لقد أنعم الله سبحانه وتعالى علينا بالأطفال والفرحة التي تأتي من تربية طفلك لا مثيل لها على الإطلاق. عندما تحملين طفلك الرضيع لأول مرة، فمن الشائع أن تشعري بموجة من العواطف الجياشة تجاهه، كما أنه من الشائع أيضاً ألا تشعري بأي شيء. لا نريد شيئًا، في تلك اللحظات الأولى، أكثر من أن يكون المولود الجديد بصحة جيدة وآمنًا بينما نعد أنفسنا أيضًا لنكون من أفضل الآباء والأمهات. ومع مرور الأيام والأسابيع، سيتم إنشاء رابطة عاطفية قوية بينك وبين طفلك الرضيع، والتي ستنو وتكير مع مرور الزمن لتكون أهم علاقة عاطفية في حياة الوالدين.
يعد الارتباط بطفلك أمرًا بالغ الأهمية لعلاقتك بطفلك في المستقبل وكذلك لنموه. أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين تربطهم علاقة عاطفية صحية بوالديهم يشعرون بمزيد من الأمن والأمان. هؤلاء الأطفال أيضًا، دائمًا، لديهم تقدير أعلى لذاتهم وثقة عالية بالنفس. يترابط بعض الآباء مع أطفالهم في غضون ثوانٍ قليلة من رؤية الطفل الرضيع لأول مرة، والبعض الآخر يستغرق وقتًا أطول قليلاً. لا تقلقي كثيرًا إذا لم تشعري بالرابطة العاطفية على الفور لأن معظم الآباء يطورون هذه الرابطة عندم البدئ في رعاية طفلهم الرضيع.
الفترة بعد الولادة هو الوقت الذي يجب أن تتذكري فيه أن تتعاملي برفق مع نفسك، حيث لا يشعر معظم الآباء على الفور بالارتباط العاطفي مع أطفالهم الرضع وقد يستغرق الأمر وقتًا أطول من بضعة أيام. طالما يتم تلبية الاحتياجات الأساسية لطفلك الرضيع وهو بين ذراعيك، فسيكون على ما يرام. غالبًا ما تتفاجأ الأمهات الجدد بمدى الإرهاق والتعب الذي يصاحب الأمومة في الفترة الأولى بعد الولادة، ويجب ألا تشعري بالذنب إذا لم تشعري بالارتباط العاطفي بطفلك على الفور.
كما أن بعض الأمهات قد يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة الناجم عن انخفاض مستويات الغدة الدرقية، مما يجعله من الصعب تنمية الارتباط العاطفي بالطفل. إذا كنت تشعرين بالاكتئاب أو الانفعال غير المنطقي أو تواجهين صعوبة في النوم، فعليك التحدث مع طبيبك حول هذه الأعراض.
يحدث التواصل بين الوالدين وطفلهما بعدة طرق بسيطة. إن النظر إلى مولودك الجديد، ولمس بشرته، وإطعامه، كل ذلك يساهم في عملية تنمية الترابط العاطفي. يمكنك احتضانه، وتدليك جسمه بالزيت، وهزه للنوم، وهذه كلها طرق للمساعدة على تقوية الارتباط بطفلك. إن الطرق العديدة البسيطة التي تتفاعلين بها وتعتنين من خلالها بطفلك تضيف جميعها إلى تجربة الترابط العاطفي.
يعتبر الترابط عملية فردية خاصة للغاية ولا تتشابه تلك التجربة بين الوالدين بشكل مماثل بآخر. قد يستغرق الأمر بضعة أيام أو أسابيع أو حتى أشهر قبل أن يتم إنشاء هذه الرابطة العاطفية الخاصة مع طفلك الرضيع. الشيء المهم الذي يجب أن تتذكرينه هنا هو أنه لا يجب أن تضعي نفسك تحت أي نوع من أنواع الضغط إذا كنت تأخذين وقتًا أطول لنمية هذه الرابطة. يظهر التأخير في الترابط عندما يكون هناك عمل شاق أو حمل صعب لأنه يمكن أن يتركك مرهقًة. لوحظ هذا أيضًا مع الآباء الذين لديهم أطفال يعانون من مشاكل صحية تتطلب رعاية مستمرة.
قد يبدو الارتباط بطفلك وكأنه أمر يعرضك للضغط الشديد حيث يخبرك الجميع بمدى أهمية الارتباط العاطفي على الفور مع الرضيع. كما أنه لا يساعد إذا كنت تتحدثين إلى أمهات أخريات لم يتأخرن في الارتباط بأطفالهن عاطفياً. هناك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها لتقوية العلاقة العاطفية بينك وبين طفلك.
تنطوي الرضاعة الطبيعية على الكثير من ملامسة جلد طفلك. سيكون طفلك أيضًا قادرًا على سماع دقات قلبك وشم رائحتك، وكل ذلك يضيف إلى عملية الترابط.
إحدى الطرق التي يمكنك من خلالها تعزيز الترابط العاطفي هي من خلال التواصل البصري في عين طفلك. يجب عليك القيام بذلك في الأوقات التي تجعل طفلك سعيدًا مثل عندما ترضعينه إما رضاعة طبيعية أو بالزجاجة، أو عند تدليكه بالزيت.
سيجلب هذا النشاط الابتسامات والضحكات الكبيرة لطفلك بينما يقربك منه، علاوة على ذلك، فإنه يوفر لطفلك الفوائد العديدة للزيوت المستخدمة في التدليك.
حاولي البقاء بعيدًة عن هاتفك والحاسوب المحمول. بهذه الطريقة سيكون لديك المزيد من وقت الفراغ وستتمكنين من قضاء المزيد من الوقت الجيد مع طفلك الصغير.
يمكن أن يكون الاستماع إلى نبضات قلب طفلك تجربة معززة للترابط العاطفي مع طفلك ولهذا السبب يجب الاستماع إلى نبضات قلب طفلك أثناء فحوصات الموجات فوق الصوتية عندما تكونين حاملاً.
النوم خلال الأشهر القليلة الأولى أمر بالغ الأهمية لصحتك، يجب أن تنامي عندما ينام طفلك حتى تحصلي على قسط كافٍ من النوم.
اقضِ بعض الوقت في احتضان طفلك. أظهرت الدراسات أن التلامس الجسدي يفرز الإندورفين، وهذا يقوي الرابطة بين الوالد والطفل.
احتفظي بمفكرة تحتوي على جميع المعالم التنموية المهمة لطفلك، مثل المرة الأولى التي ابتسم فيها، ووجبة الطعام الأولى حتى خطواته الأولى، يمكنك تسجيل كل ذلك ليكون ذكري جميلة في المستقبل.
من أفضل الطرق للتواصل مع طفلك هي القراءة له. ليس من السابق لأوانه البدء في هذه العادة الجيدة، مع مراعاة العثور على الكتب المناسبة لعمر الرضيع والتي يمكنك الاستمتاع بها معه. قومي بصنع وجوهًا وأصواتًا مضحكة لكل شخصية واستمتعي بمشاهدة عيون طفلك تلمع بالفرحة.
ليس بالضرورة أن تتمتعي بصوت جميل كي تغني لطفلك. قومي باختيار بعض الألحان وغني لطفلك خاصة عند وضعه إلى النوم. ستبقى هذه الأغاني الخاصة طريقة للتواصل معه.
الجواب البسيط هو لا. يجد العديد من الآباء صعوبة في إقامة علاقة عاطفية مع أطفالهم الرضع لعدد من الأسباب. يجب أن تضعي في اعتبارك أنه بمرور الوقت سيحدث هذا الترابط من تلقاء نفسه. من الأفكار الرائعة هي الانضمام إلى منتديات أو مجموعات الآباء الجدد حيث يمكنك تبادل التجارب المختلفة والعثور على الدعم العاطفي. إن الاستماع إلى الآباء الآخرين الذين يتعاملون مع أطفالهم الرضع، سيقلل من شعورك بالوحدة.
هناك العديد من المشكلات التي يمكن أن تتسبب في تأخير الارتباط العاطفي بطفلك. النساء اللواتي خضعن لعملية قيصرية مصحوبة بفترة تعافي صعبة، وولادة مبكرة وحتى اكتئاب ما بعد الولادة، يجدن أن الترابط العاطفي أمراً صعبًا. لا تشعري بالذنب وامنحي نفسك وقتًا للتعافي والتواصل مع طفلك.
يجب أن تشعري على الأقل بتحول طفيف في التعلق العاطفي الذي تشعرين به تجاه طفلك بعد الأسبوعين الأولين. إذا لم يحدث ذلك، فعليك التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الأولية وكذلك طبيب طفلك.
أحد الأسباب الرئيسية لصعوبة الارتباط العاطفي بطفلك هو اكتئاب ما بعد الولادة. هذه الحالة شائعة جدًا ويتم ملاحظتها في حوالي ١٠٪ من الأمهات. يجب عليك طلب المساعدة إذا واجهت خمسة على الأقل من الأعراض التالية:
إذا لم يتم حالة اكتئاب ما بعد الولادة علاج بشكل مناسب، يمكن أن يسبب مشاكل خطيرة لاحقًا. يجب عليك طلب المساعدة لك ولطفلك.
إن الارتباط العاطفي بطفلك ليس علمًا دقيقًا ولا يرتبط أي من الوالدين بطفلهما بالطريقة نفسها بالضبط. لكل أم وأب رحلة شخصية خاصة في إقامة علاقة عاطفية مع طفلهما. لا تلومي نفسك إذا لم تشعري بإحساس فوري بالارتباط العاطفي بطفلك وامنحي نفسك الوقت لتنمو تلك العلاقة بشكل طبيعي.