عندما تلاحظين طفلك يكذب للمرة الأولى، فمن الطبيعي أن تشعرين بالخيانة وخيبة الأمل. بينما يعتبر الكذب سلوكًا سيئًا، إلا إنه جزء طبيعي من النمو عند الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الكذبة البيضاء، التي تُقال من أجل أن المجاملة، مهارة اجتماعية مهمة يحتاجها الأطفال.
ومع ذلك، إذا وجدت طفلك يكذب عليك كثيرًا، فمن الضروري ألا تشعري بالإحباط. بدلاً من ذلك، يمكنك استخدام أساليب التعزيز الإيجابية لتشجيعه على الصدق.
لا يولد الأطفال بمفهم أخلاقي يميز بين الصواب والخطأ، ولكن هذا سلوك مكتسب، ومن خلال التفاعل مع البيئة، يتعلم الأطفال تدريجيًا قواعد السلوكيات الأخلاقية الصيحة. نظرًا لأن إدراكهم وفهمهم للعالم هو أيضًا في طور التطور، فقد يكذب الأطفال لأسباب مختلفة في مختلف الأعمار.
من الأسباب الأكثر شيوعًا لكذب الأطفال هو تجنب العقاب. إذا فهموا أن هناك عواقب لأفعالهم الخاطئة أو عدم فعل ما كان من المفترض فعله، فمن المرجح أنهم سيكذبون بدلاً من ذلك لتجنب العقاب.
قد يكذب الأطفال أيضًا ليشعروا بأنهم يتناسبون بشكل أفضل مع أصدقائهم. غالبًا ما يتم هذا من أجل إثارة إعجاب الأصدقاء.
إذا أخبرته أنه سيتم إعطاؤه مكافأةً ما بعد إكمال مهمة معينة، فقد يكذب الطفل من أجل الحصول على المكافأة. حتى أنه قد يكذب لتجنب القيام بالأعمال الروتينية.
إذا كان هناك الكثير من القيود المفروضة على الطفل ويطلب منه تقديم تفاصيل عن كل ما يفعله، فقد يشعر بأنه محاصر. من المرجح أن يكذب مثل هؤلاء الأطفال من أجل الحصول على الاستقلال في الاستمتاع بالأشياء الطبيعية.
يتعلم بعض الأطفال تدريجيًا قول الأكاذيب البيضاء لكي يبدوا مهذبين ولا يؤذون الآخرين. إن إخبار العمة بأنهم يحبون الهدية حتى لو لم يكونوا مغرمين بها هو أحد هذه الكذبات البيضاء. يتعلم معظم الأطفال هذا إما بعد أن يُطلب منهم القيام بذلك أو مراعاة لمشاعر الآخرين. قد يضع هذا صرحًا لبعض المهارات الاجتماعية لدى الأطفال.
قد يحاول الأطفال الذين يروون حكايات طويلة جذب انتباه والديهم. قد يكذب الأطفال ذوو الخيال الواسع لجعل قصصهم أكثر إبداعًا.
قد يبدأ الطفل في الكذب في وقت مبكر من عمر سنتين تقريبًا. نظرًا لأن مهاراته اللغوية لا تزال تتطور وهو لا يقدر على التعرف على الفرق بين الواقع والخيال، فقد لا يفهم الأهمية الأخلاقية لقول الحقيقة. بالرغم من أن الكذب قد يبدأ مبكرًا جدًا عند الأطفال لكن سبب الكذب يتغير مع تطور مهاراتهم المعرفية وفهمهم للعالم.
١. يكذب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات لتجنب العقاب، أو لتجنب فعل شيء لا يستمتعون به. إذا سُئلوا عن خطأ ما، فقد ينحرفون عن الحقيقة أو يكذبون لتجنب التوبيخ أو العقاب. قد يتفاعلون مع نبرة صوتك عندما تسألينهم عما إذا كانوا قد فعلوا شيئًا خاطئًا. إذا تكونين غاضبة، فمن المحتمل أنهم سوف يكذبون لتجنب هذا الغضب. قد لا يكون لمعاقبة هؤلاء الأطفال الصغار على الكذب أي تأثير لأنهم عادة لا يقدرون على فهم سبب معاقبتهم.
٢. بين سن الثالثة والسابعة، غالبًا ما يكون الأطفال غير قادرين على التمييز بين الواقع والخيال. تلاحظينهم في هذا هو الوقت وهم يخبروك عن أصدقاء وهميين ويبدعون في أكاذيبهم. قد يصرون حتى على أن هذا العالم الخيالي حقيقي.
٣. الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة والثانية عشرة يفهمون معنى الكذب. غالبًا ما يختبرون ما في وسعهم ولا يمكنهم الإفلات منه وهم يكذبون. هذا هو الوقت الذي تتوقعين فيه الكذب فيما يتعلق بالواجب المنزلي أو العمل الذي لا يريدون القيام به. في هذا العمر، يسيطر الكذب على ضميرهم ويبدأون في الشعور بالذنب لارتكابهم الكذب.
٤. بمجرد أن يدخل الأطفال مرحلة ما قبل المراهقة وحتى سن المراهقة، فإنهم يميلون إلى الكذب لأسباب مختلفة مثل تجنب التوبيخ وضغط الأقران (الرغبة في التأقلم) وغير ذلك. في هذا العمر، يكونون مدركين تمامًا للتداعيات من أكاذيبهم ويفهمون أن لديهم خيارًا لقول الحقيقة.
إذا تلاحظين طفلك وهو يكذب، فمن الضروري أن تتفاعلي بشكل مناسب حتى لا تزيدين من إخافته في الكذب. إليك ما يجب فعله إذا كذب طفلك عليك.
إذا كان رد فعلك عدوانيًا عندما تلاحظين طفلك يكذب، فمن المحتمل أنه سيكرر ذلك مرة أخرى لتجنب غضبك. بدلًا من ذلك، تحدثي إليه بهدوء وبطريقة جيدة. هذا سيشجعه على تجنب الكذب في المستقبل.
اكتشفي لماذا يكذب طفلك. يمكنك سؤاله مباشرة بمجرد اعترافه بالكذب. قد تكتشفين أن هناك سببًا لكذبه. قد يكون خائفا من التداعيات. يمكنك حتى البدء في ذلك عن طريق سؤاله عما إذا كان خائفًا من الصدق. إذا تجدين أن ابنك تفاخر بأشياء لم يفعلها، فقد يكون يعاني من تدني احفي الثقة بالنفس.
إذا كسر طفلك شيئًا ما أو ارتكب خطأ، فأخبريه بهدوء أن الأخطاء شائعة وأنها تحدث. لكن الكذب بشأن الخطأ غير مقبول وعليه أن يتحمل مسؤولية أخطائه. سيساعده هذا على فهم أنه في المرة القادمة لن يحتاج إلى الكذب للتستر على خطأ ما.
بدلاً من سؤال طفلك عما إذا كان قد أنهى واجبه المنزلي، يمكنك سؤاله عن الموعد الذي يخطط فيه للقيام بذلك. سيعطيه ذلك فرصة لإخبارك بخطته بدلاً من الكذب.
إذا كان طفلك صريحًا بشأن أنه كذب، فمن الضروري أن تقدريه على ذلك. إذا كنت تتصرفين بشكل سلبي حتى عندما ينفتح عليك، فهناك احتمال ألا يفعل ذلك مرة أخرى لتجنب غضبك.
لا تعاقبي طفلك إذا تلاحظين أنه يكذب. هذا ينطبق بشكل خاص على الأطفال الصغار لأنه قد يؤثر على صحته العاطفية. بدلاً من ذلك، استخدمي التعزيز الإيجابي وامدحيه لقبوله أنه كذب.
يحتاج الطفل إلى قدوة جيدة ليمتثل بها، ويتعلم الكثير من السلوكيات من آبائه وأنت كأم تعتبرين مقياسًا لكيفية إدراكه للعالم. فمن الضروري ألا تكذبي أمام طفلك. هذا يعني أيضًا، عدم الكذب على الهاتف بشأن مكانك أو غيرها من أنواع الأكاذيب البيضاء التي تعتبر مقبولة للبالغين. أيضًا، قللي من الكثير من الكذب. بالرغم من أنه من الضروري لطفلك أن يتعلم المجاملة مع تقدمه في السن وقد يلاحظ إشارات مختلفة لنوع الكذب المقبول. بدلًا من افتراض أن طفلك سوف يكتشف ذلك في النهاية بنفسه، حاولي تقييد الكذب حتى يتفهم طفلك بشكل واضح سبب رواية هذه تقييد الأكاذيب البيضاء.
إذا كان طفلك يكذب لجذب انتباهك، فتأكدي من قضاء وقت ممتع معه. فالسنوات القليلة الأولى من التطور حاسمة في المساعدة على تصحيح مفاهيمه الأخلاقية. وبجب أن تخبريه أيضًا أنك متاحة في أي وقت إذا احتاج إلى التحدث إليك بشأن أي شيء.
يبدأ الكذب عند الأطفال كأمر مقبول ولكن إذا لم تتم ملاحظته في الوقت المناسب، فقد يتطور إلى مشكلة أكثر خطورة مما قد يؤثر عليهم في المستقبل. إذا تلاحظين أن طفلك يكذب عليك كثيرًا فتحدثي معه بهدوء. واشرحي له أن الكذب خطأ وأن له عواقبه. ومن الضروري أيضًا أن تبني علاقة مريحة مع طفلك مما يسمح له بالتواصل معك دون أي خوف. في حالة الكذب المرضي لطفلك، اطلبي المساعدة المتخصصة.