عندما يتعلق الأمر بوقف إنتاج حليب الثدي، فإن الفطام الطبيعي هو الطريقة المثالية لأنه يحدث بشكل تدريجي. كما أنه يمنح الأم والطفل وقتًا كافيًا للتكيف عاطفيًا وجسديًا مع هذا التغيير.
لكن في بعض الأحيان، قد تضطر الأمهات المرضعات إلى اختيار الفطام المفاجئ لأسباب معينة مثل حالة طبية معينة، أو في حالة فقدان طفلهن لا قدر لله. يمكن أن يؤدي الفطام المفاجئ إلى المعاناة النفسية، والجسدية لدى الأمهات المرضعات مثل زيادة خطر الإصابة بالالتهابات، وانسداد قنوات الحليب، بالإضافة إلى الشعور العميق بالخسارة والحزن. لذلك، قد يصبح من الضروري تطبيق استراتيجيات بعينها لوقف إنتاج حليب الثدي بسرعة وفعالية.
أسباب تؤدي إلى إيقاف الرضاعة
قد يصبح إيقاف الرضاعة أحد الاعتبارات للأمهات المرضعات للأسباب التالية:
١. لا ترغب الأم في الرضاعة الطبيعية
قد لا ترغبين في الرضاعة الطبيعية لأسباب شخصية، ولكن، لا يزال يتم إنتاج حليب الثدي وتراكمه، وبالتالي يمكن أن يصبح هذا مصدرًا للألم وعدم الراحة.
٢. ترغب الأم في فطام الطفل
عندما يكبر الطفل الرضيع، قد ترغبين في تقديم الحليب الاصطناعي أو الأطعمة الصلبة له. سيقلل هذا من استهلاك الطفل لحليب الأم، ونتيجة لذلك، قد يتراكم حليب الثدي ويمكن أن يسبب ضائقة جسدية كبيرة للأم.
٣. تكون الأم غير قادرة على إرضاع الطفل
في بعض الأحيان قد تصاب الأم بحالات طبية معينة مثل التهاب الثدي، أو انسداد قنوات الحليب التي يمكن أن تجعل الرضاعة الطبيعية مؤلمة، وإذا كانت تخضع الأم لبعض العلاجات مثل العلاج الكيميائي، فلا خيار سوى التوقف عن الرضاعة الطبيعية.
٤. لا تتوقف إفرازات الحليب حتى بعد فطام الطفل عن لبن الأم
في بعض الأحيان، يستمر الثدي في إفراز الحليب حتى بعد انتقال الطفل من حليب الثدي إلى الحليب الاصطناعي أو أغذية الأطفال، وفي مثل هذه الحالات، قد تختار الأم سبل إيقاف الرضاعة.
٥. وفاة الطفل لا قدر الله
في الحالة المأساوية لوفاة الطفل بعد الولادة، أو أثناء فترة الرضاعة، فقد تقوم بقمع حليب الثدي.
كيفية وقف إنتاج حليب الثدي
من المستحسن دائمًا الفطام ببطء. قد يؤدي الفطام المفاجئ إلى احتقان وألم في الثدي، أو قد يؤدي إلى حدوث حالات طبية مثل التهاب الثدي. بعض طرق إيقاف حليب الثدي مذكورة أدناه:
- يمكنك البدء باستبدال رضعة أو اثنتين في اليوم ثم التقدم تدريجيًا إلى التوقف تمامًا. هذا الأسلوب مفضل لأن الجسم يحصل على وقتٍ كافٍ لتنظيم التغيير وسيتوقف في النهاية عن إنتاج الحليب.
- احرصي على عدم تحفيز الحلمتين لأن هذا يمكن أن يبدأ في إنتاج الحليب.
- الامتناع عن ضخ الحليب لأن جسمك قد يأخذ ذلك كإشارة لإنتاج المزيد من الحليب. في حالة شعورك بالاحتقان، استخدمي مضخة يدوية ببطء لسحب الحليب بما يكفي لتقليل الألم.
- يمكنك أيضًا مناقشة طبيبك بشأن تناول بعض الأدوية الموصوفة لقمع إدرار الحليب.
- قد يدفع الجفاف جسمك لزيادة إنتاج الحليب، فتناولي المزيد من السوائل لضمان استقرار مخزون الحليب لديك، كما أظهرت الدراسات أن زيادة استهلاك المياه لا يزيد من إمداد الحليب.
- يمكنك تجربة العلاجات الطبيعية لتجفيف حليب الثدي مثل شرب شاي المريمية، كما يمكنك أيضًا استخدام خلاصة المريمية الممزوجة بمشروبك المفضل.
- قد يساعد تناول فيتامين ب ٦ أيضًا في تقليل إنتاج الحليب لأن فيتامين ب ٦ يوقف إفراز برولاكتين البلازما في الجسم، المسؤول عن إنتاج حليب الثدي.
- يتم إمداد جسمك بالحليب بناءً على الكمية التي يتم شفطها يوميًا. يمكنك محاولة خفض كمية تناول الحليب عن طريق الرضاعة بطريقة تدريجية.
- إسقاط جلسة رضاعة واحدة تدريجياً. ابدئي بتقليل الجلسات أثناء النهار أولاً، ثم انتقلي جلسات الرضاعة أثناء الليل.
- يمكنك تجربة طريقة “لا تعرض ولا ترفض“. وهذا يشمل عدم عرض الرضاعة، وكذلك عدم رفض رغبة طفلك في الرضاعة.
- تأجيل الرضعات هي طريقة أخرى. إذا طلب طفلك الرضاعة، قولي له “ليس الآن، لاحقًا“. بهذه الطريقة، سيتعلم طفلك الانتظار لبعض الوقت، وقد لا تحدث جلسة الرضاعة في وقت لاحق إذا كان طفلك مشغولًا بشيء آخر.
- قللي الوقت الذي تستغرقه كل رضعة تدريجيًا، حتى تختفي جلسة الرضاعة تدريجياً.
توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بالرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة تصل إلى ستة أشهر، وإدخال المواد الصلبة التكميلية من ستة أشهر فصاعدًا مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى يبلغ الطفل عامين على الأقل.
متى يجف حليب الثدي؟
قد يستغرق تجفيف الحليب من عدة أشهر إلى سنة. طالما أنه ليس هناك احتقان أو ألم، فهذا أمر طبيعي.
كيفية علاج القنوات المسدودة والتهاب الثدي
التهاب الثدي هو شكل من أشكال عدوى الثدي التي تسبب التهاب أنسجة الثدي وتصبح مؤلمة. عندما يمتلئ الثدي، قد يحدث انسداد في القنوات بسبب عدم تنقية الحليب، وقد يدخل جزء منه إلى الأنسجة المجاورة مسببة الالتهاب. يكون الثدي مؤلمًا، وقد يتحول الجلد إلى اللون الأحمر أيضًا. قد تعاني الأم المصابة من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا مثل الأوجاع والارتعاش. يمكن أن تتمثل بعض طرق علاج القنوات المسدودة والتهاب الثدي في:
- الحرص على شفط الحليب حتى لا يمتلئ الثديان ويزيد من تفاقم الوضع.
- سحب الحليب، دلكي الثدي برفق ثم ضربيه برفق على طول خط القناة، مع التحريك تدريجياً نحو الحلمتين.
- يمكنك استخدام كمادة دافئة على الثدي المصاب ثم محاولة شفط الحليب.
- أثناء تدليك الثدي، يمكنك تقديم الدعم لثديك باليد الأخرى. هذا يمكن أن يساعد في تخفيف الشعور بعدم الراحة. سيضمن استخدام زيت التدليك سهولة العملية.
- يمكنك أيضًا محاولة ضخ الحليب يدويًا أثناء الدش الدافئ أو أثناء الاستلقاء في حوض الاستحمام المملوء بالماء الدافئ.
- يمكن أن يكون تطبيق كمادات باردة، أو أوراق الملفوف الباردة على الثدي المؤلم مفيدًا في تخفيف الألم وتقليل الالتهاب.
- اطلبي العلاج الطبي في حالة إصابتك بالحمى، ولم يتضح الانسداد لأن عدم علاج التهاب الثدي المعدي يمكن أن يؤدي إلى خراج الثدي المرضي.
- يمكن أن يكون تناول المسكنات الخفيفة مثل الأسيتامينوفين، أو الإيبوبروفين مفيدًا في مكافحة الألم والتورم. يرجى استشارة طبيبك أولاً قبل تناول أي دواء.
عوامل أخرى
من الأفضل ارتداء حمالة صدر مجهزة جيدًا بدلاً من حمالة الصدر الضيقة. يمكن استخدام ضمادات الثدي لامتصاص أي إفرازات زائدة من الحليب. إذا لم تفلح أي من العلاجات، والثدي مؤلم للغاية، فقد ترغبين في ضخ كل حليب الثدي بمساعدة مضخة الثدي الكهربائية. يمكنك مناقشة طبيبك قبل اتخاذ أي قرار.
في بعض الأحيان تضطر الأم إلى التوقف عن الرضاعة الطبيعية بسبب بعض العلاجات الطبية مثل العلاج الكيميائي، وفي مثل هذه الحالة، لا يزال من الممكن تزويد الطفل بحليب الأم إذا رغبت الأم في ذلك. في بعض الحالات المأساوية التي تفقد فيها الأم المرضعة طفلها، يمكنها أن تقدم حليب ثديها لمساعدة الأطفال الآخرين. هناك بعض بنوك الحليب والمنظمات غير الهادفة للربح مثل Human Milk 4 Human Babies Global Network التي تدعم التبرع بحليب الثدي وتهدف إلى مشاركة اللبن البشري من الأم إلى الأم. يمكن أن تكون هذه تجربة علاجية للأمهات المرضعات لأنهن يكافحن للتكيف مع فقدان طفلهن أو الشعور بالذنب والحزن.
بغض النظر عن السبب، من المهم اعداد نفسك عاطفيًا للتوقف عن الرضاعة. من المرجح أن تتغير مستويات الهرمونات بشكل كبير مع انخفاض إنتاج الحليب، كما يمكن أن تحدث يعض التقلبات المزاجية، لذلك، يصبح الدعم العاطفي أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحتك النفسية والفسيولوجية.