد يتسبب في خطر ما على صحة المرأة أثناء الحمل.
إذا تتطور الكيس بشكل كبير مما يسبب الألم أو مخاطر أخرى مثل التمزق، فيمكن إزالته جراحيًا. عادة ما يتم إجراء جراحة ثقب المفتاح أو منظار في البطن في بداية الحمل. إذا كان الكيس كبيرًا أو ظهر في وقت متأخر من الحمل، فسيتم إزالته من خلال قطع في البطن (شق البطن).
تتم إزالة كيس المبيض أثناء الحمل بطريقتين:
لا توجد أي وسيلة لمنع حالة أكياس المبيض. لكن يمكن اكتشافها في أقرب وقت ممكن من خلال فحوصات الحوض المنتظمة. عادة ما تكون التغييرات في دورات الطمث والأعراض غير العادية التي تستمر لعدة دورات مؤشرات ويجب زيارة الطبيب.
يمكن أن توجد أكياس المبيض والحمل طالما أن الكيس حميد ويتم مراقبته بشكل منتظم للتحقق مما إذا كانت هناك أي مؤشرات على وجود مشكلة. إذا تشعرين بألم مفاجئ شديد في البطن مع القيء والحمى، فيجب عليك زيارة الطبيب. يمكن أن تتضمن بعض الأعراض الأخرى الجلد البارد والجلد الرطب مع الضعف والدوار. هذه علامات على حالة طوارئ ويجب عدم تجاهلها.
إن وجود أكياس المبيض ليس دائمًا سببًا للقلق، فمن المحتمل أن الكيس حميد وسيختفي تلقائياً في غضون أشهر، ولكن من الضروري فحصه تلك الأكياس بشكل منتظم لتجنب المشاكل.